بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
مرّت سنة .
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مرّت سنة .
مرّت سنة
مرّت سنة .. سنة من عمرنا مرّت .. كلمح البصر .. ربما .. لكنها بكل تأكيد كانت سنة ثقيلة ..
حينما تحاصرنا الأزمات أول ما يظهر منا هو كتلة متدفقة من الشجاعة .. تسري في دماءنا .. وتعلن على الملأ أننا سنقهر الأزمات .. وسنتصدى لها .. وسنطيح بها .. ويحدث هذا .. نعم يحدث هذا ولا أنكر لأننا فعلاً نتسم بالشجاعة الحقيقية والقوة التي لا تقهرها أزمة أو أزمات .. ولكن هناك أمراً لم نكن نلحظه في السابق .. ربما لأننا نصرف جلَّ اهتمامنا إلى النجاح الكبير الذي حققناه في الانتصارات المبجلة على الأزمات .. ولكن لو أمعنا النظر قليلاً لوجدنا أن هذه النجاحات وهذه الانتصارات لم تكن خالية من بعض الانكسارات وبعض الهزائم .. فلا شيء يدخل النفس ويخرج منها إلا ويترك له أثراً بسيطاً .. ومع تراكم الأزمات يصبح هذا الأثر أكبر قليلاً ويصبح له تأثيراً ونفوذاً علينا فننصاع له بإرادتنا دون أن نحاول مقاومته أو التمرد عليه .
وحتى لا تدخل الأمور في هالة من الغموض لا بد من توضيحها أكثر .. في الماضي كنا حين نخرج من أزمة ما نسامح الجميع ونفتح صفحة بيضاء نكتب فيها يومياتنا من جديد .. هذه الأزمة غير .. لم نسامح الجميع بل ربما لم نسامح أحداً ..
الطيبة اختفت من تعاملنا مع الآخر ..
لم نعد نلتمس الأعذار للآخرين .. ولم نعد نغفر لهم هفواتهم .. ولم يعد مبدأ " حسن النية " له أي وجود على السطح ..
أصبحنا لا نعاتب بعضنا البعض والعتاب كما يقولون " صابون القلوب " أي أنه يذيب كل الخلافات .. أصبحنا لا نتعاتب أبداً فرسخت الخلافات بيننا حتى أصبحت كالسد تعلو وتعلو في وجوهنا فلم نعد نرى من الآخرين أي شيء ..
أصبحنا أقواماً عصبية المزاج .. سهلة الاستفزاز .. صعبة التعامل .. لا شيء يرضيها .. ولا شيء يستدر عطفها .. أو يستميل ودها .. لم تعد الذكريات الجميلة توقظ فينا أية أحاسيس أو مشاعر .. بل لم نعد نفتح علب الذكريات أصلاً ..
لم نعد ننتظر الأحبة على قارعة الطرقات أو تحت الشرفات .. ولم نعد نغفو قرب الهاتف في انتظار رنينه .. ولم نعد ننتظر ساعي البريد ونؤرقه في السؤال "هل من مكتوب لي "
ولم نعد نقول هذه الأغنية اسمعها لأجلك فقط .. لأنها تذكرني بك .. ولم نعد نقول خطرت على بالي .. أو مرَّ طيفك في منامي .. ولم نعد نسأل الليل عن أحد .. ولم نعد نُعدُّ فناجين الصباح لأحد .. ولم نعد ننتظر حبات المطر كي تدق علينا نوافذ المساء .. ولا حتى الريح العاتية ربما بزمجرتها أيقظت قلوباً من سباتها ..
لم نعد نتشارك الفرح مع أحد ..
لم نعد نتقاسم إلا الأحزان .. ولم نعد نذكر إلا الأخطاء .. ولم نعد نحاسب إلا على الهفوات .. وما عاد يسكننا إلا الأرق والقلق .. وما عادت لنا من لغة نتحدث بها سوى لغة الخصام ..
كل هذا حدث في عام واحد فقط .. كل هذا حدث في سنة .. هي فعلا سنة مرّت علينا لكنها كالدهر .. هي سنة مرت بعمر الدهر .. مرّت سنة .. مرّت سنة .
مرّت سنة .. سنة من عمرنا مرّت .. كلمح البصر .. ربما .. لكنها بكل تأكيد كانت سنة ثقيلة ..
حينما تحاصرنا الأزمات أول ما يظهر منا هو كتلة متدفقة من الشجاعة .. تسري في دماءنا .. وتعلن على الملأ أننا سنقهر الأزمات .. وسنتصدى لها .. وسنطيح بها .. ويحدث هذا .. نعم يحدث هذا ولا أنكر لأننا فعلاً نتسم بالشجاعة الحقيقية والقوة التي لا تقهرها أزمة أو أزمات .. ولكن هناك أمراً لم نكن نلحظه في السابق .. ربما لأننا نصرف جلَّ اهتمامنا إلى النجاح الكبير الذي حققناه في الانتصارات المبجلة على الأزمات .. ولكن لو أمعنا النظر قليلاً لوجدنا أن هذه النجاحات وهذه الانتصارات لم تكن خالية من بعض الانكسارات وبعض الهزائم .. فلا شيء يدخل النفس ويخرج منها إلا ويترك له أثراً بسيطاً .. ومع تراكم الأزمات يصبح هذا الأثر أكبر قليلاً ويصبح له تأثيراً ونفوذاً علينا فننصاع له بإرادتنا دون أن نحاول مقاومته أو التمرد عليه .
وحتى لا تدخل الأمور في هالة من الغموض لا بد من توضيحها أكثر .. في الماضي كنا حين نخرج من أزمة ما نسامح الجميع ونفتح صفحة بيضاء نكتب فيها يومياتنا من جديد .. هذه الأزمة غير .. لم نسامح الجميع بل ربما لم نسامح أحداً ..
الطيبة اختفت من تعاملنا مع الآخر ..
لم نعد نلتمس الأعذار للآخرين .. ولم نعد نغفر لهم هفواتهم .. ولم يعد مبدأ " حسن النية " له أي وجود على السطح ..
أصبحنا لا نعاتب بعضنا البعض والعتاب كما يقولون " صابون القلوب " أي أنه يذيب كل الخلافات .. أصبحنا لا نتعاتب أبداً فرسخت الخلافات بيننا حتى أصبحت كالسد تعلو وتعلو في وجوهنا فلم نعد نرى من الآخرين أي شيء ..
أصبحنا أقواماً عصبية المزاج .. سهلة الاستفزاز .. صعبة التعامل .. لا شيء يرضيها .. ولا شيء يستدر عطفها .. أو يستميل ودها .. لم تعد الذكريات الجميلة توقظ فينا أية أحاسيس أو مشاعر .. بل لم نعد نفتح علب الذكريات أصلاً ..
لم نعد ننتظر الأحبة على قارعة الطرقات أو تحت الشرفات .. ولم نعد نغفو قرب الهاتف في انتظار رنينه .. ولم نعد ننتظر ساعي البريد ونؤرقه في السؤال "هل من مكتوب لي "
ولم نعد نقول هذه الأغنية اسمعها لأجلك فقط .. لأنها تذكرني بك .. ولم نعد نقول خطرت على بالي .. أو مرَّ طيفك في منامي .. ولم نعد نسأل الليل عن أحد .. ولم نعد نُعدُّ فناجين الصباح لأحد .. ولم نعد ننتظر حبات المطر كي تدق علينا نوافذ المساء .. ولا حتى الريح العاتية ربما بزمجرتها أيقظت قلوباً من سباتها ..
لم نعد نتشارك الفرح مع أحد ..
لم نعد نتقاسم إلا الأحزان .. ولم نعد نذكر إلا الأخطاء .. ولم نعد نحاسب إلا على الهفوات .. وما عاد يسكننا إلا الأرق والقلق .. وما عادت لنا من لغة نتحدث بها سوى لغة الخصام ..
كل هذا حدث في عام واحد فقط .. كل هذا حدث في سنة .. هي فعلا سنة مرّت علينا لكنها كالدهر .. هي سنة مرت بعمر الدهر .. مرّت سنة .. مرّت سنة .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: مرّت سنة .
هي سنة انفجار بركان "التراكمات"..... على الأقل مرت و تركت فينا قلبا ينبض و صدرا يستنشق...... أترانا سنعيد الأمر نفسه في ما سيأتي؟؟؟ !!!! سننتظر.. فلا نملك شيئا سوى الإنتظار....
كوثر محبوب- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 144
تاريخ الميلاد : 25/10/1993
تاريخ التسجيل : 11/02/2010
العمر : 30
الموقع : المغرب
رد: مرّت سنة .
ابنتي الحبيبة الدكتورة كوثر
أهلا بك غاليتي من جديد ..
كانت سنة عاصفة بكل ما في الكلمة من معنى حتى أنها عصفت بقلوبنا ومشاعرنا فأصبحنا قساة كالصخر ..
أتمنى ألا يمتد هذا البركان من التراكمات إلى الأعوام القادمة وأتمناها وأتمناك بكل الخير .
أهلا بك غاليتي من جديد ..
كانت سنة عاصفة بكل ما في الكلمة من معنى حتى أنها عصفت بقلوبنا ومشاعرنا فأصبحنا قساة كالصخر ..
أتمنى ألا يمتد هذا البركان من التراكمات إلى الأعوام القادمة وأتمناها وأتمناك بكل الخير .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: مرّت سنة .
مررت سنة وراء سنة
والحال ازداد سوءا
وكثر الفقراء وزاد عدد الضعقاء
ولا ربيع عربي يغنيهم
ولا تغير للافضل ينسيهم
يارب الطف بنا
والحال ازداد سوءا
وكثر الفقراء وزاد عدد الضعقاء
ولا ربيع عربي يغنيهم
ولا تغير للافضل ينسيهم
يارب الطف بنا
صفية عمر- عضو متميز
- عدد المساهمات : 395
تاريخ التسجيل : 04/06/2010
رد: مرّت سنة .
ما مرَّ بنا لم يكن سهلاً يا عصفورة الشجن , وعدونا بالربيع فإذ به الجحيم .
تحملينا قليلاً يا سيدتي الجميلة .
سلمت يا غالية ودمت لنا بعز وفخار .
تحملينا قليلاً يا سيدتي الجميلة .
سلمت يا غالية ودمت لنا بعز وفخار .
ورد العربي- عضو متميز
- عدد المساهمات : 408
تاريخ التسجيل : 05/09/2011
رد: مرّت سنة .
غاليتي صفية
نعم هذا هو الحال في هذه السنة
هي سنة بعمر دهر
الله يجيرنا من الآت
وشكرا لحضورك الذي أقدره جدا .
نعم هذا هو الحال في هذه السنة
هي سنة بعمر دهر
الله يجيرنا من الآت
وشكرا لحضورك الذي أقدره جدا .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: مرّت سنة .
نعم يا ورد وعدونا بالربيع فكان جحيماً .. اتحملكم يا ورد ولمَ لا .. بوركت أيها النقي أينما وليت وجهك .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 18:02 من طرف ميساء البشيتي
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي
» لوحة
السبت 22 يونيو 2024 - 12:04 من طرف ريما مجد الكيال
» كنتَ مني وكنتُ منك !
السبت 22 يونيو 2024 - 12:02 من طرف ريما مجد الكيال
» في مولد الهادي
الثلاثاء 18 يونيو 2024 - 12:21 من طرف هدى ياسين
» أحلم بالعيد
الأحد 16 يونيو 2024 - 12:06 من طرف اميرة
» فضل يوم عرفة
السبت 15 يونيو 2024 - 12:09 من طرف سيما حسن
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
السبت 8 يونيو 2024 - 11:57 من طرف خيمة العودة
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
الجمعة 31 مايو 2024 - 11:54 من طرف هبة الله فرغلي
» رباعيات عمر الخيام .
الخميس 30 مايو 2024 - 11:27 من طرف عمر محمد اسليم
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
الخميس 30 مايو 2024 - 11:24 من طرف خيمة العودة
» اعشق البحر
الثلاثاء 21 مايو 2024 - 11:19 من طرف ريما مجد الكيال
» ليل وعسكر .
السبت 18 مايو 2024 - 12:04 من طرف لانا زهدي
» الغريب
الأربعاء 15 مايو 2024 - 11:29 من طرف عشتار
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:28 من طرف خيمة العودة
» عاتبني أيها القمر !
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:24 من طرف لبيبة الدسوقي
» امرأة من زمن الأحلام
الأحد 12 مايو 2024 - 11:11 من طرف ريما مجد الكيال
» زوابع الياسمين
الأحد 12 مايو 2024 - 11:09 من طرف ريما مجد الكيال
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد