أين الجنين ...؟!

الكل يحبس أنفاسه ، والقلوب تتراقص ، وأنا معلق بحبل أمل يمتد بين أرضين امتزجتا بأطهر دم . بين شعبين وثّق القهر بينهما ، وفدما درسا للإنسانية عن معنى الحب والموت ،حين يعطي الحب معنى للموت ، في تلك اللحظة توقفت معالم الحياة ، وسكن كلّ شيء ، وخلت كل الشّوارع من المارة ، الكل يرقب ولادة شيء ما ، واعتلت الطيور أغصان الشجر ، والعيون كلها ترحل من أرض الأنبياء،من أرض البطولة والفداء،من الوجع المزمن في خاصرة الأمة ،من فلسطين التي صارت حكاية للموائد ومجالس الشراب،كل العيون ترحل إلى أرض علّمت الدنيا معنى العشق،ولقنت البشرية درسا في الصبر والتضحية ، إلى الجزائر أرض الشّموع، الأرض التي ارتوت فيها سنابل القمح بدماء الشهداء،والتي ارتوت فيها كل ذرة تراب بعرق المناضلين،فاختلطت فيها دموع الحزن بدم الكبرياء والشّموخ،من فلسطين إلى الجزائر صغار يتغنون بنشيد الوفاء والحب والكرامة.
فوحّد الهمّ والحزن وربيع الكرامة بينهما ، عيون ترنو إلى الجزائر فترى النور يشع من كلّ شبر فيها، كلنا نرقب المخاض ، وننتظر الإعلان عن مولود جديد.
من هناك من أرض العشق والكرامة، وتوحد النبض بين فلسطين والجزائر ، ورددت مأذن القدس تشيد العز الجزائري ، ورددت الجزائر نشيد الحياة للمولود الجديد ،

وما زلنا نرقب على حافة الصبر ، ننتظر وصول الجنين الغض، ما زال الجنين دون أوراق رسميّة ، مولود لم يضمه حضن أم ولا عطف أب .
فمن انتزع الجنين بعد ولادته ؟
ومن قتل الفرح في قلوبنا؟
هل كبر الجنين؟
هل مات الجنين؟
منذ سنين نرابط على حدود الشوق ننتظر أن يهل علينا طيفه ، ولكنه لم يصل .
كل الأسئلة تغزو عقولنا ولا نهتدي لجواب ، أسئلة ما زالت تدور في غياهب القهر ووجع السنين ، أسئلة ما زالت تنبش في خاصرة الأيام ، تبحث عن وجه غريب بين الخيام ، ويقتلها الحنين .....
فأين الجنين ...؟!

ربي يحفظ فلسطين والجزائر وسلم قلمك ياأستاذ

اللهم آمين يا رب
سلمتِ فردوس
مرور جمّل صفحتي
شكري وتقديري

أين الجنين ...؟!

أين الجنين ...؟!

رد: أين الجنين ...؟!

رد: أين الجنين ...؟!