بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
الحُـزن في الغـُربة... وأشـياء أخـرى!! الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين يـاسـين
صفحة 1 من اصل 1
الحُـزن في الغـُربة... وأشـياء أخـرى!! الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين يـاسـين
الحُـزن في الغـُربة... وأشـياء أخـرى!!
الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين يـاسـين
كنت أظن إلى وقت قريب أن تلال الحـزن التى تراكـمـت فوق كاهـلي إحـتـلـت ما بقي من سـنـيـن عمري حتى لم يـعـد هناك مكان لحـزن آخـر.. لكن الأسابيع القليلة الماضية التي ألهـبـت سياط قـلبي بـفـقـد أعـزاء كـثـر جـعـلـتـني أؤمـن أن هـكذا ستكون حالـتي في هـذه السـِّن الـمـتـقـدمة حتى القى وجه الله الكريم وتأتي لحظة نزولي من قطار الحياة في الوقت المحدد..
الحـزن في الغـربة ـ لـمـن لم يـُجـرِّبه ـ صعـبٌ وشديد الوطأة وممـتـد..
في الوطن تجد الصحـبة الجـمـيـلة حولك كلما التـفـت.. تـُخـــفـف عـنـك وتواسـيك وتحاول أن تـنـسـيـك بعـض الوقت.. وتسأل عـنـك وتسرع إلـيـك، وهي مـثـلـك حـزيـنـة..
في الغـُربة أنت والحـزن وحـدكما وجـهاً لوجه..
الـفـقـد والضياع يلـفـَّان كل شـبر من حياتك في الصحـو والمنام....
الألم يعـتـصـرك ولا مـُغـيـث غـيـر الله..
شريط الذكريات بحلوها ومـُرِّها يـتـسـرب تحـت خـلايا عـقـلـك وبين جـفـنـيـك وفي دائرة إبصارك.. تحس نـفـسـك مـُلـتـاعـاً، ولا من يـُواسـيـك أو يأخـذ بـيـدك..
يصعـُب عـلـيـك قـبـول المـوت ،
وربما تـرفـض الـتـصديـق..
ظلَّ الدمع يطفح من عـيني وأنا في طريقي من غـوثـنـبـيـرغ إلى أوسـلـو أصارع الوقـت لألحـق بجنازة واحد من رفاق العـمـر بعـد ثلاثـيـن عاماً من الصداقة والمودة والمحـبة والخلاف والإتفاق والقـرب والبعـد، أحسست بدفء الصحـبة وبكـثـرة الإيدي التى مُـدَّت إليَّ فـعـرفـت سـهولة الـتـعامل مع الموت..
عـقـب ذيوع خـبـر وفـاة حـنـَّا إبـراهـيـم في الشـهـر الماضي، تـقـابلت مـع من بقي من الأصـدقـاء ليلاً في نفس المكان الذي كانوا يـلـتـقـون فـيه أسبوعـياً بإنـتـظـاـم ـ وهو مـعـهـم - منذ أكثر من ثلاثة عـقـود.. ولم أجد إلا ذكرياتنا وأطياف شخـوص من بقي من زماننا لكي أضمّها إلى صدري لـعـلـهـا تـبـعـث الدفء في أوصالي وخلايا عـقـلـي الذي ذهب بعـيداً يسأل عن أشياء أخرى تواسيـه..
أيـا الأخ الـحـبيـب ،
والصـديق الـصـدوق ،
ورفـيـق الـدرب الـطـويل ،
أيها الرجل البسيط في معشره وفي حياته،
والرائع في أدائه وطموحاته ؛
إنَّ طعم المرارة عصي ّعلى التلاشي،
في الخواء الذي يتملكـني أمام فكرة ألا تكون بيننا...
بعـد الصدمة أحاول أن أصدق أنك ترجـلت عن صهـوة جواد الكلمة الحرة ، الصادقة والملتزمة، في زمن تندر فيه الأقلام التي لا تـخـشـى في الـحـق لـومـة لائـم ...
وداعاً ايها الرجل في زمن عـزَّ فيه الرجال ،
وداعا ، أبا مـيـســاء...
لك الغـار والـنـدى ...
فالأشجار تموت واقـفـة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كـاتـب وأكـاديمي فلسـطيني مـقـيـم في السـويـد .
الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين يـاسـين
كنت أظن إلى وقت قريب أن تلال الحـزن التى تراكـمـت فوق كاهـلي إحـتـلـت ما بقي من سـنـيـن عمري حتى لم يـعـد هناك مكان لحـزن آخـر.. لكن الأسابيع القليلة الماضية التي ألهـبـت سياط قـلبي بـفـقـد أعـزاء كـثـر جـعـلـتـني أؤمـن أن هـكذا ستكون حالـتي في هـذه السـِّن الـمـتـقـدمة حتى القى وجه الله الكريم وتأتي لحظة نزولي من قطار الحياة في الوقت المحدد..
الحـزن في الغـربة ـ لـمـن لم يـُجـرِّبه ـ صعـبٌ وشديد الوطأة وممـتـد..
في الوطن تجد الصحـبة الجـمـيـلة حولك كلما التـفـت.. تـُخـــفـف عـنـك وتواسـيك وتحاول أن تـنـسـيـك بعـض الوقت.. وتسأل عـنـك وتسرع إلـيـك، وهي مـثـلـك حـزيـنـة..
في الغـُربة أنت والحـزن وحـدكما وجـهاً لوجه..
الـفـقـد والضياع يلـفـَّان كل شـبر من حياتك في الصحـو والمنام....
الألم يعـتـصـرك ولا مـُغـيـث غـيـر الله..
شريط الذكريات بحلوها ومـُرِّها يـتـسـرب تحـت خـلايا عـقـلـك وبين جـفـنـيـك وفي دائرة إبصارك.. تحس نـفـسـك مـُلـتـاعـاً، ولا من يـُواسـيـك أو يأخـذ بـيـدك..
يصعـُب عـلـيـك قـبـول المـوت ،
وربما تـرفـض الـتـصديـق..
ظلَّ الدمع يطفح من عـيني وأنا في طريقي من غـوثـنـبـيـرغ إلى أوسـلـو أصارع الوقـت لألحـق بجنازة واحد من رفاق العـمـر بعـد ثلاثـيـن عاماً من الصداقة والمودة والمحـبة والخلاف والإتفاق والقـرب والبعـد، أحسست بدفء الصحـبة وبكـثـرة الإيدي التى مُـدَّت إليَّ فـعـرفـت سـهولة الـتـعامل مع الموت..
عـقـب ذيوع خـبـر وفـاة حـنـَّا إبـراهـيـم في الشـهـر الماضي، تـقـابلت مـع من بقي من الأصـدقـاء ليلاً في نفس المكان الذي كانوا يـلـتـقـون فـيه أسبوعـياً بإنـتـظـاـم ـ وهو مـعـهـم - منذ أكثر من ثلاثة عـقـود.. ولم أجد إلا ذكرياتنا وأطياف شخـوص من بقي من زماننا لكي أضمّها إلى صدري لـعـلـهـا تـبـعـث الدفء في أوصالي وخلايا عـقـلـي الذي ذهب بعـيداً يسأل عن أشياء أخرى تواسيـه..
أيـا الأخ الـحـبيـب ،
والصـديق الـصـدوق ،
ورفـيـق الـدرب الـطـويل ،
أيها الرجل البسيط في معشره وفي حياته،
والرائع في أدائه وطموحاته ؛
إنَّ طعم المرارة عصي ّعلى التلاشي،
في الخواء الذي يتملكـني أمام فكرة ألا تكون بيننا...
بعـد الصدمة أحاول أن أصدق أنك ترجـلت عن صهـوة جواد الكلمة الحرة ، الصادقة والملتزمة، في زمن تندر فيه الأقلام التي لا تـخـشـى في الـحـق لـومـة لائـم ...
وداعاً ايها الرجل في زمن عـزَّ فيه الرجال ،
وداعا ، أبا مـيـســاء...
لك الغـار والـنـدى ...
فالأشجار تموت واقـفـة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كـاتـب وأكـاديمي فلسـطيني مـقـيـم في السـويـد .
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 478
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
مواضيع مماثلة
» الـبـُنـيـَة الـداخـلـيـة لـثـقــافـة الخَــوف الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين يـاسـين
» الـغـرق في لـُجـَّـة التخـلـف الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسـيـن
» النمطيات الغـربية عـن الاسلام والمسلمين / الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسـين
» بأي معـيار يـتـم اخـتـيـار الـفـائـزيـن بـجائزة نوبل ؟! الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسـين
» غـابـريـيـل غـارسـيا ماركـيـز : أعـظـم الأدباء في الـقـرن العـشرين الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسين
» الـغـرق في لـُجـَّـة التخـلـف الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسـيـن
» النمطيات الغـربية عـن الاسلام والمسلمين / الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسـين
» بأي معـيار يـتـم اخـتـيـار الـفـائـزيـن بـجائزة نوبل ؟! الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسـين
» غـابـريـيـل غـارسـيا ماركـيـز : أعـظـم الأدباء في الـقـرن العـشرين الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
اليوم في 15:40 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج
» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة
» يسألني الياسمين ... ؟
الأحد 25 فبراير 2024 - 11:19 من طرف سلامة حسين عبد النبي