بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
بتوقيت الغربة
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بتوقيت الغربة
بتوقيت الغربة
الوقت .. علاقتي بالوقت بدأت منذ زمن بعيد .. كنت أراقبه بعيون صغيرة من ساعة خُلعت على حائط يحمل اسمها .. كان معصمي فارغاً من علامات الوقت .. إلى أن تفتحت براعم الياسمين في معصمي .. فطرقت بأنامل الصبا الخجولة أبوابه أسأله عن الوقت .
أهداني الوقت ساعة جميلة زينت فيها معصمي وارتبطت به .. وضع بصمته فأصبحنا توأمين .. لا نفترق .. إلا للحظات الوضوء من أجل الصلاة .. فوقتي لم يكن ضد الماء ! .. لذلك كان يترجل .. ويجلس إلى جانبي بكل وقار .. حتى أفرغ من وضوئي وأحتضنه .. أعود إليه وتسري الدماء من جديد في روحينا .. وفي معصم ينبض من قلبين ..
الوقت كان ظلي الذي لا يسبقني ولا أسبقه .. لا أخطو خطوة إلى الأمام أو إلى الوراء إلا وهو يخطوها معي .. لا أتنفس عبير هذه الحياة إلا وهو يتنفسها معي .. نستقبل معاً النهار والصيف والأفراح .. ونودع معاً المساء والخريف وليالي الشتاء الباردة وساعات الفراق الحزينة ..
كنت في أروقة الزمن الجميل أدور معه وبرفقته .. أنتظر أحبتي في أزقته .. وينتظرونني هم على قهوة الصباح .. وعلى حديث المساء .. وكانوا أحياناً في بعض الصباحات الفريدة يضرمون المواعيد على موائد الصباح فكانت " مناقيش الزعتر " تدور بين الأيادي .. هيَّ في كف .. وكأس الشاي في كفٍ آخر.. والوقت يدور بيننا في تناغم وانسجام ولهفة مشتاق ..
كان يفرح لفرحنا .. بل كان يسبقني للفرح .. وينتظرني معهم لنكون معاً .. وحين ينتابني بعض الكسل كان يثور عليَّ .. وينتفض بعصبية .. وينتظرني عند حافة الدرج ..
الوقت كان مثلي قد أدمن قهوة الصباح في ذلك البيت العتيق .. وأدمن موائد الصباح .. وضحكات الصباح .. وغمزات الصباح .. حتى أنه كان يسبقني إلى هناك .. ويسجل حضوري ويكتب مواعيدي إلى هناك .. ليؤكد لهم أنني دائماً كنت حاضرة وعلى الوقت .
الوقت تغير .. أو ربما أنا تغيرت .. بدأت أشعر أن الوقت يخنقني .. وأن أصابع الوقت تطبق على معصمي .. تذرعت مرات ومرات بأن معصمي قد كبر وقد هرم ولم يعد يحتمل عنف الوقت .. بل أنه لم يعد يجيد قراءة رسائل الوقت دون الاستعانة بصديق من خارج دائرة الوقت .. بدأت أتذرع بحجج واهية أن الوقت ليس هو.. وأنه تخلف عن الركب .. وأنه أصبح يتثاءب في ساعات الضحى .. ويسهر حتى آذان الفجر ..
وأخذت أتربص به لأضبطه وهو يتسلل إلى أماكن لم تكن في جدول مواعيدنا .. وأكثر من مرة ضبطته متلبساً يرتشف القهوة وحده من دوني .. ومرة كان أكثر جرأة فيها من كل مرة فقد أعدَّ مائدة الإفطار له وحده .. دون أن يدعوني ..
الوقت تمرد عليَّ وأصبحت له حياته الخاصة .. وما عاد يجدي أن أصطحبه معي في مواعيد قهوة الصباح ولا على موائد الصباح حيث كانت تدور " مناقيش الزعتر " وكؤوس الشاي .. ما عاد الوقت يتقن فن انتظار الصباح والنهار والصيف والفرح .. وما عاد يتقن أيضاً وداع لحظات المساء وليالي الشتاء وخريف العمر ..
الوقت أصبح منشغلاً في نفسه .. أصبحت له ذاكرة مستقلة عني .. وربما لو فتشت في دفاتره لوجدت لديه مواعيدَ أضرمت في آخر بقاع الأرض .. خطاه أصبحت تسير عكس خطاي .. وأصبح يغلق نوافذه في عزَّ الصباح .. وعزَّ الشروق .. ولا يرحب كثيراً بساعات النهار .. وأصبح ينزوي على نفسه .. في ركن قصي .. يكتب مذكراته على أوراق من الصبر والشوك .. ولم يترك لي إلا بعضاً من العناوين التي لم أفهم منها سوى أنه أصبح متمرداً ..
وأصبح خارج معصمي ..
وأصبح معصمي فارغاً من علامات الوقت ..
حياتي لم تعد تزينها ساعة الوقت .. كتبي .. دفاتر مذكراتي .. لوحات الحائط .. وتلك النبتة المسكينة التي عاشت عمرها بيني وبينه .. كنت أشكل لها جدائلها بشرائط الوقت الحريرية .. ماذا تريد نبتة مثلها من الوقت وشرائط الوقت .. ماذا تحتاج هي من كل الوقت .. ومع ذلك لم أعفها .. وكان الوقت يتبختر على جدائلها وعلى أنفاسها .. يطول معها .. ويمتد معها .. ويتسلق تلك الجدران ..
اليوم النبتة شبه ذابلة .. وساعة الوقت لم تعد تدرك معنى الوقت ولا وقته .. الوقت شارد .. يسير بخطى تائهة أوسع من خطى الضياع .. يوغل ويوغل في مساحات أكبر من الغربة والضياع .. يوغل في غربة أكبر .. ويرسل إليًّ مواعيد جديدة من هناك .. ولكن بتوقيت الغربة ..
الوقت .. علاقتي بالوقت بدأت منذ زمن بعيد .. كنت أراقبه بعيون صغيرة من ساعة خُلعت على حائط يحمل اسمها .. كان معصمي فارغاً من علامات الوقت .. إلى أن تفتحت براعم الياسمين في معصمي .. فطرقت بأنامل الصبا الخجولة أبوابه أسأله عن الوقت .
أهداني الوقت ساعة جميلة زينت فيها معصمي وارتبطت به .. وضع بصمته فأصبحنا توأمين .. لا نفترق .. إلا للحظات الوضوء من أجل الصلاة .. فوقتي لم يكن ضد الماء ! .. لذلك كان يترجل .. ويجلس إلى جانبي بكل وقار .. حتى أفرغ من وضوئي وأحتضنه .. أعود إليه وتسري الدماء من جديد في روحينا .. وفي معصم ينبض من قلبين ..
الوقت كان ظلي الذي لا يسبقني ولا أسبقه .. لا أخطو خطوة إلى الأمام أو إلى الوراء إلا وهو يخطوها معي .. لا أتنفس عبير هذه الحياة إلا وهو يتنفسها معي .. نستقبل معاً النهار والصيف والأفراح .. ونودع معاً المساء والخريف وليالي الشتاء الباردة وساعات الفراق الحزينة ..
كنت في أروقة الزمن الجميل أدور معه وبرفقته .. أنتظر أحبتي في أزقته .. وينتظرونني هم على قهوة الصباح .. وعلى حديث المساء .. وكانوا أحياناً في بعض الصباحات الفريدة يضرمون المواعيد على موائد الصباح فكانت " مناقيش الزعتر " تدور بين الأيادي .. هيَّ في كف .. وكأس الشاي في كفٍ آخر.. والوقت يدور بيننا في تناغم وانسجام ولهفة مشتاق ..
كان يفرح لفرحنا .. بل كان يسبقني للفرح .. وينتظرني معهم لنكون معاً .. وحين ينتابني بعض الكسل كان يثور عليَّ .. وينتفض بعصبية .. وينتظرني عند حافة الدرج ..
الوقت كان مثلي قد أدمن قهوة الصباح في ذلك البيت العتيق .. وأدمن موائد الصباح .. وضحكات الصباح .. وغمزات الصباح .. حتى أنه كان يسبقني إلى هناك .. ويسجل حضوري ويكتب مواعيدي إلى هناك .. ليؤكد لهم أنني دائماً كنت حاضرة وعلى الوقت .
الوقت تغير .. أو ربما أنا تغيرت .. بدأت أشعر أن الوقت يخنقني .. وأن أصابع الوقت تطبق على معصمي .. تذرعت مرات ومرات بأن معصمي قد كبر وقد هرم ولم يعد يحتمل عنف الوقت .. بل أنه لم يعد يجيد قراءة رسائل الوقت دون الاستعانة بصديق من خارج دائرة الوقت .. بدأت أتذرع بحجج واهية أن الوقت ليس هو.. وأنه تخلف عن الركب .. وأنه أصبح يتثاءب في ساعات الضحى .. ويسهر حتى آذان الفجر ..
وأخذت أتربص به لأضبطه وهو يتسلل إلى أماكن لم تكن في جدول مواعيدنا .. وأكثر من مرة ضبطته متلبساً يرتشف القهوة وحده من دوني .. ومرة كان أكثر جرأة فيها من كل مرة فقد أعدَّ مائدة الإفطار له وحده .. دون أن يدعوني ..
الوقت تمرد عليَّ وأصبحت له حياته الخاصة .. وما عاد يجدي أن أصطحبه معي في مواعيد قهوة الصباح ولا على موائد الصباح حيث كانت تدور " مناقيش الزعتر " وكؤوس الشاي .. ما عاد الوقت يتقن فن انتظار الصباح والنهار والصيف والفرح .. وما عاد يتقن أيضاً وداع لحظات المساء وليالي الشتاء وخريف العمر ..
الوقت أصبح منشغلاً في نفسه .. أصبحت له ذاكرة مستقلة عني .. وربما لو فتشت في دفاتره لوجدت لديه مواعيدَ أضرمت في آخر بقاع الأرض .. خطاه أصبحت تسير عكس خطاي .. وأصبح يغلق نوافذه في عزَّ الصباح .. وعزَّ الشروق .. ولا يرحب كثيراً بساعات النهار .. وأصبح ينزوي على نفسه .. في ركن قصي .. يكتب مذكراته على أوراق من الصبر والشوك .. ولم يترك لي إلا بعضاً من العناوين التي لم أفهم منها سوى أنه أصبح متمرداً ..
وأصبح خارج معصمي ..
وأصبح معصمي فارغاً من علامات الوقت ..
حياتي لم تعد تزينها ساعة الوقت .. كتبي .. دفاتر مذكراتي .. لوحات الحائط .. وتلك النبتة المسكينة التي عاشت عمرها بيني وبينه .. كنت أشكل لها جدائلها بشرائط الوقت الحريرية .. ماذا تريد نبتة مثلها من الوقت وشرائط الوقت .. ماذا تحتاج هي من كل الوقت .. ومع ذلك لم أعفها .. وكان الوقت يتبختر على جدائلها وعلى أنفاسها .. يطول معها .. ويمتد معها .. ويتسلق تلك الجدران ..
اليوم النبتة شبه ذابلة .. وساعة الوقت لم تعد تدرك معنى الوقت ولا وقته .. الوقت شارد .. يسير بخطى تائهة أوسع من خطى الضياع .. يوغل ويوغل في مساحات أكبر من الغربة والضياع .. يوغل في غربة أكبر .. ويرسل إليًّ مواعيد جديدة من هناك .. ولكن بتوقيت الغربة ..
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: بتوقيت الغربة
الغربة وكل ما تحمله من قسوة تجسدت هنا وجعلتني أسمع نشيج الحروف وهي تئن من البكاء .
الغالية أستاذة ميساء أحزنني حرفك ولكنه لم يمنعني من مواصلة القراءة .
ربنا يفرجها عليك وعلى جميع أحبتك ودمت دائماً بخير من الله .
الغالية أستاذة ميساء أحزنني حرفك ولكنه لم يمنعني من مواصلة القراءة .
ربنا يفرجها عليك وعلى جميع أحبتك ودمت دائماً بخير من الله .
فاطمة شكري- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 778
تاريخ الميلاد : 01/12/1979
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 44
رد: بتوقيت الغربة
شكرا لك غاليتي فينوس على هذا المرور الهادىء والكلام الرقيق
دمت لنا يا غالية ورمضان كريم .
دمت لنا يا غالية ورمضان كريم .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: بتوقيت الغربة
أتيت لأرتشف من عذب الكلمات وطيب المشاعر غاليتي عصفورة الشجن .
دائما أنت الأبهي .
دائما أنت الأبهي .
اميرة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 387
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
غاليتي ميساء
أه ميساء عقارب الوقت في الغربة لا تتوقف ولكنها تتجمد عند حد معين .. صعبة الغربة والحنين أصعب
كلماتك راقية وحزينة ميساء .. محبتي وشوقي الكبير إليك
كلماتك راقية وحزينة ميساء .. محبتي وشوقي الكبير إليك
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 50
رد: بتوقيت الغربة
ميساء البشيتي كتب:بتوقيت الغربة
الوقت .. علاقتي بالوقت بدأت منذ زمن بعيد .. كنت أراقبه بعيون صغيرة من ساعة خُلعت على حائط يحمل اسمها .. كان معصمي فارغاً من علامات الوقت .. إلى أن تفتحت براعم الياسمين في معصمي .. فطرقت بأنامل الصبا الخجولة أبوابه أسأله عن الوقت .
أهداني الوقت ساعة جميلة زينت فيها معصمي وارتبطت به .. وضع بصمته فأصبحنا توأمين .. لا نفترق .. إلا للحظات الوضوء من أجل الصلاة .. فوقتي لم يكن ضد الماء ! .. لذلك كان يترجل .. ويجلس إلى جانبي بكل وقار .. حتى أفرغ من وضوئي وأحتضنه .. أعود إليه وتسري الدماء من جديد في روحينا .. وفي معصم ينبض من قلبين ..
الوقت كان ظلي الذي لا يسبقني ولا أسبقه .. لا أخطو خطوة إلى الأمام أو إلى الوراء إلا وهو يخطوها معي .. لا أتنفس عبير هذه الحياة إلا وهو يتنفسها معي .. نستقبل معاً النهار والصيف والأفراح .. ونودع معاً المساء والخريف وليالي الشتاء الباردة وساعات الفراق الحزينة ..
كنت في أروقة الزمن الجميل أدور معه وبرفقته .. أنتظر أحبتي في أزقته .. وينتظرونني هم على قهوة الصباح .. وعلى حديث المساء .. وكانوا أحياناً في بعض الصباحات الفريدة يضرمون المواعيد على موائد الصباح فكانت " مناقيش الزعتر " تدور بين الأيادي .. هيَّ في كف .. وكأس الشاي في كفٍ آخر.. والوقت يدور بيننا في تناغم وانسجام ولهفة مشتاق ..
كان يفرح لفرحنا .. بل كان يسبقني للفرح .. وينتظرني معهم لنكون معاً .. وحين ينتابني بعض الكسل كان يثور عليَّ .. وينتفض بعصبية .. وينتظرني عند حافة الدرج ..
الوقت كان مثلي قد أدمن قهوة الصباح في ذلك البيت العتيق .. وأدمن موائد الصباح .. وضحكات الصباح .. وغمزات الصباح .. حتى أنه كان يسبقني إلى هناك .. ويسجل حضوري ويكتب مواعيدي إلى هناك .. ليؤكد لهم أنني دائماً كنت حاضرة وعلى الوقت .
الوقت تغير .. أو ربما أنا تغيرت .. بدأت أشعر أن الوقت يخنقني .. وأن أصابع الوقت تطبق على معصمي .. تذرعت مرات ومرات بأن معصمي قد كبر وقد هرم ولم يعد يحتمل عنف الوقت .. بل أنه لم يعد يجيد قراءة رسائل الوقت دون الاستعانة بصديق من خارج دائرة الوقت .. بدأت أتذرع بحجج واهية أن الوقت ليس هو.. وأنه تخلف عن الركب .. وأنه أصبح يتثاءب في ساعات الضحى .. ويسهر حتى آذان الفجر ..
وأخذت أتربص به لأضبطه وهو يتسلل إلى أماكن لم تكن في جدول مواعيدنا .. وأكثر من مرة ضبطته متلبساً يرتشف القهوة وحده من دوني .. ومرة كان أكثر جرأة فيها من كل مرة فقد أعدَّ مائدة الإفطار له وحده .. دون أن يدعوني ..
الوقت تمرد عليَّ وأصبحت له حياته الخاصة .. وما عاد يجدي أن أصطحبه معي في مواعيد قهوة الصباح ولا على موائد الصباح حيث كانت تدور " مناقيش الزعتر " وكؤوس الشاي .. ما عاد الوقت يتقن فن انتظار الصباح والنهار والصيف والفرح .. وما عاد يتقن أيضاً وداع لحظات المساء وليالي الشتاء وخريف العمر ..
الوقت أصبح منشغلاً في نفسه .. أصبحت له ذاكرة مستقلة عني .. وربما لو فتشت في دفاتره لوجدت لديه مواعيدَ أضرمت في آخر بقاع الأرض .. خطاه أصبحت تسير عكس خطاي .. وأصبح يغلق نوافذه في عزَّ الصباح .. وعزَّ الشروق .. ولا يرحب كثيراً بساعات النهار .. وأصبح ينزوي على نفسه .. في ركن قصي .. يكتب مذكراته على أوراق من الصبر والشوك .. ولم يترك لي إلا بعضاً من العناوين التي لم أفهم منها سوى أنه أصبح متمرداً ..
وأصبح خارج معصمي ..
وأصبح معصمي فارغاً من علامات الوقت ..
حياتي لم تعد تزينها ساعة الوقت .. كتبي .. دفاتر مذكراتي .. لوحات الحائط .. وتلك النبتة المسكينة التي عاشت عمرها بيني وبينه .. كنت أشكل لها جدائلها بشرائط الوقت الحريرية .. ماذا تريد نبتة مثلها من الوقت وشرائط الوقت .. ماذا تحتاج هي من كل الوقت .. ومع ذلك لم أعفها .. وكان الوقت يتبختر على جدائلها وعلى أنفاسها .. يطول معها .. ويمتد معها .. ويتسلق تلك الجدران ..
اليوم النبتة شبه ذابلة .. وساعة الوقت لم تعد تدرك معنى الوقت ولا وقته .. الوقت شارد .. يسير بخطى تائهة أوسع من خطى الضياع .. يوغل ويوغل في مساحات أكبر من الغربة والضياع .. يوغل في غربة أكبر .. ويرسل إليًّ مواعيد جديدة من هناك .. ولكن بتوقيت الغربة ..
سهى عبد الوهاب ضراغمة- عضو جديد
- عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 07/01/2015
مواضيع مماثلة
» كؤوس الغربة
» "بتوقيت الكذب" كتاب ميساء البشيتي الإلكتروني الخامس
» نثريات من وحي الغربة في ليلة الميلاد د. عبد القادر ياسين
» "بتوقيت الكذب" كتاب ميساء البشيتي الإلكتروني الخامس
» نثريات من وحي الغربة في ليلة الميلاد د. عبد القادر ياسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 27 أبريل 2024 - 15:40 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج