بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
الظلال
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الظلال
الظلال
جاحظ العينين، بارد الملامح، جامد النظرات، مدَّ يده بالمصافحة
فمددت إليه يدي، اصطدمت بقطعة من الثلج!
سحبتُ يدي، ابتلعتُ دهشتي ثم سألته: هل أطلتُ عليكم الغياب؟ هل مرًّ زمن طويل على آخر لقاء بيننا؟ أجاب بالنفي.
أخذت أتفحص ملامح من حولي بعد طول اشتياق، غمروني بنظراتهم الودودة، وأسرتني دمعاتهم وهي تسيل بصمت على ياسمين الخد، أنا لم أطل الغيبة... لكنهم ربما شعروا بالاشتياق، بالحنين، بطول الغياب، أو أن خطب ما أصابهم دون أن أدري.
بادرت بأسئلتي المعتادة عن الجميع، لم أغفل عن ذكر أي أحد... لكن لم تصلني منهم أي إجابة مفهومة. توقفت عن طرح الأسئلة ونظرت إليهم مجددًا... الوجوه ذاتها لم تتغير فلماذا لم أعد أفهم أحاديثهم؟ وهم، لمَ لم يعودوا يفهمون حديثي؛ فنظراتهم لا تشي باستيعابهم حرفًا واحدًا مما كنتُ أقول؟!
استأذنتهم بالانصراف فسمحوا لي دون أي تردد أو تذمر، لم يسألوا إن كان في نيتي العودة مرة أخرى، لم يطلبوا مني شيئًا قبل الرحيل، وأنا لم أعدهم هذه المرة بشيء.
نظرت إليهم نظرة أخيرة فانتابني الفزع؛ هل كنتُ طوال الوقت أكلم أشخاصًا أم ظلالاً؟
كنتُ أسمع أصواتًا غير مفهومة، مبهمة، تتمتم بكلمات باردة، خالية من السكر، فمن أين كانت تلك الأصوات تأتي؟
تلفتتُ حولي فلم أجد غيرهم، اقتربت منهم لأصافحهم فمدوا أياديهم _قطع الثلج _
وتمتموا بتلك العبارات الساكنة.
انطلقت في رحلتي، ابتعدت عن موطن الخطوة، نظرت خلفي فوجدتهم ما يزالون في أماكنهم لم يبرحوها، يلوحون بأياديهم، يسابقون خطواتهم، يلملمون لهاثهم، ثم يعيدون رسم الابتسامة على وجوههم... لكنها ابتسامات على ملامح الظلال.
--------------------------------
![الظلال Aooo_o11](https://i.servimg.com/u/f66/14/42/89/14/aooo_o11.jpg)
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: الظلال
ميساء البشيتي كتب:الظلالجاحظ العينين، بارد الملامح، جامد النظرات، مدَّ يده بالمصافحةفمددت إليه يدي، اصطدمت بقطعة من الثلج!سحبتُ يدي، ابتلعتُ دهشتي ثم سألته: هل أطلتُ عليكم الغياب؟ هل مرًّ زمن طويل على آخر لقاء بيننا؟ أجاب بالنفي.أخذت أتفحص ملامح من حولي بعد طول اشتياق، غمروني بنظراتهم الودودة، وأسرتني دمعاتهم وهي تسيل بصمت على ياسمين الخد، أنا لم أطل الغيبة... لكنهم ربما شعروا بالاشتياق، بالحنين، بطول الغياب، أو أن خطب ما أصابهم دون أن أدري.بادرت بأسئلتي المعتادة عن الجميع، لم أغفل عن ذكر أي أحد... لكن لم تصلني منهم أي إجابة مفهومة. توقفت عن طرح الأسئلة ونظرت إليهم مجددًا... الوجوه ذاتها لم تتغير فلماذا لم أعد أفهم أحاديثهم؟ وهم، لمَ لم يعودوا يفهمون حديثي؛ فنظراتهم لا تشي باستيعابهم حرفًا واحدًا مما كنتُ أقول؟!استأذنتهم بالانصراف فسمحوا لي دون أي تردد أو تذمر، لم يسألوا إن كان في نيتي العودة مرة أخرى، لم يطلبوا مني شيئًا قبل الرحيل، وأنا لم أعدهم هذه المرة بشيء.نظرت إليهم نظرة أخيرة فانتابني الفزع؛ هل كنتُ طوال الوقت أكلم أشخاصًا أم ظلالاً؟كنتُ أسمع أصواتًا غير مفهومة، مبهمة، تتمتم بكلمات باردة، خالية من السكر، فمن أين كانت تلك الأصوات تأتي؟تلفتتُ حولي فلم أجد غيرهم، اقتربت منهم لأصافحهم فمدوا أياديهم _قطع الثلج _وتمتموا بتلك العبارات الساكنة.انطلقت في رحلتي، ابتعدت عن موطن الخطوة، نظرت خلفي فوجدتهم ما يزالون في أماكنهم لم يبرحوها، يلوحون بأياديهم، يسابقون خطواتهم، يلملمون لهاثهم، ثم يعيدون رسم الابتسامة على وجوههم... لكنها ابتسامات على ملامح الظلال.
![0092](/users/3113/10/90/94/smiles/1275077013.jpg)
لبيبة الدسوقي- عضو جديد
- عدد المساهمات : 32
تاريخ التسجيل : 23/01/2015
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي