بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
الاتكاء المـُريح عـلى المـُسـَلــَّمات الغـيـْبـيـَّيـَّة..!! الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الاتكاء المـُريح عـلى المـُسـَلــَّمات الغـيـْبـيـَّيـَّة..!! الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
الاتكاء المـُريح عـلى المـُسـَلــَّمات الغـيـْبـيـَّيـَّة..!! الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
ليس ثمة شك في أن الاكتشافات العلمية والإنجازات التكنولوجية هي طابع هذا العصر. نقرأ عن الإنجازات في الصحف اليومية والمجلات الأسبوعـية، ونراها مجسدة على شاشات التلفزيون. صور ناطقة تكاد أن تكون قابلة للـَّمس ، ومع هذا نجد الكثيرين ممن يتعصبون للدين، بالمفهوم القاصر والمشوَّه ، ينكرون كل هذه المشاهدات الحية للاكتشافات العلمية والإنجازات التكنولوجية الرائعة والخطيرة على مستقبل الجنس البشري قاطبة، وتراهم يدَّعون ببساطة بطلانها وزيفها.
وثمة فريق آخر لا يرى في هذه الإنجازات العـلمية موضوعاً قابلا للتأمل أو الإعجاب ، أو حتى ممارسة الدهـشة، ذلك أنهم يرون فيها “تحصيل حاصل”، وان كل ما يرونه من اختراعات ومنجزات وأقمار صناعية وصواريخ عابرة للقارات وسفن فضاء تجوب آفاق الأفلاك البعيدة والقريبة ورد ذكره ، في رأيهم ، في القرآن.
ويستشهدون لك بالآيات القرآنية الكريمة ويفسرونها ويحللونها على النحو الذي تبدو لهم ـ وحـدهم!! ـ متطابقة مع هذه الاكتشافات العلمية الجديدة التي سفح الغرب والشرق من شبابهما وعمرهما أجيالا وأجيالا للوصول إليها.
أن هذا الاتكاء المريح والسهل على مثل هذه المسلــَّمات الغـيبية ، كفيل بان يقتل عند شبابنا وأجيالنا الصاعـدة دافع البحث والسؤال والتحليل والاكتشافات، وكفيل بأن يعمق الفوارق الحضارية بين المجتمعات النامية في العالم الثالث، وهو إحدى الدوافع الخبيثة لتعميق خرافة “التفـوق العرقي”، وإحباط كل القدرات والمواهب الخلاقة عند أبناء العالم الثالث في مجال التخصص العلمي.
إن الدول الإمبريالية ، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ، تعمل بلا هوادة على توطيد مثل هذه الـقـناعات الساذجة عند العامة، وعـند بعض المثـقـفـيـن ، لكي يوهموا أبناء هذه المجتمعات النامية بان بلادهم بالفعل هي “وطن الدين والأخلاق والروح” فقط، وان عليهم أن يكتفوا بهذا التقسيم ويألفوه ما دام هذه التقسيم يعمق في النهاية المسافة الحضارية بيننا وبينهم ، ويوفر لهم دائما أسواقاً لمنتجاتهم، ويضمن لهم في الوقت نفسه استثماراً كاملا للمواد الخام التي تزخر بها دول العالم الثالث، وبخاصة الدول العربية.
إن نقدنا للغرب أو رفضنا للعالم المـُصنـَّع لا يكون بالرفض أو الإنكار، ما دام هذا الإنكار يظل يراوح في الحدود الإقـليمية ، ويعمل على هـدم الدوافع الحرة الخلاقة للبحث والعمل والاكتشاف عند الشباب ، وما دام هذا الإنكار لا يقدم بديلا للمواجهة ، ولا يقدم خطاً علمياً وإنجازاً حضارياً خاصاً بنا ويتفق مع القيم السائدة في مجتمعـاتـنـا :عـلـم يبني ولا يهدم،عـلم لا تستغـل منجزاته لقهر الشعـوب وسلبها حريتها.
في كتابه القيم”تأملات في الحضارة الغربية”، يقول الدكتور شين ماكبرايد، وزير خارجية آيرلندة السابق والفائز بجائزة نوبل عام1974 : “إن التقدم الذي شهدته العلوم في الغرب دليل على الانهيار الأخلاقي في العالم”.
ومن نافلة القول أن التقدم العلمي الذي شهدته أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية لم يصاحبه نمو معادل في المسؤولية الأخلاقية . ويؤكد علماء الاجتماع الأوروبيون أنفسهم أن السنوات السـبـعـين الأخيرة شهدت انهياراً كاملا في الأخلاقيات العامة . ونتيجة لذلك أصبح العلم غيـر مصحوب بالحكمة القائمة على المسؤولية الاخلاقية يشكل خطراً كبيراً على بقاء البشرية بكاملها.
إن “المسؤولية الاخلاقية” ، في رأي الدكتور ماكبرايد ، “تقتضي إيمانا أخلاقيا” بمهمة الإنسان وأخيه الإنسان ليعيشا معا، ويتقاسما معا الجمال والخيرات التي وفـَّرها لهم العالم.
لست ضد أي نقد يوجه للغرب والعلم في الغرب على صعيد التوظيف والتوجيه ، ولكنني ضد مبدأ الإنكار الكسول القانع بما هو عليه، والغافـل الذي لا يرى في الغرب ونهضة الغـرب الكبرى أي داع من دواع التحدي والمواجهة التي تتطلب منا فعلا تاسـيـسياً صحيحاً لنهضة علمية فيها من روحنا وقيمنا الشيء الكثير…
ليس ثمة شك في أن الاكتشافات العلمية والإنجازات التكنولوجية هي طابع هذا العصر. نقرأ عن الإنجازات في الصحف اليومية والمجلات الأسبوعـية، ونراها مجسدة على شاشات التلفزيون. صور ناطقة تكاد أن تكون قابلة للـَّمس ، ومع هذا نجد الكثيرين ممن يتعصبون للدين، بالمفهوم القاصر والمشوَّه ، ينكرون كل هذه المشاهدات الحية للاكتشافات العلمية والإنجازات التكنولوجية الرائعة والخطيرة على مستقبل الجنس البشري قاطبة، وتراهم يدَّعون ببساطة بطلانها وزيفها.
وثمة فريق آخر لا يرى في هذه الإنجازات العـلمية موضوعاً قابلا للتأمل أو الإعجاب ، أو حتى ممارسة الدهـشة، ذلك أنهم يرون فيها “تحصيل حاصل”، وان كل ما يرونه من اختراعات ومنجزات وأقمار صناعية وصواريخ عابرة للقارات وسفن فضاء تجوب آفاق الأفلاك البعيدة والقريبة ورد ذكره ، في رأيهم ، في القرآن.
ويستشهدون لك بالآيات القرآنية الكريمة ويفسرونها ويحللونها على النحو الذي تبدو لهم ـ وحـدهم!! ـ متطابقة مع هذه الاكتشافات العلمية الجديدة التي سفح الغرب والشرق من شبابهما وعمرهما أجيالا وأجيالا للوصول إليها.
أن هذا الاتكاء المريح والسهل على مثل هذه المسلــَّمات الغـيبية ، كفيل بان يقتل عند شبابنا وأجيالنا الصاعـدة دافع البحث والسؤال والتحليل والاكتشافات، وكفيل بأن يعمق الفوارق الحضارية بين المجتمعات النامية في العالم الثالث، وهو إحدى الدوافع الخبيثة لتعميق خرافة “التفـوق العرقي”، وإحباط كل القدرات والمواهب الخلاقة عند أبناء العالم الثالث في مجال التخصص العلمي.
إن الدول الإمبريالية ، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ، تعمل بلا هوادة على توطيد مثل هذه الـقـناعات الساذجة عند العامة، وعـند بعض المثـقـفـيـن ، لكي يوهموا أبناء هذه المجتمعات النامية بان بلادهم بالفعل هي “وطن الدين والأخلاق والروح” فقط، وان عليهم أن يكتفوا بهذا التقسيم ويألفوه ما دام هذه التقسيم يعمق في النهاية المسافة الحضارية بيننا وبينهم ، ويوفر لهم دائما أسواقاً لمنتجاتهم، ويضمن لهم في الوقت نفسه استثماراً كاملا للمواد الخام التي تزخر بها دول العالم الثالث، وبخاصة الدول العربية.
إن نقدنا للغرب أو رفضنا للعالم المـُصنـَّع لا يكون بالرفض أو الإنكار، ما دام هذا الإنكار يظل يراوح في الحدود الإقـليمية ، ويعمل على هـدم الدوافع الحرة الخلاقة للبحث والعمل والاكتشاف عند الشباب ، وما دام هذا الإنكار لا يقدم بديلا للمواجهة ، ولا يقدم خطاً علمياً وإنجازاً حضارياً خاصاً بنا ويتفق مع القيم السائدة في مجتمعـاتـنـا :عـلـم يبني ولا يهدم،عـلم لا تستغـل منجزاته لقهر الشعـوب وسلبها حريتها.
في كتابه القيم”تأملات في الحضارة الغربية”، يقول الدكتور شين ماكبرايد، وزير خارجية آيرلندة السابق والفائز بجائزة نوبل عام1974 : “إن التقدم الذي شهدته العلوم في الغرب دليل على الانهيار الأخلاقي في العالم”.
ومن نافلة القول أن التقدم العلمي الذي شهدته أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية لم يصاحبه نمو معادل في المسؤولية الأخلاقية . ويؤكد علماء الاجتماع الأوروبيون أنفسهم أن السنوات السـبـعـين الأخيرة شهدت انهياراً كاملا في الأخلاقيات العامة . ونتيجة لذلك أصبح العلم غيـر مصحوب بالحكمة القائمة على المسؤولية الاخلاقية يشكل خطراً كبيراً على بقاء البشرية بكاملها.
إن “المسؤولية الاخلاقية” ، في رأي الدكتور ماكبرايد ، “تقتضي إيمانا أخلاقيا” بمهمة الإنسان وأخيه الإنسان ليعيشا معا، ويتقاسما معا الجمال والخيرات التي وفـَّرها لهم العالم.
لست ضد أي نقد يوجه للغرب والعلم في الغرب على صعيد التوظيف والتوجيه ، ولكنني ضد مبدأ الإنكار الكسول القانع بما هو عليه، والغافـل الذي لا يرى في الغرب ونهضة الغـرب الكبرى أي داع من دواع التحدي والمواجهة التي تتطلب منا فعلا تاسـيـسياً صحيحاً لنهضة علمية فيها من روحنا وقيمنا الشيء الكثير…
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 481
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
رد: الاتكاء المـُريح عـلى المـُسـَلــَّمات الغـيـْبـيـَّيـَّة..!! الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
مقالة رائعة تحيتي للكاتب مع التقدير والاحترام
رأفت العزي- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 18/06/2016
![-](https://2img.net/i/empty.gif)
» “جـَمـَل المـَحامـِل” الـفـِلـِسـطـيني/ الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» وداعاً يا آخـر الأنـبـيـاء ...!!الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» أمـَّة تعـيش عـالـة عـلى غـيـرها! / الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» "وَلـَو نار نـَفـَختَ بِها أَضاءَت..."الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين*
» جمل المحامل" الفلسـطيني شـعـبٌ ... ولا المُعـجزة الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» وداعاً يا آخـر الأنـبـيـاء ...!!الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» أمـَّة تعـيش عـالـة عـلى غـيـرها! / الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» "وَلـَو نار نـَفـَختَ بِها أَضاءَت..."الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين*
» جمل المحامل" الفلسـطيني شـعـبٌ ... ولا المُعـجزة الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي