ماذا تبقى لي ؟

ماذا تبقى لي ؟
ماذا تبقى لي يا حبيب العمر ..
ماذا تبقى لي ؟
ماذا تبقى من عمر الورود وعطر البرتقال وعبق الرياحين ..
ماذا تبقى من ضحك العذارى وهمس القوافي وشدو الحساسين ..
ماذا تبقى لي ؟
ماذا تبقى لي ؟
بضع قطرات من الزيت العكر تغلي في صدر هذا القنديل .. بضع خيالات متكسرة على أجنحة العتمة في ليالي الشتاء الحزين .. بضع تنهيدات تئن من أرق الذاكرة ووجع الماضي وهذيان الحنين ؟
ماذا تبقى لي .. وهذا الكون يضيق من حولي وتهبط سماؤه فوق حاجبي وتسائلني سنين العمر بحدة : لم َ بعثرت في ذيل ثوبك تاريخا ً منقوشا ً على الرمل ومحوت خطوات أبائنا الأولين ؟
ماذا تبقى لي .. وهذا الخليج المالح يحاصر أنفاسي اللاهثة خلف سفنه المتهادية على الشطآن استعداداً لرحيلها عبر أزمنة وعواصم تغفو في مخيلتي وتصحو على وخز الأنين ؟
يا حبيب العمر ..
هل نوقف مسيرة الدموع في خارطة العمر المنهكة كي لا تخالطها دموع التماسيح المنهمرة على سفوح الشرفات وتلال الشمس وجدائل الياسمين ؟
هل أقع الليلة على همسك الشارد في كل هذا الفراغ منثوراً على صفحات قلبي كعناقيد العنب وأزهار اللوز والدحنون ؟
هل أرتطم بجدار يحمل رسم طيفك المصلوب في إحدى الزوايا المهملة منذ آلاف السنين يلوح لي بشارة النصر ويطلق زغاريد الفرح ويكتب قصائد العشق على سطور الجبين ؟
يا حبيب العمر ...
هل تكفيني هذه القطرات الشحيحة لإضاءة سنين عمري الكالحة وإنارة فانوس الذكريات العتيق ..
هل تكفيني لتدفئة سراديب القلب وتتبع دفق الدم المتخثر في الشرايين .. هل تكفيني لرسم طيفك في المساء وتتبع إثرك واصطياد خيوط الشمس من غيمات تشرين أو كانون ؟
ماذا تبقى لي يا حبيب العمر وهذه القطرات الشحيحة في صدر هذا القنديل الهرم العجوز
لن تكفي لصبغ أيام المشيب بالحناء وغرس جذور الفرح وشكل أكاليل الفل والياسمين ؟

يكفيك قلوبنا تعزف لحرفك
نحن نستمع فانشدى وزيدى
يا ارق ميساء واعذبها
عمت مساء

زهرة اليوسف كتب:يكفيك قلوبنا تعزف لحرفك
نحن نستمع فانشدى وزيدى
يا ارق ميساء واعذبها
عمت مساء

وأنا يا زهرتي يكفيني هذا
يكفيني أنكم بجوار قلبي وبجوار حروفي
شكرا لمرورك الذي يشبه عناقيد الياسمين
شكرا لك ودمت بكل المحبة .

يا حاء الحب..
المنفردة بتباريج الكبرياء والإباء
على أرصفة الحروف،،
بل نحن ماذا تبقى لنا من قول
بعد هذا الزخم والعنفوان الوجداني/اللغوي
الممتد إلى لواعج كل القلوب ؟؟
تضعين كل فصولك على عمر الحبيب ،،
بيدك تدقين على باب الحبيب ،،
حاملة شموع الدهشة ،،
أتنتظر سيدة البحر الطافح بالحنان
المرجاني حناناً من حبيب
تائه في الملكوت الميساوي
"ميساء" ؟؟
اليوم أفقه كيف تحتوين المجهول
ليبوح لك بما لا يخطر على قلب بشر ،،
فأنتِ تأنس لك كل حوريات "الذكريات"
تحكي لهن حكايا الليل ،،
تشدين لهن شدو الشجن الأنثوي ..
يا باء الحب..
المتبرجة بالإباء ،،
تمنحين كل المدى لعمر الحبيب ،،
لتنصيتي لرجع الصدى ،،
تستمطرين غيمة عمر الحبيب ،،
لتصيرين كاهنة متبللة بتراتيل
المطر العشقي..
يكفيكِ عطشا ،،
أنثري على حزنك الملح ،،
سيدتي ..
رويدا رويدا
تسرج لك مدارج الروح ،،
ومنارات الجسد
فطوبى لك ،،
فقد علمتِ الإنسان "الحبيب"
أخيراً كيف يحترف الحياة
هواءاً وهوى ،،
تلك غيمتك وتلك سهول القلوب ،،
فاغرسي جذور الفرح أنى شئتِ..

صباح الورد يا أسير الأمل
كم اشتقت لهذه الردود الرقيقة
أتمنى أن تكون بخير يا أسير الأمل
أعلم يا أسير الأمل انكم ما تبقى لي وأنني
فخورة جدا بكم وأعتز بكم ووجودكم يغنيني جدا
شكرا على هذا الحضور الجميل الذي يشبهك
وشكرا على الكلمات الرقيقة العذبة
وأتمنى لك صباحات جميلة ونهارات أجمل
ودمت بكل المحبة عزيزي أسير الأمل .