بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أحــلام … وكـوابيس!/ الدكتور عبد القادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
أحــلام … وكـوابيس!/ الدكتور عبد القادر حسين ياسين
أحــلام … وكـوابيس!/ الدكتور عبد القادر حسين ياسين
رأيت في ما يرى الصاحي بلاداً محكومة بالعـدل لا يشعر فيها المواطن بالخوف، ولا يتلمس عنقه كل صباح، ولا يرتجف حين ينظر إلى وجهه في المرآة أول مرة…
وحلمت بكرسي المسؤولية مصنوعاً من الخشب الخشن ، وفي وسطه “خازوق” كي لا يرتاح عليه المسؤول طويلاً … ويتخلى عنه راضياً لغـيره، فتدار المسؤولية بين أفراد الشعب كما تدار “الـجـوزة” بين الحشـاشين…
وحلمت أن السياط تحولت إلى “مذبات” حريرية تنش عن جلود المواطنين المتعبين الذباب والحر، وأن السجون خرجت من تحت الأرض وأصبحت فنادق “خمس نجوم” لا فنادق “خمس نجوم الظهر”.
وحلمت أن القطط “تصالحت مع العصافير” ـ مع الاعـتـذار للروائي السوري زكريا تـامر ـ وكفـَّت عن أكل لحمها ، واكتفت بالحليب و الخبز… وأن البيوت أصبحت نوافذ، لا جدرانا فيها نوافذ، وأن المشانق أصبحت أعمدة للمصابيح الكهربائية .
وحلمت أن النفط صار ماء يتدفق في الصحراء… فـتستحيل مروجاً خضراً وحقولاً وبساتين ، كي تشيح الولايات المتـحـدة الأمريكية عن العرب وتتركهم في حالهم… ، ويتلاشى شبح الحرب القابع في كل بئر.
وحلمت أن إيهود أولمرت قـد استحم من دماء أطفال بيت حـانون وسواهم ، وعاد طاهراً كما خلقه ربه، كي لا يشم “رئيس” السلطة الفلسطينية رائحة الدم على كـفـه حين يصافحه (أو يـعـانقـه) … إذا تحقق السلام “الشامـل والعادل”…
وعند ذلك لن نـتـوقف كثيراً عند مقولة “الأرض مقابل السلام” التي لا تـخـلو من الاستجداء والذل، لأن “سلام الشجعان” ليس مقايضة ولا متاجرة، فالزعمـاء العرب (أدامـهـم اللـه ذخرا للـعـروبـة والاسـلام…!!) سيعطوا أولمرت ما يشـاء من الأرض ، من المحيط إلى الخليج، بشرط ألا يتلمظ حين يشم رائحة دم فلسطيني!
وحلمت أن الكاتب العربي لا يكتب وهو خائف من السلطات ولا ينتظر “زوَّار الفجـر” ، وأن قائمة الكتب الممنوعـة لا تكون أطول من قائمة الطعـام في المطاعم الفاخرة، وأن قائمة “المحرمات” و”المقدسات” لا تزيد على قائمة “البورصة” في بوركينا فاسو…. وأننا أصبحنا نحترم الكاتب لأنه “حارس الشـعلـة” ورسولنا إلى المستقبل ومسجل ذاكرتنا في ذاكرة التاريخ.
وحلمت أن المكتبات العامة تغص بالناس، وأن الناس الذين لم يجدوا كرسياً شاغراً فيها جلسوا في الخارج يتصفحون صحيفة أو مجلة بانتظار دورهم، ومن أعـياه الانتظار ذهب لحضور ندوة أو أمسية أو معرض فني… ومن لم يتسن له ذلك عاد إلى بيته ليتخاصم مع زوجته حول “البنيوية” و”التفكيكية” و”العولمة” و”المثاقفة”، وليحل اشتباكاً بين أولاده حول مفهوم “التناص”!!
وحلمت أنني أفـوز بالجائزة الكبرى في اليانصيب، لا لأنفقها على الفنادق العالمية والليالي الحمراء والزرقاء ، ولكن لكي لا أضطر للعمل في أكثر من مكان وزمان ، فأتفرغ للقراءة والكتابة، فلا تشغلني هموم الحياة عن الحياة… ولأخصص جائزة لا ترتبط باسمي، فأنا مهما كنت فلستُ أعظم من أبي الطيب المتنبي، حـادي المأسـاة العربية الذي “مـلأ الدنيا… وشغل الناس”، ولذلك سأسميها جائزة المتنبي وستكون جائزة عربية… ولكني لن أسلم إدارتها إلى “جامعة الـدول العربية” وإلا سُرقت أو نامت في الأدراج، … ولن أسلمها إلى “اتحاد الكتاب العرب” أو أي فرع من فروعه، فإنها تمنح عند ذلك للمقربين والأقرباء….
وحلمت أنه لا توجد في بلادنا ولا في علاقاتنا الاجتماعيـة ولا في كتاباتنا السياسية ، ولا في أحلامنا “خطوط حمراء”، فنحن لا نتجاوز إلا الإشارة الضوئية الحمراء، فماذا لو تجاوزنا جميع الخطوط والإشارات الحمراء؟
حلمت… حلمت… حلمت… حلمت…
حتى غـفـوت…
رأيت في ما يرى النائم كابوساً، لا أبشع ولا أفظع ولا أرهب ولا أجزع ولا أرعب… كابوساً أشبه بالجحيم، تتضرم فيه النيران ، وتتراقص فيه الأفاعي والشياطين، وتصخب فيه الصرخات والأنين، وتزفر فيه البراكين…
ورأيت “رؤوساً قد أينعت وحان قطافها”… رأيت مشانق تتأرجح، زنازين تتجشـأ، سيوفاً مُصلتة، ومقصَّات تتـلمظ، خناجر في الظهور، أختاماً وأحكاماً…
ورأيت دماً راعـفـاً ، وحبراً صارخاً ، وجوعاً كافراً، قلوباً تتلوى تحت جنازير الخوف، وبطوناً تتأوه تحت سياط الجوع ، رمالا تتدفق كالسيول تغـمر المدن، تطمرها، تطمسها… نجوما تحت أنقاض، شموساً معلقة كالذبائح من أقدامها، أحلاما تتمرغ في وحـل بترولي… مجرة غضب في قمقم صغير!
رأيت بلادي… وظِل نشيد!
رأيت في ما يرى الصاحي بلاداً محكومة بالعـدل لا يشعر فيها المواطن بالخوف، ولا يتلمس عنقه كل صباح، ولا يرتجف حين ينظر إلى وجهه في المرآة أول مرة…
وحلمت بكرسي المسؤولية مصنوعاً من الخشب الخشن ، وفي وسطه “خازوق” كي لا يرتاح عليه المسؤول طويلاً … ويتخلى عنه راضياً لغـيره، فتدار المسؤولية بين أفراد الشعب كما تدار “الـجـوزة” بين الحشـاشين…
وحلمت أن السياط تحولت إلى “مذبات” حريرية تنش عن جلود المواطنين المتعبين الذباب والحر، وأن السجون خرجت من تحت الأرض وأصبحت فنادق “خمس نجوم” لا فنادق “خمس نجوم الظهر”.
وحلمت أن القطط “تصالحت مع العصافير” ـ مع الاعـتـذار للروائي السوري زكريا تـامر ـ وكفـَّت عن أكل لحمها ، واكتفت بالحليب و الخبز… وأن البيوت أصبحت نوافذ، لا جدرانا فيها نوافذ، وأن المشانق أصبحت أعمدة للمصابيح الكهربائية .
وحلمت أن النفط صار ماء يتدفق في الصحراء… فـتستحيل مروجاً خضراً وحقولاً وبساتين ، كي تشيح الولايات المتـحـدة الأمريكية عن العرب وتتركهم في حالهم… ، ويتلاشى شبح الحرب القابع في كل بئر.
وحلمت أن إيهود أولمرت قـد استحم من دماء أطفال بيت حـانون وسواهم ، وعاد طاهراً كما خلقه ربه، كي لا يشم “رئيس” السلطة الفلسطينية رائحة الدم على كـفـه حين يصافحه (أو يـعـانقـه) … إذا تحقق السلام “الشامـل والعادل”…
وعند ذلك لن نـتـوقف كثيراً عند مقولة “الأرض مقابل السلام” التي لا تـخـلو من الاستجداء والذل، لأن “سلام الشجعان” ليس مقايضة ولا متاجرة، فالزعمـاء العرب (أدامـهـم اللـه ذخرا للـعـروبـة والاسـلام…!!) سيعطوا أولمرت ما يشـاء من الأرض ، من المحيط إلى الخليج، بشرط ألا يتلمظ حين يشم رائحة دم فلسطيني!
وحلمت أن الكاتب العربي لا يكتب وهو خائف من السلطات ولا ينتظر “زوَّار الفجـر” ، وأن قائمة الكتب الممنوعـة لا تكون أطول من قائمة الطعـام في المطاعم الفاخرة، وأن قائمة “المحرمات” و”المقدسات” لا تزيد على قائمة “البورصة” في بوركينا فاسو…. وأننا أصبحنا نحترم الكاتب لأنه “حارس الشـعلـة” ورسولنا إلى المستقبل ومسجل ذاكرتنا في ذاكرة التاريخ.
وحلمت أن المكتبات العامة تغص بالناس، وأن الناس الذين لم يجدوا كرسياً شاغراً فيها جلسوا في الخارج يتصفحون صحيفة أو مجلة بانتظار دورهم، ومن أعـياه الانتظار ذهب لحضور ندوة أو أمسية أو معرض فني… ومن لم يتسن له ذلك عاد إلى بيته ليتخاصم مع زوجته حول “البنيوية” و”التفكيكية” و”العولمة” و”المثاقفة”، وليحل اشتباكاً بين أولاده حول مفهوم “التناص”!!
وحلمت أنني أفـوز بالجائزة الكبرى في اليانصيب، لا لأنفقها على الفنادق العالمية والليالي الحمراء والزرقاء ، ولكن لكي لا أضطر للعمل في أكثر من مكان وزمان ، فأتفرغ للقراءة والكتابة، فلا تشغلني هموم الحياة عن الحياة… ولأخصص جائزة لا ترتبط باسمي، فأنا مهما كنت فلستُ أعظم من أبي الطيب المتنبي، حـادي المأسـاة العربية الذي “مـلأ الدنيا… وشغل الناس”، ولذلك سأسميها جائزة المتنبي وستكون جائزة عربية… ولكني لن أسلم إدارتها إلى “جامعة الـدول العربية” وإلا سُرقت أو نامت في الأدراج، … ولن أسلمها إلى “اتحاد الكتاب العرب” أو أي فرع من فروعه، فإنها تمنح عند ذلك للمقربين والأقرباء….
وحلمت أنه لا توجد في بلادنا ولا في علاقاتنا الاجتماعيـة ولا في كتاباتنا السياسية ، ولا في أحلامنا “خطوط حمراء”، فنحن لا نتجاوز إلا الإشارة الضوئية الحمراء، فماذا لو تجاوزنا جميع الخطوط والإشارات الحمراء؟
حلمت… حلمت… حلمت… حلمت…
حتى غـفـوت…
رأيت في ما يرى النائم كابوساً، لا أبشع ولا أفظع ولا أرهب ولا أجزع ولا أرعب… كابوساً أشبه بالجحيم، تتضرم فيه النيران ، وتتراقص فيه الأفاعي والشياطين، وتصخب فيه الصرخات والأنين، وتزفر فيه البراكين…
ورأيت “رؤوساً قد أينعت وحان قطافها”… رأيت مشانق تتأرجح، زنازين تتجشـأ، سيوفاً مُصلتة، ومقصَّات تتـلمظ، خناجر في الظهور، أختاماً وأحكاماً…
ورأيت دماً راعـفـاً ، وحبراً صارخاً ، وجوعاً كافراً، قلوباً تتلوى تحت جنازير الخوف، وبطوناً تتأوه تحت سياط الجوع ، رمالا تتدفق كالسيول تغـمر المدن، تطمرها، تطمسها… نجوما تحت أنقاض، شموساً معلقة كالذبائح من أقدامها، أحلاما تتمرغ في وحـل بترولي… مجرة غضب في قمقم صغير!
رأيت بلادي… وظِل نشيد!
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 478
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
مواضيع مماثلة
» الخيانة الجميلة! الدكتور عبد القادر حسين ياسين
» أيـلـول الـفـلـسـطـيـنـي // الدكتور عــبـد القادر حسين ياسين
» مـَـرَضْ أكـابـِـر…!!” الدكتور عبد القادر حسين ياسين
» وداعــاً ... أبا الـفـهـد/ الدكتور عبد القادر حسين ياسين *
» أمـَّة قـَزّمها الجـَهـل .. الدكتور عبد القادر حسين ياسين
» أيـلـول الـفـلـسـطـيـنـي // الدكتور عــبـد القادر حسين ياسين
» مـَـرَضْ أكـابـِـر…!!” الدكتور عبد القادر حسين ياسين
» وداعــاً ... أبا الـفـهـد/ الدكتور عبد القادر حسين ياسين *
» أمـَّة قـَزّمها الجـَهـل .. الدكتور عبد القادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
اليوم في 15:40 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج
» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة
» يسألني الياسمين ... ؟
الأحد 25 فبراير 2024 - 11:19 من طرف سلامة حسين عبد النبي