صناعة الموت

يداعب جفنه المترع بالتيه أشلـاء وطن مخضب بأغاني مهجورة ،،//
تُمسك أنامله الشاحبة والموشومة بلعنة الفقر، رغيفا شاهدا على عقيدة يُتم تتلـألـأ في ورع على ناصية نشيد السماء ،،//
يُبارك في صمت{لـا يقوى على المراوغة} زواجا أعلنه الوطن كاثوليكيا بين فتات رغيف وزيت وشاي،،
يشرد الرغيف في بقاع الزيت حتى آخره، يتفتت كأحلـام تافهة،، يُتمتم بتعويذة أتقن تربيتها، يزرعها بحرصٍ، كمن يحرص على ترتيب أحلـامه،، أمامه كأس مستسلم لسطوة القدر، كلما صَب به قليلـا من الشاي{أتاي} يُحس أنه عبء عليه،،
تهرد ذاكرته خلف صباحات بعيدة، يُقبل رغيفه المبلل بالزيت، يشربُ شايه، تفيض روحه المحترقة كزمنه، يتسكع بنظره الكليل على أبعاد غرفته، جدران شاحبة يصدمها ضوء الشمس فيرتد في ورع وجزع، مهترئة كأغاني الوطن، يرمق جملة صعب بها الـإملـاء أسكنها قليلـا من حبه وكل جزعه :{اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين} يرتد بصره الخجول ليعانق نشوة الشاي{أتاي} ،،
إنساب صوت المذياع مجعدا وكأنه يفتش عن جرحه الوسيم ليهديه بعضا من الملح :{لـازال راتب المدرب البلجيكي إيريك غريتيس طابو، وتقول الصحافة أنه يتراوح بين 200 و250 مليون سنتيم...}
إرتبكت قطرات الشاي بفمه، إبتسم في جزع لينفي كل الـأقدار كمن يحمل قبره على صدره، رصد ضوء الصباح وأغلق عينيه وكأنه يدسُ لحنا دفينا على قدر موته،، فتمتم :
{نريد أن نحيــــــــــــــــــــــــــــا قليلـا لـا لشئ، بل لنحترم القيامة بعد هذا الموت}
شكرا درويش أتقنت صناعة الموت ...