بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
فقط .. لمن يريد أن يستمع !
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فقط .. لمن يريد أن يستمع !
فقط .. لمن يريد أن يستمع !
أنتظر الأعياد بلهفة المشتاق ، بفرحة طفل صغير ينتظر العيد على باب الدار ، أعدُّ للأعياد قلباً معطراً بالفرح ، وأمانيَّ لا حصر لها ، بدءاً من الأمن والآمان ، وانتهاءً بالسلم والسلام ، وأحلم بالعيد دون أن أكترث عيد من ، ولمن ، بما فيه العيد الوطني وعيد العمال .
وفي كل عيد أجلس وحيدة ، أترقب من يقرع الباب ، ....... ولا أحد ، أتذكر أغنية قديمة تقول : " ما في حدا , لا تندهي ما في حدا " ، أطوي صفحة العيد بحزن وملل ، ومع ذلك في كل موسمٍ للأعياد ، أقف في الباب ، وأنتظر العيد بلهفة المشتاق !
عام جديد يهلُّ علينا ، أفرح أنا بالعام الجديد ، وأبدأ برسم خريطة حلم جديد ، يليق بهذا العام ، وما أن ينتصف الليل ، وتعلن ساعة الوقت ، أننا دخلنا بسلام العام الجديد ، حتى تحلُّ بيَّ حالة غريبة من الكآبة الممزوجة بالحزن ، والقهر ، والسخط ، والغضب ،
ماذا يعني عام آخر جديد ؟
يعني الكثير ، وهذا ليس تحاملاً مني على العام الجديد ، وليست مبالغة ، أو سرد عبارات لا يحتملها النص ، هدفها السامي تعكير أجواء الصفو في العام الجديد .
في العام الجديد ، كبرنا .. فما عادت تنطلي علينا حيَّلُ الكبار ، وأكاذيبهم البيضاء ، من أن الفقر أكثر نبلاً ، والثراء ولد في أرض ملعونة ، والسماء تغدق بالمطر فقط على الأراضي الجدباء .
في العام الجديد ، تكاثرت أعدادنا ، فكثرت الخيام ، وتمزقت أوصالها من التضخم ، وأصبحَ لها جيوباً ، وأخذت تجرُّ خلفها أذيالاً ، وتعلَمت كيف تبسط يدُّها للمطر ، إن فاجأها الظمأ !
وفي العام الجديد ، هرمنا ، فلم تعد خيامنا قادرة على التصدي بصدرها العاري ، وثوبها الممزق ، لموجات البرد ، والثلج ، والصقيع .
وأصبحنا أكثر هشاشة ، فكل نشرة أخبار تبكينا ، وصور المجازر تستنزف طاقات الأمل فينا ، من حياة أصبح نصفها الملآن دماء ، ونصفها الفارغ تهديد بالفناء !
أصبحنا أكثر حساسية ، فلم نعد نحتمل أكثر من وجهة نظر ، لم نعد نستوعب فكرة الرأي ، والرأي الآخر !
وليس لدينا القدرة على تخيُّل أنه يوجد في هذا العالم من لا ينتمي إلى وجهة نظرنا !
أصبحنا أكثر عدوانية ، فالسلام بين الأخوة بالبندقية ، والتحية بين الجوار بالرصاص ، والويل الويل لمن يقف على نافذة الصباح ، يغازل وردة الجوار .
أصبحنا أكثر أميِّة ، فلا طالبٍ للعلم ، ولا ساعٍ إلى حقول الثقافة ، ولا منتمٍ للفنون ، ولا قارعٍ لطبول الماضي العريق ، ولا مستهلٍ إلا بالسلاح !
أصبحنا أقل آدمية ، وأكثر وحشية ، أصبحنا أقل إنسانية ، وأكثر شيطنة من الشيطان ، أصبحَ ينطبق علينا المثل القديم الجديد المتجدد " جيل بعبع " ، " يأكل ولا يشبع ، تنادي عليه ولا يسمع ، يذهب ولا يرجع "
نحن قد ذهبنا ، ولم نرجع ! وما يتحرك منا على هذه الأرض ما هي إلا أجسادنا ، لكنها خالية من أرواحنا ، أرواحنا التي ذهبت ضحية الظلم ، وما بقيَّ على الأرض ، هي أشباح الظلم ، والظلام .
وأبشع أنواع الظلم ، أن يظلم الإنسان نفسه ، فيكسر المرآة التي تعكس بشاعته ، ظناً منه أنه يواري هذه البشاعة ، ولا يدرك أن العالم يرى كل هذه البشاعة بمرآة أكبر !
في مستهل العام الجديد ، دعونا نتطهر من جهلنا ، من أنانيتنا ، من إفراطنا في الظلم ، من إسفافنا لكل الحقائق ، من التسليم بأن الخطأ وارد ، لأن الاستمرار في الخطأ جريمة لا تغتفر !
دعونا نعيد الدم إلى العروق ، وإلى الوجوه ، وإلى شرايين الحياة ، وليس إلى الشوارع ، والأزقة ، وأبواب المخيمات !
دعونا نغلق بالشمع الأحمر خيام العزاء ، فالحياة للجميع ، وليس من حق أيٍ كان ، أن ينهيها ، وعلى طريقته .
وكل عام وكلماتي ليست ثقيلة على أحد !
ولتحل علينا البركة ، والخير ، والأمن ، والآمان ،
إذا شاء الله .
عدل سابقا من قبل ميساء البشيتي في الأحد 28 ديسمبر 2014 - 19:28 عدل 1 مرات
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: فقط .. لمن يريد أن يستمع !
ربنا يستجيب لدعائك الصادق أ. ميساء , لقد بلغ السيل الزبى .
شكرا على خاطرة بقوة الأمل ويقين الآمان .
شكرا على خاطرة بقوة الأمل ويقين الآمان .
فاطمة شكري- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 779
تاريخ الميلاد : 01/12/1979
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 44
رد: فقط .. لمن يريد أن يستمع !
شكرا لك أيتها الغالية ودمت
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: فقط .. لمن يريد أن يستمع !
عام سعيد أتمناه لك أخت ميسا
مريومة- عضو جديد
- عدد المساهمات : 42
تاريخ التسجيل : 31/08/2014
رد: فقط .. لمن يريد أن يستمع !
نسعى دائماً أن نتلون بلون إنسانيتنا ..ونبدأ عامنا الجديد بباقة من الأماني
التي كلنا ثقة ونحن نسردها في أعماق روحنا أنها ستتحقق ..لاأدري لما كل هذه الثقة
برغم كل ما نعاني في كل عام .. ربما ثقتنا بالله هي سر تشبثنا بأمانينا ..ونعمة بالله
كل عام ميساء الحبيبة وأمانينا على قيد الحياة ..وثقتنا بتحقيقها تزداد قوة .
التي كلنا ثقة ونحن نسردها في أعماق روحنا أنها ستتحقق ..لاأدري لما كل هذه الثقة
برغم كل ما نعاني في كل عام .. ربما ثقتنا بالله هي سر تشبثنا بأمانينا ..ونعمة بالله
كل عام ميساء الحبيبة وأمانينا على قيد الحياة ..وثقتنا بتحقيقها تزداد قوة .
غادة البشاري- عضو متميز
- عدد المساهمات : 210
تاريخ التسجيل : 05/02/2010
رد: فقط .. لمن يريد أن يستمع !
غادة البشاري كتب:نسعى دائماً أن نتلون بلون إنسانيتنا ..ونبدأ عامنا الجديد بباقة من الأماني
التي كلنا ثقة ونحن نسردها في أعماق روحنا أنها ستتحقق ..لاأدري لما كل هذه الثقة
برغم كل ما نعاني في كل عام .. ربما ثقتنا بالله هي سر تشبثنا بأمانينا ..ونعمة بالله
كل عام ميساء الحبيبة وأمانينا على قيد الحياة ..وثقتنا بتحقيقها تزداد قوة .
لولا الأمل لفنيت الحياة
أينعم المصائب تتوالى ولكن نحن كالغريق الذي يتمسك بقشة
القشة هي أحلامنا الجديدة
والأمل بالله لن ينقطع
شكرا لتواصلك الرائع يا غادة
وأتمنى أن تكوني ومن يلوذ بك بألف خير
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: فقط .. لمن يريد أن يستمع !
شكرا مريومة الغالية
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: فقط .. لمن يريد أن يستمع !
ميساء البشيتي كتب:فقط .. لمن يريد أن يستمع !أنتظر الأعياد بلهفة المشتاق ، بفرحة طفل صغير ينتظر العيد على باب الدار ، أعدُّ للأعياد قلباً معطراً بالفرح ، وأمانيَّ لا حصر لها ، بدءاً من الأمن والآمان ، وانتهاءً بالسلم والسلام ، وأحلم بالعيد دون أن أكترث عيد من ، ولمن ، بما فيه العيد الوطني وعيد العمال .وفي كل عيد أجلس وحيدة ، أترقب من يقرع الباب ، ....... ولا أحد ، أتذكر أغنية قديمة تقول : " ما في حدا , لا تندهي ما في حدا " ، أطوي صفحة العيد بحزن وملل ، ومع ذلك في كل موسمٍ للأعياد ، أقف في الباب ، وأنتظر العيد بلهفة المشتاق !عام جديد يهلُّ علينا ، أفرح أنا بالعام الجديد ، وأبدأ برسم خريطة حلم جديد ، يليق بهذا العام ، وما أن ينتصف الليل ، وتعلن ساعة الوقت ، أننا دخلنا بسلام العام الجديد ، حتى تحلُّ بيَّ حالة غريبة من الكآبة الممزوجة بالحزن ، والقهر ، والسخط ، والغضب ،ماذا يعني عام آخر جديد ؟يعني الكثير ، وهذا ليس تحاملاً مني على العام الجديد ، وليست مبالغة ، أو سرد عبارات لا يحتملها النص ، هدفها السامي تعكير أجواء الصفو في العام الجديد .في العام الجديد ، كبرنا .. فما عادت تنطلي علينا حيَّلُ الكبار ، وأكاذيبهم البيضاء ، من أن الفقر أكثر نبلاً ، والثراء ولد في أرض ملعونة ، والسماء تغدق بالمطر فقط على الأراضي الجدباء .في العام الجديد ، تكاثرت أعدادنا ، فكثرت الخيام ، وتمزقت أوصالها من التضخم ، وأصبحَ لها جيوباً ، وأخذت تجرُّ خلفها أذيالاً ، وتعلَمت كيف تبسط يدُّها للمطر ، إن فاجأها الظمأ !وفي العام الجديد ، هرمنا ، فلم تعد خيامنا قادرة على التصدي بصدرها العاري ، وثوبها الممزق ، لموجات البرد ، والثلج ، والصقيع .وأصبحنا أكثر هشاشة ، فكل نشرة أخبار تبكينا ، وصور المجازر تستنزف طاقات الأمل فينا ، من حياة أصبح نصفها الملآن دماء ، ونصفها الفارغ تهديد بالفناء !أصبحنا أكثر حساسية ، فلم نعد نحتمل أكثر من وجهة نظر ، لم نعد نستوعب فكرة الرأي ، والرأي الآخر !وليس لدينا القدرة على تخيُّل أنه يوجد في هذا العالم من لا ينتمي إلى وجهة نظرنا !أصبحنا أكثر عدوانية ، فالسلام بين الأخوة بالبندقية ، والتحية بين الجوار بالرصاص ، والويل الويل لمن يقف على نافذة الصباح ، يغازل وردة الجوار .أصبحنا أكثر أميِّة ، فلا طالبٍ للعلم ، ولا ساعٍ إلى حقول الثقافة ، ولا منتمٍ للفنون ، ولا قارعٍ لطبول الماضي العريق ، ولا مستهلٍ إلا بالسلاح !أصبحنا أقل آدمية ، وأكثر وحشية ، أصبحنا أقل إنسانية ، وأكثر شيطنة من الشيطان ، أصبحَ ينطبق علينا المثل القديم الجديد المتجدد " جيل بعبع " ، " يأكل ولا يشبع ، تنادي عليه ولا يسمع ، يذهب ولا يرجع "نحن قد ذهبنا ، ولم نرجع ! وما يتحرك منا على هذه الأرض ما هي إلا أجسادنا ، لكنها خالية من أرواحنا ، أرواحنا التي ذهبت ضحية الظلم ، وما بقيَّ على الأرض ، هي أشباح الظلم ، والظلام .وأبشع أنواع الظلم ، أن يظلم الإنسان نفسه ، فيكسر المرآة التي تعكس بشاعته ، ظناً منه أنه يواري هذه البشاعة ، ولا يدرك أن العالم يرى كل هذه البشاعة بمرآة أكبر !في مستهل العام الجديد ، دعونا نتطهر من جهلنا ، من أنانيتنا ، من إفراطنا في الظلم ، من إسفافنا لكل الحقائق ، من التسليم بأن الخطأ وارد ، لأن الاستمرار في الخطأ جريمة لا تغتفر !دعونا نعيد الدم إلى العروق ، وإلى الوجوه ، وإلى شرايين الحياة ، وليس إلى الشوارع ، والأزقة ، وأبواب المخيمات !دعونا نغلق بالشمع الأحمر خيام العزاء ، فالحياة للجميع ، وليس من حق أيٍ كان ، أن ينهيها ، وعلى طريقته .وكل عام وكلماتي ليست ثقيلة على أحد !ولتحل علينا البركة ، والخير ، والأمن ، والآمان ،إذا شاء الله .
ورد العربي- عضو متميز
- عدد المساهمات : 408
تاريخ التسجيل : 05/09/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي