ديوك تصيح ظهراً الدكتور عبد القادر حسين ياسين

[h4]ديوك تصيح ظهراً
الدكتور عبد القادر حسين ياسين


يقول المثل الشعبي الفلسطيني : "الديك الفصيح في البيضة يصيح"... أي أن الإنسان النابه الذكي نعرف ملامحه وهو طفل، ولا أجد قاعدة أكثر خطأ، فكثير من العباقرة كانوا في غاية البلادة، وبعضهم طردتهم المدرسة لخمولهم.
الأديب المصري عباس العقاد لم يكمل دراسته، وقف حتى الابتدائية، وبعض الذين يعرفونه أشفقوا عليه، ولكن الشيخ محمد عبده عندما زاره في المدرسة واستمع إليه قال سوف يكون عظيماً فيما بعد!
ونصح أستاذ توفيق الحكيم والده  أن يبحث له عن شيء غير التعليم...!
وفي كتابه القيم "الأيـام" يقول الدكتور طـه حسين ، عميـد الأدب العربي ، أن أقصى طموحـات أسرته المعـدمـة كانت أن يصبح مؤذناً في مسجد، أو قارئاً في المقابر.
والزعيم البريطاني ونستون تشيرتشل ،  الحائز على جائزة نوبل في الأدب، كان بليـداً لا يحسن التعبير حتى العاشرة من عمره.
أمـا العالم البريطاني الأشهر ، تشـارلز دارون ، مؤلف كتاب Origin of the Species"أصل الأنواع" الذي يؤكد أن أصل الإنسـان ينحدر من سـلالـة القردة ، فقـد قال له أسـتاذه يومـاً :" أنت هـدر للفراغ...أنت لا تصلح لأي شيء...!!"
والمخترع الأميركي أديسون الذي أعطى البشرية  أكثر من ألف اختراع قالوا لوالده: "ابحث له عن أية صنعة...سائق شاحنة...طباخ...أي مهنـة...إن عقلـه قد تكلس..!"
وكان العالم الفيزيائي الألماني ألبرت اينشتاين ، الذي وصفه بيرترانـد راسل ذات يوم بأنه "أعظم عقل في القرن العشرين" ،  كان بليداً، وكان يستحوذ على الصفر بجدارة في كل المواد فيما عـدا الرياضيات، وقد رسب في جميع امتحانات القبول!
ولم تكن والدة العالم اسحق نيوتن ، أحد عباقرة القرن الماضي ، تتوقع لـه "أي مستقبل... في أي اتجاه...هــذا كل ما منحه الله له..."!
والفنان الاسباني الكبير بابلو  بيكاسو الذي يظل "يخربش" ليلاً ونهاراً، اقترحوا على والديه أن يعمل في أي مقهى، لأنه لا أمل في تقدمه!
والموسيقار الايطالي بوتشيني قال عنه أستاذه في الموسيقى : "لا أرى فيه أية موهبة...وخير له أن يتوقف وأن يبحث عن أية مهنة أخرى!"
وجيمس وات ، مخترع الآلة البخارية التي بدأت الثورة الصناعية في أوروبا على يديه، كان مادة للفكاهة  والتندر بين زملائه، وكانوا يقولون له معظم الوقت: " لم يخلق الله من هو أغبى منك!"
أما الشاعر الألماني هاينرش هاينه  فكان أبوه يقول له: " أنا لا أعرف لك أبا ولا أماً... إن الحمار أكثر ذكاء منك...أنت لا ينقصك إلا  ذيل!"
وكلها ديوك صغيرة لم نسمع لها صياحاً عند الفجر ...وإنما عند الظهيرة!