بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
هـادي العـلـوي : الـمُـثـقـَّـف الـجـَذري د. عبد القادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
هـادي العـلـوي : الـمُـثـقـَّـف الـجـَذري د. عبد القادر حسين ياسين
هـادي العـلـوي : الـمُـثـقـَّـف الـجـَذري
د. عبد القادر حسين ياسين
21/04/2018
في 27 أيلول 1998 . غـيـَّب الـمـوت المفكر العراقي الكبير هادي العلوي...
نحن في رحاب رجل درس الأمس لمعرفة اليوم ،
واخضع قيم اليوم لمحاكمة تجارب الأمس،
تعامل بوضوح صوت ونقاء فكرة،
لم تمنعه عقيدة انتماء من قول الصدق ،
الذي يتوافر عليه في درس آو بحث ان تأمل،
اخضع ثقافته إلى المساءلة، واشتغـل في الفلسفة كؤرخ، وفي التاريخ كفيسلوف،
اهتم بالتراث الإنساني والعربي خاصة ، وقرأه قراءة معاصرة .
عاش هادي العلوي متغربا بين دمشق وبيروت والصين،
عفيف اليد واللسان، صوفي السلوك والأهواء،
لم تغره مكانته على استغلالها لمصالح شخصية،
ولم يبحث عن الأضواء والشهرة .
ذلك هو هادي العلوي، الذي ولد في بغداد عام 1932،
وتوفي في دمشق في 27 أيلول 1998 .
تخرج من كلية الاقتصاد جامعة بغداد عام 1956،
نشر أول بحث له في مجلة "المثقف" عام 1960 ،
في موضوع عن أبي حيان التوحيدي...
كان غزير الإنتاج، يقف على أعتاب التراث ويحاكم الواقع.
كان العلوي مثقفاً كونياً ، رفض رفضاً قاطعاً العلاقة مع السلطة ،
متجها إلى التوفر الهائل عن أسباب المعرفة وشروط المعرفة.
كان معجباً بكل الشخصيات الثورية ...
وأنت تطرق باب بيته الخشبي المتواضع في دُمـَّر،
تواجهك كلمات بالصينية تحمل اسمه ومنديله،
بما معناه سليل الحضارتين،
وحين تدخل صومعته الصغيرة، منزله الأليف ،
تراه يرتدي الدشداشة العراقية ويجلس وراء طاولته ،
التي علتها العديد من الكتب والقواميس والأوراق والملفات ،
يطالع بنهم أو يواصل أبحاثه ودراساته المعمقة والمتنوعة ومشاريعه المهمة .
يسافر إلى الماضي البعيد ويستلهم منها ما هو جديد ومفيد،
ويستنطق تلك الشخصيات الفذة ،
التي تركت بصماتها واضحة على مرّ التاريخ والعهود .
كثيرة هي الحلقات التي أقامها العلوي،
"الفصل بين الدين والسياسة"، و "الفصل بين الدين والدولة".
لكن الأشد وطأة على النفس والمشاعـر هو "تصوفه" الثوري الشامخ،
عرفانيته المستزادة من المعارف، في نقد الأصول،
والتشكيك بالجذور، ومسألة الهوية.
فليس غريباً ان يُنفى ويُقصى من العقل العربي.
فهذا الصنف من المفكرين والمثقفين الجذريين،
هم مقصيون على امتداد التاريخ المديد والمعاصر.
تمكن العلوي من إفراغ حمولته الأساسية،
وربما لم يسعفه العمر بالمواصلة التي لا تنتهي،
لكنه ترك وعياً عميقاً في استنطاق الموروث،
فترك حمولة صدامية، وأسئلة توقظ نومنا،
وتقصي اطمئناننا على الحاضر النائم، وانعدام القدرة على النقد.
الـمـثـقـف الـجـذري
الوفاء للصوفية تبدى وكأنه وفاء للحلاج،
إشكالية ما بعدها إشكالية بين المثقف الجذري والحاكم،
عرفانية نقية خالصة :
"أجوع مع الجائعين، فذلك هو شرط المعرفة،
والتحف المنافي، فذلك هو شرط الحرية."
أثاث منزله البسيط: صورة لكارل ماركس، أخرى للينين،
تشي غيفارا، وصورة افتراضية لكونفوشيوس،
قصائد وكتابات مبرْوَزة، طاولة ونظارات سميكة،
عدسة مكبرة، معاجم ، أوراق ، مراجع ، رسائل،
هي بمجموعها كناية عن إرثه للأسرة،
الزوجة التي تقاسمت معه المخاطر وشظف العيش والذكريات،
والفرح المسروق من زوايا الفقر والالتزام بالحياة ،
قاسمته الحياة والوفاء، وقاسمته حبه اللا محدود للفقراء والجياع.
كان شعلة متوهجة يعمل في التحرير ،
يكتب ويهمش ويبدي الرأي في الكثير من القضايا المطروحة.
كان ينتج وكأنه في سباق مع الزمن،
وكان يريد أن يخلّف لنا شيئاً من روحه وقد فـعـل.
د. عبد القادر حسين ياسين
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 481
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
![-](https://2img.net/i/empty.gif)
» العــَذاب الـفـِلـِسـطـيـنـي د. عبد القادر حسين ياسين
» عـولـيـــس الـفـِلــِســـْطـيـني د. عبد القادر حسين ياسين
» غـيـابٌ في الغـيـاب...! د. عبد القادر حسين ياسين
» أقـَلّ من كـَلـب...! د. عبد القادر حسين ياسين
» صـقـيع الـمـنـفـى د. عبد القادر حسين ياسين
» عـولـيـــس الـفـِلــِســـْطـيـني د. عبد القادر حسين ياسين
» غـيـابٌ في الغـيـاب...! د. عبد القادر حسين ياسين
» أقـَلّ من كـَلـب...! د. عبد القادر حسين ياسين
» صـقـيع الـمـنـفـى د. عبد القادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي