آخر الأمنيات ....

كان قلبي يهم بالطيران حين أتأمل صورتها... فكيف سيحتمل هذا القلب أن يتربع بين يديها...؟!

كانت تجلس في الزاوية البعيدة... تفرك يديها وتناظر الساعة...وكأنها على موعد تنتظره بكل ما ملكت من شوق....صمتُّ برهة مذهولا ..... أتأمل عينيها... فيهما بريق يخطف الأبصار... وكلما رفعت الستار عن عينيها كان الياسمين يغمض عيونه خجلا...ورائحة الجوري المبلل بالندى تسري في جسمي كماء يتسرب إلى أرض لم تذق طعم الماء منذ زمن بعيد....
وعانقت عيوني عيونها... وتكلمت العيون بكل ما لم تنطق به الشفاه... تأملت كل ملامحها... وجنتيها ... ورموش عينيها... كل ما فيها ينطق ... كل لغات العشق قرأتها في ملامحها...رائحة العشق تفوح مع كل كلمة تخرج من حمرة الشفاه.... امرأة عربية ليست من هذا الزمان... أخذتني خارج المكان وخارج الزّمان...ز إلى عالم من الجنون....عالم من السحر عجز حتى خيالي عن تصوره.... كم تمنيت أن يطول اللقاء... لأرتوي حتى الثمالة من كلماتها المبللة برحيقها المعطر...حين تبتسم كان البرق يضيء ليل همومي المعتمة... وينسيني أيام الجفاف المظلمة... كل ما فيها ينطق بأنوثة عفوية ... كل ما فيها يناديني... ويغريني ... كل فنون الجنون خطرت ببالي... أأقطف وردة من بستان خدودها أرويها من عطشي...؟ هل أرسم على كفيها قلبا أضناه الشوق والحرمان...
والزمن اللعين يطاردنا... والعيون بدت ترنو للرحيل...
عيوني سلمت على كل ما فيها...
عينيها...
وجنتيها...
رمشيها...
شفتيها ...
وقلبي ينبض بآخر أمنية قبل أن أغادرها....
إذا لم يكن من الموت بد...
فأمنية قلبي أن يموت بين يديها....