بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
رسالة قبل الاحتضار
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رسالة قبل الاحتضار
رسالة قبل الاحتضار
حركة غير عادية بممرات قسم المستعجلات هذه الليلة...
في أقصى الممر تقبع هناك أم بوجه شاحب تنتظر فتح باب كتب عليه"ممنوع الدخول"...ينتفض قلبها كلما خرج ممرض فتُسرع بالسؤال وهي تلاحق خطواته المسرعة متوسلة: أرجوك طمئِني...أنا أم البنت.
يشير بيديه أن لا جواب عنده الآن.
تعود أدراجها وتجلس بمقعدها الخشبي بالقرب من طليقها.
فجأة، تخرج ممرضة حاملة بيديها ورقة وتشير للأم:
-وجدت هذه الرسالة بين أغراض ابنتك...تفضلي.
بلهفة أسرعا لفتحها، وبدأت الأم تقرأ بعين باكية آخر ما كتبت ابنتها.
عذرا يا أمي...
لم أستطع التحمل أكثر...
عذرا يا أبي...
فقد وجدت نفسي تائهة بين منزلين...
عذرا لنفسي...
التي قَسَمتُماها بينكما إلى شطرين: نصفي الأيسر لك يا أمي، والأيمن عندك يا أبتي...
أوهمتُماني أني محظوظة لامتلاكي منزلين...
منزلين لا أثر للحب بهما..
لا أمان...
لا مشاعر...
وجدت صعوبة في تجسيد مشاعري بجسد مبتور الأعضاء...
انفصالكما فكَّ أسركما، وسجن أحاسيسي.
فقد أصبحتُ ناضجة قبل الأوان ...
أفكر ألف مرة قبل النطق بكلمة حب في مكانها الغير الصحيح...حتى لا تُصادَر.
تعلمت كيف أنتقي حروفي منذ الطفولة، وأَدتُ اشتياقي للطرف الآخر بوجود الطرف المسيطر على جسدي، أما روحي فلا أثر لها.
نعم...لدي بيتان وغرفتان وسريران، لكن روحي تنام مشردة في الشوارع...
أتقنتُ فن التمريض وأنا صبية...
داويتُ أنين قلبيكما الناضجين بقلب صغير مشطور.
رفقا بي...
فأنا ضحيتكما معا، جعلتُماني ميدانا لتصفية حساباتكما، ومستنقعا لتراقص حقدكما ولؤمكما وانتقامكما...
صرختُ كثيرا....
لا تلفَّا حبال خيبتكما على رقبتي...!!
لا تجعلاني مُدانة بلا تهمة...!!
فلست من أسكت نبض فؤاديكما...
أديتُ فاتورة ضريبة طلاقكما التي فرضت علي غاليا...
أجيباني...
كيف أستمِّد الحب والمودة والرحمة من نبع جاف؟؟
فانفصالكما، تحررٌ وانطلاقٌ وبدايةٌ جديدة لحياتكما...وألمٌ وكسرٌ ونهايةٌ حتميةٌ لسعادتي...
أمي ...أبي...
اشتقت أن أكون فتاة كاملة وليست نصفا.
لكن...
كلاكما احتفظ بنصفه وأقسم عليه ألا يجتمع بالآخر....
اشتقت لنصفي الآخر، وقد أتمكنُّ من إعادة التحامهما مجددا بعد الوفاة.
لطالما سألتُماني:
-ماذا تُخفينَ بداخلك؟؟
إليكما الجواب:
-لقد نسيتُما الفضل بينكما...
عفوا: لن أستطيع إكمال رسالتي، فقد بدأت أحس بدوار نتيجة حبات الدواء التي التهمتها لأ ضع بها حدا لحياتي...
معذرة فأحرفي الأخيرة مشطورة كجسمي...
أ...ح...ب...ك...م...ا...
م...ع...ا...
حركة غير عادية بممرات قسم المستعجلات هذه الليلة...
في أقصى الممر تقبع هناك أم بوجه شاحب تنتظر فتح باب كتب عليه"ممنوع الدخول"...ينتفض قلبها كلما خرج ممرض فتُسرع بالسؤال وهي تلاحق خطواته المسرعة متوسلة: أرجوك طمئِني...أنا أم البنت.
يشير بيديه أن لا جواب عنده الآن.
تعود أدراجها وتجلس بمقعدها الخشبي بالقرب من طليقها.
فجأة، تخرج ممرضة حاملة بيديها ورقة وتشير للأم:
-وجدت هذه الرسالة بين أغراض ابنتك...تفضلي.
بلهفة أسرعا لفتحها، وبدأت الأم تقرأ بعين باكية آخر ما كتبت ابنتها.
عذرا يا أمي...
لم أستطع التحمل أكثر...
عذرا يا أبي...
فقد وجدت نفسي تائهة بين منزلين...
عذرا لنفسي...
التي قَسَمتُماها بينكما إلى شطرين: نصفي الأيسر لك يا أمي، والأيمن عندك يا أبتي...
أوهمتُماني أني محظوظة لامتلاكي منزلين...
منزلين لا أثر للحب بهما..
لا أمان...
لا مشاعر...
وجدت صعوبة في تجسيد مشاعري بجسد مبتور الأعضاء...
انفصالكما فكَّ أسركما، وسجن أحاسيسي.
فقد أصبحتُ ناضجة قبل الأوان ...
أفكر ألف مرة قبل النطق بكلمة حب في مكانها الغير الصحيح...حتى لا تُصادَر.
تعلمت كيف أنتقي حروفي منذ الطفولة، وأَدتُ اشتياقي للطرف الآخر بوجود الطرف المسيطر على جسدي، أما روحي فلا أثر لها.
نعم...لدي بيتان وغرفتان وسريران، لكن روحي تنام مشردة في الشوارع...
أتقنتُ فن التمريض وأنا صبية...
داويتُ أنين قلبيكما الناضجين بقلب صغير مشطور.
رفقا بي...
فأنا ضحيتكما معا، جعلتُماني ميدانا لتصفية حساباتكما، ومستنقعا لتراقص حقدكما ولؤمكما وانتقامكما...
صرختُ كثيرا....
لا تلفَّا حبال خيبتكما على رقبتي...!!
لا تجعلاني مُدانة بلا تهمة...!!
فلست من أسكت نبض فؤاديكما...
أديتُ فاتورة ضريبة طلاقكما التي فرضت علي غاليا...
أجيباني...
كيف أستمِّد الحب والمودة والرحمة من نبع جاف؟؟
فانفصالكما، تحررٌ وانطلاقٌ وبدايةٌ جديدة لحياتكما...وألمٌ وكسرٌ ونهايةٌ حتميةٌ لسعادتي...
أمي ...أبي...
اشتقت أن أكون فتاة كاملة وليست نصفا.
لكن...
كلاكما احتفظ بنصفه وأقسم عليه ألا يجتمع بالآخر....
اشتقت لنصفي الآخر، وقد أتمكنُّ من إعادة التحامهما مجددا بعد الوفاة.
لطالما سألتُماني:
-ماذا تُخفينَ بداخلك؟؟
إليكما الجواب:
-لقد نسيتُما الفضل بينكما...
عفوا: لن أستطيع إكمال رسالتي، فقد بدأت أحس بدوار نتيجة حبات الدواء التي التهمتها لأ ضع بها حدا لحياتي...
معذرة فأحرفي الأخيرة مشطورة كجسمي...
أ...ح...ب...ك...م...ا...
م...ع...ا...
لطيفة الميموني- عضو متميز
- عدد المساهمات : 335
تاريخ التسجيل : 21/03/2018
رد: رسالة قبل الاحتضار
كنت أتمنى أن يتصلح الوضع بينهما قبل هذه النهاية المؤلمة
كل حرف كان بمكانه
شكرا لك ايتها المبدعة
كل حرف كان بمكانه
شكرا لك ايتها المبدعة
فاطمة شكري- عضو متميز
-
الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 779
تاريخ الميلاد : 01/12/1979
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 44
رد: رسالة قبل الاحتضار
عزيزتي الأستاذة فاطمة شكري....فاطمة شكري كتب:كنت أتمنى أن يتصلح الوضع بينهما قبل هذه النهاية المؤلمة
كل حرف كان بمكانه
شكرا لك ايتها المبدعة
أنا أيضا تمنيت هذا...لكن كان لابد من صفعة توقظ أحاسيسهما تجاه ابنة يائسة...ولو بعد فوات الأوان.
شكرا جزيلا لمرورك وتشجيعك أستاذتي.
لطيفة الميموني- عضو متميز
- عدد المساهمات : 335
تاريخ التسجيل : 21/03/2018
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي