بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
الأصفرُ غُفران النادمين
صفحة 1 من اصل 1
الأصفرُ غُفران النادمين
كُل صَباح أفرك عيني فتغشاني ذاكرتي اللاهوتية، لأن في ذاكرتي دركٌ لاهوتي. أَمام عينّي المغمضتين يستوي مشهدُ رُهبة عيني صديقي في الفَصل، وأنا أقول له بفَضاضةٍ و شماتةٍ "هذه القلادة التي تَحملها، حبلٌ من مَسد". هذه الجملة بالذات، أراها الآن بعينّي المغمضتين، ثقيلة ومدججة تجرّ رجليها لتقتنص براءة عيون صديقي ... آهٍ كم حاولتْ أصابعي الطويلة، أن تتلف قلادة زميلي، لأنها تقززني و تذكرني بحبلٍ من مسد.
هل كانت يداي هاتين تريدان أن تقتربا إلى يديّ الله بتهكمهما على قلادة صديقي ؟
القلادة الفضية البسيطةُ الشَكلْ، التي أهدتها له حبيبته ذات حفل نهاية الموسم. وضعتها في ظرف أصفر معطرٍ قرب باب مسجد التلميذات، و مصحوبة بجملة بسيطة غير مسجوعةٍ : "فليكن الله أقربَ إليكَ من قَلبي والقلادة".
هل كانت القلادة أقربّ إلى الله من أصابعي ومني ؟
عيناي المغمضة لم ترتاحا بعد من تردد عيون صديقي وأنا أزجرهُ وامرهُ بنزعِ القِلادة، لئلا يحترق عُنقه ُيوم القيامة. عيونه،ُ التي أتذكر حتى سواد رموشها كأنها سهام تثقل رُوحي الآن، كانت تتردد بصوتٍ مسموع وتُبرزخهُ بين قلبه و ايمانه.
من أين لنا بالإيمان ؟ أليس القلب ؟
عيونهُ أراهما الآن مبجلتين و باردتين كَعيون القَدر، أتوسلهما بعينيّ المغمضتين ألاّ يتلفن القلادة، أن يحتفظن بها كما نحتفظُ بأسمائنا.
صَديقي هَل كنتُ حقاً أخشى عليكَ من بئس المَصير ؟ هل كنتُ بارعاً في أدائي ؟
ربّما كانت القلادة تعني لي تَحدي الحبّ الذي لم أكن ذو حظٍ معه. ربّما كانت تستهزئ بيّ كلما تطايرتْ في عنقكَ وتجربّ وَرعي وايماني. ربّما تُفقهني أن الإيمان يستظل تحت شَجرة القلب، ولم يكن لحظةً تحت ظل النَهي و التَحريم. لم أستطع أن أفسح لها الطَريق لتذهب صوب الله، كنتُ أتلبّس هوية صِهر الله، لن أدعها تمرّ، بِبساطة لأنها بريئة أكثر من اللازم.
هل كنتُ أنا حينها ؟ هل كنتُ أحبّ الله حينها ؟ هل تأخر عني قَلبي أكثر مما ينبغي ؟
صَديقي إني أرسلتُ إلى حَبيبتكَ قلادة فضية محشوة في ظرف أصفر، لأن الأصفر غُفران النادمين، و مع جملة بسيطة حاولتُ أن أقتربَّ إلى شكل خَطكِ وأنا أكتبها، وإن كنتُ خفتُ أن أُنجِسهُ بهاتين اليدين :
"معكِ جاورتُ الله في قَلبي"
محمد إيدسان- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 622
تاريخ الميلاد : 13/02/1991
تاريخ التسجيل : 10/01/2010
العمر : 33
الموقع : حيث السماء محشوة بشذى الغضب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 18:02 من طرف ميساء البشيتي
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي
» لوحة
السبت 22 يونيو 2024 - 12:04 من طرف ريما مجد الكيال
» كنتَ مني وكنتُ منك !
السبت 22 يونيو 2024 - 12:02 من طرف ريما مجد الكيال
» في مولد الهادي
الثلاثاء 18 يونيو 2024 - 12:21 من طرف هدى ياسين
» أحلم بالعيد
الأحد 16 يونيو 2024 - 12:06 من طرف اميرة
» فضل يوم عرفة
السبت 15 يونيو 2024 - 12:09 من طرف سيما حسن
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
السبت 8 يونيو 2024 - 11:57 من طرف خيمة العودة
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
الجمعة 31 مايو 2024 - 11:54 من طرف هبة الله فرغلي
» رباعيات عمر الخيام .
الخميس 30 مايو 2024 - 11:27 من طرف عمر محمد اسليم
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
الخميس 30 مايو 2024 - 11:24 من طرف خيمة العودة
» اعشق البحر
الثلاثاء 21 مايو 2024 - 11:19 من طرف ريما مجد الكيال
» ليل وعسكر .
السبت 18 مايو 2024 - 12:04 من طرف لانا زهدي
» الغريب
الأربعاء 15 مايو 2024 - 11:29 من طرف عشتار
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:28 من طرف خيمة العودة
» عاتبني أيها القمر !
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:24 من طرف لبيبة الدسوقي
» امرأة من زمن الأحلام
الأحد 12 مايو 2024 - 11:11 من طرف ريما مجد الكيال
» زوابع الياسمين
الأحد 12 مايو 2024 - 11:09 من طرف ريما مجد الكيال
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد