بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
رسـالـة مـفـتـوحـة إلـى “صَـديق” عـراقـي…/ الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رسـالـة مـفـتـوحـة إلـى “صَـديق” عـراقـي…/ الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
رسـالـة مـفـتـوحـة إلـى “صَـديق” عـراقـي…/ الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
بادئ ذي بـدء ؛ لا بـدَّ من الاعتراف بأنني ترددت كثيرا في الكتابة إليك، وتساءلت ،غير مرَّة ، عن جدوى الدخول في سجال عقيم وجدل بيزنطي لن يفضي إلى نتيجة. أما التردد فمردُّه المفردات “المعـلبة” التي توردها دائماً في كل ما تكتبه اليّ … ، ولأن من الصعـوبة بمكان إقـناع شخص حاقـد ، ومتعـصب ، وموتور بالحجة المنطقـية والحقائق التاريخية المجردة…
فـمأساة المتعصبين في كل زمان ومكان ، سواء كانوا من كرادلة الكنيسة الكاثوليكية الذين قرروا إحراق غاليليو غاليي ، عالم الفلك الإيطالي (1564 ـ1642 ) حيـَّـاً لأنه أيـَّـد نظرية كوبرنيكوس بأن الأرض تدور حول الشمس ، أو بعض علماء الأزهر الذين لم يتفقوا بعـد حول ما إذا كان ينبغي على المسلم أن يدخل إلى المرحاض بقـدمه اليمنى أو اليسرى ، أو من “كرادلة” الحزب الشيوعي السوفييتي الذين “أفـتوا” بإرسال عشرات الآلاف من الشيوعـيين المخلصين إلى معسكرات العمل القسري في مجاهل سيبيريا لأنهم عـبـَّروا عن قـناعاتهم بأن ليون تروتسكي ، مؤسس الجيش الأحمر وأحد الزعـماء التاريخيين لثورة أكتوبر 1917 ، “لم يخن المبادئ الماركسية…!”
مأساة المتعـصبين في كل زمان ومكان أنهم يغـرقون في يقينيات جاهزة ويتبنونها ويدافعـون عنها… وقد يموتون من أجلها قبل أن يكتشفوا بطلانها وحجم الزيف الذي يلفها…
ومن أولى هذه اليقينيات لديك وصْم كل من يخالفك الرأي أو الموقف بأنه “عـدو للعراق”… وأما عن عـدم جدوى السجال، فلأننا من مدرستين فكريتين مختلفتين. فأنت من مدرسة رموزها طغاة ومستبدون انشغلوا في حبك المؤامرات بهدف القفز على كراسي الحكم بدعاوى “الحفاظ على مصلحة الطائفة” ، وأنا ، بكل تواضع ، أؤمن بأن الإنسان ـ أيا كان جـنسه أو لونه ، أو عـرقـه ، أو ديـنـه ، أو قـناعـتـه الفكرية ، أو ميولـه السياسية ـ قـيمة عـليا في حـد ذاتـه، وان حقوقه مصانة بقوة الأفكار التي ناضل من أجلها رُوَّاد الحضارة الإنسانية ، من أفلاطون في القرن الرابع قبل الميلاد وحتى يومنا هـذا.
وكما ترى ؛ فان الفرق شاسع بين مدرسة منغلقة على عـُـقــَد التاريخ والماضي ومدرسة تحترم العقل وتمتح من كل الآفاق. لكنني، على كل حال، لا أصادر حقك في تقدير من تعـتبرهم رموزا، كما أرجو أن لا تصادر حقي في إعـتـبار المستـقـبل هو الرمز الإنساني في عـصر الديموقراطية وحقوق الإنسان والحريات.
وأسارع للقول أن الطائفية هي بعض المشكلات الكثيرة المستعـصية في هـذا العالم العربي المنكوب من طنجة إلى أم الـقـيـويـن ، وللأسف فأننا نعيش حالة من خداع الذات الجماعي، ونعتقد واهمين أننا لسنا طائفيين لكننا نعجز على أن نبرهن على صحة هذا الاعتقاد، ذلك أن الطائفية مرض لا يحس المصاب به بأية أعراض مثله مثل قصر القامة، إلا أنه ـ مثل قصر القامة أيضا ـ حقيقة تلازم صاحبها من الولادة وحتى الموت. ومهما حاول الطائفي أن يتستر على طائفيته فإنه، لا شعوريا، يفصح عـنها.
قـد تندهش إذا ما قلت لك بأنني أعرف تاريخك جيدا . بعد انتهاء الحرب الأمريكية ضـد العراق ، وانهيار النظام السابق ، انتهى بك المطاف في الأردن… وبمجرد وصولك إلى عـمـَّان تلقفك حزب معارض ثم هـيأ لك السبيل لتقيم في لندن، وتعيش في بحبوبة من الراحة ما كان لك أن تعـيشها حتى في أكثر أحلامك شـطـطـا…
لكنك تخليت عن الحزب الذي احتضنك عشرين عـاما ، وأرسلك في بعثة دراسية إلى موسكو عـدتَ بعدها طبيبا نطاسيا بارعـا يشـار إليه بالبنان… ولولا الحزب الشيوعي العراقي لكنت ما زلت تجمع الزجاجات الفارغة من الحانات وعـلب الليل التي تمتـد على طول شارع أبي نواس في بغـداد. ويبدو أن الإقامة الطويلة والمنعـمـة في ” مدينة الضباب”، و “النضـال” من حانات سـوهـو ومواخيرهـا ، قد أسهمت في تشكيل “رؤية ضبابية” لديك ولدى الكثيرين من “زعماء” المعارضة العراقية اللذين خـيـِّـلَ إليهم أنهم “الفجر الجديد” الذي ينتظره العراق المثخن بالجراح…
في لندن انقلبت على عـَقبيك على 180 درجـة كاملة… لا أجادل في حقك الكامل في تغيير قناعاتك طالما أنك مقتنع بها… ولكن ثمة ، في الأدبيات الماركسية ، ما يعرف بـ “النقـد” و “النقـد الذاتي”… وأرجو أن تسمح لي بأن أذكر هنا حادثة شخصية تعرفها جيدا…
ذات يوم من أيام تموز الحارة عام 1982 جئتَ مذعورا (وكأن عقربا قد لـدغـتـك للتـوّ) إلى مكتبي في مركز التخطيط الفلسطيني في بيروت… وبعد مقـدمة مطولة (أين منها مقدمة عبد الرحمن ابن خلدون؟!) ، ألقيت على مسمعي محاضرة مـطـولـة في “المادية الجـدليـة” و “الحزب الطليعي” و “الناس الســُّـذج” (هذه عـبارتك بالحرف الواحـد!!) … وعلى الرغم من أنني كنت على وشك أن أفقـد أعصابي من جراء هـذا “العـزف المنفرد” ، فقد حرصت على أن لا أقاطعك… وتركتك حتى تنتهي من قول كل ما لديك…
كان سبب غـضبك أدافع فيه عن تجربة الدكتور عزيز الحاج في أهـوار العراق … وبعد أيام اعتقلت الحكومة العراقية عزيز الحاج والمئات من رفاقـه… وظهر الدكتور عزيز الحاج ( الذي ـ لو نجحت تجربتـه ـ لكان “غيفارا العرب” بكل ما يعنيه ذلك الطبيب الأرجنتيني الذي حارب مع فيدل كاسترو ، وبعد انتصار الثورة في كوبا ، اعتذر عن تولي منصب رئيس الوزراء في حكومة الثورة الفتية ، وقرر أن يذهب إلى بوليفيا “لإشعال ثورة جديدة ” ليصبح بذلك أسطورة للثورة الدائمة ضد الظلم والاضطهاد…) ظهر على شاشة التلفزيون العراقي ، وهو بكامل أناقته ، وأدلى بـ “اعترافات كاملـة” أدان فيها الحزب والتجربة ، وسلـَّم المخابرات العراقية ملفـا كاملا “بالأسماء الحركية والحقيقية” لكافة أعضاء التنظيم … وبقية القصة أصبحت ـ كما تعلم ويعلم الجميع ـ جزءا من التاريخ…. فقد كافأت الحكومة العراقية عزيز الحاج على “تعاونه” بتعيينه مندوبا دائما للعراق لدى “منظمة الأمم المتحـدة للتربية والعلوم والثقافة ” (اليونيسكو) في باريس …وظل في موقعه هـذا حتى انهيار النظام في نيسان 2003.
لقد دأبتَ ، منذ سقوط بغداد ، على الكتابة في صحف معروفة بتوجهاتها الطائفية ، يتناوب على تحريرها “مثقفون” و “مفكرون” يغيرون قناعاتهم ـ وفقا لأسعار صرف الدولار ـ بأسرع ما يبدلون ملابسهم الداخلية … والمفارقة،انك كـنـت تدعـو إلى “خروج” (وليس طرد أو إخراج) الأمريكيين في وقت كـنـت تبشرنا فيه بأن الدكتور نوري المالكي “ليس ألعـوبة بيد الأمريكيين” ، وأنه “حريص على استقلال العراق وسيادته” [كـذا…!!]
أي حرص ، يا سيدي الفاضل ، يبديه رجل وصل إلى بغـداد على ظهر دبابة أمريكية؟ وماذا تتوقع من “مـُفكر” قال ، في مقابلة مع التلفزيون الألماني في العشرين من آذار 2003 ، أن قصف الطائرات الأمريكية للعاصمة العراقية بقنابل تزن كل واحدة منها نصف طن ، “أكثر عـذوبة من كل سيمفونيات بيتهـوفـن”…
في رسالتك الأخيرة اليّ تتهمني ( وكل الفلسطينيين) بأننا ما زلنا “أوفيـاء” للرئيس العراقي الراحل صـدام حسين ، وأننا نمجد “الواقع المأساوي في العراق إبان الحكم الصدّامي الأسود” . قد يطول الحديث حول هذه الأمور، والى أن تتاح لنا فرصـة للقيام بحوار أوسع ، بدلا من “حوار الطرشان” الدائر حاليا، أود التأكيد على ما يلي :
نحن نعرف أن صدام حسين كان ديكتاتوراً، ونعرف أن كافة الأنظمة العربية هي كذلك ربما بدرجات أقل أو أكثر هنا وهناك. أظنك سمعت أو قرأت بعض مما نشر حول ما يسمى في المغـرب بـ “مرحـلة الرصاص” التي استمرت أربعـين عاما منذ تولي الحسن الثاني الحكم عام 1961 ولغاية وفاته عام 1999 .
فعلى مدى أربعـين عاما لم ينتقد أحد في “العالم الحر” الذي يتشدق زعماؤه بالحديث عن حقوق الإنسان (الإنسان الأوروبي ، بالطبع!) الحسن الثاني ، الذي أقام “مدن السجون” (أجل ، سيدي الفاضل ، “أمير المؤمنين” أقام مـُدنا بكاملها في عـمق الصحراء الغـربية لا تضم سوى سجـونا… وبعد وفاته عام 1999 أفـرجت السلطات المغـربية عن 38 ألف معتقل سياسي (فقط …!!) . وفي الجنازة التي حضرها العشرات من الزعـماء العـرب والأوروبيين ، قال الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك أنه “سـيـفـتـقـد أفـضـل لاعـب غـولف ملكي” [كـذا…!!]
وأربأ بنفسي بالدخول في متاهة لا أول لها ولا آخر بالحديث عن أنظمة فاشية مهترئة ، أكل عـليها الدهـر وشربَ وبالَ… وليس من قبيل المزايدة على أحد أن أقول بأنني ضد كل هذه الأنظمة بدون أي استـثـنـاء… باختصار، لست مع أي من هذه الأنظمة، ولن أكون أبداً. ولذلك، أقوم بالمقارنة عن قصد وسابق إصرار ليعرف القارئ ، أن المطلوب غير كل الموجود.
شمل قمع النظام السابق الطبقات الشعبية دون استثناء : شيعة وسنة وأكراداً…الخ. هل كان العرب السّـنة كلهم مليونيرات في العراق؟ أم أن أصحاب الملايين هم من كل ألوان الطيف؟
لم يكن حزب البعـث سنياً ولا شيعياً، كان علمانياً. ولذا، كانت قيادته من كافة الأطياف العراقية، وعليه، كانت الديكتاتورية من الجميع وعلى الجميع. إن الحديث عن شيعة وسنة وأكراد كجماهير هو تماهي مع المشروع الأمريكي الذي يهدف ، منذ منتصف الخمسينات ، إلى تحويل العالم العربي إلى كانتونات متعـفـنة وعـميلة من طوائف وإثنيات وجهات …الخ.
إن ما يحصل في العراق هو احتلال أمريكي بلا رتوش، وهو ، في الوقت نفسـه ، صراع طبقي يتم عبر امتطاء الأغنياء ورجال الدين للطبقات الكادحة. منذ سقوط بغـداد في نيسان 2003 ، لم يتـفـوَّه آية الله العظمى السيستاني ، المرجع الروحي الأعلى للطائفة الشيعية ، لم يتفوه بكلمة واحدة ضد طبقة “أغـنياء الحرب” الجدد الذين يشترون كدح العامل العراقي البسيط طوال 12 ساعة متواصلة في صيف بغـداد اللاهب مقابل دولار أمريكي واحد لا يكفي لشراء ربطة خبز لأطفاله… وبدلا من أن يضع النقاط على الحروف ويـُسمي الأشياء بأسمائها ، فقد آثر سماحته السكينة متناسيا ما قاله ذلك الصحابي الجليل أبو ذرّ الغفاري قبل 1400 عاما : “إنـّي لأعجب لامرئ لا يجـد قوت يومـه أن لا يخرج على الناس شـاهـراً سـيفـه..!!”
ولكي لا يفسر أحد ما أقوله أو أكتبه على عكس ما أقصـده أود أن أوضح للأصدقاء العراقيين (شيعة وسنة وأكراد وتركمان وأرمن ومندانيين وآشوريين) :
نحن الفلسطينيون مع وطن عراقي موحد ، وطن يكون فيه الجميع متسـاوون في الحقوق والواجبات دون تمييز.
في قصيدته الملحمية الرائعة التي يخاطب فيها صنوه أبا الطيـِّب المتنبي، يـدعـو محمد مهدي الجواهري، إلى الاستـنهاض الذي جوهره الشكوى وقـلة الحيلة، وهو ترجمة لما آلت إليه أمة العرب من التمزق والضعـف:
” مـضَتْ حِـقَـبٌ وهـنّ ـ كما تراها ـ فـقـاقـيعٌ، ونحـنُ كـما ترانـا
تـمزَّقْـنا دُوَيلاتٍ تلاقَــتْ بها الراياتُ ضَـماً واحتـضانـا
تُـرَقَّـعُ رايةٌ منها بأخـرى وتـسـتـبـقي أصائلُها الهـجـانا
وتـكـذِبُ حين تصطـفـقُ اعـتـناقـاً وتـصدقُ حينَ تفـترقُ اضطـغـانا..
وتـفـخرُ أنّها ازدادتْ عِــداداً وتـعـلمُ أنها ازدادتْ هَــوانـا…”!!
ولا أظن أن الجواهري الكبير قد غاب عن ذهنه أن الأمة العربية، أيام أبي الطيب المتنبي، لم تكن إلا دويلات، ولكنه ـ لا شك ـ يستحضر، في ذهـنه ، دولةَ الحمدانيين وآلاءها في الدفاع عن الأمة في وجه الروم الطامعين في فـيئها الممزَّق… وما أشـبه الليلـة بالبـارحـة!!
لـقـد آن الأوان لـوقفـة مع الـذات ، وأن تعود إلى شعـبك بدل هذا الارتداد المؤسف إلى طائفيتـك ولا أقول طائـفـتك، وأن تـُسـخـِّر قـلمك لصيانة وحدة العراق بدل أن تسخرك صحف الطائفيين لتفتيتها… وثق بـأنني سأكون معك في خندق واحد حتى طرد آخر راعي بقر أمريكي من بلـد الرافدين الذي قـدَّم للبشرية ، قبل أربعة آلاف عام ، أول شريعة عـرفها الإنسـان.
مع أطيب التحية ووافر الاحترام ؛
عبد القـادر حسين ياسين
بادئ ذي بـدء ؛ لا بـدَّ من الاعتراف بأنني ترددت كثيرا في الكتابة إليك، وتساءلت ،غير مرَّة ، عن جدوى الدخول في سجال عقيم وجدل بيزنطي لن يفضي إلى نتيجة. أما التردد فمردُّه المفردات “المعـلبة” التي توردها دائماً في كل ما تكتبه اليّ … ، ولأن من الصعـوبة بمكان إقـناع شخص حاقـد ، ومتعـصب ، وموتور بالحجة المنطقـية والحقائق التاريخية المجردة…
فـمأساة المتعصبين في كل زمان ومكان ، سواء كانوا من كرادلة الكنيسة الكاثوليكية الذين قرروا إحراق غاليليو غاليي ، عالم الفلك الإيطالي (1564 ـ1642 ) حيـَّـاً لأنه أيـَّـد نظرية كوبرنيكوس بأن الأرض تدور حول الشمس ، أو بعض علماء الأزهر الذين لم يتفقوا بعـد حول ما إذا كان ينبغي على المسلم أن يدخل إلى المرحاض بقـدمه اليمنى أو اليسرى ، أو من “كرادلة” الحزب الشيوعي السوفييتي الذين “أفـتوا” بإرسال عشرات الآلاف من الشيوعـيين المخلصين إلى معسكرات العمل القسري في مجاهل سيبيريا لأنهم عـبـَّروا عن قـناعاتهم بأن ليون تروتسكي ، مؤسس الجيش الأحمر وأحد الزعـماء التاريخيين لثورة أكتوبر 1917 ، “لم يخن المبادئ الماركسية…!”
مأساة المتعـصبين في كل زمان ومكان أنهم يغـرقون في يقينيات جاهزة ويتبنونها ويدافعـون عنها… وقد يموتون من أجلها قبل أن يكتشفوا بطلانها وحجم الزيف الذي يلفها…
ومن أولى هذه اليقينيات لديك وصْم كل من يخالفك الرأي أو الموقف بأنه “عـدو للعراق”… وأما عن عـدم جدوى السجال، فلأننا من مدرستين فكريتين مختلفتين. فأنت من مدرسة رموزها طغاة ومستبدون انشغلوا في حبك المؤامرات بهدف القفز على كراسي الحكم بدعاوى “الحفاظ على مصلحة الطائفة” ، وأنا ، بكل تواضع ، أؤمن بأن الإنسان ـ أيا كان جـنسه أو لونه ، أو عـرقـه ، أو ديـنـه ، أو قـناعـتـه الفكرية ، أو ميولـه السياسية ـ قـيمة عـليا في حـد ذاتـه، وان حقوقه مصانة بقوة الأفكار التي ناضل من أجلها رُوَّاد الحضارة الإنسانية ، من أفلاطون في القرن الرابع قبل الميلاد وحتى يومنا هـذا.
وكما ترى ؛ فان الفرق شاسع بين مدرسة منغلقة على عـُـقــَد التاريخ والماضي ومدرسة تحترم العقل وتمتح من كل الآفاق. لكنني، على كل حال، لا أصادر حقك في تقدير من تعـتبرهم رموزا، كما أرجو أن لا تصادر حقي في إعـتـبار المستـقـبل هو الرمز الإنساني في عـصر الديموقراطية وحقوق الإنسان والحريات.
وأسارع للقول أن الطائفية هي بعض المشكلات الكثيرة المستعـصية في هـذا العالم العربي المنكوب من طنجة إلى أم الـقـيـويـن ، وللأسف فأننا نعيش حالة من خداع الذات الجماعي، ونعتقد واهمين أننا لسنا طائفيين لكننا نعجز على أن نبرهن على صحة هذا الاعتقاد، ذلك أن الطائفية مرض لا يحس المصاب به بأية أعراض مثله مثل قصر القامة، إلا أنه ـ مثل قصر القامة أيضا ـ حقيقة تلازم صاحبها من الولادة وحتى الموت. ومهما حاول الطائفي أن يتستر على طائفيته فإنه، لا شعوريا، يفصح عـنها.
قـد تندهش إذا ما قلت لك بأنني أعرف تاريخك جيدا . بعد انتهاء الحرب الأمريكية ضـد العراق ، وانهيار النظام السابق ، انتهى بك المطاف في الأردن… وبمجرد وصولك إلى عـمـَّان تلقفك حزب معارض ثم هـيأ لك السبيل لتقيم في لندن، وتعيش في بحبوبة من الراحة ما كان لك أن تعـيشها حتى في أكثر أحلامك شـطـطـا…
لكنك تخليت عن الحزب الذي احتضنك عشرين عـاما ، وأرسلك في بعثة دراسية إلى موسكو عـدتَ بعدها طبيبا نطاسيا بارعـا يشـار إليه بالبنان… ولولا الحزب الشيوعي العراقي لكنت ما زلت تجمع الزجاجات الفارغة من الحانات وعـلب الليل التي تمتـد على طول شارع أبي نواس في بغـداد. ويبدو أن الإقامة الطويلة والمنعـمـة في ” مدينة الضباب”، و “النضـال” من حانات سـوهـو ومواخيرهـا ، قد أسهمت في تشكيل “رؤية ضبابية” لديك ولدى الكثيرين من “زعماء” المعارضة العراقية اللذين خـيـِّـلَ إليهم أنهم “الفجر الجديد” الذي ينتظره العراق المثخن بالجراح…
في لندن انقلبت على عـَقبيك على 180 درجـة كاملة… لا أجادل في حقك الكامل في تغيير قناعاتك طالما أنك مقتنع بها… ولكن ثمة ، في الأدبيات الماركسية ، ما يعرف بـ “النقـد” و “النقـد الذاتي”… وأرجو أن تسمح لي بأن أذكر هنا حادثة شخصية تعرفها جيدا…
ذات يوم من أيام تموز الحارة عام 1982 جئتَ مذعورا (وكأن عقربا قد لـدغـتـك للتـوّ) إلى مكتبي في مركز التخطيط الفلسطيني في بيروت… وبعد مقـدمة مطولة (أين منها مقدمة عبد الرحمن ابن خلدون؟!) ، ألقيت على مسمعي محاضرة مـطـولـة في “المادية الجـدليـة” و “الحزب الطليعي” و “الناس الســُّـذج” (هذه عـبارتك بالحرف الواحـد!!) … وعلى الرغم من أنني كنت على وشك أن أفقـد أعصابي من جراء هـذا “العـزف المنفرد” ، فقد حرصت على أن لا أقاطعك… وتركتك حتى تنتهي من قول كل ما لديك…
كان سبب غـضبك أدافع فيه عن تجربة الدكتور عزيز الحاج في أهـوار العراق … وبعد أيام اعتقلت الحكومة العراقية عزيز الحاج والمئات من رفاقـه… وظهر الدكتور عزيز الحاج ( الذي ـ لو نجحت تجربتـه ـ لكان “غيفارا العرب” بكل ما يعنيه ذلك الطبيب الأرجنتيني الذي حارب مع فيدل كاسترو ، وبعد انتصار الثورة في كوبا ، اعتذر عن تولي منصب رئيس الوزراء في حكومة الثورة الفتية ، وقرر أن يذهب إلى بوليفيا “لإشعال ثورة جديدة ” ليصبح بذلك أسطورة للثورة الدائمة ضد الظلم والاضطهاد…) ظهر على شاشة التلفزيون العراقي ، وهو بكامل أناقته ، وأدلى بـ “اعترافات كاملـة” أدان فيها الحزب والتجربة ، وسلـَّم المخابرات العراقية ملفـا كاملا “بالأسماء الحركية والحقيقية” لكافة أعضاء التنظيم … وبقية القصة أصبحت ـ كما تعلم ويعلم الجميع ـ جزءا من التاريخ…. فقد كافأت الحكومة العراقية عزيز الحاج على “تعاونه” بتعيينه مندوبا دائما للعراق لدى “منظمة الأمم المتحـدة للتربية والعلوم والثقافة ” (اليونيسكو) في باريس …وظل في موقعه هـذا حتى انهيار النظام في نيسان 2003.
لقد دأبتَ ، منذ سقوط بغداد ، على الكتابة في صحف معروفة بتوجهاتها الطائفية ، يتناوب على تحريرها “مثقفون” و “مفكرون” يغيرون قناعاتهم ـ وفقا لأسعار صرف الدولار ـ بأسرع ما يبدلون ملابسهم الداخلية … والمفارقة،انك كـنـت تدعـو إلى “خروج” (وليس طرد أو إخراج) الأمريكيين في وقت كـنـت تبشرنا فيه بأن الدكتور نوري المالكي “ليس ألعـوبة بيد الأمريكيين” ، وأنه “حريص على استقلال العراق وسيادته” [كـذا…!!]
أي حرص ، يا سيدي الفاضل ، يبديه رجل وصل إلى بغـداد على ظهر دبابة أمريكية؟ وماذا تتوقع من “مـُفكر” قال ، في مقابلة مع التلفزيون الألماني في العشرين من آذار 2003 ، أن قصف الطائرات الأمريكية للعاصمة العراقية بقنابل تزن كل واحدة منها نصف طن ، “أكثر عـذوبة من كل سيمفونيات بيتهـوفـن”…
في رسالتك الأخيرة اليّ تتهمني ( وكل الفلسطينيين) بأننا ما زلنا “أوفيـاء” للرئيس العراقي الراحل صـدام حسين ، وأننا نمجد “الواقع المأساوي في العراق إبان الحكم الصدّامي الأسود” . قد يطول الحديث حول هذه الأمور، والى أن تتاح لنا فرصـة للقيام بحوار أوسع ، بدلا من “حوار الطرشان” الدائر حاليا، أود التأكيد على ما يلي :
نحن نعرف أن صدام حسين كان ديكتاتوراً، ونعرف أن كافة الأنظمة العربية هي كذلك ربما بدرجات أقل أو أكثر هنا وهناك. أظنك سمعت أو قرأت بعض مما نشر حول ما يسمى في المغـرب بـ “مرحـلة الرصاص” التي استمرت أربعـين عاما منذ تولي الحسن الثاني الحكم عام 1961 ولغاية وفاته عام 1999 .
فعلى مدى أربعـين عاما لم ينتقد أحد في “العالم الحر” الذي يتشدق زعماؤه بالحديث عن حقوق الإنسان (الإنسان الأوروبي ، بالطبع!) الحسن الثاني ، الذي أقام “مدن السجون” (أجل ، سيدي الفاضل ، “أمير المؤمنين” أقام مـُدنا بكاملها في عـمق الصحراء الغـربية لا تضم سوى سجـونا… وبعد وفاته عام 1999 أفـرجت السلطات المغـربية عن 38 ألف معتقل سياسي (فقط …!!) . وفي الجنازة التي حضرها العشرات من الزعـماء العـرب والأوروبيين ، قال الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك أنه “سـيـفـتـقـد أفـضـل لاعـب غـولف ملكي” [كـذا…!!]
وأربأ بنفسي بالدخول في متاهة لا أول لها ولا آخر بالحديث عن أنظمة فاشية مهترئة ، أكل عـليها الدهـر وشربَ وبالَ… وليس من قبيل المزايدة على أحد أن أقول بأنني ضد كل هذه الأنظمة بدون أي استـثـنـاء… باختصار، لست مع أي من هذه الأنظمة، ولن أكون أبداً. ولذلك، أقوم بالمقارنة عن قصد وسابق إصرار ليعرف القارئ ، أن المطلوب غير كل الموجود.
شمل قمع النظام السابق الطبقات الشعبية دون استثناء : شيعة وسنة وأكراداً…الخ. هل كان العرب السّـنة كلهم مليونيرات في العراق؟ أم أن أصحاب الملايين هم من كل ألوان الطيف؟
لم يكن حزب البعـث سنياً ولا شيعياً، كان علمانياً. ولذا، كانت قيادته من كافة الأطياف العراقية، وعليه، كانت الديكتاتورية من الجميع وعلى الجميع. إن الحديث عن شيعة وسنة وأكراد كجماهير هو تماهي مع المشروع الأمريكي الذي يهدف ، منذ منتصف الخمسينات ، إلى تحويل العالم العربي إلى كانتونات متعـفـنة وعـميلة من طوائف وإثنيات وجهات …الخ.
إن ما يحصل في العراق هو احتلال أمريكي بلا رتوش، وهو ، في الوقت نفسـه ، صراع طبقي يتم عبر امتطاء الأغنياء ورجال الدين للطبقات الكادحة. منذ سقوط بغـداد في نيسان 2003 ، لم يتـفـوَّه آية الله العظمى السيستاني ، المرجع الروحي الأعلى للطائفة الشيعية ، لم يتفوه بكلمة واحدة ضد طبقة “أغـنياء الحرب” الجدد الذين يشترون كدح العامل العراقي البسيط طوال 12 ساعة متواصلة في صيف بغـداد اللاهب مقابل دولار أمريكي واحد لا يكفي لشراء ربطة خبز لأطفاله… وبدلا من أن يضع النقاط على الحروف ويـُسمي الأشياء بأسمائها ، فقد آثر سماحته السكينة متناسيا ما قاله ذلك الصحابي الجليل أبو ذرّ الغفاري قبل 1400 عاما : “إنـّي لأعجب لامرئ لا يجـد قوت يومـه أن لا يخرج على الناس شـاهـراً سـيفـه..!!”
ولكي لا يفسر أحد ما أقوله أو أكتبه على عكس ما أقصـده أود أن أوضح للأصدقاء العراقيين (شيعة وسنة وأكراد وتركمان وأرمن ومندانيين وآشوريين) :
نحن الفلسطينيون مع وطن عراقي موحد ، وطن يكون فيه الجميع متسـاوون في الحقوق والواجبات دون تمييز.
في قصيدته الملحمية الرائعة التي يخاطب فيها صنوه أبا الطيـِّب المتنبي، يـدعـو محمد مهدي الجواهري، إلى الاستـنهاض الذي جوهره الشكوى وقـلة الحيلة، وهو ترجمة لما آلت إليه أمة العرب من التمزق والضعـف:
” مـضَتْ حِـقَـبٌ وهـنّ ـ كما تراها ـ فـقـاقـيعٌ، ونحـنُ كـما ترانـا
تـمزَّقْـنا دُوَيلاتٍ تلاقَــتْ بها الراياتُ ضَـماً واحتـضانـا
تُـرَقَّـعُ رايةٌ منها بأخـرى وتـسـتـبـقي أصائلُها الهـجـانا
وتـكـذِبُ حين تصطـفـقُ اعـتـناقـاً وتـصدقُ حينَ تفـترقُ اضطـغـانا..
وتـفـخرُ أنّها ازدادتْ عِــداداً وتـعـلمُ أنها ازدادتْ هَــوانـا…”!!
ولا أظن أن الجواهري الكبير قد غاب عن ذهنه أن الأمة العربية، أيام أبي الطيب المتنبي، لم تكن إلا دويلات، ولكنه ـ لا شك ـ يستحضر، في ذهـنه ، دولةَ الحمدانيين وآلاءها في الدفاع عن الأمة في وجه الروم الطامعين في فـيئها الممزَّق… وما أشـبه الليلـة بالبـارحـة!!
لـقـد آن الأوان لـوقفـة مع الـذات ، وأن تعود إلى شعـبك بدل هذا الارتداد المؤسف إلى طائفيتـك ولا أقول طائـفـتك، وأن تـُسـخـِّر قـلمك لصيانة وحدة العراق بدل أن تسخرك صحف الطائفيين لتفتيتها… وثق بـأنني سأكون معك في خندق واحد حتى طرد آخر راعي بقر أمريكي من بلـد الرافدين الذي قـدَّم للبشرية ، قبل أربعة آلاف عام ، أول شريعة عـرفها الإنسـان.
مع أطيب التحية ووافر الاحترام ؛
عبد القـادر حسين ياسين
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
رد: رسـالـة مـفـتـوحـة إلـى “صَـديق” عـراقـي…/ الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
هذا من أجمل ما قرأته حتي الآن.
انتقاء موفق جدا جدا جدا.
شكرا لذوقكم السليم
انتقاء موفق جدا جدا جدا.
شكرا لذوقكم السليم
ابتسام- عضو جديد
- عدد المساهمات : 94
تاريخ التسجيل : 03/02/2016
الموقع : ايران
رد: رسـالـة مـفـتـوحـة إلـى “صَـديق” عـراقـي…/ الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
شكرا ابتسام
تحياتي وتقديري
تحياتي وتقديري
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
مواضيع مماثلة
» رسـالـة عـاجـِلة إلـى الـسـَّيـِّد الـمـَسيحْ... بقلم : الدكتور عبـدالقـادر حسين ياسين
» “جـَمـَل المـَحامـِل” الـفـِلـِسـطـيني/ الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» الاتكاء المـُريح عـلى المـُسـَلــَّمات الغـيـْبـيـَّيـَّة..!! الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» وداعاً يا آخـر الأنـبـيـاء ...!!الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» "وَلـَو نار نـَفـَختَ بِها أَضاءَت..."الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين*
» “جـَمـَل المـَحامـِل” الـفـِلـِسـطـيني/ الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» الاتكاء المـُريح عـلى المـُسـَلــَّمات الغـيـْبـيـَّيـَّة..!! الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» وداعاً يا آخـر الأنـبـيـاء ...!!الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» "وَلـَو نار نـَفـَختَ بِها أَضاءَت..."الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين*
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال