ما يكفي لتحلق

ضاعت محاولاتنا لفهمك يا ابن فرناس عبثا... لعلك لم تقصد يوما التحليق جسدا... لم تقصد الطيران مادة.... ألم تكن بين خبايا تجاربك رسالة مشفرة إلينا لتُقرأ بعيدا عن العلم و المنطق و الرياضيات؟...
اسمح لي، لو تفضلت، أن أعود إلى زمانك... أن أزيل الغبار عن شريط محاولاتك... أن أخاطب أفكارك و سكناتك، و ما دار بخُلدك حين انهمك الجميع يكتبون "علمك"... صرت أعلم الآن، و الآن فقط، أن بمقدور الإنسان التحليق، فلطالما كان بمقدوره ذلك... بيد أنه في كل مرة يحاول كان يفشل، بعدد المرات التي باءت فيها "إقلاعاتك" بالفشل..أو تعلم، اكتشفت أيضا أنك لم تكن تسعى للإقلاع من الواقع فحسب... بل للإقلاع عن "الخوف" كذلك...
أي نعم... ما جعلنا نظل قابعين على هذه الأرض روحا قبل الجسد، هو الخوف... و إلا لكان الطير جارنا، و السحاب شرفاتنا، و على نسيم الصبح نرتشف قهوتنا بصحبة الشمس، و ننام في أحضان القمر تحيطنا النجوم هدوءا...
ما نحتاجه يا ابن فرناس يتجاوز الجناحان... ما قد يجعلنا نطير هو "نحن" أي "أنا" و "هو/هي"... أن نكون معا.. و أن نعيش و نفهم أننا المنتهى، و لا شيء بعدنا..
"نحن" نكفي وقودا لنصل إلى هناك، بل لنتجاوزه إلى أبعد من ذلك...

حين يغوص الواحد منا في زبد أحاسيسه، و يلامس جاهدا شغاف الصدر عله يستفتي قلبه... تنتابنا نوبات خوف، قد تصل إلى الذعر أحيانا، من أن تنهال تلكم المضغة علينا سوطا، لتنهي ما تمنيناه فأسميناه وقودا... تلقي بنا في شباك الهزائم، في لظى الوحشة و الوحدة، في غياهب البعد و التوق...... خوف من أن تستل حسامها لتقطع حبل مودة حديث عهد باتصال... لتقطع تسلسل أماني ما فتئت تصير واقعا... فتثَبت أقدامنا، و تجعل من السماء خيالا نتطلع إليه كلما تعالت مقلنا و حاولت استراق نظرة...
هذا ما وصلني منك يا ابن فرناس، لكأني أسمع صدى كلماتك تكسر صمت التفكير لتقول بصوتك: "لقد حاولت الطيران مرارا... لكن خوفي منعني..."

و أنا شاردة الذهن أتخيل ما أخط على السحاب بياضا... أسألني: "و هل يكفيك ليكتمل وقودك؟؟"... لم أجبني... فكما أتاني جوابك، أ ابن فرناس، سيأتيني جوابي لا محالة، و إن كان آجلا...

غاليتي الدكتورة كوثر
اسمحي لي يا ابنتي الحبيبة أن أعبر عن اندهاشي وانذهالي بهذا النص الرائع ..
كم كبرت ونضج فكرك وقلمك
كم أنا سعيدة بك وبهذا التقدم والتطور في لغتك وأدواتك البلاغية
لا تهجري القلم أيتها الأديبة الجميلة
واصلي وأنا معك

0089

ميساء البشيتي كتب:غاليتي الدكتورة كوثر
اسمحي لي يا ابنتي الحبيبة أن أعبر عن اندهاشي وانذهالي بهذا النص الرائع ..
كم كبرت ونضج فكرك وقلمك
كم أنا سعيدة بك وبهذا التقدم والتطور في لغتك وأدواتك البلاغية
لا تهجري القلم أيتها الأديبة الجميلة
واصلي وأنا معك

لن أجدني في أي من الأماكن سوى "عصفورة الشجن" بل لا أبحث عن مكان آخر سواها.... منكم نتعلم الحرف و فن البوح.. منكم نتمسك بالقلم رغم عصيانه و نعيد ترويضه لينضبط.. ما دمت قريبة غاليتي فسيزداد تطورا بنصحك و تشجيعاتك... لم أرقى بعد لمستواكم و لكن خلفكم نسير....

ما مضى من أيام كفيل بتكسير كل ما ترسب من أفكار.. فقد أزال الضباب و الغموض عن أمور لطالما حسبناها "بديهية"... ما زلنا من مدرسة الحياة نرتشف...
دمت سندا غاليتي و سعيدة أنا بالعودة

:165

حبيبة قلبي يا غالية
أنتم العصفورة
بدأنا مع بعض قبل سنوات
وما نزال
الله يحفظك يا غالية
وأهلا أهلا بك

0085

ميساء البشيتي كتب:حبيبة قلبي يا غالية
أنتم العصفورة
بدأنا مع بعض قبل سنوات
وما نزال
الله يحفظك يا غالية
وأهلا أهلا بك

أحلى السنوات أمضيتها هنا و في كل لحظة أشكر محمد إيدسان أن أخذ بيدي إليكم...
صرتم جزءا مني مهما ابتعدت...
0053

دكتورة كوثر ... أذهلني هذا النص ... بفكرته الجميلة
ولغته العذبة ... وما فيه من بلاغة راقية جميلة
نحن بانتظار جديدك
دام إبداعك

نسيم الطبيعة كتب:دكتورة كوثر ... أذهلني هذا النص ... بفكرته الجميلة
ولغته العذبة ... وما فيه من بلاغة راقية جميلة
نحن بانتظار جديدك
دام إبداعك

حلقت أنا الآن بحضوركم سيدي... انتظاركم للجديد ما يجعلني "أقاوم" عصيان القلم و أحضر بينكم و لو بالقليل...
مشرفة هي طلتك أستاذي الكريم... دام رقيك...

وأنا حلقت .. حلقت عالياً مع هذا النص الرائع
رائع جدا

ورد العربي كتب:وأنا حلقت .. حلقت عالياً مع هذا النص الرائع
رائع جدا

الرائع حضورك الأنيق.. أسعدني مرورك المشرف

ما يكفي لتحلق

ما يكفي لتحلق

رد: ما يكفي لتحلق

رد: ما يكفي لتحلق

رد: ما يكفي لتحلق

رد: ما يكفي لتحلق

رد: ما يكفي لتحلق

رد: ما يكفي لتحلق

رد: ما يكفي لتحلق

رد: ما يكفي لتحلق