بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
ليلى .. هل تذكرين ؟
+2
حاتم أبو زيد
ميساء البشيتي
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ليلى .. هل تذكرين ؟
ليلى .. هل تذكرين ؟
مضى العمر ليلى ووهن العظم مني .. وحبك ليلى مختمرٌ في فؤادي أعتقه وأرشفه وكلما أوشكت أنفاسي على هلاكها أستنشقه فيسري في خلاياي دماً رقراقاً صافياً يجدد أنفاسي ويرتق ثقوب الشرايين .
هي سكرات الموت ليلى وأعلمها علم اليقين .. في قلبي صورتك تتأرجح طول السنين .. دهراً أراها أمامي .. لكنها اليوم تضحك جلية واضحة كأنها اللحظة يا ليلى .. كأنها اللحظة .
هل تذكرين ليلى ركضنا في تلك الحارات حين كنا أطفالاً نجري ونسابق الريح ؟
كنت أسبقك أحياناً وحين كنت تسبقينني أثور وأشد منك الضفيرة فتنهمر دموعك بغزارة المطر عندها أشفق عليك وألوم نفسي وأقبل منك اليد والجبين .
كبرنا ليلى وحفرت اسمك على شجرة التين وكلما تأخرتِ عن اللقاء كنت أقفُ تحت نافذتك جوار شجرة اللوز المنغرسة جذورها في جوف الأرض والمتسلقة فروعها حتى أقدام سريرك وألقي إليك بثمارها الغضة فتوقظك على عجل وأسمع رنة ضحكتك من خلف النافذة وأمّني نفسي في اللقاء .
آه ليلى ثم آه ..
هل تذكرين كتب الحكايات ؟
تلك التي كنا نتبادلها دوماً .. كنت أضع لك خطاً تحت الكلمات والسطور وكنت تكتبين لي في الهوامش والزوايا .. وحين عثرت عليها الخالة على حين غرة صعقت وصاحت بعلو صوتها : حرام .. حرام ..
ثم أخذتها ومزقتها وحرقتها وقرأت عليها بعض التعاويذ ودعت لنا في الشفاء .
كبرنا ليلى وليتنا لم نكبر .. ولم تركض فينا السنين .. ليتنا بقينا نتفيأ ظلال اللوز والتين .. ليتنا بقينا نتسابق ونجري ونشد الضفيرة ونقبل الجبين .
اليوم ليلى وليس معي في سكرات الموت سوى صورتك المتأرجحة بين يقظتي ونومي وحبٌ عمره دهرٌ بأكمله أعتقه وأرشفه فيمسي زادي ودوائي في هذه اللحظات .. لحظات الاحتضار.
آه ليلى هل تعودين شجرة التين فتحفرين اسمي هناك وتهزين بجذع شجرة اللوز وترمينني ؟
فهذه هي آخر ما أتمنى .. وآخر ما تمنحينني .
مضى العمر ليلى ووهن العظم مني .. وحبك ليلى مختمرٌ في فؤادي أعتقه وأرشفه وكلما أوشكت أنفاسي على هلاكها أستنشقه فيسري في خلاياي دماً رقراقاً صافياً يجدد أنفاسي ويرتق ثقوب الشرايين .
هي سكرات الموت ليلى وأعلمها علم اليقين .. في قلبي صورتك تتأرجح طول السنين .. دهراً أراها أمامي .. لكنها اليوم تضحك جلية واضحة كأنها اللحظة يا ليلى .. كأنها اللحظة .
هل تذكرين ليلى ركضنا في تلك الحارات حين كنا أطفالاً نجري ونسابق الريح ؟
كنت أسبقك أحياناً وحين كنت تسبقينني أثور وأشد منك الضفيرة فتنهمر دموعك بغزارة المطر عندها أشفق عليك وألوم نفسي وأقبل منك اليد والجبين .
كبرنا ليلى وحفرت اسمك على شجرة التين وكلما تأخرتِ عن اللقاء كنت أقفُ تحت نافذتك جوار شجرة اللوز المنغرسة جذورها في جوف الأرض والمتسلقة فروعها حتى أقدام سريرك وألقي إليك بثمارها الغضة فتوقظك على عجل وأسمع رنة ضحكتك من خلف النافذة وأمّني نفسي في اللقاء .
آه ليلى ثم آه ..
هل تذكرين كتب الحكايات ؟
تلك التي كنا نتبادلها دوماً .. كنت أضع لك خطاً تحت الكلمات والسطور وكنت تكتبين لي في الهوامش والزوايا .. وحين عثرت عليها الخالة على حين غرة صعقت وصاحت بعلو صوتها : حرام .. حرام ..
ثم أخذتها ومزقتها وحرقتها وقرأت عليها بعض التعاويذ ودعت لنا في الشفاء .
كبرنا ليلى وليتنا لم نكبر .. ولم تركض فينا السنين .. ليتنا بقينا نتفيأ ظلال اللوز والتين .. ليتنا بقينا نتسابق ونجري ونشد الضفيرة ونقبل الجبين .
اليوم ليلى وليس معي في سكرات الموت سوى صورتك المتأرجحة بين يقظتي ونومي وحبٌ عمره دهرٌ بأكمله أعتقه وأرشفه فيمسي زادي ودوائي في هذه اللحظات .. لحظات الاحتضار.
آه ليلى هل تعودين شجرة التين فتحفرين اسمي هناك وتهزين بجذع شجرة اللوز وترمينني ؟
فهذه هي آخر ما أتمنى .. وآخر ما تمنحينني .
رد: ليلى .. هل تذكرين ؟
اللحظات .. لحظات الاحتضار.
آه ليلى هل تعودين شجرة التين فتحفرين اسمي هناك وتهزين بجذع شجرة اللوز وترمينني ؟
فهذه هي آخر ما أتمنى .. وآخر ما تمنحينني .
آه يا سيدتي يا عصفورة الشجن لم أتمنى البكاء مثل هذه اللحظة فحين يهبط الموت تسكت كل الأشياء بما فيها نبض القلوب .
عصفورة الشجن دومي لنا يا صديقتي العزيزة .
آه ليلى هل تعودين شجرة التين فتحفرين اسمي هناك وتهزين بجذع شجرة اللوز وترمينني ؟
فهذه هي آخر ما أتمنى .. وآخر ما تمنحينني .
آه يا سيدتي يا عصفورة الشجن لم أتمنى البكاء مثل هذه اللحظة فحين يهبط الموت تسكت كل الأشياء بما فيها نبض القلوب .
عصفورة الشجن دومي لنا يا صديقتي العزيزة .
حاتم أبو زيد- عضو متميز
- عدد المساهمات : 447
تاريخ التسجيل : 29/04/2010
الغالية ميساء
الله يا ميساء ما أجمل هذا العشق وما أروع لحظات الوفاء ... الحب شئ يسمي ويطغي أحيانا علي سكرات الموت
بالتأكيد ستبقي الأرواح بعض الرحيل ..
موفقة دائما لأنك تمتلكين احساس يفوق كل الكلمات
تحياتي لك
بالتأكيد ستبقي الأرواح بعض الرحيل ..
موفقة دائما لأنك تمتلكين احساس يفوق كل الكلمات
تحياتي لك
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 51
رد: ليلى .. هل تذكرين ؟
حاتم يا عزيزي الله يبعد عنك شبح البكاء .. لحظات مؤلمة أينعم ولكني لا أريدك أن تغرق في الحزن .. حاتم شكرا لحضورك الرقيق ودمت بخير .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: ليلى .. هل تذكرين ؟
نعم سميرة قد تتلاقى الأرواح بعد الرحيل لكنه الموت يكسرنا ويقتل اللحظات الجميلة .. اينعم تبقى الذكرى لكن وجودهم لا يعوضه شيء .. شكرا لحضورك العذب غاليتي سميرة ولا حرمت هذا الإشراق وهذا الفرح الذي يحضر معك .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: ليلى .. هل تذكرين ؟
رغم ان كلماتك حزينة الا ان جمال روحك يصبغها بالجمال
محبتي لك
محبتي لك
تسنيم حسن- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 141
تاريخ الميلاد : 27/11/1978
تاريخ التسجيل : 25/03/2011
العمر : 45
رد: ليلى .. هل تذكرين ؟
الله يبارك فيك يا تسنيم حضورك المشرق هو من جعل الخاطرة تبتهج فرحا بقدومك .. شكرا لك من القلب يا تسنيم .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: ليلى .. هل تذكرين ؟
سلمت انامل نقشت بوح عبق بالشجون
لا عدمناك اديبتى
لا عدمناك اديبتى
صفية عمر- عضو متميز
- عدد المساهمات : 395
تاريخ التسجيل : 04/06/2010
رد: ليلى .. هل تذكرين ؟
آه ليلى هل تعودين شجرة التين فتحفرين اسمي هناك وتهزين بجذع شجرة اللوز وترمينني ؟
فهذه هي آخر ما أتمنى .. وآخر ما تمنحينني .
دانة ربحي- عضو جديد
- عدد المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 22/10/2012
مواضيع مماثلة
» فداك ليلى
» قالوا في ليلى
» لقاء الثلاثاء (ضيفة الحوار الأديبة ميساء البشيتي) إعداد: السيدة ليلى وعزام أبو الحمــام
» قالوا في ليلى
» لقاء الثلاثاء (ضيفة الحوار الأديبة ميساء البشيتي) إعداد: السيدة ليلى وعزام أبو الحمــام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي