سوسنة الربيع

أشفق على نفسه وهو يتأمل وجهها، يشرق منه نور ملائكي مشع، وجه طفلي بريء لم يزده تعاقب السنين إلا نضارة وجمالا.. لأنه يعكس بشفافية روحها، وروحها من نور سماوي..
لم يكن يتردد في الغرفة غير صدى خافت محمل بعبير أنفاسها، هبت منه عليه نسائم الذكرى وحملته بعيدا إلى أول يوم رآها .. يوم أحبها هذا الحب الذي تندحر أمواج اللغة العاتية على شطآنه، وتتطاير الكلمات على رمالها رذاذا … مجرد رذاذ وزبد…
كانت زهرة برية تتهادى مع هبات نسائم الربيع ، تنعكس أشعة الشمس على قطرات الندى التي تتوج هامتها بإكليل بهاء لم تحلم به صبية ..
تبدو رقيقة لحد الانكسار، شفافة كالبلور المصقول .. مشرقة كابتسامة على شفتي وليد، لذلك كان يخاف عليها .. ويغار عليها حد الجنون، ويود لو يبني لها بين جانيحه عشا يقيها من عيون قراصنة الفرح، ومخالب نسور الزمن الغادر..
لكن ها هو اليوم يشفق على نفسه من ضعفه أمام قوتها، يتعلم منها كيف يكون الصمود في وجه أقسى الأزمات والمحن.. كيف تتحول زهرة السوسن الندية إلى طود راسخ يتحدى الألم، وكيف يشق سيف الإرادة الجبارة قلب الأعاصير العاتية التي اقتلعت أقوى الأشجار وأرسخها…
ها هو يستمد من ضعفها القوة ليواصل المسير.. ويتحمل أعباء هذا الزمن الرديء..الرديء…
حتى وهي تمد إليه يدها وتناديه من قلب الإعصار : حبيبي لا تتركني أنا اليوم في أشد الحاجة إليك، كان يحس في قرارة نفسه أن تلك اليد الممتده إليه إنما تمده بنسغ الحياة وإرادة القوة والعزيمة والثبات، وتبث في أوصاله المتكلسة من صقيع الخوف عليها دفء الحياة وماء الربيع..
خشي أن يوقظها من سباتها الهادئ الحالم الجميل، فهمس لها :
سوسنتي الجميلة…
زوجتي الحبيبة ورفيقة دربي..
سنتعدى الأزمة كما تعدينا غيرها، وغدا سنسير كما اعتدنا في الشارع الطويل، يتراقص قلبانا تحت ظلال الأغصان الوارفة، ننصت لحفيف معطفينا، وخشخشة أوراق الأشجار تتأوه تحت ووقع أقدامنا، وأناشيد الحب تعزفها الحساسين العاشقة…
سأخبئ يدك في يدي، وفي أذنك أدس همسات تخصب وجنتيك وردا أحمر قانيا، سنمشي كما تعودنا صديقين حبيبين، فهناك فجر آخر جميل ينتظرنا بشوق خلف ربوة الحلم، وهناك ربيع دافئ ينثر أزهاره تحت أقدامنا وهناك غد باسم يطل من خلف أسوار هذا الشتاء العنيد…

" سوسنتي الجميلة…
زوجتي الحبيبة ورفيقة دربي..
سنتعدى الأزمة كما تعدينا غيرها، وغدا سنسير كما اعتدنا في الشارع الطويل، يتراقص قلبانا تحت ظلال الأغصان الوارفة، ننصت لحفيف معطفينا، وخشخشة أوراق الأشجار تتأوه تحت ووقع أقدامنا، وأناشيد الحب تعزفها الحساسين العاشقة…
سأخبئ يدك في يدي، وفي أذنك أدس همسات تخصب وجنتيك وردا أحمر قانيا، سنمشي كما تعودنا صديقين حبيبين، فهناك فجر آخر جميل ينتظرنا بشوق خلف ربوة الحلم، وهناك ربيع دافئ ينثر أزهاره تحت أقدامنا وهناك غد باسم يطل من خلف أسوار هذا الشتاء العنيد… "

لم أتمالك نفسي من البكاء .
أخي ناجي كأنك ترصد أنفاسي في هذه اللحظة .. وأنا سأنتظر أن تنقشع هذه الغيمة من سمائنا ويعود الصفاء والرخاء والآمان ولكن أرجو وأتمنى وأدعو الله ألا يطول انتظاري ..
ناجي أمين .. أنحني أمام هذه الخاطرة العميقة ودمت بألف خير أخي العزيز.

:0039:

العزيز najiamine

:003:

بباقات الورد وأكاليل الياسمين أستقبل هذه الخاطرة الجميلة التي تحمل في طياتها مشاعر الرأفة والرحمة والانسانية .

ناجي امين ..الاديب الجميل
اسعد الله اوقاتك بكل الخير
في هذه المعزوفة الفنية هناك اكثر من دلالة انسانية عميقة.. قرأت هنا الالم والامل ..الماضي والحاضر..الجرح والفرح..
اعجبني هذا المزج في المشاعر الانسانية المتحولة من والى..والمحافظة على ذات الانسان .
ناجي..لك كل الاحترام والتقدير..قلم مبدع لا عدمناه
جورية لقلبك المزهر

ميساء البشيتي كتب:" سوسنتي الجميلة…
زوجتي الحبيبة ورفيقة دربي..
سنتعدى الأزمة كما تعدينا غيرها، وغدا سنسير كما اعتدنا في الشارع الطويل، يتراقص قلبانا تحت ظلال الأغصان الوارفة، ننصت لحفيف معطفينا، وخشخشة أوراق الأشجار تتأوه تحت ووقع أقدامنا، وأناشيد الحب تعزفها الحساسين العاشقة…
سأخبئ يدك في يدي، وفي أذنك أدس همسات تخصب وجنتيك وردا أحمر قانيا، سنمشي كما تعودنا صديقين حبيبين، فهناك فجر آخر جميل ينتظرنا بشوق خلف ربوة الحلم، وهناك ربيع دافئ ينثر أزهاره تحت أقدامنا وهناك غد باسم يطل من خلف أسوار هذا الشتاء العنيد… "

لم أتمالك نفسي من البكاء .
أخي ناجي كأنك ترصد أنفاسي في هذه اللحظة .. وأنا سأنتظر أن تنقشع هذه الغيمة من سمائنا ويعود الصفاء والرخاء والآمان ولكن أرجو وأتمنى وأدعو الله ألا يطول انتظاري ..
ناجي أمين .. أنحني أمام هذه الخاطرة العميقة ودمت بألف خير أخي العزيز.

:0039:

أختي العزيزة ميساء
صباح الخيرات.

هي رحلة بحث مضنية، عن دفء المشاعر الإنسانية الصادقة، بين أنقاض تسونامي الرأسمالية المعولمة التي هدمت كل صروح العلاقات الانسانية الجميلة على رأس الإنسان...
لا يسعني ـ وأنا ألمح بشائر فجر جديد يلوح من خلف الرابية ـ إلا أن أضم رجائي إلى رجائك، أن تنقشع هذه الغيمة من سمائنا ويعود إليها الصفاء.

تحياتي الصادقة.

لانا زهدي كتب: العزيز najiamine

:003:

بباقات الورد وأكاليل الياسمين أستقبل هذه الخاطرة الجميلة التي تحمل في طياتها مشاعر الرأفة والرحمة والانسانية .

أختي لانا

شكرا لحضورك الجميل، وتعلقك الطيب.
ما أحوجنا في كل وقت وحين إلى مشاعر الرأفة والحنان والإنسانية..
هي الأبقى..

تحياتي الصادقة.

ايهاب عاشور كتب:ناجي امين ..الاديب الجميل
اسعد الله اوقاتك بكل الخير
في هذه المعزوفة الفنية هناك اكثر من دلالة انسانية عميقة.. قرأت هنا الالم والامل ..الماضي والحاضر..الجرح والفرح..
اعجبني هذا المزج في المشاعر الانسانية المتحولة من والى..والمحافظة على ذات الانسان .
ناجي..لك كل الاحترام والتقدير..قلم مبدع لا عدمناه
جورية لقلبك المزهر

أخي العزيز إيهاب عاشور
صباح الخيرات

كل معزوفة موسيقية تحتاج إلى أذن موسيقية تلتقط أدق خلجاتها..
أسعدني كثيرا التقاطك لأهم نغمة في هذه (المعزوفة) :
اعجبني هذا المزج في المشاعر الانسانية المتحولة من والى..والمحافظة على ذات الانسان .
وسعدت أكثر بحضورك الأنيق.

دمت ـ أخي العزيز ـ بفرح وسعادة.