وداعا ً سميح
إلى مثواكَ ترحلُ يا سميحُ=وفي جنبيكَ أقصاكَ الجريحُ
نذرت َ الشعرَ بيتا ً بعدً بيت ٍ=لِحلم ٍ في أمانينا يلوحُ
تسافرُ يا سميحُ وليس فينا=كبيرٌ أو صغيرٌ لا ينوحُ
ستمشي خلف نعشكَ ألف ُ شمس ٍ=وموجُ البحر ٍ والكونُ الفسيحُ
ستبقى في مدار ِ الشعر ِ حيّا ً=وإنْ فاضت من الأعضاء ِ روحُ
أيا –درويشُ – جاءك خيرُ خِلٍّ=على شفتيه جرحٌ لا يبوحُ
بكى الزيتونُ في -حيفا ويافا-=وأجهشت ِ السواحلُ والسفوحُ
زرعت َ الشعر َ في دمنا نجوما ً=فضاءَ القلبُ واندملتْ جروحُ
سميح- رحلتَ والدنيا دخانٌ=و-غزةُ-شعبُها فيها ذبيحُ
وداعاً-لن أقولَ فأنت فينا=قصائدُ دونها تهوي صروحُ
فكم تاهتْ بكَ الأيامُ فخرا ً=فأنتَ السيفُ والقلمُ الجَموحُ
رأيتُكَ عند خدِّ الشمس ِ تحكي=وفي أحداق ِ أمتنا تصيحُ :-
هي الأيام تحصدُ كلَّ حيٍّ=فلا يبقى عليلٌ أو صحيحُ
قضينا العمرَ-ننتظرُ الأماني= إلى أنْ ضمَّنا هذا الضريحُ
**