بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
معارض الكتب عـنـدنـا... وعـنـدهـم!! الـدكـتـور عـبـد القـادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
معارض الكتب عـنـدنـا... وعـنـدهـم!! الـدكـتـور عـبـد القـادر حسين ياسين
معارض الكتب عـنـدنـا... وعـنـدهـم!! الـدكـتـور عـبـد القـادر حسين ياسين
كلما ذهـبـت إلى لندن، أذهب إلى مكتبة Hatchards في سـاحـة البـكـادللي .
قبل أن أشرع في القراءة، أتفرج، أتأمل الرفوف،
الترتيب، الخشب البديع، العناوين الجديدة، الأضواء،
الورق، الطباعة، الأبحاث، الوقت المبذول،
التقدم، الارتقاء، البحث المبذول، الفكر المجتهد،
الألوان، البحث، الإبداع، المنافسة، الترقي،
التصاميم، الفن، الشغف، الصناعة، التطريز، النظافة…
لا غبار، لا أغلفة متردية ومحزنة…
لا ورق مهترئاً ، لا صفحات متكررة،
لا أخطاء مطبعـية تفوق الكلمات الصحيحة في الكتاب الواحد،
لا ترجمات جاهلة ومبتذلة،
لا غبار، لا ورق على الأرض، لا كهرباء مقطوعة،
لا كتاب منشوراً لأن المؤلف ابن شقيقة الناشر…
لا شيء،
صمت جميل ، وألوان جميلة ، وكتب بالآلاف…
كل كتاب في مكانه،
كما يليق بسيد الجلساء وحديقة المفكرين ومتعة الأعمار،
شراكة رائعة من الكتّاب والناشرين والوراقين،
افرح بين هذه الرفوف ، وأعود في اليوم التالي ،
واحزن لأنني بعد حين سوف أكون بعيدا.
ولا يـحـتـاج الـمـرء إلـى خـيـال جـامح ،
لإلـقـاء نـظـرة إلى معارض الكتب المحزنة في الـعـالـم الـعـربي.
الى الكتاب مرمياً على الأرض فوق الغـبار وتحت الغـبار،
والى الطبعة الأولى التي لا تتكرر،
والى الكتب التي لم تجد يداً تمتد إليها ولو من قبيل الفضول،
والى مؤلفات بلا بحث وبلا جهد وبلا طعم وبلا رائحة ،
إلا رائحة مرور الجـرذان وبقايا العناكب…
تـتجوّل في الأجنحة، فـتـسمع الشكوى ذاتها ،
من تراجع نسبة المبيعات موسماً وراء آخر.
قارئ اليوم بات عملة نادرة، وقاعة الندوات شبه خالية،
رغم النداءات المتكررة لحضور أمسية شعرية لشاعر شبه مجهول.
تـسأل عن “المقهى الثقافي” فتكتشف أن الفكرة غائبة في الأصل.
أمّا حفلات التوقيع فـتحتاج إلى كاتب مغامر ،
كي يجلس وراء طاولة خاوية إلا من بعض العابرين.
وبـسـبب الرقابة الـمـحـكـمـة، لا يغامر نـاشـر بإحضار عناوين،
يعلم سلفاً أنها ستُمنع، فيما تروّج ظاهرة البيع “من تحت الطاولة”…لكتب ممنوعة.
وأنا أحب الكتاب، وأتمنى له شيئاً من هذا،
مقاماً مثل هذا المقام. شغفاً مثل هذا الشغف.
وأتمنى أن يكون كتاباً لا صف أحرف ولا صف كلام ،
ولا اعتداء على هذه اللغة التي تشبه البساتين والرياحين والجداول.
لغة أزلية صورية وصفية تعبيرية لا مثيل لها،
ومع ذلك تهان وتعذب وترسل إلى الغبار.
وكم اغبط هذه الشعوب على ما تفعله لكتبها ومكتباتها.
كلما عـدت، أرى العناوين تجددت ،
والأبحاث تجاهـدت ،
والفكر تألق ، والمواهب صقلت نفسها ،
كما لو أنها ماسة زرقاء تسابق الماس الأكثر زرقة.
أين العرب من عصر المعرفة المتفجرة المتدفقة؟ وفقا للتعريفات الشائعة للثقافة، فإنه لا يوجد شعب بلا ثقافة، لكننا لم نطرح على أنفسنا الأسئلة الصحيحة والضرورية والتي تقود إلى إجابات صحيحة، لم نسأل: الثقافة لمن؟ وأي نوع من الثقافة؟
ولو أننا قد سألنا لصدمنا … رقم يقول إن “48%” من العرب البالغين يجهلون القراءة والكتابة ، ولعرفنا أيضا أن جزءاً كبيراً من الثقافـة يتجه للعلوم الإنسانية وليست العلوم التطبيقية، ولو استرسلنا أكثر لوصلنا لما وصل اليه “البنك الدولي” في تقريره الأخـير .
في الـعـام الـمـاضي أصدر البنك الدولي تقريراً عن التنمية في العالم تحت عنوان “المعرفة من أجل التنمية”… يركزالتقرير على ثلاث آليات تفتح الباب لدخوله عصر المعرفة من أبوابه الواسعة :الآلية الأولي هي : التعليم، والآلية الثانية هي انفتاح التجارة، أما الآلية الثالثة فهي امتلاك بنية أساسية كبيرة للإتصالات.
فإذا انتقلنا لأدوات المعرفة لأدركنا الهوة الواسعة بين ما نملكه وما يملكه الآخرون؛ فنسبة انتشار الصحف لكل ألف من السكان في الجزائر “38”، وفي اليمن “15” وفي سوريا “16” وفي مصر “58” وفي السعودية “44”، واسرائيل (94)! ونفس الشيء في أجهزة التلفزيون والكمبيوتر الشخصي، فالكثير من الدول العربية يسبق إسرائيل في نسبة انتشارالتلفزيون، لكنه يتخلف في الكمبيوتر والاتصالات السلكية واللاسلكية.إنها مفاتيح المعرفة: التعليم والاتصالات، فهل نسأل بعد ذلك : “لماذا لم يلحق الـعـرب بالدول المتقدمة؟”
الإجابة واضحة… والـحـال يـغـنـي عـن الـسـؤال..!
كلما ذهـبـت إلى لندن، أذهب إلى مكتبة Hatchards في سـاحـة البـكـادللي .
قبل أن أشرع في القراءة، أتفرج، أتأمل الرفوف،
الترتيب، الخشب البديع، العناوين الجديدة، الأضواء،
الورق، الطباعة، الأبحاث، الوقت المبذول،
التقدم، الارتقاء، البحث المبذول، الفكر المجتهد،
الألوان، البحث، الإبداع، المنافسة، الترقي،
التصاميم، الفن، الشغف، الصناعة، التطريز، النظافة…
لا غبار، لا أغلفة متردية ومحزنة…
لا ورق مهترئاً ، لا صفحات متكررة،
لا أخطاء مطبعـية تفوق الكلمات الصحيحة في الكتاب الواحد،
لا ترجمات جاهلة ومبتذلة،
لا غبار، لا ورق على الأرض، لا كهرباء مقطوعة،
لا كتاب منشوراً لأن المؤلف ابن شقيقة الناشر…
لا شيء،
صمت جميل ، وألوان جميلة ، وكتب بالآلاف…
كل كتاب في مكانه،
كما يليق بسيد الجلساء وحديقة المفكرين ومتعة الأعمار،
شراكة رائعة من الكتّاب والناشرين والوراقين،
افرح بين هذه الرفوف ، وأعود في اليوم التالي ،
واحزن لأنني بعد حين سوف أكون بعيدا.
ولا يـحـتـاج الـمـرء إلـى خـيـال جـامح ،
لإلـقـاء نـظـرة إلى معارض الكتب المحزنة في الـعـالـم الـعـربي.
الى الكتاب مرمياً على الأرض فوق الغـبار وتحت الغـبار،
والى الطبعة الأولى التي لا تتكرر،
والى الكتب التي لم تجد يداً تمتد إليها ولو من قبيل الفضول،
والى مؤلفات بلا بحث وبلا جهد وبلا طعم وبلا رائحة ،
إلا رائحة مرور الجـرذان وبقايا العناكب…
تـتجوّل في الأجنحة، فـتـسمع الشكوى ذاتها ،
من تراجع نسبة المبيعات موسماً وراء آخر.
قارئ اليوم بات عملة نادرة، وقاعة الندوات شبه خالية،
رغم النداءات المتكررة لحضور أمسية شعرية لشاعر شبه مجهول.
تـسأل عن “المقهى الثقافي” فتكتشف أن الفكرة غائبة في الأصل.
أمّا حفلات التوقيع فـتحتاج إلى كاتب مغامر ،
كي يجلس وراء طاولة خاوية إلا من بعض العابرين.
وبـسـبب الرقابة الـمـحـكـمـة، لا يغامر نـاشـر بإحضار عناوين،
يعلم سلفاً أنها ستُمنع، فيما تروّج ظاهرة البيع “من تحت الطاولة”…لكتب ممنوعة.
وأنا أحب الكتاب، وأتمنى له شيئاً من هذا،
مقاماً مثل هذا المقام. شغفاً مثل هذا الشغف.
وأتمنى أن يكون كتاباً لا صف أحرف ولا صف كلام ،
ولا اعتداء على هذه اللغة التي تشبه البساتين والرياحين والجداول.
لغة أزلية صورية وصفية تعبيرية لا مثيل لها،
ومع ذلك تهان وتعذب وترسل إلى الغبار.
وكم اغبط هذه الشعوب على ما تفعله لكتبها ومكتباتها.
كلما عـدت، أرى العناوين تجددت ،
والأبحاث تجاهـدت ،
والفكر تألق ، والمواهب صقلت نفسها ،
كما لو أنها ماسة زرقاء تسابق الماس الأكثر زرقة.
أين العرب من عصر المعرفة المتفجرة المتدفقة؟ وفقا للتعريفات الشائعة للثقافة، فإنه لا يوجد شعب بلا ثقافة، لكننا لم نطرح على أنفسنا الأسئلة الصحيحة والضرورية والتي تقود إلى إجابات صحيحة، لم نسأل: الثقافة لمن؟ وأي نوع من الثقافة؟
ولو أننا قد سألنا لصدمنا … رقم يقول إن “48%” من العرب البالغين يجهلون القراءة والكتابة ، ولعرفنا أيضا أن جزءاً كبيراً من الثقافـة يتجه للعلوم الإنسانية وليست العلوم التطبيقية، ولو استرسلنا أكثر لوصلنا لما وصل اليه “البنك الدولي” في تقريره الأخـير .
في الـعـام الـمـاضي أصدر البنك الدولي تقريراً عن التنمية في العالم تحت عنوان “المعرفة من أجل التنمية”… يركزالتقرير على ثلاث آليات تفتح الباب لدخوله عصر المعرفة من أبوابه الواسعة :الآلية الأولي هي : التعليم، والآلية الثانية هي انفتاح التجارة، أما الآلية الثالثة فهي امتلاك بنية أساسية كبيرة للإتصالات.
فإذا انتقلنا لأدوات المعرفة لأدركنا الهوة الواسعة بين ما نملكه وما يملكه الآخرون؛ فنسبة انتشار الصحف لكل ألف من السكان في الجزائر “38”، وفي اليمن “15” وفي سوريا “16” وفي مصر “58” وفي السعودية “44”، واسرائيل (94)! ونفس الشيء في أجهزة التلفزيون والكمبيوتر الشخصي، فالكثير من الدول العربية يسبق إسرائيل في نسبة انتشارالتلفزيون، لكنه يتخلف في الكمبيوتر والاتصالات السلكية واللاسلكية.إنها مفاتيح المعرفة: التعليم والاتصالات، فهل نسأل بعد ذلك : “لماذا لم يلحق الـعـرب بالدول المتقدمة؟”
الإجابة واضحة… والـحـال يـغـنـي عـن الـسـؤال..!
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 478
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
مواضيع مماثلة
» الـخـَوف مـن الـكـتـابـة الـدكـتـور عـبـد القـادر حسين ياسين
» أشهر”لا ” في التاريخ الأمـريـكـي!! / الـدكـتـور عـبـد القـادر حسين ياسين
» لـماذا لا نـَعتـَرف بأنـَّـنـا عـُـنـصُـريـّون…؟!.. الـدكـتـور/ عـبـد القـادر حسين ياسين
» تـأمـلات فـي التأريخ واختلاق التاريخ / الـدكـتـور عـبـد القـادر حسين ياسين
» عـالمٌ بلا أخـلاق وبـلا ضمـيـر/ الـدكـتـور عـبـد القـادر حسين ياسين
» أشهر”لا ” في التاريخ الأمـريـكـي!! / الـدكـتـور عـبـد القـادر حسين ياسين
» لـماذا لا نـَعتـَرف بأنـَّـنـا عـُـنـصُـريـّون…؟!.. الـدكـتـور/ عـبـد القـادر حسين ياسين
» تـأمـلات فـي التأريخ واختلاق التاريخ / الـدكـتـور عـبـد القـادر حسين ياسين
» عـالمٌ بلا أخـلاق وبـلا ضمـيـر/ الـدكـتـور عـبـد القـادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 11:11 من طرف ريما مجد الكيال
» زوابع الياسمين
اليوم في 11:09 من طرف ريما مجد الكيال
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الخميس 9 مايو 2024 - 11:35 من طرف ميساء البشيتي
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج