بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
مقتطفات من وجع للأديب زياد سقيرق
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مقتطفات من وجع للأديب زياد سقيرق
قاف ونون ، والمشهد الحنون، وبيت للدجاج في مزرعة فلاح أجمل مايكون ، وإن كنت رجلاً اقترب ، سترى بأم عينك الجنون.
2
عرائش العنب التي تتدلى وتغطي شرفة دار مهجورة ، عرائش العنب التي كبرت، عرائش العنب التي هرمت ، ودموع من مروا ومن زرعوا ومن صرخوا ومن ماتوا ومن قتلوا ومن باعوا ومن ضاعوا ومن هربوا ، وهذا الخراب الخراب الخراب ، وآخر المشهد سائح يلتقط صورة تذكارية .
3
أحدهم كان يحلم بأن يصبح رساماً، كان يتخيل كم سيكون جميلا لو أطال شعره ورسم فتاة عارية ، كبر وصغر حلمه ، واشتعلت الحرب في البلاد، واتكأ على الجدار ،وفجأة تذكر حلمه القديم لحظة سقوط القذيفة ، القذيفة اللعينة التي رسمت بدمه لوحة فنية ، حزينة وقاسية ، لكن لن يمحوها الزمن .....
4
أحدهم كان يرغب بأن يكون راقص بالي ، أهله اعترضوا وبخوه ، نسي الحلم ، وصار شيخاً ، أتت الحرب القاتلة ( يتسائل أحدهم : وهل هناك حرب غير قاتلة ) وصار القصف وبدأ يرقص ويرقص ويرقص هرباً من الموت لا أكثر وهو يلعن حلمه الذي تحقق بعد فوات الأوان..
5
كان يحلم أن يسافر ، وكان يعشق الطيران ، وكان يتنقل من مكان لمكان كنسر أو صقر لايهم ـ فهو كما قلت لكم ـ يعشق الطيران ، فجأة حدثت الحرب وبدأ الهروب الكبير ولأمر لم يفهمه أحد تمسك بجذع شجرة خضراء والتصق بها حتى الفناء.
6
كان لسانه يسبح بحمد الله ، بذكر الرحمن ، بالصلاة على النبي وعندما حدثت المجاعة الكبرى وطلب منه الفقراء كسرة خبز بدأ يشتم ويكفر ويسب ويلعن تلك الساعة التي كلفوه بها بأن يرأس الجمعية الخيرية ....
7
صاحبنا " حربوق " ومع السوق يسوق ، في ليالي رمضان يرقص المولوية ، وفي أيام الأعياد الإسلامية يدور على بيوت الأثرياء كي يأخذ منهم للفقراء ، وفي أعياد ميلاد يسوع يصبح خواجة ، وفي الأعياد الوطنية ينشق بنطاله من الرقص في الساحات والدبكة الشعبية ، وعندما حدثت الحرب القاتلة وبدأ الهروب الكبير ، وجدناه في بلاد اللجوء وقد غير لكنته قليلا ولم يغير "حربقته "القديمة، لكنه غير صورة "البروفايل " ,,,,,
8
معروف بكل البلاد بأن أحلامه تتحقق ، ومعروف عنه كراماته ، كل البلاد تعرفه من "دير المجانين" حتى "بيت اشلح" والكل يقدره ويحترمه ويجله ، لصدقه وصلاحه وتقواه، فجأة حدثت الحرب وحلم أنه سيصبح ثرياً ، وبدأ يحكي الحلم للجميع والكل صدقه ، حكى لهم عن جبال الذهب وعن أنهار العسل وعن حور عين وعن كثير من الخبل ، وصدقوه وبايعوه وأعطوه الغالي والنفيس لكنه ككل اللصوص سرقهم وقتلهم وهرب .
9
عرف بحياته نساء كثيرات، نسي أسماء أغلبهن ، ونسي أشكالهن، إلا مُدرسة العلوم في المرحلة الإعدادية ،هذا ما كان يقوله لرفاقه في كل سهرة مسائية ، مازال يتذكرها بكل تفاصيل التفاصيل ويحكيها لهم ، هذه التفاصيل التي كان يتخيلها، ويعيدها ويحلم بها حتى صارت بعقله حقيقة ، وعندما تزوج فشل بالسرير ونسي مُدرسته الجميلة.
10
قال سيد المسرح العربي ذات تجلِ: " متمسكون بالأمل "
وقال سيد الشعر العربي : " نفعل كما يفعل السجناء والعاطلون عن العمل ، نربي الأمل "
وأنا أقول .....
من أنا حتى أقارن نفسي بهم
حسنا أسحب كلامي لن أقول أي شيء فأنا إن قلت ما بقلبي سيبكي الوطن.
2
عرائش العنب التي تتدلى وتغطي شرفة دار مهجورة ، عرائش العنب التي كبرت، عرائش العنب التي هرمت ، ودموع من مروا ومن زرعوا ومن صرخوا ومن ماتوا ومن قتلوا ومن باعوا ومن ضاعوا ومن هربوا ، وهذا الخراب الخراب الخراب ، وآخر المشهد سائح يلتقط صورة تذكارية .
3
أحدهم كان يحلم بأن يصبح رساماً، كان يتخيل كم سيكون جميلا لو أطال شعره ورسم فتاة عارية ، كبر وصغر حلمه ، واشتعلت الحرب في البلاد، واتكأ على الجدار ،وفجأة تذكر حلمه القديم لحظة سقوط القذيفة ، القذيفة اللعينة التي رسمت بدمه لوحة فنية ، حزينة وقاسية ، لكن لن يمحوها الزمن .....
4
أحدهم كان يرغب بأن يكون راقص بالي ، أهله اعترضوا وبخوه ، نسي الحلم ، وصار شيخاً ، أتت الحرب القاتلة ( يتسائل أحدهم : وهل هناك حرب غير قاتلة ) وصار القصف وبدأ يرقص ويرقص ويرقص هرباً من الموت لا أكثر وهو يلعن حلمه الذي تحقق بعد فوات الأوان..
5
كان يحلم أن يسافر ، وكان يعشق الطيران ، وكان يتنقل من مكان لمكان كنسر أو صقر لايهم ـ فهو كما قلت لكم ـ يعشق الطيران ، فجأة حدثت الحرب وبدأ الهروب الكبير ولأمر لم يفهمه أحد تمسك بجذع شجرة خضراء والتصق بها حتى الفناء.
6
كان لسانه يسبح بحمد الله ، بذكر الرحمن ، بالصلاة على النبي وعندما حدثت المجاعة الكبرى وطلب منه الفقراء كسرة خبز بدأ يشتم ويكفر ويسب ويلعن تلك الساعة التي كلفوه بها بأن يرأس الجمعية الخيرية ....
7
صاحبنا " حربوق " ومع السوق يسوق ، في ليالي رمضان يرقص المولوية ، وفي أيام الأعياد الإسلامية يدور على بيوت الأثرياء كي يأخذ منهم للفقراء ، وفي أعياد ميلاد يسوع يصبح خواجة ، وفي الأعياد الوطنية ينشق بنطاله من الرقص في الساحات والدبكة الشعبية ، وعندما حدثت الحرب القاتلة وبدأ الهروب الكبير ، وجدناه في بلاد اللجوء وقد غير لكنته قليلا ولم يغير "حربقته "القديمة، لكنه غير صورة "البروفايل " ,,,,,
8
معروف بكل البلاد بأن أحلامه تتحقق ، ومعروف عنه كراماته ، كل البلاد تعرفه من "دير المجانين" حتى "بيت اشلح" والكل يقدره ويحترمه ويجله ، لصدقه وصلاحه وتقواه، فجأة حدثت الحرب وحلم أنه سيصبح ثرياً ، وبدأ يحكي الحلم للجميع والكل صدقه ، حكى لهم عن جبال الذهب وعن أنهار العسل وعن حور عين وعن كثير من الخبل ، وصدقوه وبايعوه وأعطوه الغالي والنفيس لكنه ككل اللصوص سرقهم وقتلهم وهرب .
9
عرف بحياته نساء كثيرات، نسي أسماء أغلبهن ، ونسي أشكالهن، إلا مُدرسة العلوم في المرحلة الإعدادية ،هذا ما كان يقوله لرفاقه في كل سهرة مسائية ، مازال يتذكرها بكل تفاصيل التفاصيل ويحكيها لهم ، هذه التفاصيل التي كان يتخيلها، ويعيدها ويحلم بها حتى صارت بعقله حقيقة ، وعندما تزوج فشل بالسرير ونسي مُدرسته الجميلة.
10
قال سيد المسرح العربي ذات تجلِ: " متمسكون بالأمل "
وقال سيد الشعر العربي : " نفعل كما يفعل السجناء والعاطلون عن العمل ، نربي الأمل "
وأنا أقول .....
من أنا حتى أقارن نفسي بهم
حسنا أسحب كلامي لن أقول أي شيء فأنا إن قلت ما بقلبي سيبكي الوطن.
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 481
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
رد: مقتطفات من وجع للأديب زياد سقيرق
أشكر الله الذي أكرمنا بهذا المنتدى الذي يلتقط حروفاً نكتبها بدمنا ودموعنا ويحفظها من الضياع ، شكراً لعصفورة الشجن الأستاذة ميساء البشيتي ، الأخت والصديقة والأستاذة وابنة البلد ، كل التحايا والتقدير .
زياد سقيرق- عضو جديد
- عدد المساهمات : 12
تاريخ التسجيل : 04/05/2017
رد: مقتطفات من وجع للأديب زياد سقيرق
انتقلنا بين مشاهد عديدة محزنة، وتهنا بين حروف تئن وجعا، تنزف دما، وبين مشهد وآخر نتنفس الصعداء أملا في إشراقة جديدة للفرح.
رائع أنت أستاذ زياد، ورائعة أنت استاذة ميساء. شكرا لكليكما.
شكرا لعصفورة الشجن.
رائع أنت أستاذ زياد، ورائعة أنت استاذة ميساء. شكرا لكليكما.
شكرا لعصفورة الشجن.
عدل سابقا من قبل لطيفة الميموني في الأحد 8 سبتمبر 2019 - 16:42 عدل 1 مرات
لطيفة الميموني- عضو متميز
- عدد المساهمات : 335
تاريخ التسجيل : 21/03/2018
رد: مقتطفات من وجع للأديب زياد سقيرق
العفو أستاذي العزيز @زياد سقيرقزياد سقيرق كتب:أشكر الله الذي أكرمنا بهذا المنتدى الذي يلتقط حروفاً نكتبها بدمنا ودموعنا ويحفظها من الضياع ، شكراً لعصفورة الشجن الأستاذة ميساء البشيتي ، الأخت والصديقة والأستاذة وابنة البلد ، كل التحايا والتقدير .
هذا المنتدى يُزين بحروفكم الوضاءة
هذا المنتدى هو وطن هذه الحروف إلى أن تعود إلى وطنها
شكرا لك أستاذي العزيز على هذه الحروف التي تبكي وجعنا
وتنثر همنا على الضفاف... قد يأتيها يوم وتعود إلينا مكسوة بالفرح والآمان.
--------------------------------
![مقتطفات من وجع للأديب زياد سقيرق Aooo_o11](https://i.servimg.com/u/f66/14/42/89/14/aooo_o11.jpg)
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: مقتطفات من وجع للأديب زياد سقيرق
لطيفة الميموني كتب:انتقلنا بين مشاهد عديدة محزنة، وتهنا بين حروف تئن وجعا، تنزف دما، وبين مشهد وآخر نتنفس الصعداء أملا في إشراقة جديدة للفرح.
رائع أنت أستاذ زياد، ورائعة أنت شكرا لكليكما.
شكرا لعصفورة الشجن.
العفو غاليتي الرقيقة @لطيفة الميموني
هذا من لطفك أيتها الجميلة
محبتي
--------------------------------
![مقتطفات من وجع للأديب زياد سقيرق Aooo_o11](https://i.servimg.com/u/f66/14/42/89/14/aooo_o11.jpg)
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
![-](https://2img.net/i/empty.gif)
» مقتطفات... للأديب عماد أبو حطب
» من روائع الأديب زياد سقيرق
» من ذكريات الأديب زياد سقيرق
» في رثاء أمه زياد سقيرق أبكانا
» من روائع الأديب زياد سقيرق
» من روائع الأديب زياد سقيرق
» من ذكريات الأديب زياد سقيرق
» في رثاء أمه زياد سقيرق أبكانا
» من روائع الأديب زياد سقيرق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي