بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
دعينا نركب البحر
صفحة 1 من اصل 1
دعينا نركب البحر
دعينا نركب البحر
أرسى الزورق الصغير دعائمه قرب الشاطئ بانتظار وصولهما ، هي مترددة جداً بل وخائفة من النزول إلى البحر وهو يحثها بشدة ويداعب كفيها برفق يريد أن يمحو أثار الخوف المترتبة لديها من نزول البحر ، يدفعها برفق للأمام وهي تتراجع مترددة إلى الخلف.
قال لها محاولاً تشجيعها :هيا حبيبتي البحر اليوم هادئ وأمواجه تتراقص برفق ،لا تخافي ، اقتربي ،ألم تعديني بمشاهدة منظر الغروب سوياً من أبعد نقطة هناك حيث تهبط الشمس بأشعتها الذهبية للاغتسال في ماء البحر استعداداً لغد مشرق جميل.
فتجيبه والخوف ما زال ظاهراً على كلماتها المرتعشة: ولما لا نراقبه من هنا مع كل هؤلاء المتواجدين معنا على الشاطئ.
فيجيبها متسائلاً ولكنك وعدتني بهذا وأنا لطالما حلمت به
تطلعت إليه بإشفاق ونظرت إلى عينيه اللتين تشعان حناناً
وتذكرت أنها وعدته مراراً ولا بد أن تحقق له هذه الرغبة وهو الذي لا ينفك عن تحقيق كل رغباتها فهو الحب الأول و الأخير ، الحب الأوحد والعشق الأوحد والأمل الأوحد في هذه الدنيا لما لا ترافقه بهذه الرحلة ؟ فنظرت إليه وقد استجمعت جزءاً من شجاعتها حسناً سآتي معك على أن لا تترك يدي أبداً .
حملها إلى الزورق قبل أن تعود بكلامها وأسرع بإقلاع الزورق وهي ما زالت تظهر عدم الخوف الذي انتشر على مساحات وجهها وعلى لونها الممتقع فما كان منه إلا أن أخذ يرسل لها بعض النكات البليدة ويرفع يديه بالهواء مقلداً بعض الحركات البهلوانية،وإذ بها تستجيب فعلا وتتحرر من خوفها وبدأت تظهر عليها معالم الارتياح فأخذت تتنقل بالزورق والفرحة
تغمرها وتقول :لم أكن أعلم أن البحر جميل إلى هذا الحد !
فيجيبها البحر أجمل بكثير عندما نصل إلى ذلك المدى فنصبح في عرض البحر تماماً ستشعرين بجماله ساعتها.
قام إلى آلة التسجيل وأدار أغنية أم كلثوم (ألف ليلة وليلة)
وما هي إلا دقائق معدودة حتى قامت منتشرة بالهواء ترقص وترقص وترقص وشعرها الجميل يتطاير مع نسيم البحر وهي لا تأبه له وخصرها النحيل يتمايل كغصن الريحان حينما تداعبه نسمات الصيف ، تطير بالهواء تكاد قدماها الحافيتان لا تلامس أرضية الزورق وخلخالها الذهبي يتراقص حول كاحلها بغنج شديد ، وهي لا تزال ترقص يحاول أن يضمها إليه ، يعانقها ، لكن أبداً
فنشوة الرقص والسعادة بالتحرر من خوفها أخذتها من كل شيء حتى تهاوت متهالكة بقربه تحاول التقاط أنفاسها المتقطعة فأسندت رأسها إلى كتفه وما زالت دقات قلبها تتراقص مع دقات قلبه إلى أن بدأت أشعة الشمس بالغروب فقام كالملدوغ يصيح أرأيت بحياتك أجمل من هذا المنظر؟
تجيبه وقد فغرت فاها من الدهشة :أبدا أبداً فعلا
المنظر من هنا أجمل بكثير وأخذا يتنقلان بالزورق علهما
يجدان أكثر المناطق جمالاً فلما عثر عليها قال الآن سآخذ
لك بعض الصور مع الغروب وانطلق فعلاً يلتقط لها صورة تلو الأخرى ثم خطرت بباله فكرة أن يصعد لأعلى ركن في الزورق كي يأخذ لها صورة ذات أبعاد جميلة وبسرعة البرق قفز إلى ظهر الزورق وأخذ يعد آلة التصوير وبينما هو منشغل في تحديد المسافة زلت قدمه ووقع هو وآلة التصوير وهوى إلى الأعماق.
أفاقت من شرودها يا الهي ما حصل أخذت تركض بأرجاء الزورق علها تراه لكن الظلام كان قد أرخى سدوله،أخذت تنادي عليه وتصرخ وتصرخ تضرب ارض الزورق بأقدامها ،تلطم بكفيها الصغيرتين على تلك الوجنات المسكينة وارتمت في أرض الزورق تبكي وتنتحب ولم يمضي عليها الكثير حتى وجدت ضوء قوي مسلط عليها فقامت كمن دبت فيه الروح تتلعثم الكلمات على شفاها وتصيح هو هو وقع هنا وقع في البحر أخشى أن يموت أتوسل إليكم أن تلحقوه،أنقذوه ،أرجوكم ،فأجابها احد الذين على القارب الآخر هو بخير لا تخافي لقد تم إنقاذه وهو من أرسلنا للبحث عنك ، هو على الشاطئ ،هيا بنا ،امسك بيدها محاولاً مساعدتها في الانتقال إلى زورقه وما أن وصلت الشاطئ حتى وجدته ممدداً على الرمال والناس من حوله يطمئنون عليه حضرت إليه مسرعة وأخذت تتحسس وجهه لا تصدق أنه ما زال على قيد الحياة فأشار إليها أن تقترب يريد أن يهمس بأذنها الصغيرة كلمة فألقت بكل رأسها حتى تسمع ما يقول لها فإذ به يهمس لها غداً نركب البحر !
أرسى الزورق الصغير دعائمه قرب الشاطئ بانتظار وصولهما ، هي مترددة جداً بل وخائفة من النزول إلى البحر وهو يحثها بشدة ويداعب كفيها برفق يريد أن يمحو أثار الخوف المترتبة لديها من نزول البحر ، يدفعها برفق للأمام وهي تتراجع مترددة إلى الخلف.
قال لها محاولاً تشجيعها :هيا حبيبتي البحر اليوم هادئ وأمواجه تتراقص برفق ،لا تخافي ، اقتربي ،ألم تعديني بمشاهدة منظر الغروب سوياً من أبعد نقطة هناك حيث تهبط الشمس بأشعتها الذهبية للاغتسال في ماء البحر استعداداً لغد مشرق جميل.
فتجيبه والخوف ما زال ظاهراً على كلماتها المرتعشة: ولما لا نراقبه من هنا مع كل هؤلاء المتواجدين معنا على الشاطئ.
فيجيبها متسائلاً ولكنك وعدتني بهذا وأنا لطالما حلمت به
تطلعت إليه بإشفاق ونظرت إلى عينيه اللتين تشعان حناناً
وتذكرت أنها وعدته مراراً ولا بد أن تحقق له هذه الرغبة وهو الذي لا ينفك عن تحقيق كل رغباتها فهو الحب الأول و الأخير ، الحب الأوحد والعشق الأوحد والأمل الأوحد في هذه الدنيا لما لا ترافقه بهذه الرحلة ؟ فنظرت إليه وقد استجمعت جزءاً من شجاعتها حسناً سآتي معك على أن لا تترك يدي أبداً .
حملها إلى الزورق قبل أن تعود بكلامها وأسرع بإقلاع الزورق وهي ما زالت تظهر عدم الخوف الذي انتشر على مساحات وجهها وعلى لونها الممتقع فما كان منه إلا أن أخذ يرسل لها بعض النكات البليدة ويرفع يديه بالهواء مقلداً بعض الحركات البهلوانية،وإذ بها تستجيب فعلا وتتحرر من خوفها وبدأت تظهر عليها معالم الارتياح فأخذت تتنقل بالزورق والفرحة
تغمرها وتقول :لم أكن أعلم أن البحر جميل إلى هذا الحد !
فيجيبها البحر أجمل بكثير عندما نصل إلى ذلك المدى فنصبح في عرض البحر تماماً ستشعرين بجماله ساعتها.
قام إلى آلة التسجيل وأدار أغنية أم كلثوم (ألف ليلة وليلة)
وما هي إلا دقائق معدودة حتى قامت منتشرة بالهواء ترقص وترقص وترقص وشعرها الجميل يتطاير مع نسيم البحر وهي لا تأبه له وخصرها النحيل يتمايل كغصن الريحان حينما تداعبه نسمات الصيف ، تطير بالهواء تكاد قدماها الحافيتان لا تلامس أرضية الزورق وخلخالها الذهبي يتراقص حول كاحلها بغنج شديد ، وهي لا تزال ترقص يحاول أن يضمها إليه ، يعانقها ، لكن أبداً
فنشوة الرقص والسعادة بالتحرر من خوفها أخذتها من كل شيء حتى تهاوت متهالكة بقربه تحاول التقاط أنفاسها المتقطعة فأسندت رأسها إلى كتفه وما زالت دقات قلبها تتراقص مع دقات قلبه إلى أن بدأت أشعة الشمس بالغروب فقام كالملدوغ يصيح أرأيت بحياتك أجمل من هذا المنظر؟
تجيبه وقد فغرت فاها من الدهشة :أبدا أبداً فعلا
المنظر من هنا أجمل بكثير وأخذا يتنقلان بالزورق علهما
يجدان أكثر المناطق جمالاً فلما عثر عليها قال الآن سآخذ
لك بعض الصور مع الغروب وانطلق فعلاً يلتقط لها صورة تلو الأخرى ثم خطرت بباله فكرة أن يصعد لأعلى ركن في الزورق كي يأخذ لها صورة ذات أبعاد جميلة وبسرعة البرق قفز إلى ظهر الزورق وأخذ يعد آلة التصوير وبينما هو منشغل في تحديد المسافة زلت قدمه ووقع هو وآلة التصوير وهوى إلى الأعماق.
أفاقت من شرودها يا الهي ما حصل أخذت تركض بأرجاء الزورق علها تراه لكن الظلام كان قد أرخى سدوله،أخذت تنادي عليه وتصرخ وتصرخ تضرب ارض الزورق بأقدامها ،تلطم بكفيها الصغيرتين على تلك الوجنات المسكينة وارتمت في أرض الزورق تبكي وتنتحب ولم يمضي عليها الكثير حتى وجدت ضوء قوي مسلط عليها فقامت كمن دبت فيه الروح تتلعثم الكلمات على شفاها وتصيح هو هو وقع هنا وقع في البحر أخشى أن يموت أتوسل إليكم أن تلحقوه،أنقذوه ،أرجوكم ،فأجابها احد الذين على القارب الآخر هو بخير لا تخافي لقد تم إنقاذه وهو من أرسلنا للبحث عنك ، هو على الشاطئ ،هيا بنا ،امسك بيدها محاولاً مساعدتها في الانتقال إلى زورقه وما أن وصلت الشاطئ حتى وجدته ممدداً على الرمال والناس من حوله يطمئنون عليه حضرت إليه مسرعة وأخذت تتحسس وجهه لا تصدق أنه ما زال على قيد الحياة فأشار إليها أن تقترب يريد أن يهمس بأذنها الصغيرة كلمة فألقت بكل رأسها حتى تسمع ما يقول لها فإذ به يهمس لها غداً نركب البحر !
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي