في الغابة

في الغابة

كان في قديم الزمان بغل يعيش وحيدا ً في الغابة بمعزل عن باقي الحيوانات، لا احد يحبه ولا احد يطيق التعامل معه ، شعر بغيظ شديد فاقترب من قطة صغيرة تلعب مع باقي القطط وأخذ يرفس الأرض بقدميه وينبش التراب في وجهها ، أخذت باقي القطط تنظر إليه باستغراب لماذا يفعل هكذا ؟ لكنهم ارجعوا السبب إلى عوارض غيرة ما تلبث أن تزول .
بعد فترة بسيطة أعجبت البغل الفكرة فذهب باتجاه النمر وقام برفس الأرض وعفر التراب في وجهه وعينيه ولكن النمر لم تهتز له شعرة ، اغتاظ البغل لفشله وجلس يفكر على من يتطفل ، فلم يجد أمامه سوى غزال جميل يركض في البرية فاقترب منه مسرعا ًونثر التراب في وجهه ولكن الغزال المسكين ظن أن البغل يلعب معه فهو بغل وهذا لعب البغال ولكن عندما زادها البغل وتمادى تركه الغزال
يرفس الأرض وينبش التراب دون أن يهتم به ، وأصبحت جميع الحيوانات تلعب بعيدا ًعن البغل لان لعبه مؤذ ٍ. ظن البغل أن الحيوانات أصبحت تخاف منه وتحسب له ألف حساب وأن بإمكانه بكل بساطة أن يحكم الغابة حتى ولو كان مجرد بغل ، وكبرت الفكرة في رأسه وأصبح يمشي في الغابة بخيلاء إلى أن اصطدم بملك الغابة الحقيقي فما كان منه إلا أن أخذ يرفس الأرض بقدميه وينثر التراب بوجه الأسد كعادته مع باقي الحيوانات ، ولكن الأسد زأر غاضبا ً فارتعدت مفاصل البغل وهرب من وجه الأسد قبل أن يفترسه وانزوى في ركن بعيد يجر خلفه أذيال الخيبة والفشل وعادت الحيوانات تلعب في الغابة دون أن يعكر صفوها لعب البغل معها أو تطفله عليها .