بوح منتصف الليل:ستغدو يا وطني مقبرة المسنين...

كم تمنيت أن أرى وطني منعما يرفل أبناؤه في عزة وكرامة..!!
كم حلمت بالعيشة الكريمة في بلدي..!!
كم وددت أن تكون ديارنا مهدا لنجاحات الشباب..!!
كل أحلامي وأمنياتي بدأت تتبخر..
وطني يحتضر...صحته تحتاج لإسعاف،وبخطوات متعثرة تجتر نفس المشاكل منذ عقود..صحة بلادي كنز مفقود وكارثة مآسيها لا تتوقف..
وطني يباد...حين آل تعليمه للحضيض،وجهود مبذولة لطمس عروبتنا وهويتنا ...وسياسة محكمة لنحر لغة الضاد بأبشع الوسائل وبأيدي رجال التعليم...
شباب تائه..ضائع..متطلع للضفة الأخرى...طموحهم رغد العيش والعملة الصعبة..اتخذوا قوارب الموت سفنا للنجاة وجسرا للعبور..ركبوا الموج...وأرادوا أخذ حقهم في الحياة عنوة..فكانت أجساد بعضهم قرابين للحيتان.. والناجون منهم هناك متخفون ينتظرون إقامة تمنحهم الكرامة التي منعوا منها في مسقط رؤوسهم.
موطني...كم حلمت بضمة منك لهؤلاء الفتية،وشحذ هممهم للعمل،وانتشالهم من البطالة ،واستبدال صرخات الأمهات الثكالى بزغاريد نجاح هنا في حضنك يا وطن.
كم رغبت أن تكون سندا لنا،وأنشودة نتغنى بها عند كل مساء،وترتسم بسمة فخر على شفاهنا ونحن نلهج باسمك.
فهل سيتحقق حلمي يوما..؟؟
وهل مازال هناك أمل في سطوع نجم أمتنا العربية من جديد ؟؟وعودة السيادة لها ..؟؟وتصبح بلادنا جنة لشبابها عوضا عن مقبرة لمسنيها فقط..؟؟

يا لطيفة أقف عاجزة عن الرد وعن منح الأمل بأن الغد سيكون أفضل
ما نقدمه للغد سيئًا فكيف سيكون الغد مشرقًا؟
نحن بأيدينا نضيع بلادنا يا لطيفة 
ولا حول ولا قوة إلا بالله