بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
فارسة من حيفا
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فارسة من حيفا
فارسة من حيفا
انسحبتُ من ذرات الأكسجين حتى لا أسبب الاختناق لفراشات الربيع وهي تتحولق حول علامات الاستفهام .. ترفرف كالطيور المذبوحة في آفاق الاغتراب .. تحاول أن تبسط أجنحتها في فضاءات مغلقة فترتطم بالجدران .. تتألم .. تتناثر .. ثم تتجمع عند حدود الوجع وتضيف علامة جديدة إلى علامات الاستفهام .
أشتاق إلى الحديث المسترسل معك دون همزات قطع .. دون فواصل إعلانية أو صفارات إنذار .. دون مقص الرقيب أو دورة الأرض حول الشمس دورة كاملة لتخرج الحروف إلى النور شبكات مضيئة .. لكنها لا تحمل أي دفء أو عنوان !
ولأن الحديث إليك هو الغناء بصوتٍ عالٍ .. هو تغريدة كنعانية .. بوح إغريقي .. صلاة في معابد الشعر .. تراتيل في كنائس الحروف .. غزل ربيعي .. أمطار صيفية .. عناقيد العنب على سطوح أيلول .. فهو يغيب كلما جُرح في بلادي غصن من الياسمين .
لأن الحديث إليك يرفض كل القيود .. يلفظ الذل المذاب في قعر الكؤوس .. لا يرتدي أوشحة الحرير من دودة القز الخائنة .. لا يصافح العيون الضالة .. لا يضع قدميه على أكتاف الفقراء .. لا يلقي بفلذة كبده إلى الغربان .. فهو يحتجب داخل الشمس ويندس معها في مقابر البحر إلى أن تعود مجدداً إلى الحياة .
ولأن الحديث إليك أمانة في عنق التاريخ .. لأنه وفيٌّ لسنوات النضال .. لأوطانٍ لا تزال تنتظر عند أقدام باب العودة ولا تستبدل نشيدها الصباحي بموسيقى الجاز .. لا تلقي بجدائلها لزواحف الأرض فتصعد أدراجها وتثقب بأظافرها المطلاة بالمكر والنفاق غيوم الشرق والأكباد .
لأجل كل هذا يا فارسة من حيفا نعتكف في معابد الصمت .. نخرج من الزمان والمكان والتاريخ .. نرتدي ملامح ساكنة ، خالية من ملامح الحياة .. القلب فيها ساكن وكذلك الشفتان .. وروائح الحبرالجاهليِّ وحدها تتبختر على الورق !
ولأن حيفا ما تزال حيَّة في القلب وعلى صفحات الخريطة .. في مقل العيون وعلى أرصفة الورق .. لأنها عصية على الموت وعلى الاندثار .. لأنها تولد كل ربيع ويشهد على ولادتها الحادي عشر من كل نيسان .. ولأن نيسان يقف بمرآتي .. يغمزني بطرف العين والشفة والوجنات .. فأسلمه أنامل قلبي ليكتب إليك بحبر الياسمين أجمل الأشعار .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: فارسة من حيفا
قرأت وتمعنت كثيرا
والله أذهلني هذا النص
أذهلتني التصويرات والمجازات واللغة الساحرة
لدرجة أنني احترت بم أعلق
فاكتفيت بالقول : الصمتُ في حضور الجمال جمال
خاطرة خرجت من أعماق الأعماق فلامست شغارف الروح
دمت سيّدة الكلمة ميساء
والله أذهلني هذا النص
أذهلتني التصويرات والمجازات واللغة الساحرة
لدرجة أنني احترت بم أعلق
فاكتفيت بالقول : الصمتُ في حضور الجمال جمال
خاطرة خرجت من أعماق الأعماق فلامست شغارف الروح
دمت سيّدة الكلمة ميساء
نسيم الطبيعة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 665
تاريخ التسجيل : 27/01/2014
الموقع : فلسطين
رد: فارسة من حيفا
غاليتي ميساء
حيفا قدس الأقداس
مادام اليراع يكتب عنها بكل هذا الجمال .
حيفا عصية على الموت والاندثار ..
عصيان أبنائها على الذل و الاستعمار
ممتعة كعادتك وأميرة الحرف والخاطرة بلا منازع .
كل الاحترام والتقدير لك
حيفا قدس الأقداس
مادام اليراع يكتب عنها بكل هذا الجمال .
حيفا عصية على الموت والاندثار ..
عصيان أبنائها على الذل و الاستعمار
ممتعة كعادتك وأميرة الحرف والخاطرة بلا منازع .
كل الاحترام والتقدير لك
شفيقة لوصيف- عضو جديد
- عدد المساهمات : 141
تاريخ التسجيل : 24/12/2015
رد: فارسة من حيفا
نسيم الطبيعة كتب:قرأت وتمعنت كثيرا
والله أذهلني هذا النص
أذهلتني التصويرات والمجازات واللغة الساحرة
لدرجة أنني احترت بم أعلق
فاكتفيت بالقول : الصمتُ في حضور الجمال جمال
خاطرة خرجت من أعماق الأعماق فلامست شغارف الروح
دمت سيّدة الكلمة ميساء
وأنا يكفيني حضورك أخي نسيم
حضورك يكفي ويشرفني ويشرف حروفي المتواضعة
سعيدة لأن الخاطرة راقت لك
ما يخرج من القلب لا بد أن يصل
بوركت خطاك وعاشت أنفاسك أخي
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: فارسة من حيفا
شفيقة لوصيف كتب:غاليتي ميساء
حيفا قدس الأقداس
مادام اليراع يكتب عنها بكل هذا الجمال .
حيفا عصية على الموت والاندثار ..
عصيان أبنائها على الذل و الاستعمار
ممتعة كعادتك وأميرة الحرف والخاطرة بلا منازع .
كل الاحترام والتقدير لك
شكرا لحضورك البهي غاليتي شفيقة
سعيدة أنك بيننا وبجوار حروفنا
ممتنة لهذه القراءة العميقة والتفاعل مع النص
كوني بالجوار يا غاليتي
ودامت لك المسرات
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: فارسة من حيفا
رد الأديب هدى نور الدين الخطيب
مياسة القدس يا صديقتي..
أجيئك متأخرة.. أو متأخرة جئت لأني أضعت بوصلة الزمن، أصعد على درج الكلام من غربة الحرف إلى نبض القلب.. متأخرة لأنك تفتحين لأشجاني معبراً للدخول إلى قلبك وقلوب عزيزة فأنكفئ على قلبي لأني لا أريد لأرواحكم أن تعوم أو تغرق في بحري أو تلتقط في مناقيرها المغردة شيئاً من ثمار أحزاني وتحط بحقول غصتي وأشجاني وتصطلي بناري فأنكسر.. ننكسر...
هل حان وقت التجلّي والبوح يا صديقتي؟
هل جئتِ اليوم تخرجيني من منفايَ لتحمليني فوق غمامة شفّافة من فيض البوح لنحط معاً على جناح نور القمر نحكي الحكاية فيطول السمر مجدداً ويمتد السهر؟؟
كنت أتمنى أن أحدثك عن كل شيء جميل يملأ الدنيا فرحاً، لكن هذا العالم سرق مني الفرح وأغرقني في جبّ الكوابيس.. سامحيني فأحاديثي كلها حزينة كابية...
أحدثك عن بريدي الذي لم يعد يأتِ وسلطان الشعر الذي توقف عن قرض الجديد ومحاورتي في قصائده، عن اليد الملائكية التي غادرتني ودخولي رحلة الفناء النفسي منذ توقفت عن غمر ملامح وجهي.. عن الخوف في كل يوم من الآتِ دون دعاء صباحها الذي كانت تمطرني به فيعشوشب حقلي وتزهر حدائقي.. عن حبل السرّة الذي لم ينقطع فغاص نصفه حياً تحت التراب وأقام نصفه الآخر ميتاً يتحرك فوقه ينتظر نومه ليحيا في اللقاء.. عن طفل لطيم يسكن مدينة نفسي ويرهقني طول بحثه عن صدر أمه فلا يستكين ولا يتركني أرتاح..
عن حيفا التي تزداد بعداً حتى تكاد تدخل عتمة المستحيل والقدس التي فقدتُ أو أكاد الثقة بالصلاة يوماً في مسجدها والسير فوق هضبتها وتلمس أبوابها والسير معك في أحياءها وفروسيتنا التي دفنوها حيّة وحطوا نعشها فوق كواهلنا...
عن فلسطين التي ضاعت وياسمين الشام المخضب بالدم وبغداد الرشيد الذي جُدع أنفه وأنفته... عن عروبتي التي تلفظ أنفاسها مهجورة من أبناءها لا تجد صديقا واحداً يمدها بقطرة ماء... عن إسلامي الذي يعبث به كل لصوص وشياطين الأرض يمسخون حقيقته وعوالم جماله وكماله بأقنعة خبيثة تنال منه وتعمل على تمزيقه إرباً بين ألف قبيلة ليضيع دمه...عن أحلامي التي استحالت كوابيس لأشلاء أطفال العروبة ومستقبلهم!....
عصفورة الشجن يا صديقتي..
كأنك تفتحين برسالتك الرائعة نوافذ ذاكرتي على رفيف أجنحة عصافير الشجن وتكسين الريح العاتية بضياء روحك وبأنغام قيثار دافئ وتنسجين من دفء الكلمات سترة لصقيع روحي... شكراً يا صديقتي فأنا خفت أن أتأخر عن مودة حروفك ومصافحة ورودك وعبير عطرها الأخاذ...
أنا ما اعتكفت يا صديقتي لكن صوتي المبحوح يضيع وسط كل هذه الرياح العاتية التي تغزونا ونيسان لم يعد يحفظ ملامحي لكن أناملك الدافئة زرعت حقلاً من الزهور في فصله مبعدة شبح الغربة التي نبتت على طرقاته.. شكراً لأنك صديقتي وشكراً لأنك في القلب وفي الذاكرة فصل ربيع ونيسان دائم...
سأكتب لك يا صديقتي حتى يصحو نيسان فصلاً ربيعياً دائم الإزهرار ، فاكتبي لي ولا تتوقفي فأنا بانتظارك...
صديقتك هدى الخطيب
مونتريال 5 نيسان 2016
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: فارسة من حيفا
غاليتي ابنة حيفا .. لم يطل وقوفي كثيراً على الشرفات .. كنت أترقب زهرة نيسانية تتفتح على غصنها لتبدأ سرد حكايات ألف دهر ودهر .
أردت أن أفتح نافذة للبوح .. ففي معابد الصمت كل شيء جميل وهادىء ولا يخرج عن السطر لنفوس متعبة هدَّها التسويف .. والأمال المعلقة على أنفاس ذائبة .. والخطط بعيدة الأجل .
ومع ذلك فأنا أسيرة الماضي الجميل .. لا يمكنني أن أبقى رهينة الصمت .. لا يمكن أن أُبقي ذكرياتنا خرساء إلى الأبد .. وأن أشرب القهوة وحدي على أرصفة الغربة دون أن أسمع صدى ضحكاتنا وهي ترفرف في أحواض الليمون االأخضر .
هنا على قارعة اللامكان ضحكنا كثيراً .. من هذه النافذة أطلقنا أيادينا لتشاكس النسمات الخجولة .. وأخذناها معنا في مشاويرَ من الثرثرة .. أبقيناها على أكتافنا مسدولة لتشهد حلاوة اللحظة المسلوبة .
وفي هذا الركن القصيِّ من أرصفة الشتات جلسنا القرفصاء لنعيد ترتيب أحلامنا .. أعدنا رسم خارطة الطريق .. وأسوار عكا .. وهزيمة نابليون .. وفتوحات صلاح الدين .. وجسر العودة .. وكتبنا أبجديات جديدة للغزل العذري لا يُعدم فيها قيس ولا تُقتل عبلة .
فكيف يجرؤ هذا الصباح أن يدق نوافذ ملوك السهر ؟ وكيف لهذه الريح الدخيلة أن تبعثر حديثنا المخبىء في أصيص الورد .. وتتخلى دار الأحبة عنا فتسحب أناملنا التي كانت تصافح ذاك الباب على أمل ؟
أحاديثنا في أصيص الزهر لم تمت بل قُتلت .. ضحكاتنا هجِّرت .. عيوننا أصبحت يتيمة .. دمعها غريب على الخد .. لا كفٌّ يمسح بأنامله العبرة أو يطبطب على كتفيِّ الوجع .
عند كل رشفة من فنجان الغد كنت أقرأ طالعهم على الورق .. البعض تحجر في الزاوية .. والبعض استسلم عند النقطة ورفض أن ينتقل من سطر إلى سطر .. وبقيت أدور وحدي بين السطور لا زيد ولا معتصم .. أضع علامات استفهام واستنكار وتعجب .. وأرسم صوراً غريبة لظلال الوطن قبل أن تمحو معالمه أقدام الغجر .
لن أطيل يا ابنة حيفا في اللطم .. ولن أسمح ليقيني بالغد أن يتزلزل أو ينهدم .. نحن أتباع أبجدية لا تنقرض .. لا تستسلم .. لا تعرف اليأس .. نقلب الصفحة دائماً ونبدأ من أول السطر .
ميساء البشيتي
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 20 يناير 2025 - 12:02 من طرف خيمة العودة
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 ديسمبر 2024 - 11:31 من طرف ميساء البشيتي
» غزتي حبيبتي بقلم الأستاذ م. زهير الشاعر
الجمعة 27 ديسمبر 2024 - 12:05 من طرف ميساء البشيتي
» لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي
الأربعاء 4 ديسمبر 2024 - 11:30 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي