بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
تـسـع سـنـوات عـلـى رحـيـل يـوسـف الـخـطـيـب/ الدكتور عـبـد القادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
تـسـع سـنـوات عـلـى رحـيـل يـوسـف الـخـطـيـب/ الدكتور عـبـد القادر حسين ياسين
تـسـع سـنـوات عـلـى رحـيـل يـوسـف الـخـطـيـب/ الدكتور عـبـد القادر حسين ياسين
قرأتُ الخبر على الإنـتـرنـت:
رحل يوسف الخطيب..
لم يبدُ لي الخبر واضحاً، فثمة عديدون يحملون هذا الإسم.
لعله ليس هو المقصود- قلت لنفسي- فتحرَّيتُ،
لأجد تأكيداً له على عشرات المواقع الإخبارية:
رحل الشاعـر يوسـف الخـطـيـب..
أتذكر الآن أول مرة قـرأت فيها شعـراً له..
وفي ذاكرتي الـفـتـيـة، رَسـَت عـمـيـقـاً مقاطعُ وأبيات ،
من قصيدته المُستفـزة، الساخطة، المُحرِّضة “هـذي الملايين”:
أكاد أؤمـن من شـكٍ ومن عـجـبِ
هـذي الملايين ليست أُمـة العـربِ
هـذي الملايين لم يَـدرِ الزمانُ بـهـا
ولا بذي قار شدَّتْ راية الغـلـبِ
ولا على طـنـفِ اليرموك من دمها
وهـج الصـبـحُ تيَّاهاً من الحـقـبِ
أأُمتي: يا شموخ الرأس، مـتـلـعة
من غـلَّ رأسك في الأقـدام والرُكـبِ
أأنت أنت؟ أم الأرحام قـاحـلـة
وبدِّـلت من أبي ذرٍّ أبا لـهـب…؟!
وحينما قرأت دواوينه المنشورة آنذاك،
“العـيـون الظماء إلى النور” و“عائدون” و“واحة الجحيم”،
لم تفتني ملاحظة ما في شعـره من تدفـق وحـرارة ،
صادرين عن روح تـتـقـد بالإيمان والصدق،
وعن طاقة مشحـونة بالأمل ، والغضب المحرض على المقاومة والثورة.
لم يخـف يوسف الخـطيب الرقباء وجمهرة الوشاة ،
والكتبة الكَذَبَة والسفالات والمُسْفِـلـيـن ،
والملمِّعين جزمة السلطان بالـوراثة …
فـلـم يركض وراء جائزة ، ولم تغـره المواقع والمناصب…
وبقي وفـيـاً لقـولـتـه ومشروعـه.
ولقد مضى حتى الـيـوم الأخير في حياته بـيـقـيـن وهـمَّة لا تـفـتـر،
وراء هذه المبادىء والرسالة، ذائداً عنها ومترجماً لها،
في شعـره، كما في حضوره المتـعـدد،
السياسي والإعلامي والتوثيقي والتنظيمي والبحـثي.
ولم تكن ثمة مسافة فاصلة بين فـلسـطـيـنـيـتـه وعـروبـته،
فمثلما غـنَّى لسورية والعراق في مطولته “بالشام أهلي والهوى بـغـداد” ،
وعـينه وقـلبه على فـلسطين، أنشد لِغـزَّة الباسلة وحَيَّاها كرَايةٍ للعرب:
“لأنكِ أنتِ صقـرَ قـريشـنا،
وبـقـية الرمـقِ
لأنكِ أنتِ آخر راية لم تهـوِ،
فإصـطـفـقـي
لأنكِ أنتِ طير البعـثِ،
فإحترقي
وعـبـر رمادك، إنـبـثـقـي”
في السادس عـشر من حزيران 1911، ودَّعـنا يوسف الخطيب،
لم يَمَل، كما هي عادة من يتقدم بهم العمر ، ولا يجدون ما يشغـلهم.
ففي مقابلة صحفـية أجراها معه طلعـت سـقـيـرق، أفـضـى بما يشبه البوح ،
“لعـل الشاعـر الحقيقي، كما أتصوره،
هو الذي يفـارق الدنيا وما يزال في نفسه شيء من الـتوق”.
ولا نعرف ما “التوق” الذي ظل في نفسه..
ربما، توقه لفـلسطين التي طال كثيراً إحتلالها؟
وربما، توقه لقـيامة أُمة العـرب الحرَّة الواحدة ،
التي كرَّس لها عمره وأحلامه وقـصائده..؟
لا نعـرف..
لكننا قد نجـد رداً في إجابته على سؤال مُحاوره في المقابلة الآنـفـة الـذكـر:
“ماذا يقـول… للشعـراء الفلسطينيين الشباب؟”
“…الأكثر أهمية هـو أن تجد في مثل هذه الأيام من يمكن أن يصغي إليك…”
“أن تجـد من يصغي إليك…!
يااااه.. كم في هذا الكلام من أسى!
قرأتُ الخبر على الإنـتـرنـت:
رحل يوسف الخطيب..
لم يبدُ لي الخبر واضحاً، فثمة عديدون يحملون هذا الإسم.
لعله ليس هو المقصود- قلت لنفسي- فتحرَّيتُ،
لأجد تأكيداً له على عشرات المواقع الإخبارية:
رحل الشاعـر يوسـف الخـطـيـب..
أتذكر الآن أول مرة قـرأت فيها شعـراً له..
وفي ذاكرتي الـفـتـيـة، رَسـَت عـمـيـقـاً مقاطعُ وأبيات ،
من قصيدته المُستفـزة، الساخطة، المُحرِّضة “هـذي الملايين”:
أكاد أؤمـن من شـكٍ ومن عـجـبِ
هـذي الملايين ليست أُمـة العـربِ
هـذي الملايين لم يَـدرِ الزمانُ بـهـا
ولا بذي قار شدَّتْ راية الغـلـبِ
ولا على طـنـفِ اليرموك من دمها
وهـج الصـبـحُ تيَّاهاً من الحـقـبِ
أأُمتي: يا شموخ الرأس، مـتـلـعة
من غـلَّ رأسك في الأقـدام والرُكـبِ
أأنت أنت؟ أم الأرحام قـاحـلـة
وبدِّـلت من أبي ذرٍّ أبا لـهـب…؟!
وحينما قرأت دواوينه المنشورة آنذاك،
“العـيـون الظماء إلى النور” و“عائدون” و“واحة الجحيم”،
لم تفتني ملاحظة ما في شعـره من تدفـق وحـرارة ،
صادرين عن روح تـتـقـد بالإيمان والصدق،
وعن طاقة مشحـونة بالأمل ، والغضب المحرض على المقاومة والثورة.
لم يخـف يوسف الخـطيب الرقباء وجمهرة الوشاة ،
والكتبة الكَذَبَة والسفالات والمُسْفِـلـيـن ،
والملمِّعين جزمة السلطان بالـوراثة …
فـلـم يركض وراء جائزة ، ولم تغـره المواقع والمناصب…
وبقي وفـيـاً لقـولـتـه ومشروعـه.
ولقد مضى حتى الـيـوم الأخير في حياته بـيـقـيـن وهـمَّة لا تـفـتـر،
وراء هذه المبادىء والرسالة، ذائداً عنها ومترجماً لها،
في شعـره، كما في حضوره المتـعـدد،
السياسي والإعلامي والتوثيقي والتنظيمي والبحـثي.
ولم تكن ثمة مسافة فاصلة بين فـلسـطـيـنـيـتـه وعـروبـته،
فمثلما غـنَّى لسورية والعراق في مطولته “بالشام أهلي والهوى بـغـداد” ،
وعـينه وقـلبه على فـلسطين، أنشد لِغـزَّة الباسلة وحَيَّاها كرَايةٍ للعرب:
“لأنكِ أنتِ صقـرَ قـريشـنا،
وبـقـية الرمـقِ
لأنكِ أنتِ آخر راية لم تهـوِ،
فإصـطـفـقـي
لأنكِ أنتِ طير البعـثِ،
فإحترقي
وعـبـر رمادك، إنـبـثـقـي”
في السادس عـشر من حزيران 1911، ودَّعـنا يوسف الخطيب،
لم يَمَل، كما هي عادة من يتقدم بهم العمر ، ولا يجدون ما يشغـلهم.
ففي مقابلة صحفـية أجراها معه طلعـت سـقـيـرق، أفـضـى بما يشبه البوح ،
“لعـل الشاعـر الحقيقي، كما أتصوره،
هو الذي يفـارق الدنيا وما يزال في نفسه شيء من الـتوق”.
ولا نعرف ما “التوق” الذي ظل في نفسه..
ربما، توقه لفـلسطين التي طال كثيراً إحتلالها؟
وربما، توقه لقـيامة أُمة العـرب الحرَّة الواحدة ،
التي كرَّس لها عمره وأحلامه وقـصائده..؟
لا نعـرف..
لكننا قد نجـد رداً في إجابته على سؤال مُحاوره في المقابلة الآنـفـة الـذكـر:
“ماذا يقـول… للشعـراء الفلسطينيين الشباب؟”
“…الأكثر أهمية هـو أن تجد في مثل هذه الأيام من يمكن أن يصغي إليك…”
“أن تجـد من يصغي إليك…!
يااااه.. كم في هذا الكلام من أسى!
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 478
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
مواضيع مماثلة
» مـئـة عـام عـلـى الـثـورة التي هــَزَّت العـالـم د. عبد القادر حسين ياسين
» “ما أنا بقارئ…!!”/ الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» ”هـل لـدَيـكَ شـُـكوك… ؟!” / الـدكـتـور عـبـد القادر حسين ياسين
» ذاكـرة تـَحـت الـطـَـلـَب الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» الـكـتـاب فـي عـصـر الإنـتـرنـت/ الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» “ما أنا بقارئ…!!”/ الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» ”هـل لـدَيـكَ شـُـكوك… ؟!” / الـدكـتـور عـبـد القادر حسين ياسين
» ذاكـرة تـَحـت الـطـَـلـَب الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» الـكـتـاب فـي عـصـر الإنـتـرنـت/ الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ميساء البشيتي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» قبر واحد يكفي لكل العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:18 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج
» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة
» يسألني الياسمين ... ؟
الأحد 25 فبراير 2024 - 11:19 من طرف سلامة حسين عبد النبي