بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
فـي الـذكـرى الـتـاسـعـة والأربـعـيـن لـ الـنـكـســة الـعــرب و تــفـريـخ الـهـزائـم...!! د. عبد القادر حسـين ياسـين
صفحة 1 من اصل 1
فـي الـذكـرى الـتـاسـعـة والأربـعـيـن لـ الـنـكـســة الـعــرب و تــفـريـخ الـهـزائـم...!! د. عبد القادر حسـين ياسـين
فـي الـذكـرى الـتـاسـعـة والأربـعـيـن لـ الـنـكـســة الـعــرب و تــفـريـخ الـهـزائـم...!!
د. عبد القادر حسـين ياسـين
تـحـلّ الـيـوم ، الخامس من حزيران، الـذكـرى التـاسـعـة والأربـعـون لـ "الـنـكـسـة".
تـحـل الـذكـرى هـذا الـعـام ونـحـن أمـام هزيمة جديدة ، وتمزق جديد ، وجرح جديد ، ونزف جديد... تـسـعـة وأربـعـون عـامـاً وذكرى "الـنـكـسـة" تتكرر دورياً في حياتنا،
وتعمم إحساس الخيبة وتعمق اليأس، وتـسـلـب الـعـرب ما تبقى لديهم من بقايا إرادة
والسؤال الجارح والمباشر الذي يطرح نفسه في هذه الذكرى:
أين ذهـب الحـبر والدم اللذان نزفا من العـقـول والأجساد، خلال نـصـف قـرن مـن الـزمـان؟
هل من المعقول أن الخـزان العربي بلا قـعـر ؟
وإلى أين تتجه بوصلة العرب السياسية والثقافية والاقتصادية والمعـرفية ؟
ولماذا اختلطت المشاريع العربية فغابت المرجعيات وتداخلت وتنافرت ،حتى لم تعد هناك من مرجعية إلا وأصبحت موضع شك؟
من يملك الإجابة،
من يملكها حقا؟
أم أننا لم نطرح بعد الأسئلة الصائبة؟
في ذلك اليـوم ، الخـامـس مـن حـزيـران 1967 ،
خرجت الجماهير العربية غير مصدقة ، أن حلم تحرير فلسطين تحول إلى نكبة ثانية،
وأن حلم العـودة أصبح مشروع لجوء آخر،
وأن الـفـلـسـطـيـني عليه أن يـعـد نـفـسـه لمرحلة أخرى ،
لا يعرف إن كانت مرحلة جديدة من الهزائم ،
أم بداية لمشروع أكثر إدراكاً للواقع.
لكن النكسة فتحت سجلا جديدا، وتاريخا جديدا، تاريخ أكثر صعوبة، إذ جـعـلـت من شعارات النهضة عودة إلى الوراء، ومن لافتات الوحدة مقدمة للتمزق والتشظي الوطني ، ومن بالونات الثورة والتقدم إلى التخلف والقهقرى إلى عهود ما قبل التاريخ.وفي صخب هـذه الأحداث ، وجدت فئة مشبوهة ومنحرفة ضالتها لدفع الشعوب نحو الهاوية، نحو كارثة تاريخية ذات أبـعـاد عسكرية وسياسية وفكرية وثقافية وإنسانية ، ولا زالت تفرخ أبعاداً مأساوية بأشكال وألوان، أنـظـمـة جعلت من الشعارات الفضفاضة لباسها وغطائها وخداعها، ومن الأهداف القومية جسرها للعبور إلى القطرية ومنها إلى الطائفية السياسية التي كانت مطية هي الأخرى للوصول إلى الطائفية الصافية وحكم الأسرة والفرد.
كـانت "الـنـكـسـة" تـمـثل إنكساراً تاريخياً، بكل معنى الكلمة ، لنظم وحكومات وأحزاب كانوا هم الفاعلين الأساسيين في رسم ملامح المصيبة المأساة التي طبعت حياة العرب جميعاً، وأوقفت المسار النهضوي والتنموي، وحصرت العـقـل العربي كله في سقفها، وتحويلها إلى حاضنة ترعاها أنظمة الهزيمة لتفريخ ظروف الهزيمة وثقافة الهزيمة وسلسلة مفتوحة من الهزائم وأجيالاً من المهزومين.
بقت هـذه الأنـظـمـة أسيرة عـقـدة السلطة ، وعـليها أسـَّـست وبرمجـت دورهـا على استخدام القوة المادية والسياسية التي امتلكـتـها لإجهاض كل محاور القوة السياسية والعسكرية والفكرية التي كانت تقود المنطقة العربية، وحطمـتـها جميعاً بجرها إلى مأساة حزيران التي لم تكن حرباً في يوم من الأيام بقدر ما كانت مقصلةُ للجيوش ولقوى التحرر العربية، وفعلاً مخططاً لإبعاد جميع القوى الفتية الفاعلة في الحياة العربية، للتفرد والسيطرة على ساحة العمل السياسي وقيادته عكس مصالح و إرادة الشعوب بل وحتى عكس اتجاه التاريخ.
وفي إصرار النظام العربي على البقاء ضمن سقف الهزيمة التي حولها ـ بطول الزمن والقمع والذل والضعف والهزائم المتوالية والعجز المهين في شتى المجالات وامتهان كرامة الشعوب العربية ـ إلى المحور القمعي الذي يحرك الحياة كلها ضمن محدداته، واستمرار العمل على تأدية دوره المهين إلى النهاية على أشلاء الشعوب العربية وحقوقها ومصالحها التي تقلصت كلها لتصبح على قياس الفرد الطاغية ، وليصبح التاريخ العربي الحديث فرداً ومساراً ذو بعداً واحداً هو الحاكم المتسلط بأمر الشعوب ومستقبلها.
كان من الصعب أن يصدق المثقفون العرب ما جرى، كيف يمكن للـمـرء أن يـصـدق أن إسرائيل ستـلـحـق الـهـزيـمـة بالعـرب، بأناشيدهم الحماسية، وحناجرهم التي بُحت من ترديد شعارات النصر؟
كان التصديق والتسليم بالأمر الواقع أمراً مريراً على الإنسان الـعـربي البسيط ، وقبله على الفلسطيني الذي صار اسمه "نازحاً"، وهو اسم ما زال دارجاً... ومع "النكسة" أصـبـح للمخيمات الفـلـسـطينـيـة اسمان واحد للاجئين الذين هجرتهم "النكبة"، وآخر للنازحين الذين هجرتهم "النكسة".
بعد "النكسة" كان على المفكرين والمثقفين والمبدعين الـعـرب أن يواجهوا أنفسهم، أن يواجهوا علامة فارقة في تاريخ العرب المعاصر، علامة أو وشماً لم تمح آثارهما إلى يومنا هذا.
كـان عـلى المفكر العربي أن يبحث في أسباب الهزيمة،
أن يحلل،أن يعود إلى التاريخ قديمه وحديثه،
أن يبحث عن أدوات فكرية ناجعة، عن مبضع جراح،
عن جرأة في الطرح، في الوقت الذي كان فيه الواقع يعاني من تحولات خطيرة في كافة بناه.
بعض المفكرين ذهبوا إلى الماركسية بوصفها منهجا ماديا لقراءة التاريخ، وبعضهم ذهب إلى القومية، بوصفها الحل السحري الذي أنجزته أوروبا وجربته، وآخرون عادوا إلى العصر الإسلامي الذهبي كي يقدموا فكرة عن أسباب التقدم من إرثهم، غير أن الفكرة الإسلامية أيضا عانت ما عانته الأفكار الأخرى.
الجابري نقد الفكر العربي، فلا عمل من دون فكر، النظر أولا في المقدمات الفكرية الخاطئة التي تقترح حلولا خاطئة على التاريخ، عبد الله العروي ذهب إلى المفاهيم نقدا وتشريحا، فالعقل لا يعمل إلا بالمفاهيم، ومن يصيغ مفاهيم خاطئة كمن يرى بعين حولاء، ياسين الحافظ استدعى المقاربة مع التجربة الفيتنامية كي يقارب العقلين اللذين أدارا معاركهما ضد المحتل، الفيتناميين والعرب، والقائمة تطول لكن الواقع يبقى أسير الواقع، وما كان يبدو بالأمس قريبا يصبح اليوم بعيدا.
في الأدب كان المبدعون مع موعد للكتابة، ظهر الشعر الفلسطيني المقاوم من محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد، وكانت المباشرة تلك اللغة التي تشبه مباشرة الجرح، وكان وضوح المفردة يشبه وضوح المأساة، وكانت الكتابة تشبه نشيدا جماعياً.
في المسرح استوحى سعد الله ونوس من يوم النكسة عنوانا لمسرحيته:"حفلة سمر من أجل 5 حزيران" حاول فيها أن يقرأ أسباب النكسة، أن يدفع المتلقي قارئا أم متفرجا لفهم الأسباب العميقة للنكسة بعيدا عن الشعاراتية، محاولا الخروج من متاهة الكلمات الجوفاء إلى صورة الواقع كما هي، الواقع بوصفه حركة الإنسان في التاريخ
كانت النكسة أيضا علامة فارقة في الرواية، والتشكيل، والكاريكاتير ، والسينما، إذ لم يكن من الممكن استيعاب اللحظة ببساطة ويسر من قبل المبدع ،من دون الخوض في التفاصيل، وأيضا في تفاصيل التفاصيل، أصبح للخط في اللوحة بعد آخر وللوجوه الحزينة في أعمال التشكيلين إحالة مباشرة إلى الأسباب التي أدت إلى الهزيمة.
بعد 49 عاما صارت النكسة نكسات ، وتحول القتال مع الآخر إلى الاقتتال مع الذات، أليس انقسام الذات تشويها لصورتها وشرخا لصيرورتها؟ أم أن طريق الآلام ما زال طويلا
بعد 49 عاما ما زالت النكسة باقية في آثارها، تلك التي دعا الكثيرون إلى إجتثاث آثارها، من خلال دلالاتها الأكثر عمقا، من خلال عمقها العربي، ذاك العمق الذي سيبقى سطحا ما لم تتحول المواطنة من فكرة إلى واقع، ومن دون أن تتحول الديموقراطية من حلم إلى دينامية، ومن دون أن تصبح الثقافة كالخبز، ومن دون أن تصبح قـلة الكلام أفضل بكثير من الصراخ المجاني.
بعد 49 عاما من "النكسة" ليس هناك إجابات واضحة عن المستقبل،
وإنما المزيد من الأسئلة التي تتراكم وتتراكم من دون إجابات.
د. عبد القادر حسـين ياسـين
د. عبد القادر حسـين ياسـين
تـحـلّ الـيـوم ، الخامس من حزيران، الـذكـرى التـاسـعـة والأربـعـون لـ "الـنـكـسـة".
تـحـل الـذكـرى هـذا الـعـام ونـحـن أمـام هزيمة جديدة ، وتمزق جديد ، وجرح جديد ، ونزف جديد... تـسـعـة وأربـعـون عـامـاً وذكرى "الـنـكـسـة" تتكرر دورياً في حياتنا،
وتعمم إحساس الخيبة وتعمق اليأس، وتـسـلـب الـعـرب ما تبقى لديهم من بقايا إرادة
والسؤال الجارح والمباشر الذي يطرح نفسه في هذه الذكرى:
أين ذهـب الحـبر والدم اللذان نزفا من العـقـول والأجساد، خلال نـصـف قـرن مـن الـزمـان؟
هل من المعقول أن الخـزان العربي بلا قـعـر ؟
وإلى أين تتجه بوصلة العرب السياسية والثقافية والاقتصادية والمعـرفية ؟
ولماذا اختلطت المشاريع العربية فغابت المرجعيات وتداخلت وتنافرت ،حتى لم تعد هناك من مرجعية إلا وأصبحت موضع شك؟
من يملك الإجابة،
من يملكها حقا؟
أم أننا لم نطرح بعد الأسئلة الصائبة؟
في ذلك اليـوم ، الخـامـس مـن حـزيـران 1967 ،
خرجت الجماهير العربية غير مصدقة ، أن حلم تحرير فلسطين تحول إلى نكبة ثانية،
وأن حلم العـودة أصبح مشروع لجوء آخر،
وأن الـفـلـسـطـيـني عليه أن يـعـد نـفـسـه لمرحلة أخرى ،
لا يعرف إن كانت مرحلة جديدة من الهزائم ،
أم بداية لمشروع أكثر إدراكاً للواقع.
لكن النكسة فتحت سجلا جديدا، وتاريخا جديدا، تاريخ أكثر صعوبة، إذ جـعـلـت من شعارات النهضة عودة إلى الوراء، ومن لافتات الوحدة مقدمة للتمزق والتشظي الوطني ، ومن بالونات الثورة والتقدم إلى التخلف والقهقرى إلى عهود ما قبل التاريخ.وفي صخب هـذه الأحداث ، وجدت فئة مشبوهة ومنحرفة ضالتها لدفع الشعوب نحو الهاوية، نحو كارثة تاريخية ذات أبـعـاد عسكرية وسياسية وفكرية وثقافية وإنسانية ، ولا زالت تفرخ أبعاداً مأساوية بأشكال وألوان، أنـظـمـة جعلت من الشعارات الفضفاضة لباسها وغطائها وخداعها، ومن الأهداف القومية جسرها للعبور إلى القطرية ومنها إلى الطائفية السياسية التي كانت مطية هي الأخرى للوصول إلى الطائفية الصافية وحكم الأسرة والفرد.
كـانت "الـنـكـسـة" تـمـثل إنكساراً تاريخياً، بكل معنى الكلمة ، لنظم وحكومات وأحزاب كانوا هم الفاعلين الأساسيين في رسم ملامح المصيبة المأساة التي طبعت حياة العرب جميعاً، وأوقفت المسار النهضوي والتنموي، وحصرت العـقـل العربي كله في سقفها، وتحويلها إلى حاضنة ترعاها أنظمة الهزيمة لتفريخ ظروف الهزيمة وثقافة الهزيمة وسلسلة مفتوحة من الهزائم وأجيالاً من المهزومين.
بقت هـذه الأنـظـمـة أسيرة عـقـدة السلطة ، وعـليها أسـَّـست وبرمجـت دورهـا على استخدام القوة المادية والسياسية التي امتلكـتـها لإجهاض كل محاور القوة السياسية والعسكرية والفكرية التي كانت تقود المنطقة العربية، وحطمـتـها جميعاً بجرها إلى مأساة حزيران التي لم تكن حرباً في يوم من الأيام بقدر ما كانت مقصلةُ للجيوش ولقوى التحرر العربية، وفعلاً مخططاً لإبعاد جميع القوى الفتية الفاعلة في الحياة العربية، للتفرد والسيطرة على ساحة العمل السياسي وقيادته عكس مصالح و إرادة الشعوب بل وحتى عكس اتجاه التاريخ.
وفي إصرار النظام العربي على البقاء ضمن سقف الهزيمة التي حولها ـ بطول الزمن والقمع والذل والضعف والهزائم المتوالية والعجز المهين في شتى المجالات وامتهان كرامة الشعوب العربية ـ إلى المحور القمعي الذي يحرك الحياة كلها ضمن محدداته، واستمرار العمل على تأدية دوره المهين إلى النهاية على أشلاء الشعوب العربية وحقوقها ومصالحها التي تقلصت كلها لتصبح على قياس الفرد الطاغية ، وليصبح التاريخ العربي الحديث فرداً ومساراً ذو بعداً واحداً هو الحاكم المتسلط بأمر الشعوب ومستقبلها.
كان من الصعب أن يصدق المثقفون العرب ما جرى، كيف يمكن للـمـرء أن يـصـدق أن إسرائيل ستـلـحـق الـهـزيـمـة بالعـرب، بأناشيدهم الحماسية، وحناجرهم التي بُحت من ترديد شعارات النصر؟
كان التصديق والتسليم بالأمر الواقع أمراً مريراً على الإنسان الـعـربي البسيط ، وقبله على الفلسطيني الذي صار اسمه "نازحاً"، وهو اسم ما زال دارجاً... ومع "النكسة" أصـبـح للمخيمات الفـلـسـطينـيـة اسمان واحد للاجئين الذين هجرتهم "النكبة"، وآخر للنازحين الذين هجرتهم "النكسة".
بعد "النكسة" كان على المفكرين والمثقفين والمبدعين الـعـرب أن يواجهوا أنفسهم، أن يواجهوا علامة فارقة في تاريخ العرب المعاصر، علامة أو وشماً لم تمح آثارهما إلى يومنا هذا.
كـان عـلى المفكر العربي أن يبحث في أسباب الهزيمة،
أن يحلل،أن يعود إلى التاريخ قديمه وحديثه،
أن يبحث عن أدوات فكرية ناجعة، عن مبضع جراح،
عن جرأة في الطرح، في الوقت الذي كان فيه الواقع يعاني من تحولات خطيرة في كافة بناه.
بعض المفكرين ذهبوا إلى الماركسية بوصفها منهجا ماديا لقراءة التاريخ، وبعضهم ذهب إلى القومية، بوصفها الحل السحري الذي أنجزته أوروبا وجربته، وآخرون عادوا إلى العصر الإسلامي الذهبي كي يقدموا فكرة عن أسباب التقدم من إرثهم، غير أن الفكرة الإسلامية أيضا عانت ما عانته الأفكار الأخرى.
الجابري نقد الفكر العربي، فلا عمل من دون فكر، النظر أولا في المقدمات الفكرية الخاطئة التي تقترح حلولا خاطئة على التاريخ، عبد الله العروي ذهب إلى المفاهيم نقدا وتشريحا، فالعقل لا يعمل إلا بالمفاهيم، ومن يصيغ مفاهيم خاطئة كمن يرى بعين حولاء، ياسين الحافظ استدعى المقاربة مع التجربة الفيتنامية كي يقارب العقلين اللذين أدارا معاركهما ضد المحتل، الفيتناميين والعرب، والقائمة تطول لكن الواقع يبقى أسير الواقع، وما كان يبدو بالأمس قريبا يصبح اليوم بعيدا.
في الأدب كان المبدعون مع موعد للكتابة، ظهر الشعر الفلسطيني المقاوم من محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد، وكانت المباشرة تلك اللغة التي تشبه مباشرة الجرح، وكان وضوح المفردة يشبه وضوح المأساة، وكانت الكتابة تشبه نشيدا جماعياً.
في المسرح استوحى سعد الله ونوس من يوم النكسة عنوانا لمسرحيته:"حفلة سمر من أجل 5 حزيران" حاول فيها أن يقرأ أسباب النكسة، أن يدفع المتلقي قارئا أم متفرجا لفهم الأسباب العميقة للنكسة بعيدا عن الشعاراتية، محاولا الخروج من متاهة الكلمات الجوفاء إلى صورة الواقع كما هي، الواقع بوصفه حركة الإنسان في التاريخ
كانت النكسة أيضا علامة فارقة في الرواية، والتشكيل، والكاريكاتير ، والسينما، إذ لم يكن من الممكن استيعاب اللحظة ببساطة ويسر من قبل المبدع ،من دون الخوض في التفاصيل، وأيضا في تفاصيل التفاصيل، أصبح للخط في اللوحة بعد آخر وللوجوه الحزينة في أعمال التشكيلين إحالة مباشرة إلى الأسباب التي أدت إلى الهزيمة.
بعد 49 عاما صارت النكسة نكسات ، وتحول القتال مع الآخر إلى الاقتتال مع الذات، أليس انقسام الذات تشويها لصورتها وشرخا لصيرورتها؟ أم أن طريق الآلام ما زال طويلا
بعد 49 عاما ما زالت النكسة باقية في آثارها، تلك التي دعا الكثيرون إلى إجتثاث آثارها، من خلال دلالاتها الأكثر عمقا، من خلال عمقها العربي، ذاك العمق الذي سيبقى سطحا ما لم تتحول المواطنة من فكرة إلى واقع، ومن دون أن تتحول الديموقراطية من حلم إلى دينامية، ومن دون أن تصبح الثقافة كالخبز، ومن دون أن تصبح قـلة الكلام أفضل بكثير من الصراخ المجاني.
بعد 49 عاما من "النكسة" ليس هناك إجابات واضحة عن المستقبل،
وإنما المزيد من الأسئلة التي تتراكم وتتراكم من دون إجابات.
د. عبد القادر حسـين ياسـين
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
مواضيع مماثلة
» صـقـيع الـمـنـفـى د. عبد القادر حسـين ياسـين
» تـأمُـلات فـي السِّـفاح الـفـكـري .!! د. عبد القادر حسـين ياسـين
» مـا هـكــذا تـورد الإبـل...!!د. عبد القادر حسـين ياسـين
» الدكتورنـَصـيـرعـاروري : رَحـيـل الـمـثـقـف الـعـضـوي .. بقلم : د. عبد القادر حسـين ياسـين
» "إن المـوتَ في الغـُربَـةِ كـافرْ" بقلم : د.عبد القادر حسـين ياسـين
» تـأمُـلات فـي السِّـفاح الـفـكـري .!! د. عبد القادر حسـين ياسـين
» مـا هـكــذا تـورد الإبـل...!!د. عبد القادر حسـين ياسـين
» الدكتورنـَصـيـرعـاروري : رَحـيـل الـمـثـقـف الـعـضـوي .. بقلم : د. عبد القادر حسـين ياسـين
» "إن المـوتَ في الغـُربَـةِ كـافرْ" بقلم : د.عبد القادر حسـين ياسـين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي