بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
وعد الصغار...
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وعد الصغار...
وعد الصغار..
فوق ربى أرض الأجداد يلهون...متشابكو الأيدي يحلقون...ويرددون أناشيد الطفولة...يركضون فوق التلال...ووراء الأشجار يختبئون...أطفال جمعهم حب اللعب وقضاء لحظات متعة مع بعض...
عند المساء...يتسلق الشباب أشجار الفواكه التي تصادف طريق عودتهم...يأكلون ما طاب لهم من ثمارها...
تسلق حسام شجرة التين الضخمة... قطف أينع ثمرة...وأهداها لمحبوبته وبنت خاله ليلى ...يمدها لها قائلا: أفضل فاكهة هذه الشجرة أضعها بين شفتيك...تتورد وجنتاها خجلا.. تستطعم الحبة وعيون الأخريات تراقب حبهما الطفولي.. ويتمنين لو كنا مكانها.
بعيد الغروب...يطرق الأطفال الصغار بيت الجد الذي ضمهم جميعا في هذا الصيف الحار.. تبادر هند بالشكوى: جدي ...حسام لم يعطني ولا ثمرة تين...كل ما جناه أهداه لليلى.
يعاتب الجد حسام مازحا: ألا تخجل من صنيعك يا فتى..؟؟ هند بنت خالتك وزوجتك المستقبلية.
كلمات سمعها حسام مرارا من أفواه الكثيرين...يلتفت لليلى التي أدارت بوجهها بعيدا... خيط رفيع من الأسى جرح حنجرتها... وعينا المسكين تتناوبان التحديق إلى البنتين.
يضم الجد حفيدته الصغيرة إليه، وتنطلق ليلى خارجا إلى حديقة البيت...يلحق بها حسام لتهدئة روعها.. برنة أسى عميقة وغصة في الحلق يحاول أن يهدهد غضبها..ويؤكد لها أنها الوحيدة التي تتربع على عرش قلبه...طوقها بذراعيه الفتيتين وهمس في أذنها: أتعلمين ياليلى ..ستكونين لي زوجة...لن أرض بهند مهما قالوا...عندما أكبر...سأهاجر ولن أعود إلا بعد زواجها لنحتفل نحن الاثنين بزفافنا....ثم أردف قائلا: أعدك حبيبتي...يبتسم الاثنان ويضمها مجددا إليه بقوة...
ما أجمل حب الأبرياء الصغار وأحلامهم!!!
كم هو ممتع دخولهم عالم الكبار قسرا...!!
لا براءة تعادل تقليدهم للكبار خفية...ولا لذة تعادل إحساسهم بأنهم قد كبروا وأحبوا وأخلصوا...
كبر الصغار ...
هاجر حسام وتاه في أزقة الغربة المترامية في مجاهل بلاد الاندلس ...وتزوجت هند
بعده بسنوات...
علمت ليلى بخبر زواج حسام من إسبانية لتسوية وضعيته....فباءت كل محاولاتها بالفشل لستر حزنها...ورغبتها الكبيرة في البكاء كلما ذكر اسمه.
مات الجد.. فقدت الأم بصرها من كثرة بكائها على حسام...وقلب ليلى لم تندمل جروحه..ومأساة الهجرة التي لا يعرف أحد ذيولها تعتصر رئتها.
كثيرا ما تتذكره...وتتذكر كلماته لها ونظراته وهو يغالب دمعه الذي غلبه في نهاية المطاف وهو يودعها، لتتلاشى كل أحلامهما معا....
استجاب القدر لكلام حسام بدقة...فسح له مجال الهجرة.. وتزوجت هند كما تمنى...لكنه لم يعد لتنفيذ باقي فصول وعده.
لطيفة الميموني
فوق ربى أرض الأجداد يلهون...متشابكو الأيدي يحلقون...ويرددون أناشيد الطفولة...يركضون فوق التلال...ووراء الأشجار يختبئون...أطفال جمعهم حب اللعب وقضاء لحظات متعة مع بعض...
عند المساء...يتسلق الشباب أشجار الفواكه التي تصادف طريق عودتهم...يأكلون ما طاب لهم من ثمارها...
تسلق حسام شجرة التين الضخمة... قطف أينع ثمرة...وأهداها لمحبوبته وبنت خاله ليلى ...يمدها لها قائلا: أفضل فاكهة هذه الشجرة أضعها بين شفتيك...تتورد وجنتاها خجلا.. تستطعم الحبة وعيون الأخريات تراقب حبهما الطفولي.. ويتمنين لو كنا مكانها.
بعيد الغروب...يطرق الأطفال الصغار بيت الجد الذي ضمهم جميعا في هذا الصيف الحار.. تبادر هند بالشكوى: جدي ...حسام لم يعطني ولا ثمرة تين...كل ما جناه أهداه لليلى.
يعاتب الجد حسام مازحا: ألا تخجل من صنيعك يا فتى..؟؟ هند بنت خالتك وزوجتك المستقبلية.
كلمات سمعها حسام مرارا من أفواه الكثيرين...يلتفت لليلى التي أدارت بوجهها بعيدا... خيط رفيع من الأسى جرح حنجرتها... وعينا المسكين تتناوبان التحديق إلى البنتين.
يضم الجد حفيدته الصغيرة إليه، وتنطلق ليلى خارجا إلى حديقة البيت...يلحق بها حسام لتهدئة روعها.. برنة أسى عميقة وغصة في الحلق يحاول أن يهدهد غضبها..ويؤكد لها أنها الوحيدة التي تتربع على عرش قلبه...طوقها بذراعيه الفتيتين وهمس في أذنها: أتعلمين ياليلى ..ستكونين لي زوجة...لن أرض بهند مهما قالوا...عندما أكبر...سأهاجر ولن أعود إلا بعد زواجها لنحتفل نحن الاثنين بزفافنا....ثم أردف قائلا: أعدك حبيبتي...يبتسم الاثنان ويضمها مجددا إليه بقوة...
ما أجمل حب الأبرياء الصغار وأحلامهم!!!
كم هو ممتع دخولهم عالم الكبار قسرا...!!
لا براءة تعادل تقليدهم للكبار خفية...ولا لذة تعادل إحساسهم بأنهم قد كبروا وأحبوا وأخلصوا...
كبر الصغار ...
هاجر حسام وتاه في أزقة الغربة المترامية في مجاهل بلاد الاندلس ...وتزوجت هند
بعده بسنوات...
علمت ليلى بخبر زواج حسام من إسبانية لتسوية وضعيته....فباءت كل محاولاتها بالفشل لستر حزنها...ورغبتها الكبيرة في البكاء كلما ذكر اسمه.
مات الجد.. فقدت الأم بصرها من كثرة بكائها على حسام...وقلب ليلى لم تندمل جروحه..ومأساة الهجرة التي لا يعرف أحد ذيولها تعتصر رئتها.
كثيرا ما تتذكره...وتتذكر كلماته لها ونظراته وهو يغالب دمعه الذي غلبه في نهاية المطاف وهو يودعها، لتتلاشى كل أحلامهما معا....
استجاب القدر لكلام حسام بدقة...فسح له مجال الهجرة.. وتزوجت هند كما تمنى...لكنه لم يعد لتنفيذ باقي فصول وعده.
لطيفة الميموني
لطيفة الميموني- عضو متميز
- عدد المساهمات : 335
تاريخ التسجيل : 21/03/2018
رد: وعد الصغار...
بالنهاية كل شيء قسمة ونصيب... لذلك حتى وعود الكبار لا تكون مجدية
قصة موجعة لكنها من الواقع يا غالية
عاشت روحك يا لطيفة المبدعة
قصة موجعة لكنها من الواقع يا غالية
عاشت روحك يا لطيفة المبدعة
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: وعد الصغار...
سلمت عزيزتي..ميساء البشيتي كتب:بالنهاية كل شيء قسمة ونصيب... لذلك حتى وعود الكبار لا تكون مجدية
قصة موجعة لكنها من الواقع يا غالية
عاشت روحك يا لطيفة المبدعة
دام حضورك البهي...وشكرا لقلب يسع من الحب الكثير.
لطيفة الميموني- عضو متميز
- عدد المساهمات : 335
تاريخ التسجيل : 21/03/2018
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي