رد: حديث النفس

ما زلت تحيا في البعد
وما زال أحمر شفتيها يصرخ على الورق
حضرت أم غابت
أنت شقيٌّ بها
وأنا أكثر شقاء حين أظن أنك تبكي بعدي
ومع ذلك أنا لم أعد أدري
هل أنتَ في انتظارها
أم أنك انتظاري تستجدي
لكن بصدق أنت شاعر قهر كل القوافي
بما فيهم قلبي
وأحال الشعر إلى سيرك
بهلوان أنت في اللعب على أوتار الحب
وأنا غبية في هذا اللعب
سرعان ما أهوي من فرط الغضب
وسرعان ما تستعيدني من فرط الشقاوة
وتبقى وردة لا يمكن أن تتجاهلها شمسي .

قالوا قديماً " قاضي الأطفال شنق حاله " !
أتساءل اليوم .. قاضي العواجيز ماذا يفعل بنفسه ؟؟
هل يكفيه الشنق ؟

تحولت أنا إلى سندباد
هل نتبادل الأدوار
وتتحول أنتَ إلى عصفور شقية
دائمة البحث عنك
وأتحول أنا إلى سندباد
يسافر في كل القلوب
ولا يترك وراءه إلا قصيدة ؟!

أفسدك الدلال يا هذا
أغرقتك بالحب
فأفسدك كثرة الحب المتدفق من قلبي
أفسدك الحب والدلال
وأفسدت كل شيء من حولك

أغرقتك في الحب
فأغرقتني في الظلام
تحبها وتستجدي ودها
وأنا أنظر كالبلهاء
متى تلتفت إلي
أفسدك الحب والدلال
وهي شمتت بي

كم أحببتك
وكم فتحت شرايين قلبي إليك
كم تغاضيت عن لهوك
وكم قلت سيعود إليَّ محباً أكثر من الأول
كنت أضحك على نفسي
كنت أخدع نفسي
فمثلك لا يعرف الحب
مثلك لا يعرف إلا الخديعة
والخيانة هي طبعه

اعتدت أن أبدأ نهاري بك
أن تكون قطعة السكر في فنجان قهوة الصباح
أن تكون شعاع دفء في نهار بارد
أن تكون حلم بنصف إغماضة في ليلة شتوية طويلة
اعتدت أن تكون الصباح والمساء
وأوقات لا يألفها البشر
كالظهر والعصر
اعتدت أن أدغدك بكلمة
وأرسمك بأخرى
اعتدت أن أتحايل عليك وتستجيب
وأن أغضبك فلا تثور
واعتدت أن ارسمك كما أشاء
أدنيك وأقصيك كما أشاء
أشربك على مهل حتى الإرتواء
فأين أنت اليوم من قبل طارت بالهواء
لم تعد تأتي لتجمع القبلات المنثورة على جبين الصباح
ولم تعد الوردة تهديك أوراقها
لتكتب على نوافذها بأنامل الياسمين
صباح الخير يا عصفورة الشجن .

لا أكفُّ عن الشقاوة
شقية وتعرفني
ودائماً أبحث عن وقع خطواتك أمام البيت
وأنتظر بلهفة رنة الهاتف
وأقف خلف النافذة أعبث بالستائر
ومع ذلك تمضي دون أن ترفع إليَّ نظرك
وأستمر في شقاوتي
إلى أن أوقع بك .

كنت
وسأكون
وسأبقى
في انتظارك
أنا خلقت لك
أنا لك وحدك

وفي الغياب تحدث أشياء كثيرة ..

كأن يتخلى الوقت عن عقاربه ..

فتصبح ساحة الوقت فارغة ..

جوفاء ..

لا ترمز إلى شيء ..

ولا تدلُّ على شيء ..

وكأن يصبح الصوت ضجيجاً ..

والبكاء ترنيمة الصباح ..

والحزن ينبت له حاجبين كثيفين ..

والصمت يكبر فيحتل المكان

كل شيء في الغياب ممكن

إلا أن تسلم روحك لرب العباد

قبل أن تقول كلمتك الأخيرة .