بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
قـاع الأمـّيـَّة العـَمـيـق في العـالم العـَرَبي/الدكتور عـبد القادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
قـاع الأمـّيـَّة العـَمـيـق في العـالم العـَرَبي/الدكتور عـبد القادر حسين ياسين
قـاع الأمـّيـَّة العـَمـيـق في العـالم العـَرَبي/الدكتور عـبد القادر حسين ياسين
كان موعدي معه صباح كل يوم على ناصية شارع الهاشمي ،
قرب محطة الباصات المركزية في عمان.
هو يفترش الأرض بالصحف والمجلات العربية والأجنبية ،
وينتهز فرصة ظهور إشارة المرور الحمراء المجاورة له ،
وعـندها تتوقف السيارات بكل أنواعها.
ويبدأ في تسويق صحف الصباح لسائقي السيارات الخاصة ،
وركاب سيارات الأجرة حتى تضيء الإشارة الخضراء ،
ويعود الى صحفه ومجلاته وكتبه على الرصيف ليبيع الثقافة للناس .
تعرفت الى إبراهيم (وهذا هو اسمه) منذ حوالي ثـلاثـيـن عاما ،
مع بداية مشواري اليومي من ماركا الشمالية الى الشميساني.
في أول الأمر ذهبت إليه لشراء بعض الـكتب.
ولاحظ الرجل أنني أمر عليه صباح كل يوم لشراء الصحـف المحلية…
وبعد ذلك ، تعودت أن أقضي نصف ساعة كل صباح ،
أتصفح فيها الصحف والمجلات العربية والكتب الجديدة ،
وأنتقي منها ما أريد ،
وفي النهاية أقوم بحسـاب ثمنها ، وأدفع له الثمن وأنصرف .
ولم يكن لديه متسع من الوقت ليناقشني في ما أدفع ،
فهو – كما قال لي فـيـما بعـد – “يعرف الزبون الجاد من وجهه”،
و “يـثـق في المثقفين ثقة عـمـياء” .
وعندما أصبحت “زبونا دائما” عـنده ،
بدأ الرجل يجرُّ معي أطراف الحديث في موضوعات شتى…
كنت أطلب إليه أن يحضر لي بعض الصحف والمجلات الأجنبية ،
( “التايمز” ، “الغارديان” ، “لوموند” ، “ديرشبيغل” وغيرها) .
ولم يخطر لي قـط على بال ،
لماذا كان يطلب إلي أن أكتب أسماء الصحف والمجلات الأجنبية التي أريدها ،
لكي يحضرها في اليوم التالي .
كنت أعتقد أنه ربما كان مشغولا مع الزبائن الآخرين ،
أو ربما كانت الذاكرة تخونه ،
مع أنه لم يتجاوز العقد الثالث من عمره…
وتمر أشهر عـديدة قبل أن أكتشف فيه الحقيقة المـُرَّة :
إن “بائع الثقافـة” ، صديقي الصدوق ،
أمّي لا يعـرف القـراءة ولا الكتابة .
وأعترف بأنني صُعـقـت ،
ولم أصدق ما قاله لي…
يا لها من مفارقة صارخـة :
بائع الثقافة للناس لا يـذوقـها ولا يـتـذوقـها…
كيف؟!
لا أدري…
ومع إقراري بحقيقة حجم الأمية في العالم العربي
(تشير ” المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة ” ،
التابعة لجامعة الدول العربية ، في تقريرها السنوي الصادر في الأسبوع الماضي ،
الى أن عـدد الأميين لدى الفئات العمرية التي تزيد عن 15 عاما، يبلغ 75 مليونا…)
فإنني لا أتخيل ، بأي شكل من الأشـكال ،
أن يكون “بائع الثقافـة” أمّـيـا..!!
إن جهل هـذا الرجل بالقراءة والكتابة ،
يمثل – بحق – قاع الأمية العميق جـدا في العالم العربي.
غني عن البيان أن مسـؤولية محو أميـة إبراهيم ،
هي مسؤوليته أولاً… ولكنها ، في الوقت نفسـه ،
مسؤولية كل نظـام عـربي .
ومما يحـزُّ في النفس أنه ليس ثمة مؤسسـة عربية واحـدة ،
بما في ذلك جامعة الدول العربية (أطـال اللـه بقـاءهـا!!) ، ومنظمـاتها المتخصصـة ،
استطاعت أن تقيم الـدليل على أنهـا ،
مؤهـلة لمواجهـة هـذا الواقع العـربي المحزن .
فاذا كان يحق للعرب أن يـخـتـلـفـوا في الشؤون السياسية ،
فـبأي حق يخـتلفون على محـو الأميـة ؟!
الاسـتثمار العربي ، هنا ، هو الأفضل ؛
لأنـه الأقل كلفـة والأوفر مردوداً…
انـه اسـتثمار يحول قـنـديل الزيت الشـاحب الى مصـباح مشـع…
وما الذي يحـول دون تجنيـد جامعة الدول العربية ،
أو المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة ،
لـهـذه المهمـة ما دامت التجارب العربية في التنمية ،
قـد منيت بالفشـل الذريع في معظمهـا ،
وما دامت الجامعة العربية (بل أجهزتها) عاطلة عن العمل ؟!
لمـاذا لا تتحمل الجامعة العربية عبء هـذا المشـروع العربي المتواضع ،
رغم أنه – في تقديري – لا يليق كثيراً بهيبتهـا التاريخية !!
“جمعية الصداقة الباكستانية – السويدية” ،
تتقاضى من العامل الباكستاني المهاجر الى السويد ،
أربعـين كراونا سـويدياً (خمسة دولارات أمريكية)
في الشهر لتعلمه[ا] القراءة والكتابة باللغتين الأوردو والسويدية….
أي أن تكلفة محو الأمية هنا لا تزيد عن ثمن فـنجـان قهوة ،
(كي لا أقول كأس ويسـكي!!) في أي مقهى يرتاده السياح العرب في أوروبا .
ولا أريد هنا أن أتحدث عن الأموال التي يبذرها بعض السـفهاء العرب،
في سهرات حمراء في حانات أوروبا ومواخيرها .
ان هذا الأموال تكفي لمحو الأمية في العالم العربي في المشرق والمغرب .
إن القـنديل الشـاحب ، الذي يصير مصباحا مشـعا ،
لن يضيء نفسه فـقط ، وإنما ينيـر ويسـتنير…
إلا إذا أصرَّ الزعـمـاء العرب على أن حكم الشـعـوب العربية أسـهل ،
إذا كان ثلاثون بالمئة منهم أميين !!
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 481
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
![-](https://2img.net/i/empty.gif)
» قـاع الأمـّية الـسَّـحـيـق في العـالم العـربي / الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» صـنـاعـة الـتـخـلـّـف! /// الدكتور عـبد القادر حسين ياسين
» رَحـمـَة بالـقـُـرَّاء..! الدكتور عـبد القادر حسين ياسين
» صـنـاعـة الـتـخـلـّـف!/ الدكتور عـبد القادر حسين ياسين
» “إذا فـَهـمـتَ نـَصَّـاً قــَتـَـلـتـَه…!! الدكتور عـبد القادر حسين ياسين
» صـنـاعـة الـتـخـلـّـف! /// الدكتور عـبد القادر حسين ياسين
» رَحـمـَة بالـقـُـرَّاء..! الدكتور عـبد القادر حسين ياسين
» صـنـاعـة الـتـخـلـّـف!/ الدكتور عـبد القادر حسين ياسين
» “إذا فـَهـمـتَ نـَصَّـاً قــَتـَـلـتـَه…!! الدكتور عـبد القادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي