بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
املأني حبًا
+3
غادة البشاري
صفية عمر
ميساء البشيتي
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 2
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
املأني حبًا
املأني حبًا
جحافل البؤس تغزو عينيك، رنة الحزن توالي عزفها المنفرد على أوتارك الصوتية؛ بعد أن فردت بومة الشتاء غيماتها السوداء على ملامحك وتقاسيم يومك؛ فغاب بريقها وسكن نهارها وذابت حبيبات الندى عن براعمها الخضراء.
حاولت اختراق كل هذا الغيم الذي يلفك ويطبق عليك الحصار ومددت إليك يدي لكنها لم تصل! كيف _وأنا النخلة الباسقة منذ آلاف السنين، ترقى بهامتها نحو سابع سماء، تخترق بجذورها حدائق التاريخ، تلتف بفروعها الغضة فتحتضن جميع فصول الشتاء_ لم أستطع أن أحتضن غيمتك وأمسح ضبابك وأصل إليك بقوافل النجاة؟!
تَقبَع في ظل غيمة حالكة السواد، هبَطت عليك قدرًا وقضاء، شرعَت نحوك سهامها فرفعت إليها يديك العاجزتين تُرسًا يقيك وابل الطعنات. تلقي إليك بسهامها وأنت تستدير في كل الاتجاهات وتلتف حول نفسك مئات المرات لكنها تطبق عليك بفكيِّها ولا تبتغي غيرك مرمى للأهداف.
كُنتُ في أمسي القريب البعيد عن عيون الظلام أعيش حالة حب مع الشمس، كانت تأتيني كل صباح فأغازلها وتغازلني ونتبادل معًا أحاديث الغرام، أسكنها وتسكنني، أتدثر بجدائلها كلما هبت ريح غدر من شرفات الجوار، أداعب خصلاتها الذهبية عند كل عتمة تداهمني فتضيء ليلي ليغدو فجرًا باسمًا مشرقًا بكل اللغات.
اليوم شمسي أشاحت بوجهها عني خجلة، عاجزة، مستكينة، مستسلمة لهذا السواد.
شمسي لا تخونني، لا يسكنها الجبن، لا يعتري ضوءها الخوف، لا يمزق خيوطها فتك السهام، لكنني أنا لم أعد أجيد غزل أطواق الغرام وتذويب حروف العشق في قهوة المساء؛ فحزنك أصبح يملؤني، يسري في دمي وعبر شراييني فيملؤها بالسواد.
قلبي اليوم بات مفرغًا من نسمات العشق ونبضات الغرام فأنا في حزنك الذي يحتلني صيفًا وشتاءً فقدت بوصلتي وتهت على أبواب الشمس.
املأني حبًا أيها المجروح بسكاكين الدهر،
المطعون بآلاف الطعنات من الظهر، المسكون بالحزن والبؤس والشقاء والقهر؛ حتى تأتيني شمسي غدًا فأرفع عنك غيمتك وبراثن الشر.
املأني حبًا أيها العاجز عن التقاط الأنفاس، المطعون، المجروح، المخذول المقهور، المسكون بالحزن، المدميّ بآلاف الطعنات؛ فأنا من دون حبك قبر خاوٍ لا يسري في عروقه إلا السواد وليس لديه أجنحة يحلق بها ويلتحق بقوافل العشاق.
جحافل البؤس تغزو عينيك، رنة الحزن توالي عزفها المنفرد على أوتارك الصوتية؛ بعد أن فردت بومة الشتاء غيماتها السوداء على ملامحك وتقاسيم يومك؛ فغاب بريقها وسكن نهارها وذابت حبيبات الندى عن براعمها الخضراء.
حاولت اختراق كل هذا الغيم الذي يلفك ويطبق عليك الحصار ومددت إليك يدي لكنها لم تصل! كيف _وأنا النخلة الباسقة منذ آلاف السنين، ترقى بهامتها نحو سابع سماء، تخترق بجذورها حدائق التاريخ، تلتف بفروعها الغضة فتحتضن جميع فصول الشتاء_ لم أستطع أن أحتضن غيمتك وأمسح ضبابك وأصل إليك بقوافل النجاة؟!
تَقبَع في ظل غيمة حالكة السواد، هبَطت عليك قدرًا وقضاء، شرعَت نحوك سهامها فرفعت إليها يديك العاجزتين تُرسًا يقيك وابل الطعنات. تلقي إليك بسهامها وأنت تستدير في كل الاتجاهات وتلتف حول نفسك مئات المرات لكنها تطبق عليك بفكيِّها ولا تبتغي غيرك مرمى للأهداف.
كُنتُ في أمسي القريب البعيد عن عيون الظلام أعيش حالة حب مع الشمس، كانت تأتيني كل صباح فأغازلها وتغازلني ونتبادل معًا أحاديث الغرام، أسكنها وتسكنني، أتدثر بجدائلها كلما هبت ريح غدر من شرفات الجوار، أداعب خصلاتها الذهبية عند كل عتمة تداهمني فتضيء ليلي ليغدو فجرًا باسمًا مشرقًا بكل اللغات.
اليوم شمسي أشاحت بوجهها عني خجلة، عاجزة، مستكينة، مستسلمة لهذا السواد.
شمسي لا تخونني، لا يسكنها الجبن، لا يعتري ضوءها الخوف، لا يمزق خيوطها فتك السهام، لكنني أنا لم أعد أجيد غزل أطواق الغرام وتذويب حروف العشق في قهوة المساء؛ فحزنك أصبح يملؤني، يسري في دمي وعبر شراييني فيملؤها بالسواد.
قلبي اليوم بات مفرغًا من نسمات العشق ونبضات الغرام فأنا في حزنك الذي يحتلني صيفًا وشتاءً فقدت بوصلتي وتهت على أبواب الشمس.
املأني حبًا أيها المجروح بسكاكين الدهر،
المطعون بآلاف الطعنات من الظهر، المسكون بالحزن والبؤس والشقاء والقهر؛ حتى تأتيني شمسي غدًا فأرفع عنك غيمتك وبراثن الشر.
املأني حبًا أيها العاجز عن التقاط الأنفاس، المطعون، المجروح، المخذول المقهور، المسكون بالحزن، المدميّ بآلاف الطعنات؛ فأنا من دون حبك قبر خاوٍ لا يسري في عروقه إلا السواد وليس لديه أجنحة يحلق بها ويلتحق بقوافل العشاق.
عدل سابقا من قبل ميساء البشيتي في الأربعاء 15 فبراير 2017 - 18:06 عدل 2 مرات
رد: املأني حبًا
سلمت انامل نقشت سبائك الكلم فزاد توهجا وجمالا
سلمت من الردى اديبتى ميساء
سلمت من الردى اديبتى ميساء
صفية عمر- عضو متميز
- عدد المساهمات : 395
تاريخ التسجيل : 04/06/2010
رد: املأني حبًا
أهلا يا غاليتي أستاذة صفية
سأشتاق لهذا الحضور الأنثوي الجميل
وإلى هذه الكلمات والورود والمرور العطر
أتمنى لك سفرة موفقة وعودة سريعة
إلى أحضان منتداك عصفورة الشجن
رافقتك السلامة يا حبيبة .
سأشتاق لهذا الحضور الأنثوي الجميل
وإلى هذه الكلمات والورود والمرور العطر
أتمنى لك سفرة موفقة وعودة سريعة
إلى أحضان منتداك عصفورة الشجن
رافقتك السلامة يا حبيبة .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: املأني حبًا
ساحرة انتي كعادتك
تجوبين عالم الاحزان ...بلمسات شفافة...ونقية
لكن الليل ياعزيزتي إذا اسدف...نفضت عنها عروقه دماء المحبة
وبات في جفافٍ قاحل...وسكونٍ واحل
فلا تلومي مطعونكِ...سيدتي
ماهو سوي كاريكاتير في مسرحية الدهر الهزلية ...
كوني بخير...ووفقك الله دائما
تجوبين عالم الاحزان ...بلمسات شفافة...ونقية
لكن الليل ياعزيزتي إذا اسدف...نفضت عنها عروقه دماء المحبة
وبات في جفافٍ قاحل...وسكونٍ واحل
فلا تلومي مطعونكِ...سيدتي
ماهو سوي كاريكاتير في مسرحية الدهر الهزلية ...
كوني بخير...ووفقك الله دائما
غادة البشاري- عضو متميز
- عدد المساهمات : 210
تاريخ التسجيل : 05/02/2010
رد: املأني حبًا
نعم يا غادتي أنا لا ألومه بل أشفق عليه واستنكر أنني أنا
من يطلب منه أن يملأني حباً وهو الي بحاجة لمن يملؤه حباً
ومع ذلك أسأله ذلك .. لأنه أهل للتضحية والوفاء والإيثار .
شكرا يا غادتي على مرورك العذب الأنيق ودمت مناراً للبهجة دائماً
من يطلب منه أن يملأني حباً وهو الي بحاجة لمن يملؤه حباً
ومع ذلك أسأله ذلك .. لأنه أهل للتضحية والوفاء والإيثار .
شكرا يا غادتي على مرورك العذب الأنيق ودمت مناراً للبهجة دائماً
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: املأني حبًا
[rtl]مهلا يا سيدتي ..!
كيف تأملين من يغزو البؤس عينيه " والسوداء والحزن يلفه حتى أذنيه، " والعاجز عن التقاط الأنفاس، المطعون، المجروح، المخذول المقهور،" أن يملؤك حبا إلا إن كان بمستوى هذا الأكسير الموهوب منك اليك فتنقلب الصورة !
سيدتي الأديبة الرائعة الأخت ميساء .. لو لم توقعي لعرفت أنه نثرك [/rtl]
ولا يشبه أي نثر آخر .
[rtl]
تحيتي احترامي مودتي [/rtl]
كيف تأملين من يغزو البؤس عينيه " والسوداء والحزن يلفه حتى أذنيه، " والعاجز عن التقاط الأنفاس، المطعون، المجروح، المخذول المقهور،" أن يملؤك حبا إلا إن كان بمستوى هذا الأكسير الموهوب منك اليك فتنقلب الصورة !
سيدتي الأديبة الرائعة الأخت ميساء .. لو لم توقعي لعرفت أنه نثرك [/rtl]
ولا يشبه أي نثر آخر .
[rtl]
تحيتي احترامي مودتي [/rtl]
رأفت العزي- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 18/06/2016
رد: املأني حبًا
رأفت العزي كتب:[rtl]مهلا يا سيدتي ..!
كيف تأملين من يغزو البؤس عينيه " والسوداء والحزن يلفه حتى أذنيه، " والعاجز عن التقاط الأنفاس، المطعون، المجروح، المخذول المقهور،" أن يملؤك حبا إلا إن كان بمستوى هذا الأكسير الموهوب منك اليك فتنقلب الصورة !
سيدتي الأديبة الرائعة الأخت ميساء .. لو لم توقعي لعرفت أنه نثرك [/rtl]
ولا يشبه أي نثر آخر .
[rtl]
تحيتي احترامي مودتي [/rtl]
أهلا بعودتك أستاذي العزيز رأفت .. لقد طال غيابك كثيرًا وسعدت بهذه العودة وسعدت أن الخاطرة راقت لك .. كل الشكر على بهاء الحضور وروعة الردود ودمت بكل الخير الذي أتمناه لك .. ننتظر جديدك عما قريب .. أهلا أهلا بك
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: املأني حبًا
لفت نظري العنوان
لكن المضون شدني أكثر
ساحرة هذه الخاطرة
لكن المضون شدني أكثر
ساحرة هذه الخاطرة
ياسمين شعبان- عضو جديد
- عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 10/03/2016
رد: املأني حبًا
"فقدت بوصلتي وتهت على أبواب الشمس."
وقفت هنا طويلا ألملم كل ما تاه مني
ولم أستطع ..........
وقفت هنا طويلا ألملم كل ما تاه مني
ولم أستطع ..........
هند درويش- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 178
تاريخ التسجيل : 19/01/2010
رد: املأني حبًا
املأني حبًا أيها العاجز عن التقاط الأنفاس، المطعون، المجروح، المخذول المقهور، المسكون بالحزن، المدميّ بآلاف الطعنات؛ فأنا من دون حبك قبر خاوٍ لا يسري في عروقه إلا السواد وليس لديه أجنحة يحلق بها ويلتحق بقوافل العشاق.
أعشق خاطرتك اديبتنا الراقية ميساء كما أذوب في كلماتك المختارة السلسة والمحيرة.
تحيياتي من كل قلبي أيتها الرائعة.
أعشق خاطرتك اديبتنا الراقية ميساء كما أذوب في كلماتك المختارة السلسة والمحيرة.
تحيياتي من كل قلبي أيتها الرائعة.
فتيحة الدرابي- عضو جديد
- عدد المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 08/01/2019
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
صفحة 1 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي