بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
في مواجهة سيدة الرواية العربية بقم محمد أنديش
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
في مواجهة سيدة الرواية العربية بقم محمد أنديش
القارئ العاقل يتحدى في نوبة تهوّر الروائية الأولى في عرينها.
لا خسائر على كلا الجانبين: الكاتبة تجني مبالغ طائلة وصاحبنا خرج بانتصار معنوي.
رصد لحوار مع كاتبة من اللواتي يصِبن بالغثيان.
تقدَّم لها قارئ (معاذ الله؛ بل تقدم منها، خطأ مقصود) في معرض الكتاب بينما كانت توقع نسخا من روايتها الجديدة (التي، بالمناسبة، لا جديد فيها على الإطلاق، إنما هي جرعة إضافية من تركيبتها المعتادة من الفضائحية المغلفة بالتمرد الحداثي على التقاليد البالية وسلطة المجتمع الذكوري... آه، كفى!). وكان يكتنف يمينها وشمالها حارسان هرقليين. فدار النشر تدلّل دجاجتها البَيوض.
طبعت ابتسامة تسويقية، وقد حسبته يطلب توقيعها (حاشى وكلا، فما زال من العقلاء). لكنه قال لها على الملأ: "يا ليتك تتوقفين عن الكتابة، أو عن النشر على الأقل،بما أن الكتابة هي 'الرئة التي تتنفسين بها'".
وما كاد صاحبنا أن ينهي جملته حتى كاد الحارسان الأسطوريان أن يفتكا به. ربما لم يكونا يستوعبان الفصحى تماما، لكن نبرة المتكلم كانت واضحة الوقاحة. لكن سيدة الرواية العربية، بإشارة من أناملها ذات الأظفار المطلية، أوقفتهما.
وبفضل تصلّب الوجه المكتسَب لم يبدُ عليها ارتباك بالطبع. ولم يكن من السهل استفزازها إلى خارج دور الرومانسية التي تروّج باسمها بضاعتها.
قالت بهدوء سيكون مضرب المثل بين معجباتها المراهقات المنتظرات دورهن وقد اشرأبت أعناقهن: "إنها مهنتي، يا سيدي!" (ولو كنتم هناك لسمعتهم نطقها المسموم لـ"يا سيدي".) "كيف سأعيش إذن؟"
روعة يا سيدة الرواية العربية. إجابة واقعية صادمة لم ينتظرها هذا المقتحِم، ولعله يسقط صريعا على إثرها... لكنه –يا للدهشة- بدا صامدا، ولم يتزحزح عن موقفه.
أغارَ من جديد، وقد أوتي من الجدل عتادا يكفي للإطاحة بأعتى المناضلات الأديبات المتحررات؛ الإطاحة بالمنطق والمحاججة، قبل أن تتسرع الأفهام في تأويل موهوم. قال: "بسيـط جداً: ندفع لك مقابل ألا تنشري".
أجرت في ذهنها بسرعة عملية حسابية؛ ليس بإمكانهم أن يدفعوا مقدار أرباح ملايين النسخ التي تباع من كتبها. ثم أنى لهذا الطالب الجامعي المعدَم، ذي الجوربين الممزقين على أغلب تقدير، أن يدفع أي شيء؟
أجابته بثقة: "احتفظ بنقودك، يا عزيزي. والآن تفضل بالانصراف، فإنك تأخذ وقت غيرك."
أشاحت بوجهها لتستقبل بالابتسامة التسويقية قارئة متحمسة. بينما تدخّل الحارسان لإبعاد صاحبنا الذي أدرك أن يقول لسيدة الرواية العربية: "تقبّلــــي مُـروري...".
كانت ملامحه تشع انتشاءً وفرحاً. وسار يتجول بين أروقة الكتب بنشاط مفرط كمجنون. لقد فعلها بالجنون الذي ينقص العقلاء. كان مستحيلا بالتأكيد أن يشتري صمت سيدة الرواية العربية، هو الذي كان غير قادر على اقتناء كتاب، ويتدبّر قراءاته بالاستعارة، فلم يكن في جيبه غير دراهم لتناول لقمة سريعة ولتذكرة الإياب في الحافلة. كان أيضا يحلم بمستقبل أدبي، لكنه لم يكن يعوّل على ترف الكتابة أن ينتشله من قلة الواردات المالية.
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
رد: في مواجهة سيدة الرواية العربية بقم محمد أنديش
الخاطرة بصوت الكاتب على هذا الرابط لمن يرغب بالاستماع والاستمتاع
https://www.youtube.com/watch?v=Xmj4ezPNvgE
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
مواضيع مماثلة
» موت صغير: عن حياة إمام المتصوفة «ابن عربي»
» ضمن مباراة ودية..الفدائي الاولومبي في مواجهة نارية مع نظيره الجزائري
» سيدة الشرق / بقلم سميرة عبد العليم
» استشهاد سيدة فلسطينية "والدة شهيد سابق مصطفى نمر" برصاص الاحتلال في القدس
» علامات الترقيم في اللغة العربية
» ضمن مباراة ودية..الفدائي الاولومبي في مواجهة نارية مع نظيره الجزائري
» سيدة الشرق / بقلم سميرة عبد العليم
» استشهاد سيدة فلسطينية "والدة شهيد سابق مصطفى نمر" برصاص الاحتلال في القدس
» علامات الترقيم في اللغة العربية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي