بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
حائرة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حائرة
حائرة
بين صمتي الثقيل وثرثرتي التي جبلت عليها منذ ألف عام أسئلة تتهاوى عليّ من كل حدب وصوب، أبتلعها في جوفي منذ دهر من الزمان... إلى أن ثارت عليّ، وتمردت، وخرجت بتظاهرات عرمرمية من باطن الجوف، وجانبيِّ الحلق، وطرف اللسان، وأنا حائرة: هل أدعها تخرج وتثرثر في الضوء وتحت أشعة الشمس، أم أبقيها أسيرة الصمت وظَلمة الأعماق؟
لا أجد الإجابة... طبعًا هذه كذبة بيضاء؛ فالإجابة هي الشيء الوحيد الذي أمتلكه في هذه الأعماق... لكنها كالرصاصة الطائشة إن انطلقت لا بد أن تقتللك في الذهاب وتقتلني في الإياب... كلانا بين مخلبي الإجابة!
هذا الصمت الذي يغلفني الآن هو وليد بعض الكوابيس التي تراودني، أو ربما بعض الأحلام، أو النبوءات: أنني كلما رفعت رأسي أصطدم بجدار، كلما زحفت بقدمي يسبقني جدار، كلما لمست طرف الخيط يقطعه ألف جدار... كنت أسمع كثيرًا عن غرف المرايا لكني لم أكن أعلم بوجود غرف الجدران!
لستُ من هواة الصمت؛ فالإجابات تتفجر على شفتي، تنطلق كقنابل الموت من حنجرني... لم أسكت يوم أحتلنا الظلام، ويوم غامت الشمس مؤازرة له، ويوم غادرتنا السحب الوردية ونامت في فراشه، لم أسكت، ولم يكن السكوت يعرف طريقًا إلي رُغم الوصايا العشر، والعشرون، والتسعون.
لا أطيق الصمت، لا أجيد السكوت، لا أمعن بغض الطرف لكنها قارئة الفنجان ما تزال تومئ بطرف إصبعها إلى جدار يقف بوجهي، أو يصطدم برأسي، أو يتمترس خلف النافذة بينما أنا غارقة في العتب على الشمس والقمر والسحب التي تمر ببيتي وتمطر عند الغير، ولا أرى ذلك الجدار الذي يمتد فيغلق كل منافذ النور والهواء.
كنت أستمد قوتي من الحكايات القديمة، الكتب القديمة، الأحاديث القديمة، الحيوات القديمة، لكني فجأة بدأت أنسل منها، أتسرب منها وألج حكايات، وكتب، وأحاديث، وحياة جديدة... غريبة بعض الشيء لكنها تتحدث كثيرًا عن فكرة تستطيع أن تحطم كل هذه الجدران... لكني مع ذلك حائرة: الفكرة في جوفي إن انطلقت أخشى أن أسقط أنا، وأنت، ويرتفع بيننا ذلك الجدار!
--------------------------------
![حائرة Aooo_o11](https://i.servimg.com/u/f66/14/42/89/14/aooo_o11.jpg)
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: حائرة
كنت أستمد قوتي من الحكايات القديمة، الكتب القديمة، الأحاديث القديمة، الحيوات القديمة، لكني فجأة بدأت أنسل منها، أتسرب منها وألج حكايات، وكتب، وأحاديث، وحياة جديدة... غريبة بعض الشيء لكنها تتحدث كثيرًا عن فكرة تستطيع أن تحطم كل هذه الجدران... لكني مع ذلك حائرة: الفكرة في جوفي إن انطلقت أخشى أن أسقط أنا، وأنت، ويرتفع بيننا ذلك الجدار!
لبيبة الدسوقي- عضو جديد
- عدد المساهمات : 32
تاريخ التسجيل : 23/01/2015
رد: حائرة
هذا الصمت الذي يغلفني الآن هو وليد بعض الكوابيس التي تراودني، أو ربما بعض الأحلام، أو النبوءات: أنني كلما رفعت رأسي أصطدم بجدار، كلما زحفت بقدمي يسبقني جدار، كلما لمست طرف الخيط يقطعه ألف جدار... كنت أسمع كثيرًا عن غرف المرايا لكني لم أكن أعلم بوجود غرف الجدران!
عشتار- عضو متميز
- عدد المساهمات : 895
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي