بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
الحُـزن في الغـُربة... وأشـياء أخـرى!! الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين يـاسـين
صفحة 1 من اصل 1
الحُـزن في الغـُربة... وأشـياء أخـرى!! الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين يـاسـين
الحُـزن في الغـُربة... وأشـياء أخـرى!!
الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين يـاسـين
كنت أظن إلى وقت قريب أن تلال الحـزن التى تراكـمـت فوق كاهـلي إحـتـلـت ما بقي من سـنـيـن عمري حتى لم يـعـد هناك مكان لحـزن آخـر.. لكن الأسابيع القليلة الماضية التي ألهـبـت سياط قـلبي بـفـقـد أعـزاء كـثـر جـعـلـتـني أؤمـن أن هـكذا ستكون حالـتي في هـذه السـِّن الـمـتـقـدمة حتى القى وجه الله الكريم وتأتي لحظة نزولي من قطار الحياة في الوقت المحدد..
الحـزن في الغـربة ـ لـمـن لم يـُجـرِّبه ـ صعـبٌ وشديد الوطأة وممـتـد..
في الوطن تجد الصحـبة الجـمـيـلة حولك كلما التـفـت.. تـُخـــفـف عـنـك وتواسـيك وتحاول أن تـنـسـيـك بعـض الوقت.. وتسأل عـنـك وتسرع إلـيـك، وهي مـثـلـك حـزيـنـة..
في الغـُربة أنت والحـزن وحـدكما وجـهاً لوجه..
الـفـقـد والضياع يلـفـَّان كل شـبر من حياتك في الصحـو والمنام....
الألم يعـتـصـرك ولا مـُغـيـث غـيـر الله..
شريط الذكريات بحلوها ومـُرِّها يـتـسـرب تحـت خـلايا عـقـلـك وبين جـفـنـيـك وفي دائرة إبصارك.. تحس نـفـسـك مـُلـتـاعـاً، ولا من يـُواسـيـك أو يأخـذ بـيـدك..
يصعـُب عـلـيـك قـبـول المـوت ،
وربما تـرفـض الـتـصديـق..
ظلَّ الدمع يطفح من عـيني وأنا في طريقي من غـوثـنـبـيـرغ إلى أوسـلـو أصارع الوقـت لألحـق بجنازة واحد من رفاق العـمـر بعـد ثلاثـيـن عاماً من الصداقة والمودة والمحـبة والخلاف والإتفاق والقـرب والبعـد، أحسست بدفء الصحـبة وبكـثـرة الإيدي التى مُـدَّت إليَّ فـعـرفـت سـهولة الـتـعامل مع الموت..
عـقـب ذيوع خـبـر وفـاة حـنـَّا إبـراهـيـم في الشـهـر الماضي، تـقـابلت مـع من بقي من الأصـدقـاء ليلاً في نفس المكان الذي كانوا يـلـتـقـون فـيه أسبوعـياً بإنـتـظـاـم ـ وهو مـعـهـم - منذ أكثر من ثلاثة عـقـود.. ولم أجد إلا ذكرياتنا وأطياف شخـوص من بقي من زماننا لكي أضمّها إلى صدري لـعـلـهـا تـبـعـث الدفء في أوصالي وخلايا عـقـلـي الذي ذهب بعـيداً يسأل عن أشياء أخرى تواسيـه..
أيـا الأخ الـحـبيـب ،
والصـديق الـصـدوق ،
ورفـيـق الـدرب الـطـويل ،
أيها الرجل البسيط في معشره وفي حياته،
والرائع في أدائه وطموحاته ؛
إنَّ طعم المرارة عصي ّعلى التلاشي،
في الخواء الذي يتملكـني أمام فكرة ألا تكون بيننا...
بعـد الصدمة أحاول أن أصدق أنك ترجـلت عن صهـوة جواد الكلمة الحرة ، الصادقة والملتزمة، في زمن تندر فيه الأقلام التي لا تـخـشـى في الـحـق لـومـة لائـم ...
وداعاً ايها الرجل في زمن عـزَّ فيه الرجال ،
وداعا ، أبا مـيـســاء...
لك الغـار والـنـدى ...
فالأشجار تموت واقـفـة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كـاتـب وأكـاديمي فلسـطيني مـقـيـم في السـويـد .
الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين يـاسـين
كنت أظن إلى وقت قريب أن تلال الحـزن التى تراكـمـت فوق كاهـلي إحـتـلـت ما بقي من سـنـيـن عمري حتى لم يـعـد هناك مكان لحـزن آخـر.. لكن الأسابيع القليلة الماضية التي ألهـبـت سياط قـلبي بـفـقـد أعـزاء كـثـر جـعـلـتـني أؤمـن أن هـكذا ستكون حالـتي في هـذه السـِّن الـمـتـقـدمة حتى القى وجه الله الكريم وتأتي لحظة نزولي من قطار الحياة في الوقت المحدد..
الحـزن في الغـربة ـ لـمـن لم يـُجـرِّبه ـ صعـبٌ وشديد الوطأة وممـتـد..
في الوطن تجد الصحـبة الجـمـيـلة حولك كلما التـفـت.. تـُخـــفـف عـنـك وتواسـيك وتحاول أن تـنـسـيـك بعـض الوقت.. وتسأل عـنـك وتسرع إلـيـك، وهي مـثـلـك حـزيـنـة..
في الغـُربة أنت والحـزن وحـدكما وجـهاً لوجه..
الـفـقـد والضياع يلـفـَّان كل شـبر من حياتك في الصحـو والمنام....
الألم يعـتـصـرك ولا مـُغـيـث غـيـر الله..
شريط الذكريات بحلوها ومـُرِّها يـتـسـرب تحـت خـلايا عـقـلـك وبين جـفـنـيـك وفي دائرة إبصارك.. تحس نـفـسـك مـُلـتـاعـاً، ولا من يـُواسـيـك أو يأخـذ بـيـدك..
يصعـُب عـلـيـك قـبـول المـوت ،
وربما تـرفـض الـتـصديـق..
ظلَّ الدمع يطفح من عـيني وأنا في طريقي من غـوثـنـبـيـرغ إلى أوسـلـو أصارع الوقـت لألحـق بجنازة واحد من رفاق العـمـر بعـد ثلاثـيـن عاماً من الصداقة والمودة والمحـبة والخلاف والإتفاق والقـرب والبعـد، أحسست بدفء الصحـبة وبكـثـرة الإيدي التى مُـدَّت إليَّ فـعـرفـت سـهولة الـتـعامل مع الموت..
عـقـب ذيوع خـبـر وفـاة حـنـَّا إبـراهـيـم في الشـهـر الماضي، تـقـابلت مـع من بقي من الأصـدقـاء ليلاً في نفس المكان الذي كانوا يـلـتـقـون فـيه أسبوعـياً بإنـتـظـاـم ـ وهو مـعـهـم - منذ أكثر من ثلاثة عـقـود.. ولم أجد إلا ذكرياتنا وأطياف شخـوص من بقي من زماننا لكي أضمّها إلى صدري لـعـلـهـا تـبـعـث الدفء في أوصالي وخلايا عـقـلـي الذي ذهب بعـيداً يسأل عن أشياء أخرى تواسيـه..
أيـا الأخ الـحـبيـب ،
والصـديق الـصـدوق ،
ورفـيـق الـدرب الـطـويل ،
أيها الرجل البسيط في معشره وفي حياته،
والرائع في أدائه وطموحاته ؛
إنَّ طعم المرارة عصي ّعلى التلاشي،
في الخواء الذي يتملكـني أمام فكرة ألا تكون بيننا...
بعـد الصدمة أحاول أن أصدق أنك ترجـلت عن صهـوة جواد الكلمة الحرة ، الصادقة والملتزمة، في زمن تندر فيه الأقلام التي لا تـخـشـى في الـحـق لـومـة لائـم ...
وداعاً ايها الرجل في زمن عـزَّ فيه الرجال ،
وداعا ، أبا مـيـســاء...
لك الغـار والـنـدى ...
فالأشجار تموت واقـفـة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كـاتـب وأكـاديمي فلسـطيني مـقـيـم في السـويـد .
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 481
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
![-](https://2img.net/i/empty.gif)
» الـبـُنـيـَة الـداخـلـيـة لـثـقــافـة الخَــوف الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين يـاسـين
» الـغـرق في لـُجـَّـة التخـلـف الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسـيـن
» النمطيات الغـربية عـن الاسلام والمسلمين / الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسـين
» بأي معـيار يـتـم اخـتـيـار الـفـائـزيـن بـجائزة نوبل ؟! الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسـين
» غـابـريـيـل غـارسـيا ماركـيـز : أعـظـم الأدباء في الـقـرن العـشرين الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسين
» الـغـرق في لـُجـَّـة التخـلـف الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسـيـن
» النمطيات الغـربية عـن الاسلام والمسلمين / الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسـين
» بأي معـيار يـتـم اخـتـيـار الـفـائـزيـن بـجائزة نوبل ؟! الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسـين
» غـابـريـيـل غـارسـيا ماركـيـز : أعـظـم الأدباء في الـقـرن العـشرين الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي