بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
صفحة 1 من اصل 1
من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
قبل يومين طلبت مني إحدى المنصات صورة شخصية ترفقها مع تجربة كتابية لي، أرسلت صورة يظهر فيها خاتم فضي. كان هذا الخاتم هو هدية أختي غادة كنا نمشي بالسوق لفت انتباهي الخاتم لفت انتباهها حلق مرافق لنفس الخاتم تبادلنا الأذواق لم يعجبني الحلق وهي لم يعجبها الخاتم فقررنا بعد نقاش طويل أن تشتري كل واحدة للأخرى ما أعجبها أهديتها الحلق، وأهدتني الخاتم كنت أحب شكل لمعان فضته بيدي وابتسامة الرجل وهو يراقب نقاشنا في المحل كلما لبسته وأبدى أحد إعجابه به اتصلت بها وأخبرتها بذلك، فترد: حتى تعرفي هداياي!
لأول مرة أعرف أنني تخليت عن الكثير من الذكريات كي أنجو يومها لم أستطع أن أحمل الخاتم الهدية!
لا وقت لأن تحمل البيت!
أرسلت الصورة وانغمست في ذاكرة من حنين وبكاء!
بالأمس التقيت بسيدة لأسجل معها حكاية فقدها لبيتها، أثناء التسجيل عرضت صوراً من "صومعتها" الخاصة بلكونة بها ريحان وورد وحديقة صغيرة لأحاديث كثيرة.
تعرض كل صورة بتنهيدة وابتسامة عجولة، وعينيان تلمعان من حرارة بكاء قريب كان يظهر ذلك في صوتها حشرجة متقطعة مع كل صورة تروي حدثها!
بيتها يشبه بيتي أيضاً تذكرنا رائحة الريحان، وفنون جمع ورق الريحان مع ورق العطرة ومكانه المناسب في صالة البيت، وبعض أشجار الورد وأحب الألوان من الورد وكل موسم وما يناسبه من ورد. تعرض وصوتها مليء بحشرجة بكاء حتى بعد أن صار البيت حطاماً قبل خمسة شهور وبيتي سبقه بثلاثة شهور.
وأنا أراقب كل هذا بثبات لكن صراخ ينمو بداخلي وصوت ارتطام السقف يعلو أكثر كأنه يستغيث!
كنا أنانيين بما يكفي لأن نظن أن أشياءنا تنتظرنا كعادتنا بالعودة للبيت، حين نعود بعد تعب يوم يفتح بواباته ونسقي ورده والريحان.
كنا أنانيين لأننا تركنا كل هذا له وحده!
كنا ودودين نلتقط صوراً، ستجبرنا على الانغماس في فصول من الحنين.
هنالك أسباب كثيرة تبكي لأجلها النساء منها توحدها مع الأشياء، وانغماسهن في تفاصيلهن!
كأن تظن أنها تبكي خاتماً أو ورقة ورد أو أثر جرح بإبهام من أعمال البيت، لكنها تبكي البيت كل البيت!
فداء زياد
لأول مرة أعرف أنني تخليت عن الكثير من الذكريات كي أنجو يومها لم أستطع أن أحمل الخاتم الهدية!
لا وقت لأن تحمل البيت!
أرسلت الصورة وانغمست في ذاكرة من حنين وبكاء!
بالأمس التقيت بسيدة لأسجل معها حكاية فقدها لبيتها، أثناء التسجيل عرضت صوراً من "صومعتها" الخاصة بلكونة بها ريحان وورد وحديقة صغيرة لأحاديث كثيرة.
تعرض كل صورة بتنهيدة وابتسامة عجولة، وعينيان تلمعان من حرارة بكاء قريب كان يظهر ذلك في صوتها حشرجة متقطعة مع كل صورة تروي حدثها!
بيتها يشبه بيتي أيضاً تذكرنا رائحة الريحان، وفنون جمع ورق الريحان مع ورق العطرة ومكانه المناسب في صالة البيت، وبعض أشجار الورد وأحب الألوان من الورد وكل موسم وما يناسبه من ورد. تعرض وصوتها مليء بحشرجة بكاء حتى بعد أن صار البيت حطاماً قبل خمسة شهور وبيتي سبقه بثلاثة شهور.
وأنا أراقب كل هذا بثبات لكن صراخ ينمو بداخلي وصوت ارتطام السقف يعلو أكثر كأنه يستغيث!
كنا أنانيين بما يكفي لأن نظن أن أشياءنا تنتظرنا كعادتنا بالعودة للبيت، حين نعود بعد تعب يوم يفتح بواباته ونسقي ورده والريحان.
كنا أنانيين لأننا تركنا كل هذا له وحده!
كنا ودودين نلتقط صوراً، ستجبرنا على الانغماس في فصول من الحنين.
هنالك أسباب كثيرة تبكي لأجلها النساء منها توحدها مع الأشياء، وانغماسهن في تفاصيلهن!
كأن تظن أنها تبكي خاتماً أو ورقة ورد أو أثر جرح بإبهام من أعمال البيت، لكنها تبكي البيت كل البيت!
فداء زياد
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 481
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
مواضيع مماثلة
» أين ظلالنا؟! بقلم الأديب زياد سقيرق
» فيضان مرعب بقلم:م. زياد صيدم
» كتابة الهمزة في اللغة العربية بقلم أحمد زياد محبك
» شِباك الدهشة ... في الذكرى الثامنة لوفاة ابي
» في رثاء أمه زياد سقيرق أبكانا
» فيضان مرعب بقلم:م. زياد صيدم
» كتابة الهمزة في اللغة العربية بقلم أحمد زياد محبك
» شِباك الدهشة ... في الذكرى الثامنة لوفاة ابي
» في رثاء أمه زياد سقيرق أبكانا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 22 يونيو 2024 - 12:04 من طرف ريما مجد الكيال
» كنتَ مني وكنتُ منك !
السبت 22 يونيو 2024 - 12:02 من طرف ريما مجد الكيال
» في مولد الهادي
الثلاثاء 18 يونيو 2024 - 12:21 من طرف هدى ياسين
» أحلم بالعيد
الأحد 16 يونيو 2024 - 12:06 من طرف اميرة
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الأحد 16 يونيو 2024 - 11:57 من طرف ميساء البشيتي
» فضل يوم عرفة
السبت 15 يونيو 2024 - 12:09 من طرف سيما حسن
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
السبت 8 يونيو 2024 - 11:57 من طرف خيمة العودة
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
الجمعة 31 مايو 2024 - 11:54 من طرف هبة الله فرغلي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الجمعة 31 مايو 2024 - 11:49 من طرف هبة الله فرغلي
» رباعيات عمر الخيام .
الخميس 30 مايو 2024 - 11:27 من طرف عمر محمد اسليم
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
الخميس 30 مايو 2024 - 11:24 من طرف خيمة العودة
» اعشق البحر
الثلاثاء 21 مايو 2024 - 11:19 من طرف ريما مجد الكيال
» ليل وعسكر .
السبت 18 مايو 2024 - 12:04 من طرف لانا زهدي
» الغريب
الأربعاء 15 مايو 2024 - 11:29 من طرف عشتار
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:28 من طرف خيمة العودة
» عاتبني أيها القمر !
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:24 من طرف لبيبة الدسوقي
» امرأة من زمن الأحلام
الأحد 12 مايو 2024 - 11:11 من طرف ريما مجد الكيال
» زوابع الياسمين
الأحد 12 مايو 2024 - 11:09 من طرف ريما مجد الكيال
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي