بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
صفحة الوفيات بقلم: ميشيل أرِّيفيهْ ترجمها من الفرنسية : أ. د. حامد طاهر
صفحة 1 من اصل 1
صفحة الوفيات بقلم: ميشيل أرِّيفيهْ ترجمها من الفرنسية : أ. د. حامد طاهر
صفحة الوفيات
بقلم: ميشيل أرِّيفيهْ
ترجمها من الفرنسية : أ. د. حامد طاهر
لقد نجحت حتى الآن في حياتي . من يعترض على ذلك؟ ففي سن الثانية والخمسين أصبحت واحدًا من الأساتذة المعدودين في الجامعات الطبية . ومن فترة قصيرة جدًا أصبح الطريق أمامي ممهدًا للحصول على أعلى رتبة في الدرجة التي أشغلها . ثم لم تبق إلا سنة أو سنتان . وأغدوا ذا مكانة استثنائية فريدة: أكادمية الطب ! أجل فقد بدأت أفكر فيها , مع أن تخصصي - الذي هو الأمراض العقلية والنفسية لدى الأطفال , وليس التحلىل النفسي الذي أكرهه وأحتقره - يعتبر بالأحرى عقبة . لكن على أي حال , مازال الوقت أمامي مبكرًا . ولتقديم ترشيحي مع ضمان فرص النجاح , ينبغي توافر عدة علاقات صداقة مع الزملاء ذوي النفوذ . وحتى الآن , لم أفعل شيئًا بالنسبة إلى ما تسرب إلى عروض . لكنني أرهف السمع جيدًا . وفي العادة , سوف يحدث هذا بعد عدة شهور فقط . عندئذ ينبغي القيام بحملة دعائية مكثفة . وأنا لا أرفض هذا النوع من الإجراءات من الطبيعي أنه لم تعد توجد لدي أي هموم مالية . ومن ناحية أخرى , فلم يكن لدي قط مشاكل خطيرة من هذا الجانب . لكن الذي كان يتعين علي , منذ البداية في ممارسة مهنتي , أن أعيش في مستوى حياة زملائي .ومع ذلك , فقد سبقتهم أحيانًا في شراء سيارة " سبور " آخر موضة , وقارب , وحتى موتوسيكل كبير لم أتمكن أبدًا من السيطرة عليه , ثم تنظيم حفلات استقبال خاصة ,وفخمة , وأحيانًا مبتذلة , والقيام برحلات بعيدة جدًا . .
وهذا كله كان يضطرني , وخاصة منذ عدة سنوات , أن أزيد قليلًا من عدد الاستشارات الطبية الخاصة التي أقوم بها !
لكنني أواجه الآن , ودون أدنى صعوبة , كافة مصروفاتي: شقة 170 مترًا مربعًا في الحي السادس عشر بباريس , فيللا كبيرة في نانسي , شاليه في ميربيل لا أذهب إليه إلا مرة واحدة في العام لكي أتحقق فقط من أن مستواي في التزحلق على الجليد لم يتدهور بعد بصورة واضحة . وفي الوقت الذي بدأت فيه بالتدريج أفضل مغادرة شارع موزار بباريس إلى منتجعات سولوني أو الألب , فإن ما راح يضايقني هو عدم توافر جرائد باريس بالانتظام المعهود . وهذا يسبب ثغرات مزعجة جدًا في وثائقي . ويكفي أنه في اثناء غيابي عن باريس تتراكم في منزلي أعداد الجرائد التسعة التي تصلني من الأقاليم . وهنا يلزمني , عند عودتي , وقت طويل لفتحها , وقراءتها , ودراستها , وتصنيف المقالات التي تهمني منها . .
أما زوجتي فقد ساعدتني كثيرًا في مهنتي . فهي التي تنظم , مرة على الأقل في الشهر , حفل استقبال فاخر , لا تقتصر فيه على دعوة الزملاء فقط , وإنما ندعو إليه أيضًا رجال أعمال , وشخصيات من الوسط الفني والأدبي , وأحيانًا رجل سياسة , من حزب الأغلبية بالطبع . والواقع أنني أحتفظ بعلاقات ممتازة مع الحزب الجمهوري . وقد حدث من عامين أنهم دعوني لكي أرشح نفسي في صفوفهم . وكان من الواجب أن أقبل , لأنه في تلك الأثناء, اقترح اسمي للحصول على وسام الشرف . وجرت الأمور بسرعة . فقبل توقيع القرار , عدلت عن فكرة الترشيح نهائيًا . لقد كان من المؤكد أن أحصل على الوسام لو أن عدولي عن الترشيح قد تأخر قليلًا . ومنذ عدة أسابيع , تستحثني زوجتي على معاودة الإجراءات اللازمة للحصول على وسام الشرف . إن حلمها الآن قد أصبح ينحصر في حصولي على هذا الوسام , مع انتخابي في الأكاديمية . لكنها , فيما يبدو , متعجلة جدًا بالنسبة لهذا وذاك.
أنا في صحة جيدة . وعلى الأقل , هذا ما يؤكده زملائي الأطباء كلما ذهبت لاستشارتهم حول علامة أخرى من علامات الخطر " أوه . . إنني أتمنى بروستاتا مثل التي لديك "أو " قلبك . . إنه ممتاز . توقف فقط عن التدخين , وستكون مطمئنًا لمدة ثلاثين سنة قادمة " . . كلمات أعلم جيدًا ما تهدف إليه , وهو أن تجعلني أحتفظ بتوازني . إنها لا تلتزم بشيء . فهي مصنوعة , بل إنها تقال في جو المنافسة المعروف . وعلى أية حال , فهي تطمئن للحظات. .
أما بالنسبة إلى علاقتي الزوجية , فليس لدي بعد هموم خطيرة . لكنني أضطر من وقت لآخر أن أساعد نفسي ببعض المثيرات الخيالية التي ربما لا يليق التصريح بها . ومع ذلك , فإن اليوم - الذي تصبح فيه مثل هذه الأمور عديمة الفعالية - يقترب . وعمومًا فإن الانخفاض التدريجي للرغبات الجنسية له جانب طيب . فهو يجعل الحياة أقل اضطرابًا , وأكثر راحة , وبالجملة: يجعلها حياة سعيدة .
أنشر , مرة أخرى في السنة على الأقل , مقالة علمية مختصرة في إحدى المجلات التي لي حقوق فيها . فأنا عضو في هيئة تحكيم مجلتين منها , وهذا يتيح لي , على أي حال , إمكانية نشر أتفه الكتابات . لكنني لا أذهب إلى هذا الحد . فالذي يرضيني فقط هو أن أتحقق بصفة دورية من أن إيقاع نشري يظل متوازنًا مع معدل نشر زملائي . وربما يحدث بالتدريج , وابتداء من سن معينة , وخاصة من درجة علمية معينة , أننا لا ننشر شيئًا . إن بعض الزملاء يسمحون لأنفسهم أن يضعوا أسماءهم على مؤلفات مساعديهم , بل إنهم يتفاخرون بأنهم قد سمحوا لهم بمشاركتهم في التوقيع على العمل المنشور . لكنني شخصيًا لم أسمح لنفسي بعد بهذا العمل . إن كتابي السابق " دراسة للتحليل النفسي - التربوي الطبي للمعتوه المتوسط " يكفي - بإعادة طباعته المتتالية - للحفاظ على سمعتي العلمية التي تبدو لي كافية . لأنني في الواقع لا أمتلك الوقت الكافي للقيام بعمل حقيقي آخر في مجال التأليف: إنني مشغول جدًا بتصنيف ما أقطعه من صفحات الجرائد , بل إنني لا أكاد أتمكن من ذلك على النحو المطلوب . إن موضوع هوايتي يدهش من يسمعه . أو هذا على الأقل ما تزعمه زوجتي .
النجاح . . لقد تحدثت عنه . ومع ذلك , فإن كل شيء في حياتي ليس ورديًا . هناك بصفة خاصة مقابلة الأطفال المرضى . وأنا لا أرثي لهم . فباستثناء بعض الحالات , لا يبدون تعساء جدًا . ومن النادر أن يعانوا من مرض فيزيقي . لكن ما يؤرقني حقيقة هو ذلك الشعور بالعجز الكامل الذي ينتابني في مواجهتهم . وهنا يرتفع صوت الأحاديث المتكلفة التي ينيغي إلقاؤها - لكي لا يوحي الموقف باليأس الشديد - أمام آبائهم . لقد أصبحت هذه الأحاديث تقريبًا متشابهة , لأنه لا يكاد يوجد منها أكثر من أربعة أو خمسة أحاديث . وأنا متأكد من أن زملائي الأطباء في نفس التخصص يستخدمون نفس العبارات مع فوارق بسيطة جدًا . ولا يقتصر ذلك على الألفاظ , وإنما يشمل أيضًا الحركات واللهجة . لكأني الآن أصغى لهذا الحديث الأحمق الذي ينساب على شفتي مثل الصنبور الذي يخر!
هناك أيضًا تلك اللحظات الخاطفة من العدم , التي ألاحظها من وقت لآخر , وبقدر من الدهشة يتزايد في كل مرة . فعندما أتابع فكرة ما , ألاحظ - على مدى أجزاء قليلة جدًا من الثانية - أنها تهرب مني . ومع ذلك فهي لا تترك ذهني . . أجل هذه هي الكلمة الوحيدة التي يمكنني استخدامها للإشارة إلى حركة ذلك الحشد الهائل المتناثر في تلافيف المخ البارد . وأكثر منها هروبًا , ذلك المكان الخالي من الذاكرة . إنني أعلم جيدًا أن هذا كله لا معنى له . وبالتالي فأنا أقاوم ذاكرتي , وأحاول إزالة هذه الأشياء منها بأسرع وقت ممكن . ومن الطبيعي ألا تظهر هذه اللحظات القصيرة من العدم في أحاديثي , وهذا على الأقل ما أفخر به , أود في محاضراتي التي ألقيها على الطلاب , الذين لم تعد تربطني بهم علاقة حميمة , وبالتالي فإنني قد أفشيها أحيانًا إلى زملائي من نفس العمر والذين تبدو عليهم نفس الأعراض: علامة بداية الضعف , ظل من الحيرة والتردد في النظر , ثم سواد خفيف تحت الجفنين . . وكل ذلك يتيح لي أن ألاحظها وأصنفها بسهولة في أفراد جيلي .
لقد أضعت وقتًا طويلاً في اكتشاف التسلية ، القريبة من القلب ، والتي أشغل بها نفسي . ومن الغريب أن ما يوجد حولي من ألعاب مثل البريدج ، والجولف ، وبعض الرياضات الأرستقراطية الأخرى - لا تثيرني أبدًا . وهكذا لا يعود الزمن لأكثر من ثلاث سنوات فقط حين اكتشفت هوايتي المفضلة ، وهي تشغلني بالتدريج على نحو مرض تمامًا . لكن زوجتي بدأ تقلق من انكبابي عليها بصورة واضحة جدًّا ، وكم بذلت جهدًا شاقًّا لكي تبعدني عنها ، أو لكي تصعِّب عليَّ ممارستها . وعبثًا لم تثمر جهودها في هذا الصدد . لكنها ما زالت مستمرة في الإلحاح على أن تظل هذه الهواية "سرًّا" لا يعرفه أحد . وأخشى أن أصرح بكلمة "انحلال" مع أنني لا أفهم أسباب ذلك . فأي فضيحة بالنسبة إلى "بروفيسور" أمراض عقلية خاصة بالأطفال أن يعكف ، بهوى ووجْد بالغَين ، على صفحة الوفيات في الجرائد ؟!
إن الجانب الطبي - والحق يقال - ليس هو الذي يستهويني . فأنا لا أتبين ، بصورة منهجية ، سن الوفاة . أما بالنسبة لسبب الوفاة، فلا يذكر إلا نادرًا ، وفي أغلب الأحيان ، بصورة غير محددة . فمن المؤكد وأنا في هذا مقتنع تمامًا - اعتمادًا على عدة استشهادات - أن عبارة "توفي على إثر مرض طويل ومؤلم" التي تذكر كثيرًا: لا تدل دائمًا على أنه السرطان!
إن ما يستوقفني , بل يبهرني , هو شكل إعلان الوفاة . كل إقليم له عاداته: فليس هناك تشابه بين إعلانات الوفاة في جريدة " أخبار الألزاس " وإعلانات جريدة " جمهورية البرينيه " . ومن الغريب حقًا أن تتدخل مساحة قليلة جدًا من الفروق الجغرافية وفي تغير شكل إعلان الوفاة بين جريدتين من إقليمين متجاورين . فهنا , تذكر علاقات القربى مع المتوفى بعد اسم كل شخص من أقاربه المنشورين بالنعي وهناك تتجمع الأسماء بدون ترتيب بعد اسم المتوفى . وفي غير هذا وذاك تتوالى الأسماء في صمت . وفي إقليم ما , تبدو المراجع الدينية ولا توجد أبدًا في إقليم آخر .
في شهر يناير الماضي , قمت بتغيير قائمة الجرائد التي كنت مشتركًا بها . وسأفعل نفس الشيء في يناير القادم . وهكذا بعد ثلاث أو أربع سنوات , سأقف على كل إعلانات الوفاة في كل الجرائد الفرنسية . وفي النية أن أضيف للمشروع جرائد البلاد الآخرى الناطقة بالفرنسية: كيف يعلنون عن موتاهم في لوران ؟ وبروكسل ؟ وفي ميناء الأمير بجزيرة مورياك ؟ أجل . . إن أمامي عملًا كثيرًا .
وينبغي الاعتراف بأن جرائد باريس تبدو باهتة جدًا في مجال إعلانات الوفيات بالنسبة إلى جرائد الأقاليم , ما عدا جريدتين تمثلان استثناءً واضحًا: الفيجارو , ولوموند بصفة خاصة . إن هذه الأخيرة بالذات تحتوي على نظام أكثر تطورًا , فهي تقوم بتنفيذ ترتيب صارم يحدد بدقة بالغة مكانة المتوفى . ولنبدأ من أدنى المستويات:
- الجزء الأول من النعي , وهو المبلغ كما هو من العائلة دون أدنى تدخل من تحرير الجريدة . وتلك حالة متواضعة جدًا . لكنها على أي حال , أفضل من الصمت المطلق , الذي يعني" " الموت في الموت " . فبهذه الصورة يبدو أن الشخص المتوفى قد استفاد من نشر اسمه في " لوموند " !
- أعلى من هذا مباشرة: تأتي شخصية أكثر احترامًا . فهناك الملاحظات البيوجرافية المختصرة , الموضوعة بين أقواس , وهي ترد بعد النعي , لكنها تظل في ذلك المكان المحدد الذي يفرضه الترتيب الألفبائي .
- مرتبة أعلى في الاحترام: اسمك يطبع ببنط أكبر , ويكون عنوانًا للنعي .
- وأفضل من ذلك: أن يحتل الترتيب الألفبائي المعهود , ويقفز اسمك إلى رأس صفحة الوفيات .
- وأخيرًا نأتي إلى الموت المحترم بحق: حين يشير إعلان الوفاة , بواسطة إحالات مختصرة بين أقواس صغيرة , إلى مقال منشور في مكان آخر من الجريدة .
- أما نهاية النهاية: فهي أن يتسرب اسم المتوفى إلى الصفحة الأولى من الجريدة .
إن شهور السنة تلعب دورًا ملحوظًا في هذا المجال .
فالناس يموتون , في جريدة " لوموند " في شهر أغسطس .
وأنا أحتفظ بنسخة من عمود خال تمامًا من أي إشارة إلى إعلان وفاة . وفي المقابل من ذلك , تكثر الوفيات غالبًا في شهر سبتمبر . ويبدو أن العودة الجنائزية تصاحب العودة الثقافية.
لا شك في أنني أتساءل أحيانًا: أي مكان سيحفظ لي , عند حلول الأجل , في هذا التصنيف الرائع . إنني لا أجرؤ على الطمع في المقال المحرر , وخاصة في الصفحة الأولى . لكنني على الأقل , سأصبح عضوًا في الأكاديمية . وعندئذ فإن قلب الترتيب الألفبائي يبدو قريب الاحتمال . وسوف يكون من المخجل حقًا ألا أحظى بالإشارات البيوجرافية . والذي يعيش سوف يرى:
ريجي ليكرو
بلغنا نبأ الوفاة التي حدثت في 7 سبتمبر 1985 في باريس للبروفيسور ريجي ليكرو , عضو أكاديمية الطب , والحاصل على وسام الشرف .
[ مولود في سان بريك 25 إبريل 1927 , عين ريجي ليكرو طبيبًا ممارسًا في المستشفيات العقلية للمسنين 1951 , وأصبح منذ سنة 1969 أستاذًا للأمراض العقلية للأطفال في جامعة باريس . كتابه " دراسة للتحليل النفسي - التربوي , الطبي للمعتوه المتوسط " المنشور سنة 1964 ما زال يستخدم حتى الآن كمرجع للطلاب والأساتذة على السواء ] .
" صدفة غريبة: قبل أسبوع واحد من وفاته , التي حدثت فجأة , حصل البروفيسور ليكرو على وسام الشرف , كما انتخب عضوًا في الأكاديمية الطبية " انظر: لوموند , سبتمبر .
بقلم: ميشيل أرِّيفيهْ
ترجمها من الفرنسية : أ. د. حامد طاهر
لقد نجحت حتى الآن في حياتي . من يعترض على ذلك؟ ففي سن الثانية والخمسين أصبحت واحدًا من الأساتذة المعدودين في الجامعات الطبية . ومن فترة قصيرة جدًا أصبح الطريق أمامي ممهدًا للحصول على أعلى رتبة في الدرجة التي أشغلها . ثم لم تبق إلا سنة أو سنتان . وأغدوا ذا مكانة استثنائية فريدة: أكادمية الطب ! أجل فقد بدأت أفكر فيها , مع أن تخصصي - الذي هو الأمراض العقلية والنفسية لدى الأطفال , وليس التحلىل النفسي الذي أكرهه وأحتقره - يعتبر بالأحرى عقبة . لكن على أي حال , مازال الوقت أمامي مبكرًا . ولتقديم ترشيحي مع ضمان فرص النجاح , ينبغي توافر عدة علاقات صداقة مع الزملاء ذوي النفوذ . وحتى الآن , لم أفعل شيئًا بالنسبة إلى ما تسرب إلى عروض . لكنني أرهف السمع جيدًا . وفي العادة , سوف يحدث هذا بعد عدة شهور فقط . عندئذ ينبغي القيام بحملة دعائية مكثفة . وأنا لا أرفض هذا النوع من الإجراءات من الطبيعي أنه لم تعد توجد لدي أي هموم مالية . ومن ناحية أخرى , فلم يكن لدي قط مشاكل خطيرة من هذا الجانب . لكن الذي كان يتعين علي , منذ البداية في ممارسة مهنتي , أن أعيش في مستوى حياة زملائي .ومع ذلك , فقد سبقتهم أحيانًا في شراء سيارة " سبور " آخر موضة , وقارب , وحتى موتوسيكل كبير لم أتمكن أبدًا من السيطرة عليه , ثم تنظيم حفلات استقبال خاصة ,وفخمة , وأحيانًا مبتذلة , والقيام برحلات بعيدة جدًا . .
وهذا كله كان يضطرني , وخاصة منذ عدة سنوات , أن أزيد قليلًا من عدد الاستشارات الطبية الخاصة التي أقوم بها !
لكنني أواجه الآن , ودون أدنى صعوبة , كافة مصروفاتي: شقة 170 مترًا مربعًا في الحي السادس عشر بباريس , فيللا كبيرة في نانسي , شاليه في ميربيل لا أذهب إليه إلا مرة واحدة في العام لكي أتحقق فقط من أن مستواي في التزحلق على الجليد لم يتدهور بعد بصورة واضحة . وفي الوقت الذي بدأت فيه بالتدريج أفضل مغادرة شارع موزار بباريس إلى منتجعات سولوني أو الألب , فإن ما راح يضايقني هو عدم توافر جرائد باريس بالانتظام المعهود . وهذا يسبب ثغرات مزعجة جدًا في وثائقي . ويكفي أنه في اثناء غيابي عن باريس تتراكم في منزلي أعداد الجرائد التسعة التي تصلني من الأقاليم . وهنا يلزمني , عند عودتي , وقت طويل لفتحها , وقراءتها , ودراستها , وتصنيف المقالات التي تهمني منها . .
أما زوجتي فقد ساعدتني كثيرًا في مهنتي . فهي التي تنظم , مرة على الأقل في الشهر , حفل استقبال فاخر , لا تقتصر فيه على دعوة الزملاء فقط , وإنما ندعو إليه أيضًا رجال أعمال , وشخصيات من الوسط الفني والأدبي , وأحيانًا رجل سياسة , من حزب الأغلبية بالطبع . والواقع أنني أحتفظ بعلاقات ممتازة مع الحزب الجمهوري . وقد حدث من عامين أنهم دعوني لكي أرشح نفسي في صفوفهم . وكان من الواجب أن أقبل , لأنه في تلك الأثناء, اقترح اسمي للحصول على وسام الشرف . وجرت الأمور بسرعة . فقبل توقيع القرار , عدلت عن فكرة الترشيح نهائيًا . لقد كان من المؤكد أن أحصل على الوسام لو أن عدولي عن الترشيح قد تأخر قليلًا . ومنذ عدة أسابيع , تستحثني زوجتي على معاودة الإجراءات اللازمة للحصول على وسام الشرف . إن حلمها الآن قد أصبح ينحصر في حصولي على هذا الوسام , مع انتخابي في الأكاديمية . لكنها , فيما يبدو , متعجلة جدًا بالنسبة لهذا وذاك.
أنا في صحة جيدة . وعلى الأقل , هذا ما يؤكده زملائي الأطباء كلما ذهبت لاستشارتهم حول علامة أخرى من علامات الخطر " أوه . . إنني أتمنى بروستاتا مثل التي لديك "أو " قلبك . . إنه ممتاز . توقف فقط عن التدخين , وستكون مطمئنًا لمدة ثلاثين سنة قادمة " . . كلمات أعلم جيدًا ما تهدف إليه , وهو أن تجعلني أحتفظ بتوازني . إنها لا تلتزم بشيء . فهي مصنوعة , بل إنها تقال في جو المنافسة المعروف . وعلى أية حال , فهي تطمئن للحظات. .
أما بالنسبة إلى علاقتي الزوجية , فليس لدي بعد هموم خطيرة . لكنني أضطر من وقت لآخر أن أساعد نفسي ببعض المثيرات الخيالية التي ربما لا يليق التصريح بها . ومع ذلك , فإن اليوم - الذي تصبح فيه مثل هذه الأمور عديمة الفعالية - يقترب . وعمومًا فإن الانخفاض التدريجي للرغبات الجنسية له جانب طيب . فهو يجعل الحياة أقل اضطرابًا , وأكثر راحة , وبالجملة: يجعلها حياة سعيدة .
أنشر , مرة أخرى في السنة على الأقل , مقالة علمية مختصرة في إحدى المجلات التي لي حقوق فيها . فأنا عضو في هيئة تحكيم مجلتين منها , وهذا يتيح لي , على أي حال , إمكانية نشر أتفه الكتابات . لكنني لا أذهب إلى هذا الحد . فالذي يرضيني فقط هو أن أتحقق بصفة دورية من أن إيقاع نشري يظل متوازنًا مع معدل نشر زملائي . وربما يحدث بالتدريج , وابتداء من سن معينة , وخاصة من درجة علمية معينة , أننا لا ننشر شيئًا . إن بعض الزملاء يسمحون لأنفسهم أن يضعوا أسماءهم على مؤلفات مساعديهم , بل إنهم يتفاخرون بأنهم قد سمحوا لهم بمشاركتهم في التوقيع على العمل المنشور . لكنني شخصيًا لم أسمح لنفسي بعد بهذا العمل . إن كتابي السابق " دراسة للتحليل النفسي - التربوي الطبي للمعتوه المتوسط " يكفي - بإعادة طباعته المتتالية - للحفاظ على سمعتي العلمية التي تبدو لي كافية . لأنني في الواقع لا أمتلك الوقت الكافي للقيام بعمل حقيقي آخر في مجال التأليف: إنني مشغول جدًا بتصنيف ما أقطعه من صفحات الجرائد , بل إنني لا أكاد أتمكن من ذلك على النحو المطلوب . إن موضوع هوايتي يدهش من يسمعه . أو هذا على الأقل ما تزعمه زوجتي .
النجاح . . لقد تحدثت عنه . ومع ذلك , فإن كل شيء في حياتي ليس ورديًا . هناك بصفة خاصة مقابلة الأطفال المرضى . وأنا لا أرثي لهم . فباستثناء بعض الحالات , لا يبدون تعساء جدًا . ومن النادر أن يعانوا من مرض فيزيقي . لكن ما يؤرقني حقيقة هو ذلك الشعور بالعجز الكامل الذي ينتابني في مواجهتهم . وهنا يرتفع صوت الأحاديث المتكلفة التي ينيغي إلقاؤها - لكي لا يوحي الموقف باليأس الشديد - أمام آبائهم . لقد أصبحت هذه الأحاديث تقريبًا متشابهة , لأنه لا يكاد يوجد منها أكثر من أربعة أو خمسة أحاديث . وأنا متأكد من أن زملائي الأطباء في نفس التخصص يستخدمون نفس العبارات مع فوارق بسيطة جدًا . ولا يقتصر ذلك على الألفاظ , وإنما يشمل أيضًا الحركات واللهجة . لكأني الآن أصغى لهذا الحديث الأحمق الذي ينساب على شفتي مثل الصنبور الذي يخر!
هناك أيضًا تلك اللحظات الخاطفة من العدم , التي ألاحظها من وقت لآخر , وبقدر من الدهشة يتزايد في كل مرة . فعندما أتابع فكرة ما , ألاحظ - على مدى أجزاء قليلة جدًا من الثانية - أنها تهرب مني . ومع ذلك فهي لا تترك ذهني . . أجل هذه هي الكلمة الوحيدة التي يمكنني استخدامها للإشارة إلى حركة ذلك الحشد الهائل المتناثر في تلافيف المخ البارد . وأكثر منها هروبًا , ذلك المكان الخالي من الذاكرة . إنني أعلم جيدًا أن هذا كله لا معنى له . وبالتالي فأنا أقاوم ذاكرتي , وأحاول إزالة هذه الأشياء منها بأسرع وقت ممكن . ومن الطبيعي ألا تظهر هذه اللحظات القصيرة من العدم في أحاديثي , وهذا على الأقل ما أفخر به , أود في محاضراتي التي ألقيها على الطلاب , الذين لم تعد تربطني بهم علاقة حميمة , وبالتالي فإنني قد أفشيها أحيانًا إلى زملائي من نفس العمر والذين تبدو عليهم نفس الأعراض: علامة بداية الضعف , ظل من الحيرة والتردد في النظر , ثم سواد خفيف تحت الجفنين . . وكل ذلك يتيح لي أن ألاحظها وأصنفها بسهولة في أفراد جيلي .
لقد أضعت وقتًا طويلاً في اكتشاف التسلية ، القريبة من القلب ، والتي أشغل بها نفسي . ومن الغريب أن ما يوجد حولي من ألعاب مثل البريدج ، والجولف ، وبعض الرياضات الأرستقراطية الأخرى - لا تثيرني أبدًا . وهكذا لا يعود الزمن لأكثر من ثلاث سنوات فقط حين اكتشفت هوايتي المفضلة ، وهي تشغلني بالتدريج على نحو مرض تمامًا . لكن زوجتي بدأ تقلق من انكبابي عليها بصورة واضحة جدًّا ، وكم بذلت جهدًا شاقًّا لكي تبعدني عنها ، أو لكي تصعِّب عليَّ ممارستها . وعبثًا لم تثمر جهودها في هذا الصدد . لكنها ما زالت مستمرة في الإلحاح على أن تظل هذه الهواية "سرًّا" لا يعرفه أحد . وأخشى أن أصرح بكلمة "انحلال" مع أنني لا أفهم أسباب ذلك . فأي فضيحة بالنسبة إلى "بروفيسور" أمراض عقلية خاصة بالأطفال أن يعكف ، بهوى ووجْد بالغَين ، على صفحة الوفيات في الجرائد ؟!
إن الجانب الطبي - والحق يقال - ليس هو الذي يستهويني . فأنا لا أتبين ، بصورة منهجية ، سن الوفاة . أما بالنسبة لسبب الوفاة، فلا يذكر إلا نادرًا ، وفي أغلب الأحيان ، بصورة غير محددة . فمن المؤكد وأنا في هذا مقتنع تمامًا - اعتمادًا على عدة استشهادات - أن عبارة "توفي على إثر مرض طويل ومؤلم" التي تذكر كثيرًا: لا تدل دائمًا على أنه السرطان!
إن ما يستوقفني , بل يبهرني , هو شكل إعلان الوفاة . كل إقليم له عاداته: فليس هناك تشابه بين إعلانات الوفاة في جريدة " أخبار الألزاس " وإعلانات جريدة " جمهورية البرينيه " . ومن الغريب حقًا أن تتدخل مساحة قليلة جدًا من الفروق الجغرافية وفي تغير شكل إعلان الوفاة بين جريدتين من إقليمين متجاورين . فهنا , تذكر علاقات القربى مع المتوفى بعد اسم كل شخص من أقاربه المنشورين بالنعي وهناك تتجمع الأسماء بدون ترتيب بعد اسم المتوفى . وفي غير هذا وذاك تتوالى الأسماء في صمت . وفي إقليم ما , تبدو المراجع الدينية ولا توجد أبدًا في إقليم آخر .
في شهر يناير الماضي , قمت بتغيير قائمة الجرائد التي كنت مشتركًا بها . وسأفعل نفس الشيء في يناير القادم . وهكذا بعد ثلاث أو أربع سنوات , سأقف على كل إعلانات الوفاة في كل الجرائد الفرنسية . وفي النية أن أضيف للمشروع جرائد البلاد الآخرى الناطقة بالفرنسية: كيف يعلنون عن موتاهم في لوران ؟ وبروكسل ؟ وفي ميناء الأمير بجزيرة مورياك ؟ أجل . . إن أمامي عملًا كثيرًا .
وينبغي الاعتراف بأن جرائد باريس تبدو باهتة جدًا في مجال إعلانات الوفيات بالنسبة إلى جرائد الأقاليم , ما عدا جريدتين تمثلان استثناءً واضحًا: الفيجارو , ولوموند بصفة خاصة . إن هذه الأخيرة بالذات تحتوي على نظام أكثر تطورًا , فهي تقوم بتنفيذ ترتيب صارم يحدد بدقة بالغة مكانة المتوفى . ولنبدأ من أدنى المستويات:
- الجزء الأول من النعي , وهو المبلغ كما هو من العائلة دون أدنى تدخل من تحرير الجريدة . وتلك حالة متواضعة جدًا . لكنها على أي حال , أفضل من الصمت المطلق , الذي يعني" " الموت في الموت " . فبهذه الصورة يبدو أن الشخص المتوفى قد استفاد من نشر اسمه في " لوموند " !
- أعلى من هذا مباشرة: تأتي شخصية أكثر احترامًا . فهناك الملاحظات البيوجرافية المختصرة , الموضوعة بين أقواس , وهي ترد بعد النعي , لكنها تظل في ذلك المكان المحدد الذي يفرضه الترتيب الألفبائي .
- مرتبة أعلى في الاحترام: اسمك يطبع ببنط أكبر , ويكون عنوانًا للنعي .
- وأفضل من ذلك: أن يحتل الترتيب الألفبائي المعهود , ويقفز اسمك إلى رأس صفحة الوفيات .
- وأخيرًا نأتي إلى الموت المحترم بحق: حين يشير إعلان الوفاة , بواسطة إحالات مختصرة بين أقواس صغيرة , إلى مقال منشور في مكان آخر من الجريدة .
- أما نهاية النهاية: فهي أن يتسرب اسم المتوفى إلى الصفحة الأولى من الجريدة .
إن شهور السنة تلعب دورًا ملحوظًا في هذا المجال .
فالناس يموتون , في جريدة " لوموند " في شهر أغسطس .
وأنا أحتفظ بنسخة من عمود خال تمامًا من أي إشارة إلى إعلان وفاة . وفي المقابل من ذلك , تكثر الوفيات غالبًا في شهر سبتمبر . ويبدو أن العودة الجنائزية تصاحب العودة الثقافية.
لا شك في أنني أتساءل أحيانًا: أي مكان سيحفظ لي , عند حلول الأجل , في هذا التصنيف الرائع . إنني لا أجرؤ على الطمع في المقال المحرر , وخاصة في الصفحة الأولى . لكنني على الأقل , سأصبح عضوًا في الأكاديمية . وعندئذ فإن قلب الترتيب الألفبائي يبدو قريب الاحتمال . وسوف يكون من المخجل حقًا ألا أحظى بالإشارات البيوجرافية . والذي يعيش سوف يرى:
ريجي ليكرو
بلغنا نبأ الوفاة التي حدثت في 7 سبتمبر 1985 في باريس للبروفيسور ريجي ليكرو , عضو أكاديمية الطب , والحاصل على وسام الشرف .
[ مولود في سان بريك 25 إبريل 1927 , عين ريجي ليكرو طبيبًا ممارسًا في المستشفيات العقلية للمسنين 1951 , وأصبح منذ سنة 1969 أستاذًا للأمراض العقلية للأطفال في جامعة باريس . كتابه " دراسة للتحليل النفسي - التربوي , الطبي للمعتوه المتوسط " المنشور سنة 1964 ما زال يستخدم حتى الآن كمرجع للطلاب والأساتذة على السواء ] .
" صدفة غريبة: قبل أسبوع واحد من وفاته , التي حدثت فجأة , حصل البروفيسور ليكرو على وسام الشرف , كما انتخب عضوًا في الأكاديمية الطبية " انظر: لوموند , سبتمبر .
هبة الله فرغلي- عضو جديد
- عدد المساهمات : 63
تاريخ التسجيل : 28/06/2012
مواضيع مماثلة
» مدينة . . وامرأة بقلم: رولان جاكي ترجمها من الفرنسية : أ. د. حامد طاهر
» بنت القيصر بقلم: يوكورانوف ترجمها من الروسية ا .د. حامد طاهر
» جسر بيتشوجين بقلم: إ . بيرمياك ترجمها من الروسية أ . د . حامد طاهر
» مدينة . . وامرأة بقلم: رولان جاكي ترجمها من الفرنسية : أ. د. حامد طاه
» آستا . . مُعلمتي الجميلة بقلم: ج . سكولسكي ترجمها من الروسية أ. د. حامد طاهر
» بنت القيصر بقلم: يوكورانوف ترجمها من الروسية ا .د. حامد طاهر
» جسر بيتشوجين بقلم: إ . بيرمياك ترجمها من الروسية أ . د . حامد طاهر
» مدينة . . وامرأة بقلم: رولان جاكي ترجمها من الفرنسية : أ. د. حامد طاه
» آستا . . مُعلمتي الجميلة بقلم: ج . سكولسكي ترجمها من الروسية أ. د. حامد طاهر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال