إليك يا رمز الصمود

ذات مرة وصف الناقد الكبير رجاء النقاش نجيب محفوظ بأنه صاحب القلم الوديع،بل القلم الوديع نفسه،وهي صفة لم أر أجمل ولا أرق انسجاما ولا تآخيا مع حقيقة الدكتورة كوثر محبوب تقنية فريدة في اقتناء المفردات،تحسن بعد تحسن باللون الوردي اعتلى الأفق،وتصميم يزين طلاسم مشاعرك.أتجول في واحة إبداعك السرمدي،حروف رسمت بسمة على أديم ثغورها،هنا حرف آخر الدمعة على وجنتاه تتدلى،ها هناك حرف يزف الأمل ليزين بضياء الإبداع وصولجان العرش الروحي…
أختاه لن أدرف هودج المجاملات فحرفك مهما بدى مبدعا شامخا متوهجا لا يخفي تلك اللمسة الشجية،ربما تحنين للماضي،ربما تفتقدين أصحابك وإخوتك،كأنك حفرت حرفك أشحنته ماء عينيك،ربما في الماضي حين تكتبين تدمعين لكن هذا في الماضي في الماضي الذي لن يعود…
أحاول أن أجعل حروفي متواضعة وتخر ساجدة أمام حروفك المتألقة،وهذا أسمى تجليات التبجيل والتقديس للجمال الأدبي،والحس المرهق للرونق الشعري الخلاب،ردودك روح الأدب يسقيني رحيقه لأحس لذة الفكرة،وأستنشق عبق الذكرى- ذكرك للأيام الخوالي أختاه…
أصبحت بعد الآن تلميذك النجيب أحسن- نوعا ما- قراءة ما خلف السطور استنتجت مما أمامي هاهنا الكثير والكثير وأولت ما يحلو لي وهذه سمة الإبداع الأدبي، إياك أن تستخفي بقدراتي في إجلاء الشفرات وراء الادراج.. فالنتيجة أنني تحسنت ولن أخوض غمار النقاش عما أولت فهذا حقي، كقارئ نجيب لازال يحاول أن يتملى مراتب التفاني في الإبداع ليصير قلمي ندا لقلمك، والمنافسة لا تفقد شرفها مادامت ساحة الوغى بيننا الإبداع والخلق في أضيق الحدود…
أغبطك صار قلمك يدا لك تزرعين حروفك وتنضج ويصبح اخضرارها بهاء أزليا أبديا ورديا…