الإباحية اللغويّة

نوّه القرآن الكريم في عديد من الآيات بشأن اللغة العربيّة فقال جل وعلا :"إنّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون " ، " وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا "
وقال الثعالبي " من أحب الله أحب رسوله - صلى الله عليه وسلّم - ،ومن أحبّ النّبيّ العربي أحب العرب ،ومن أحب العرب أحبّ العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب "
ولكنّ اللافت اليوم ما نمرّ به من حالة انحلال في كل شيء ،انحلال في مظاهر الحياة كافة ، وما يهمني هنا هو ما وصلنا إليه من حالة الانحلال اللغوي .وليس أدلّ على ذلك مما تراه في الإعلانات واللافتات في الطرقات والمجلات ، لتجد طوفانا من الكلمات الأجنبية بحروف عربية أو عبارات : "عربية" تعج بالأخطاء ، ولو نظرت إلى شبابنا وهم يشكلون دعايات متحركة للإنكليزية بما يرتدونه من ملابس خطّت على ظهورهم وصدورهم ما شاءت من الدعايات.
لقد بتنا نستهتر في كل شيء لا نقيم وزنا لخطأ لغوي ولا لكتابة صحيحة . والأدهى من ذلك ما تسمعه في الإعلام من لغة لا تمت للعربية بصلة لا من قريب ولا من بعيد ، اللغة وعاء الفكر فكيف نفكر دون دون أن نمتلك اللغة؟؟؟ وكيف نحول فكرنا إلى واقع دون لغة ؟؟؟ لماذا لا نشعر بأي خجل ونحن نرى لغتنا تنحدر هذا الانحدار الخطير؟
كادت الضمة أن تودي بحياة شاعر من الخوارج حين قال لعبد الملك بن مروان :ومنا سويد والبطين وقعنب.... ومنا أمير المؤمنين شبيب
حيث قرأ عبد الملك بين مروان كلمة : ( أمير ) بالضم فأمر بسجنه ليقتل ولكن الشاعر كان ذكيا حين قرأها بالفتح لينجو بنفسه من القتل، وهل نسي العرب قيمة ( أل التعريف ) في قرار مجلس الأمم القاضي بانسحاب اسرائيل من أراض عربية بدل قوله ( من الأراضي العربية) .
انقطعت الصلة بين اللغة والتفكير نقرأ بلغة عربية فصيحة ونفكر بطريقة مغايرة، وحين نخرج من المدرسة إلى الشارح نتحلل من كل شيء فنجد لغة غريبة جدا، إن أكبر المشكلات التي تواجه أبناءنا اليوم أن تكلف أحدهم كتابة بضعة أسطر في موضوع ما ليضع القلم في فمه ييمضغه وهو يفكر دون أن يتمكن من الكتابة أو يخرج لك ببضعة أسطر لا تعرف تحت أية لغة تصنفها
إن تقاعسنا عن الإلمام بلغتنا إضافة إلى الشعور بالدونية تجاه الغرب لدى نسبة كبيرة من العرب شكلت عاملا مهما جدا في انحطاط اللغة . وقد عزا الدكتور ابراهيم السعافين ضعف اللغة إلى الأغنية الهابطة التي تنتشر كالنار في الهشيم كأحد الأسباب المدمرة للغة، ناهيك عن أن اللغة باتت حبيسة الكتاب لا نستعملها إلا عند الدراسة لامتحان .
وهناك ما هو أخطر من هذا كله ، إذ لو تصفحت مقالات ومدونات لكتاب عرب لوجدتها تصرخ مما فيها من أخطاء إملائية ونحوية. ولا أعرف كيف لكاتب أن يعبر عما يريد وهو لا يمتلك أساس هذا التعبير ألا وهو اللغة فكيف له أن يضع فكره في قوالب لغوية مغلوطة؟ وكيف أحول ما في ذهني من فكر إلى واقع دون أن أترجمه بلغة سليمة نقية؟
ولكنني رغم كل هذا أبارك للأمة ظهور لغات جديدة فيها لغات ممزوجة من عدة لغات ، ففيي فلسطين مثلا ظهرت لغة جديدة سماها الدكتور فاروق مواسي ( اللغة العِربية)( بكسر العين ) فهي خليط من العربية والعبرية.
إنني أهيب بالجميع أن يسعى سعيا حتيثا لإتقان لغته التي بها نزل دستورنا القرآن الكريم ، فهو واجب مقدس على كل أفراد الأمة ، ومسؤولية أمام الله
وأنتهز هذه الفرصة لأقول إننا في هذا المنتدى الجميل منتدى العصفورة الرائع لا ننسى أننا في منتدى أدبي مرموق وفيه من الأساتذة الأجلاء لا بد أن نكون الأحرص على سلامة اللغة ، وأن نحرص كل الحرص أن تكون كتاباتنا خالية من كل خطأ يشوهها فمن يعلم ربما هناك من يكلف نفسه ليقرأ لنا.
فلتكن لغتنا ناصعة الطهر والصفاء

ولنحارب كلنا ما يمكن تسميته بالانحلال اللغوي

أشكرك يا @نسيم الطبيعة على هذا الطرح الجاد والمهم .. أينعم هذا الموضوع قد طرح أكثر من مرة، في أكثر من موقع، لكن الطرح هنا فيه إضافة جديدة، وفيه الاصرار على أن نفعل شيئاً ....
هناك الكثيرون ممن يشكون من حال اللغة العربية اليوم، لكنهم يكتفون بالشكوى أو التذمر أو تصيد الأخطاء، وهذا أسلوب منفر جداً؛ لذلك علينا يا نسيم أن نأخذ هذا الموضوع على عاتقنا، ونحاول أن نجد الطريقة المثلى والأسلوب الأمثل للعودة إلى اللغة العربية السليمة ..
لا نريد أن نقف مكتوفي الأيدي، بل يجب أن نتحرك بطرق مدروسة، ولو كان الجهد المبذول أكبر بكثير من النتائج الظاهرة ولكن هذا لن يثنينا ..
شكرًا لك أخي العزيز نسيم الطبيعة وهيا إلى بدء العمل.

أنا على أتم الاستعداد للعمل وجاهز يا أستاذة ولكن ماذا تقترحين علينا ؟؟؟؟ أنت الكبيرة هنا

هههههه .. العفو يا نسيم إلا إذا كان قصدك الأكبر سنًا فهذا مقبول ..
ليس لديَّ اقتراح محدد حالياً لكن أنا وأنت بدأناطبعاً أنت بشكل أكبر وجهد أكبر مني وبعض الزملاء أيضاً ساهموا بمحاولة إثراء هذا المنتدى بما يخص اللغة العربية .. طبعًا كل حرف يكتب بلغة سليمة يثري هذا الاتجاه ..وهذه بالتأكيد مهمة ..ولكن يجب أن نجد طرق أخرى وإضافات أخرى مثل الاهتمام بعلامات الترقيم بحيث نعرض فقرات صغيرة ونض ع عليها علامات الترقيم الصح ..
وكذلك نضع فقرات فيها أخطاء لغوية ونحاول تصحيحها ..
كذلك يجب أن نعمل جرد بالمفردات الطاغية ووضع مردافاتها باللغة الصحيحة ..
مثال اشتئتلكم .. اشتقت إليكم
أو كلمات أصلًا ليس لها وجود باللغة نجد مرادفًا لها باللغة ..
يعني قد نحتاج ربما لفتح أربع مواضيع مستقلة كل موضوع يعالج جانب من الجوانب وأيضاً نحاول أن ننشر هذا الطرح على نطاق واسع في منتديات ومنابر ووسائل التواصل حتى تصل فكرتنا لأكبر عدد ممكن .. قد نستقطب أعضاء مهتمين بهذا المجال..
شكراً @نسيم الطبيعة على سرعة تجاوبك
ولا تنسى " الهاشتاج" فهي مهمة جداً
#أخطاء_لغوية_عصفورة_الشجن

الأخ الكريم أستاذي نسيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود بداية لفت النظر إلى خطأ إملائي غير مقصود يتعلق بالآية الكريمة المذكرة
"إنّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون "
اما موضوعك فهو من أهم المواضيع التي كما قالت سيدتي ميساء تحتاج إلى ورشة عمل أكثر مما تحتاج أهل الاختصاص .. قبل سنوات عتبت عنوانا مستفزا لموضوع يتعلق بما سميته " الإباحية " قلت فيه " تحدثوا العربية يا أبناء الكلب " مشيرا في النهاية إلى أني لم أشتم أحدا واستخدمت اللفظ مجازا كقول أبناء النيل وأبناء دجلة والفرات ونوهت إلى أن في لبنان نهر اسمه نهر الكلب فنجيت من التنمير Smile

نعم يا سيدي وجدت فتاة تلبس قميصا كتب عليه بالإنكليزية ما معناه " الحقني ، قبلني " وقرأت جملا أتفه من هذا ولما نبهت أحداهن قالت والله يا عمي لم انتبه القميص عجبني !!
غابت الدولة أخي نسيم ، والدولة تمثل الحق العام باستطاعتها وقف هذا العدوان .. في بعض الولايات المتحدة الأمريكية تشريع يُغرّم أهل الولد " الساحل سرواله " ولكن انظر حالنا .. لا دولة تحمينا ولا قانون يردع ومعظم الأهل التهوا بأنفسهم .. ربي يفرجها علينا .

شكرا لك ولك مني الف تحية احترام وتقدير

وعليك السلام أستاذي الجليل رأفت
وأبدأ كما بدأتَ بالتنبيه إلى خطأ إملائي غير مقصود يتعلق بقولك (قبل سنوات عتبت عنوانا ) وأظنك تقصد ( كتبت عنوانا ) وخطأ آخر يتعلق بقولك ( الآية المزكرة) وأظنك تقصد ( الآية المذكورة) وقولك ( فنجيت) والصواب ( نجوت) لأن الفعل نجا ينجو بالواو
أعلم يا أستاذي أن المشكلة كبيرة جدا وكتابة مقال لا يحل مشكلة أبدا ولكنه التنبيه لأمر خطير يمس جوهر هويتنا
وأظن أن مسألة الاستهتار باللغة كانت سببا مباشرا في الفهم الخاطء للدين
وكان الله في العون أستاذنا
وبارك الله فيك
مع جزيل شكري لمرورك
تقبل تحياتي ومحبتي

العنوان مخيف جدا لكن عندما قرأت أعجبتني الفكرة

ولا مانع من تصحيح نصوصي فربما يوجد فيها أخطاء نحوية

ولكن الأخطاء الكيبوردية ليست من الأخطاء النحوية

فهذه نتيجة السرعة وأعتقد أنها مهمة لأنها تشوه شكل الكلمة وتشتت ذهن القارىء

لكنها ليست أخطاء نحوية ويجب فصلها عن الموضوع

وأنتظر تفعيل الموضوع وقد أشارككم فيه ولكني كما تعلمون

أحتاج أحيانا بعض المساعدة

شكرا لكم

أهلا بالأخت عشتار
شكرا جزيلا لتفاعلك مع الموضوع
ونحن معك فيما تطلبين من مساعدة
ودعينا نبدأ من الآن
في كلمة ( القارىء) خطأ إملائي فالهمزة هنا لا تكتب على السطر والصواب القارئ

تقبلي تحياتي ومودتي عشتار
وأكرر شكري الكبير لك

وهذه أيضا من الكيبورد فأنا أعلم أن الهمزة تكتب على الألف المقصورة ولكن على الكيبورد هذه هي الخيارات المتاحة ولا أعلم كيف أضعها كما وضعتها أنت فوق الألف المقصورة
جربت لكنها لم تنجح
على كل حال شكرا لتقديم المساعدة

مقالة مباركة أخ نسيم..

ولعل هذا ما يسمى بظاهرة (المسخ اللغوي) وهو مظهر يمثل زحفًا جارفًا غربيًّا أعجميًا، على الحياة الاجتماعية العربية. وله عند العرب المعاصرين مجالان:
أحدهما: في الحياة الخاصة للأفراد والأسر والجماعات، فصار إطلاق الألفاظ الإنجليزية أو الفرنسية على أولي الأرحام وذوي القربى هو الأصل وهو الأسلس، وأقبح من ذلك وأدهى وأمّر أن صار علامة على المدنية أو التقدم أو التنوير.
رغم أن اللفظ العربي يشتمل على إيحاءات جميلة، مستمدة من دلالاته المعجمية.
فنجد مثلاً تراجع كلمة الشكر لدى المترفين أو المتشبهين بهم، إذ استبدلوا بها: غالبًا: (مِرسيه) الفرنسية أو (ثانكيو) الإنجليزية...
وألحظ عادةً على طالباتي في الجامعة كلمات أعجمية حلّت على ألسنتهن مسخت اللغة، مثل: بريك، باص، كلاس، موبايل...
والأمثلة كثيرة على ظاهرة المسخ اللغوي.
أما المظهر الآخر من مظاهر المسخ اللغوي، هو ما ذكرتُه أخ نسيم، ما كان في الحياة العامة: في الشوارع والطرق، والأسواق، وهو ما ينتشر في جميع المجتمعات العربية. فحيثما نولي وجهتنا، وأينما نسير أو نتوجه، نقابل الأسماء الأعجمية، أوربية، أو أمريكية، واجهة لدكان، أو عنوانًا لشركة أو لافتة لمؤسسة.
ومن نماذج هذه الظاهرة أو الآفة المتفشية: فايف ستارز، بيبي كير،
اكسترا، مايكرفون...

وعليه أشير بأن الأخت (عشتار) تذكر بأن السرعة توقعها في الخطأ الناتج بزعمها عن (الكيبورد) وكان الصحيح أن تقول (لوحة المفاتيح) حتى تساهم معنا في التعبير عن لغتنا الباسلة، ولا نقع في الامتساخ.. فلغتنا قادرة على الوفاء بحاجاتنا التعبيرية.

هذا وأدلكم على كتاب مبارك للدكتور: فتحي جمعة، عنوانه: اللغة الباسلة.
وهو كتاب تحدث فيه د. فتحي عن خصومة أبناء العربية للعربية، وذكر فيه مظاهر هذه الخصومة وآثارها، والواجب علينا فعله تجاه ذلك...

فيما يخص الضمة أخ نسيم التي كادت تودي بحياة شاعر، فهذا هو اللحن! ولعلي في مشاركاتي التالية بإذن الله أكتب عنه، وأساهم معكم في رقي لغتنا وبقائها، فارتقاء اللغة بارتقاء أصحابها رهين، ولن تتقدم أمة في معارج النهضة والرقي إلا بوسيلة لغتها، وعلى قدر ما تحتفظ بلغتها ترتقي في حياتها.

أختم مشاركتي الأولى في هذا المنتدى المبارك بقول شاعر النيل حافظ إبراهيم:
وسعتُ كتاب الله لفظًا وغايةً***وما ضقتُ عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة***وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدّر كامن*** فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

زادكم الله توفيقًا وإحسانًا

الإباحية اللغويّة

الإباحية اللغويّة

رد: الإباحية اللغويّة

رد: الإباحية اللغويّة

رد: الإباحية اللغويّة

رد: الإباحية اللغويّة

رد: الإباحية اللغويّة

رد: الإباحية اللغويّة

رد: الإباحية اللغويّة

رد: الإباحية اللغويّة

رد: الإباحية اللغويّة