بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أعواد الحطب .
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أعواد الحطب .
أعواد الحطب
بعد أن قطع الليل ثلثي المسافة بيني وبينك .. وبعد أن بزغت أنوار الفجر بعد طول غياب لها عن فنائنا .. تحسست النهار بكفين متعبتين وتلمست جسداً كنت أودعته سرير المساء فما وجدته غير عود جاف من الحطب .. لا يسبقه ظله .. ولا ينتظره .. كقصيدة انتحرت قوافيها على بياض الورق ..
وأنت تحاول أن ترفع غمامة الليل عن عينيك .. تحاول أن تستقبل معي ذلك الصباح .. أنظر إليك من خلف الستار فأجدك عوداً جافاً يشبهني تماماً كما تتشابه فيما بينها أعواد الحطب .
كنتَ تشبهني حين كنتُ أنا وأنت لا نزال أحياء في ممالك العشق .. حين احتلنا الليل ذات ليل غابر كنتَ أنتَ في حينها ممتلئاً بالحياة .. كانت أوراقك يانعة خضراء .. تنبعث منها رائحة المطر ..
ليل واحد لم يكتمل .. ليل واحد تجرعنا كأس ظلامه معاً .. ثم جف عودك بعدها وجف عودي وأصبحنا أعواداً جافة تحلم برشقة سخية من رشقات المطر ..
من أين لي بالمطر يا توأم روحي .. من أين لي بالمطر ؟
أمطرتُ على قلبك قبل ذلك الليل الكثير .. وأسقيتك من نبع عينيِّ الكثير .. كنت أظن أن مطري كحبك لن ينفد .. وأن مطري يُبقي قلبك ريان ويبقى قلبي فيك منتعش ..
كيف جف ماؤك وأنا التي وهبتك إياه عن طيب خاطر ؟
كيف جف عودك وأنا التي كنت كل صباح ومساء أغازل غيمات المطر وأخطب ودها .. وبعد أن أستميلها إلى قلبي تأتيني صاغرة فأحملها بين كفيِّ طائعة وأرشقها مع دموع الورد إلى نوافذك فيرتجف صباحك بين يديَ .. وينتعش قلبك .. وبك أنتعش ..
و لم تكن لتقول لي يومها كفى !
اليوم أنا وأنتَ وبقايا هذا الليل بلا مطر ..
أنا وأنتَ أعواد جافة لا تقوى على فتح ستائر الصباح .. غاب المطر من سمائنا وغابت معه آخر قطرات الندى التي كانت تغلف قلبي في كل ربيع ألتقيك فيه .. لم تُبقِ لي إلا أشعاراً جافة .. وقرص شمس يحتل النهار ويهدد بحرق جميع حبات المطر ..
كيف أمدَّ إليك يدي وأنا عود جاف ليس في أعماقه رائحة المطر.
كيف أمدُّ إليك يدي .. وما أنا وأنتَ إلا أعواد من الحطب ؟
بعد أن قطع الليل ثلثي المسافة بيني وبينك .. وبعد أن بزغت أنوار الفجر بعد طول غياب لها عن فنائنا .. تحسست النهار بكفين متعبتين وتلمست جسداً كنت أودعته سرير المساء فما وجدته غير عود جاف من الحطب .. لا يسبقه ظله .. ولا ينتظره .. كقصيدة انتحرت قوافيها على بياض الورق ..
وأنت تحاول أن ترفع غمامة الليل عن عينيك .. تحاول أن تستقبل معي ذلك الصباح .. أنظر إليك من خلف الستار فأجدك عوداً جافاً يشبهني تماماً كما تتشابه فيما بينها أعواد الحطب .
كنتَ تشبهني حين كنتُ أنا وأنت لا نزال أحياء في ممالك العشق .. حين احتلنا الليل ذات ليل غابر كنتَ أنتَ في حينها ممتلئاً بالحياة .. كانت أوراقك يانعة خضراء .. تنبعث منها رائحة المطر ..
ليل واحد لم يكتمل .. ليل واحد تجرعنا كأس ظلامه معاً .. ثم جف عودك بعدها وجف عودي وأصبحنا أعواداً جافة تحلم برشقة سخية من رشقات المطر ..
من أين لي بالمطر يا توأم روحي .. من أين لي بالمطر ؟
أمطرتُ على قلبك قبل ذلك الليل الكثير .. وأسقيتك من نبع عينيِّ الكثير .. كنت أظن أن مطري كحبك لن ينفد .. وأن مطري يُبقي قلبك ريان ويبقى قلبي فيك منتعش ..
كيف جف ماؤك وأنا التي وهبتك إياه عن طيب خاطر ؟
كيف جف عودك وأنا التي كنت كل صباح ومساء أغازل غيمات المطر وأخطب ودها .. وبعد أن أستميلها إلى قلبي تأتيني صاغرة فأحملها بين كفيِّ طائعة وأرشقها مع دموع الورد إلى نوافذك فيرتجف صباحك بين يديَ .. وينتعش قلبك .. وبك أنتعش ..
و لم تكن لتقول لي يومها كفى !
اليوم أنا وأنتَ وبقايا هذا الليل بلا مطر ..
أنا وأنتَ أعواد جافة لا تقوى على فتح ستائر الصباح .. غاب المطر من سمائنا وغابت معه آخر قطرات الندى التي كانت تغلف قلبي في كل ربيع ألتقيك فيه .. لم تُبقِ لي إلا أشعاراً جافة .. وقرص شمس يحتل النهار ويهدد بحرق جميع حبات المطر ..
كيف أمدَّ إليك يدي وأنا عود جاف ليس في أعماقه رائحة المطر.
كيف أمدُّ إليك يدي .. وما أنا وأنتَ إلا أعواد من الحطب ؟
عدل سابقا من قبل ميساء البشيتي في الخميس 4 أكتوبر 2012 - 13:51 عدل 1 مرات
رد: أعواد الحطب .
و لم تكن لتقول لي يومها كفى !
ولماذا سيقول كفى وهل يشبع العشاق ؟
بوح لذيذ دمت لنا أيتها المبدعة أ. ميساء البشيتي
ولماذا سيقول كفى وهل يشبع العشاق ؟
بوح لذيذ دمت لنا أيتها المبدعة أ. ميساء البشيتي
عشتار- عضو متميز
- عدد المساهمات : 895
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
الغالية ميساء
لا أعلم ميساء كيف يجتمع الوجع مع الحكمة ... تمتلكين قدرة بارعة علي ادارة المشاعر
سعيدة بمروري هنا .. احساس وبوح عالٍ أختي العزيزة ووجع أكثرمن مؤلك هي كلماتك ميساء
تحياتي لك
سعيدة بمروري هنا .. احساس وبوح عالٍ أختي العزيزة ووجع أكثرمن مؤلك هي كلماتك ميساء
تحياتي لك
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 51
رد: أعواد الحطب .
الوجع يا سميرة يجعلنا نقول كل ما لا يتوقع .. قد تكون حكمة وقد يكون هذا هو حديث الوجع .. ألف شكر يا غالية على مرورك الرائع الذي لا أنفك أنتظره بشوق بالغ ودمت لي يا أميرتي الغالية .
رد: أعواد الحطب .
ماأجمل هذا البوح الرقيق الذي يعزف أجمل الألحان
سمفونية راقية برقي كلماتك وروحك أختي العزيزة ....
الرائعة ميساء أسمحي لي أن أسجل اعجابي بقلمك المبدع
مع خالص الود
سمفونية راقية برقي كلماتك وروحك أختي العزيزة ....
الرائعة ميساء أسمحي لي أن أسجل اعجابي بقلمك المبدع
مع خالص الود
محمد الفاضل- عضو جديد
- عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 11/07/2012
رد: أعواد الحطب .
أخي العزيز أ. محمد الفاضل
أهلا وسهلا بك وصباح الورد
واسمح لي أنا أيضاً أن اسجل امتناني لهذا الحضور الجميل وشكري العميق على هذا الرد اللطيف وأرجو أن تكون دائما بالجوار أخي محمد وطابت أواقاتك .
:0049:
أهلا وسهلا بك وصباح الورد
واسمح لي أنا أيضاً أن اسجل امتناني لهذا الحضور الجميل وشكري العميق على هذا الرد اللطيف وأرجو أن تكون دائما بالجوار أخي محمد وطابت أواقاتك .
:0049:
رد: أعواد الحطب .
ميساء البشيتي كتب:أعواد الحطب
بعد أن قطع الليل ثلثي المسافة بيني وبينك .. وبعد أن بزغت أنوار الفجر بعد طول غياب لها عن فنائنا .. تحسست النهار بكفين متعبتين وتلمست جسداً كنت أودعته سرير المساء فما وجدته غير عود جاف من الحطب .. لا يسبقه ظله .. ولا ينتظره .. كقصيدة انتحرت قوافيها على بياض الورق ..
وأنت تحاول أن ترفع غمامة الليل عن عينيك .. تحاول أن تستقبل معي ذلك الصباح .. أنظر إليك من خلف الستار فأجدك عوداً جافاً يشبهني تماماً كما تتشابه فيما بينها أعواد الحطب .
كنتَ تشبهني حين كنتُ أنا وأنت لا نزال أحياء في ممالك العشق .. حين احتلنا الليل ذات ليل غابر كنتَ أنتَ في حينها ممتلئاً بالحياة .. كانت أوراقك يانعة خضراء .. تنبعث منها رائحة المطر ..
ليل واحد لم يكتمل .. ليل واحد تجرعنا كأس ظلامه معاً .. ثم جف عودك بعدها وجف عودي وأصبحنا أعواداً جافة تحلم برشقة سخية من رشقات المطر ..
من أين لي بالمطر يا توأم روحي .. من أين لي بالمطر ؟
أمطرتُ على قلبك قبل ذلك الليل الكثير .. وأسقيتك من نبع عينيِّ الكثير .. كنت أظن أن مطري كحبك لن ينفد .. وأن مطري يُبقي قلبك ريان ويبقى قلبي فيك منتعش ..
كيف جف ماؤك وأنا التي وهبتك إياه عن طيب خاطر ؟
كيف جف عودك وأنا التي كنت كل صباح ومساء أغازل غيمات المطر وأخطب ودها .. وبعد أن أستميلها إلى قلبي تأتيني صاغرة فأحملها بين كفيِّ طائعة وأرشقها مع دموع الورد إلى نوافذك فيرتجف صباحك بين يديَ .. وينتعش قلبك .. وبك أنتعش ..
و لم تكن لتقول لي يومها كفى !
اليوم أنا وأنتَ وبقايا هذا الليل بلا مطر ..
أنا وأنتَ أعواد جافة لا تقوى على فتح ستائر الصباح .. غاب المطر من سمائنا وغابت معه آخر قطرات الندى التي كانت تغلف قلبي في كل ربيع ألتقيك فيه .. لم تُبقِ لي إلا أشعاراً جافة .. وقرص شمس يحتل النهار ويهدد بحرق جميع حبات المطر ..
كيف أمدَّ إليك يدي وأنا عود جاف ليس في أعماقه رائحة المطر.
كيف أمدُّ إليك يدي .. وما أنا وأنتَ إلا أعواد من الحطب ؟
حنان سعد الدين- عضو جديد
- عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 02/12/2022
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 28 ديسمبر 2024 - 11:31 من طرف ميساء البشيتي
» غزتي حبيبتي بقلم الأستاذ م. زهير الشاعر
الجمعة 27 ديسمبر 2024 - 12:05 من طرف ميساء البشيتي
» لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي
الأربعاء 4 ديسمبر 2024 - 11:30 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي