الخطيئة

الخطيئة

أحتاجك، تعالي إلي، تعالي لبعض الوقت، مرّي بأناملك الرقيقة على خصلات شعري المرتجفة من قهر الزمان، داعبيها برفق وحنان، هدئي من روعها، أمسحي عنها قطرات الخوف.

ماذا جنيت؟ ما هو ذنبي... أني أحببتك؟!

هل حبي لك ذنبًا؟ هل هو الخطيئة؟

هل كان الذنب أني سمحت لطيفك الملائكي بالمرور عبر نافذة أحلامي، ولهمسك الدافئ أن يذيب بعضًا من صقيع أيامي؟

هل كان الذنب أني التقطت شذى أنفاسك المتطاير في أفق المكان من حولي، ومسامات قلبي تفتحت براعمها وشدت بلحن حبك الطاهر دونما استئذان؟

ماذا كان ذنبي؟ ماذا جنيت؟ أهذه هي الخطيئة؟!

أنا لمحت طيفك يتسلل إلى قفص أحلامي الموحشة، رأيتك في لحظة السنا تتقدمين نحو قلبي بطوق من الياسمين، تبتسمين لي... رأيت ابتسامتك الساحرة، أخذتني ابتسامتك الحانية إليك، سحرتني رقتها، جذبتني، أمسكت بي من أطراف يدي المذعورة وقادتني إليك فمددت يدي الخائنة أتحسس ابتسامتك الناعمة، ألمسها... لم أقصد أن أخيفك، أن أخدش حياء الفرح، أن أبكيك.

لا تبكي أرجوك، لا تنثري دموعك على بساط صدري، أنا آسف، آسف، اعذريني.

أنا لم أشاهد الفرح في حياتي قط... سمعت به من حكايات الجدة قبل النوم وخرافات الحكواتي.

حدثوني في الماضي عن الفرح لكني لم أره في حياتي، فجأة ظهر أمامي بكامل حلته وبهائه فلمسته!أهذا هو ذنبي؟ أهذه هي الخطيئة التي اقترفت؟

من هذه الليلة سأمنع عيني من ملاحقة طيفك بالمنام وأمنعها حتى من الأحلام، سأكتم أنفاسي المعبأة بعبق الأقحوان والياسمين، سأنزوي في هذه الرقعة من الجليد... أنكمش على ذاتي وهمي وأحزاني. لن ألاحق طيفك الملائكي وهو يمر عبرنافذة أحلامي في لحظة السنا، لن ألمس الفرح بعد اليوم، لن أخدش حياءه بعد الآن.

هل خرجت من الخطيئة؟! هل تسامحيني؟!

خرجت هذه الخاطرة بالصدفة
فأدركت يا عصفورة الشجن أنني فاتني الكثير
سأعود للتجول في حدائق منتدانا الحبيب
هناك الكثير من الزهور لأقطفها
انتظريني

الخطيئة

الخطيئة

رد: الخطيئة