بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
+2
اماني مهدية الرغاي
ميساء البشيتي
6 مشترك
منتدى عصفورة الشجن :: جميع المنتديات :: منتديات البوح :: همسات نورانية :: إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى وفاته
صفحة 1 من اصل 1
في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
عام مرَّ ..
في الذكرى الثانية لرحيل الوالد
مرَّ عام والحزن في قلبي يكبر .. وجذوة الاشتياق والحنين ما خبت في قلبي .. ووهج صورتك ما ذبل على شرفات الذكرى .. وأنا كما أنا كل ليلة أتذكر وجهك الملائكي والنور الذي كان ينبعث منه .. وعلامات الرضى والقناعة التي ارتسمت على ملامحك .. وهدوء البال في لقاء الأيام .. والتأني في رسم الأحلام .. والصبر على الأوجاع .. واليقين الأكيد بأن الله جلا وعلا لا يرد دعاء مظلوم .. ولا لخائب رجاء ..
اليوم .. أين أنا اليوم من كل هذا ؟
واجمة .. واجفة .. خائفة من كل شيء .. أشعر بأمواج الشتات ترفعني من شتات وتسلمني لآخر ..
ولا من صدر حنون أبكي عليه .. وأشكو جبروتها إليه .. ولا من يد طاهرة تمسح بصدق على أوجاعي .. وتقول لي الصبر يا ابنتي .. إن الصبر مفتاح الفرج .. إن الصبر مفتاح الفرج .
كان صامتاً .. نادراً ما يتكلم .. لكنه إن تكلم وضع النقاط فوق الحروف .. أسكت كل الضجيج .. أخمد كل التساؤلات التي لم أكن أصل إلى إجابات شافية لها أنا وعقلي وفكري وكل كياني إذا اجتمعنا ..
كنت أحتاج منه كلمة فقط لأتابع مشواري دون وجل أو خوف أو تردد .. كنت دائماً بانتظار شارة منه كي أواصل المسير .. كنت دائماً أضع نصب عينيَّ هدفاً واحداً فقط هو إرضاؤه .. هو أن يرضى عني .. أن يقول لي " الله يرضى عليك يا ميساء " .. كنت أفخر جداً وأشعر بسعادة كبيرة تغمرني حين كان يرضى عني .. وأرى الرضى في عينيه
كنت دائمة البحث عن حديث أجذبه فيه .. وعن حوار معه يطول ويطول .. وعن جلسة تجمعنا حولها كما تلمُّ الأم أطفالها حول موائد الدفء في ليالي الصقيع .. كان يستجيب .. وكان ينطلق بنا الحديث من هناك .. من تلك النقطة التي غادرنا قبل عقود طويلة من الزمن .. كنت صغيرة وأنتظر منه الوعد وكان يعدني وكنت على يقين تام من صدق وعوده ..
أبي لم يخلف وعده ..
وكان على أهبة الاستعداد للعودة .. وحقائبه كانت متصلبة منذ عقود على أبواب الأمل .. كان يحمل أوراق همه ويقلبها كل صباح هل هي جاهزة وتامة حين يؤذن لنا بالعودة ..
أبي لم يتأخر عن أبواب العودة ولا عن جسر العودة ولا عن فستان العودة الذي وعدني حين كنت على أبواب الطفولة .. أبي لم يتأخر عن وعوده .. الموت هو الذي سبق .
ألف رحمة ونور تتنزل على روحك الطاهرة يا أبي .. أنا لم أغفل موضوع العودة لكني كنت أريد العودة معك وبك .. أما الآن فالعودة لا طعم لها .. وأوراقي يا أبي لم تعد جاهزة .. وحقائبي جلست القرفصاء وربما تسللت إليها خيبات الأمل التي تحاصرنا وما أكثرها يا أبي .. لا ألومها يا أبي فمن كان يبثها الأمل رحل .. ومع ذلك علمتني يا أبي ألا أفقد الأمل .. وأنك إن رحلت فإن الله موجود يحمي كل من رحل عنه والده .. الله معي يا أبي .. وروحك الطاهرة لم تبرحني .. وكل كلمة قلتها لي في يوم ما معي يا أبي .. لن أهجرها .. ولن تنضوي تحت أقبية النسيان .. أنت أبي في الحياة وما بعد الحياة .
مرَّ عام والحزن في قلبي يكبر .. وجذوة الاشتياق والحنين ما خبت في قلبي .. ووهج صورتك ما ذبل على شرفات الذكرى .. وأنا كما أنا كل ليلة أتذكر وجهك الملائكي والنور الذي كان ينبعث منه .. وعلامات الرضى والقناعة التي ارتسمت على ملامحك .. وهدوء البال في لقاء الأيام .. والتأني في رسم الأحلام .. والصبر على الأوجاع .. واليقين الأكيد بأن الله جلا وعلا لا يرد دعاء مظلوم .. ولا لخائب رجاء ..
اليوم .. أين أنا اليوم من كل هذا ؟
واجمة .. واجفة .. خائفة من كل شيء .. أشعر بأمواج الشتات ترفعني من شتات وتسلمني لآخر ..
ولا من صدر حنون أبكي عليه .. وأشكو جبروتها إليه .. ولا من يد طاهرة تمسح بصدق على أوجاعي .. وتقول لي الصبر يا ابنتي .. إن الصبر مفتاح الفرج .. إن الصبر مفتاح الفرج .
كان صامتاً .. نادراً ما يتكلم .. لكنه إن تكلم وضع النقاط فوق الحروف .. أسكت كل الضجيج .. أخمد كل التساؤلات التي لم أكن أصل إلى إجابات شافية لها أنا وعقلي وفكري وكل كياني إذا اجتمعنا ..
كنت أحتاج منه كلمة فقط لأتابع مشواري دون وجل أو خوف أو تردد .. كنت دائماً بانتظار شارة منه كي أواصل المسير .. كنت دائماً أضع نصب عينيَّ هدفاً واحداً فقط هو إرضاؤه .. هو أن يرضى عني .. أن يقول لي " الله يرضى عليك يا ميساء " .. كنت أفخر جداً وأشعر بسعادة كبيرة تغمرني حين كان يرضى عني .. وأرى الرضى في عينيه
كنت دائمة البحث عن حديث أجذبه فيه .. وعن حوار معه يطول ويطول .. وعن جلسة تجمعنا حولها كما تلمُّ الأم أطفالها حول موائد الدفء في ليالي الصقيع .. كان يستجيب .. وكان ينطلق بنا الحديث من هناك .. من تلك النقطة التي غادرنا قبل عقود طويلة من الزمن .. كنت صغيرة وأنتظر منه الوعد وكان يعدني وكنت على يقين تام من صدق وعوده ..
أبي لم يخلف وعده ..
وكان على أهبة الاستعداد للعودة .. وحقائبه كانت متصلبة منذ عقود على أبواب الأمل .. كان يحمل أوراق همه ويقلبها كل صباح هل هي جاهزة وتامة حين يؤذن لنا بالعودة ..
أبي لم يتأخر عن أبواب العودة ولا عن جسر العودة ولا عن فستان العودة الذي وعدني حين كنت على أبواب الطفولة .. أبي لم يتأخر عن وعوده .. الموت هو الذي سبق .
ألف رحمة ونور تتنزل على روحك الطاهرة يا أبي .. أنا لم أغفل موضوع العودة لكني كنت أريد العودة معك وبك .. أما الآن فالعودة لا طعم لها .. وأوراقي يا أبي لم تعد جاهزة .. وحقائبي جلست القرفصاء وربما تسللت إليها خيبات الأمل التي تحاصرنا وما أكثرها يا أبي .. لا ألومها يا أبي فمن كان يبثها الأمل رحل .. ومع ذلك علمتني يا أبي ألا أفقد الأمل .. وأنك إن رحلت فإن الله موجود يحمي كل من رحل عنه والده .. الله معي يا أبي .. وروحك الطاهرة لم تبرحني .. وكل كلمة قلتها لي في يوم ما معي يا أبي .. لن أهجرها .. ولن تنضوي تحت أقبية النسيان .. أنت أبي في الحياة وما بعد الحياة .
عدل سابقا من قبل ميساء البشيتي في السبت 29 أكتوبر 2022 - 12:30 عدل 1 مرات
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الله يا ميساء على قلبك الحزين..
لم اجد ما ارد به علي الا دموعي فهل
تكفيك ..؟؟
لقد رحل عني ابي ايضا وعام مر ولا زال في
قلبي أسى لم يتنفس بعد.. لا دمعا ولا حروفا
سلام وبرد على فؤادك المكلوم
اماني
لم اجد ما ارد به علي الا دموعي فهل
تكفيك ..؟؟
لقد رحل عني ابي ايضا وعام مر ولا زال في
قلبي أسى لم يتنفس بعد.. لا دمعا ولا حروفا
سلام وبرد على فؤادك المكلوم
اماني
اماني مهدية الرغاي- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 74
تاريخ الميلاد : 01/12/1955
تاريخ التسجيل : 29/07/2012
العمر : 69
أختي الغالية ميساء
ميساء عاشت الذكري خالدة في قلبك أختي ... وهي مسيرة الحياة ميساء ، رحمه الله وجعل الجنة مثواه
وأروع شيئا أن تنتصري علي الحزن وأن تبقي الذكرة داخلك حية ما دمتي أختي
تحياتي
وأروع شيئا أن تنتصري علي الحزن وأن تبقي الذكرة داخلك حية ما دمتي أختي
تحياتي
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 51
رد: في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
غاليتي أ. أماني
وهل نملك إلا الدموع
غيابهم موجع
الحياة من دونهم لا طعم لها
اختفت البهجة من حياتي
وتزعزت أعمدة الاستقرار
ربنا يرحمهم برحمته ويجعل مثواهم الجنة .
وهل نملك إلا الدموع
غيابهم موجع
الحياة من دونهم لا طعم لها
اختفت البهجة من حياتي
وتزعزت أعمدة الاستقرار
ربنا يرحمهم برحمته ويجعل مثواهم الجنة .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
غاليتي سميرة ها قد مر عام وأنا الحزن لم يفارقني على غيابهم بالعكس الفرحة هي من خبت جذوتها في قلبي وأنا التي كنت أفرح لأبسط الأشياء .. ربنا يرحمهم برحمته ويجعل مثواهم الجنة .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
ربنا يرحم والدك ويجعل مثواه الجنة ,, نص مؤثر أستاذة ميساء .
اميرة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 388
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
رد: في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأيام تركض بنا وها قد مر عام على رحيل والدك غاليتي أ. ميساء والحياة ما هي إلا مشوار علينا أن نكلله برضى الرحمن .
ربنا يرحم والدك يا غالية ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ويلهمك الصبر والسلوان .
ربنا يرحم والدك يا غالية ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ويلهمك الصبر والسلوان .
فاطمة شكري- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 779
تاريخ الميلاد : 01/12/1979
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 45
رد: في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
عليه الرحمة أستاذة ميساء ولكم من بعده طول البقاء .
طارق نور الدين- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 191
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
رد: في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
أبي لم يتأخر عن أبواب العودة ولا عن جسر العودة ولا عن فستان العودة الذي وعدني حين كنت على أبواب الطفولة .. أبي لم يتأخر عن وعوده .. الموت هو الذي سبق .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
مواضيع مماثلة
» في الذكرى الثالثة لرحيل الوالد همسة في أذن أبي
» في الذكرى الرابعة لرحيل الوالد تمرُّ الأعوام
» في الذكرى الثانية عشر لوفاة أبي
» لا سمح الله ... في الذكرى الثانية عشر لوفاة أمي
» همسات نورانية
» في الذكرى الرابعة لرحيل الوالد تمرُّ الأعوام
» في الذكرى الثانية عشر لوفاة أبي
» لا سمح الله ... في الذكرى الثانية عشر لوفاة أمي
» همسات نورانية
منتدى عصفورة الشجن :: جميع المنتديات :: منتديات البوح :: همسات نورانية :: إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى وفاته
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 12:02 من طرف خيمة العودة
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 ديسمبر 2024 - 11:31 من طرف ميساء البشيتي
» غزتي حبيبتي بقلم الأستاذ م. زهير الشاعر
الجمعة 27 ديسمبر 2024 - 12:05 من طرف ميساء البشيتي
» لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي
الأربعاء 4 ديسمبر 2024 - 11:30 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي