بوح الخريف على فنجان قهوة

بوح خريفي
مخصصة للبوح الخريفي

البوح الذي يلده أيلول وما يليه من أشهر الخريف

هذا البوح الذي ورقه أصفر وأيل للسقوط

كل ورقة فيه تهمس وتبوح بما علق في الفؤاد والروح

وما لم يغمسه القلم بالمداد بل بالدموع

ألهو بحزني كطفل صغير

أصنع منه كرات ، أو بالأحرى كرتين

ذات اليمين وذات الشمال

ألقي في الاولى في مدار البطين الأيمين

وألقي الأخرى في مدار البطين الأيسر

وستدور بك يا حزني الأيام والسنين

ولكن كل هذا الدوران عن ماذا سيتمخض ؟

فتشت لائحة الرفاق أيهم يملك خمس الوقت لأحادثه

لا يوجد أحد

الكل موجود ولكن ... لا أحد

أنتظرت القمر في ليلة ضبابية علّه يخترق حاجز الصمت

ويكسر حواجز الحدود واللهجات وقصائد النثر

غرق القمر في مساحة من الضباب ولم يظهر منه إلا الظلال

أدرت قرص هاتفي وألقيت إليه بكل الأرقام

علقت .. تاهت .. غابت

لا أحد ... مع ان الكل موجود

لا يستطيع هذا القلم الصغير أن يخط كل تعرجات قلبي

لا يستطيع تسلق كل هضاب همومي

لا يستطيع العوم في مياه قلبي المتجمدة

لا يستطيع سوى اللهو بالكثبان الرملية على شاطيء روحي

وسمائي ملبدة بالغيوم الحارقة

فمن يغزو البحر في ليلة جحيم كهذه

وأنا ماذا أنتظر ؟؟؟

لا أريد لأيلول أن يرحل

ولكنه رحل

ولا أريد للخريف أن يطرق زجاج النوافذ

ولكنه سيفعل

ولا أريد للدموع أن تفاجئني في لحظات السنا

ولكنها فاجتني وأفسدت ما بقي من ذيل الحلم معلق بأطراف قلبي

وقلمي ما زال يرتجف على الورق

يحاول أن يرسم الفكرة

أن يفسر الكلمة

أن يذيب الحرف

أن يجفف الدمعة

ولكنه ما زال يرتجف على سطح الورق

ما زال يرتجف

لا أحد ... مع ان الكل هنا

لا أحد