بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
حين نكبر
صفحة 2 من اصل 2
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
رد: حين نكبر
حين نكبر أجسادنا تهرم، تشيخ، تثقل خطواتها، تترنح يمنة ويسرة عند كل هبة ريح! لكن أرواحنا تعود إلى طفولتها تريد الركض، واللعب، والتحرر من القيود، لكن القيد الأكبر_ هذا الجسد المتهالك الذي يعد خطواته كما يعد أنفاسه_ لا يمكننا التحرر منه واللعب بعيدًا عنه!
يحاصرنا الضجر، ضيق الخلق، رتابة الأشياء، لكن خطواتنا الثقيلة تجعلنا نتقبلهم، نتعايش معهم، نتكئ عليهم كعكاز قديم نطرق به باب الغد على أمل أن يكون مختلفًا وأقل مللًا.
#حين_نكبر_منتدى_عصفورة_الشجن
يحاصرنا الضجر، ضيق الخلق، رتابة الأشياء، لكن خطواتنا الثقيلة تجعلنا نتقبلهم، نتعايش معهم، نتكئ عليهم كعكاز قديم نطرق به باب الغد على أمل أن يكون مختلفًا وأقل مللًا.
#حين_نكبر_منتدى_عصفورة_الشجن
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: حين نكبر
حين نكبر تتكاثر الأوجاع حولنا كما يتكاثر الذباب حول طبق الحلوى، تكش الذبابة عن يدك فتحط على أنفك! لكن ما يختلف هو تقبلنا لهذه الأوجاع، استسلامنا لها، محاولة التعايش معها.
أنا من النوع الذي يثيرني ويستفزني كل وجع جديد، أحاول فعليًا أن أتخلص منه بطرقة واحدة... لكن الذبابة أحيانًا لا تسقط من أول ضربة! قد تحتاج إلى عدة ضربات، وقد تفرُّ من أمامك وتعود أشرس من ذي قبل، وقد تصيبها بعد جهد وعناء، وترديها قتيلة، وتعلن انتصارك عليها... لكن هذا لا ينفي حقيقة أنك أنهكت، وخارت قواك، وتحتاج وقتًا لتستجمع ذاتك من جديد!
#حين_نكبر_منتدى_عصفورة_الشجن
أنا من النوع الذي يثيرني ويستفزني كل وجع جديد، أحاول فعليًا أن أتخلص منه بطرقة واحدة... لكن الذبابة أحيانًا لا تسقط من أول ضربة! قد تحتاج إلى عدة ضربات، وقد تفرُّ من أمامك وتعود أشرس من ذي قبل، وقد تصيبها بعد جهد وعناء، وترديها قتيلة، وتعلن انتصارك عليها... لكن هذا لا ينفي حقيقة أنك أنهكت، وخارت قواك، وتحتاج وقتًا لتستجمع ذاتك من جديد!
#حين_نكبر_منتدى_عصفورة_الشجن
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: حين نكبر
ماذا يعني عام جديد؟ لا أفهم هل يعني ذلك أن يتوقف عمل العقل والقلب وما ينبثق عنهما من أحاسيس ومشاعر ليبدأو عملهم من جديد في العام الجديد؟
هو عام مكمل للعام الذي سبقه وكأي طريق نمشيها فيها مطبات، صعود، هبوط، دحرجة، وقوع، نهوض... لذلك نتمنى فقط لهذا العام أو لهذه الطريق أن تكون أخف وطأة؛ كي نلتقط أنفاسنا المنهكة ونكمل المسير عامًا بعد عام... عام يكمل عامًا ولكنه ليس بجديد عنه أبدًا.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: حين نكبر
حين نكبر نظن لوهلة أننا رُكنِّا على الرف، لن يحتاجنا أحد، سنبقى مركونين هناك إلى أن يشاء الله... لكننا نكتشف أن الآمال لا تزال معلقة علينا، بل على العكس تمامًا؛ فنحن مصدر الأمل، والعطاء، والتجدد، وعلينا ألا نتراخى أو نضعف لأننا كالسد يحتمي بنا كل من يقف وراءنا... لا نستطيع أن نتداعى أو نتقهقر!
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: حين نكبر
حين نكبر نتمنى شيئًا واحدًا: لو أننا ادخرنا بعض القوة والصحة للأيام العجاف... الحكمة، النضج، الطاقة المتجددة كلها أشياء جميلة ومهمة... لكن القدرة على الحركة، الوقوف بصلابة، الركض، وحمل الأشياء، كلها أمور مهمة، بل مهمة جدًا؛ فبماذا تسعفك الحكمة، النضج، الطاقة المتجددة إن طلب إليك حفيدك الرضيع أن تحمله بين يديك، أن تلعب معه، أن تجري في أرض الديار حتى يتعلم منك المشي، الركض، اللعب، الفرح ؟ ماذا يعني أن يلجأ إليك حفيدك طالبًا منك وحدك أن تحتضنه بين يديك، وترفعه عاليًا ليلعب مع العصافير، أو يقبل وجه القمر؟
هذا فقط ما نتمناه حين نكبر... ألا نخذل أحفادنا قرة أعيننا.
هذا فقط ما نتمناه حين نكبر... ألا نخذل أحفادنا قرة أعيننا.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: حين نكبر
وما نتمناه حين نكبر _وهو طبعًا مجرد أمنيات_ أن تكون قوانا خارقة: نرفع الظلم عن أحبتنا، نشفيهم من أمراضهم، نأخذ عنهم همومهم وأوجاعهم، نزرع محبتهم في قلوب الآخرين، نرسم الفرح على محياهم، نمنحهم الأمل ونعدهم بصدق بأن الغد أجمل وأفضل، وألا تكون كلها وعود كاذبة كحقن المهدئ.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: حين نكبر
في الأعياد تشتعل المشاعر_ وكأن نارًا قوية وُقدت تحتها_ مشاعر الحنين التي لا تعرف من أين يبدأ اجتياحها لك؟!
ربما تكون لحظات سريعة، وعابرة، لكنها كفيلة بأن تهدم أسورًا أمضيت عمرًا في بنائها؛ لتحصن بها نفسك من ألم الفراق، ووجع الحنين!
حين نخلد لأنفسنا نفتح أبوابًا كانت موصدة منذ زمن، نركض في طرقات لم يعد لها أية ملامح، نتسلق جبالًا، ننزلق إلى أودية، نسبح مع تيارات غريبة؛ كأننا في حلم بعيد تتقاذفنا فيه كرات الحنين، ثم نعود بقلب وعيون ممتلئة بالدموع، نطفئ النيران التي أوقدها الحنين، وننفخ بنفس متقطع على ما تبقى من رماد، وننهض من جديد بابتسامة رضا مزيفة، ونكتب فصلًا جديدًا من غربة تأكلنا حتى النخاع.
ربما تكون لحظات سريعة، وعابرة، لكنها كفيلة بأن تهدم أسورًا أمضيت عمرًا في بنائها؛ لتحصن بها نفسك من ألم الفراق، ووجع الحنين!
حين نخلد لأنفسنا نفتح أبوابًا كانت موصدة منذ زمن، نركض في طرقات لم يعد لها أية ملامح، نتسلق جبالًا، ننزلق إلى أودية، نسبح مع تيارات غريبة؛ كأننا في حلم بعيد تتقاذفنا فيه كرات الحنين، ثم نعود بقلب وعيون ممتلئة بالدموع، نطفئ النيران التي أوقدها الحنين، وننفخ بنفس متقطع على ما تبقى من رماد، وننهض من جديد بابتسامة رضا مزيفة، ونكتب فصلًا جديدًا من غربة تأكلنا حتى النخاع.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: حين نكبر
حين نكبر يكبر حجم اكتشافنا للأشياء التي كنا نخشاها... ولكننا كنا نتجاوزها، ولا نقف عندها؛ القوة والقدرة على العطاء كانا يشكلان أكبر حاجز بيننا وبين رؤية الأشياء على حقيقتها! والوهم أيضًا بأننا سنبقى قادرين على التغيير، وعلى مسك زمام الأمور، والسيطرة على الهواء الذي نتنفسه... كلها أوهام فرضتها القوة بذلك الوقت.
الخيبة الحقيقية هي: أننا لو امتلكنا جبروت العالم، وقوته كلها كانت مجتمعة فينا، يجب أن نعد أنفسنا لهذه اللحظة، اللحظة التي يسحب فيها البساط من تحت أقدامنا، ونتأرجح في الهواء، ونكاد نقع... وربما نقع فعلًا ، ولا ننهض.
علينا ألا نراهن على أحلام العصر!
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: حين نكبر
لماذا يسكننا الخوف؟ هل نعود أطفالًا في ثياب كهلة؟ لم يخطر ببالي يومًا أن الخوف سيلازمنا كالظلال، ولم يخطر ببالي أن الأشياء تتغير بهذه السرعة، بالرغم من كل التوصيات والنصائح التي كانت تنهال علينا كحبات المطر ممن سبقونا ومروا بدهاليز هذه الغربة ألا أننا لم نصغ جيدًا؛ فكان لا بد أن يقع الرأس بين السندانة والمطرقة.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: حين نكبر
حين نكبر ونكتشف أننا أصبحنا في زمن آخر غير الذي ولدنا وترعرعنا في كنفه!
كيف يمكن لعدة عقود من الزمان أن تخرجنا من كوكبنا وتدخلنا في عوالم أخرى غريبة علينا بكل شيء؟! بل وترغمنا على تقبلها، والعيش في ظلالها، وطبعا وبكل تأكيد عدم العودة إلى ذلك الكوكب الذي نعرفه جيدًا، ونألفه جيدًا، لأنه لم يعد موجودًا الآن!
كنا نسمع عن النزوح، اللجوء، الشتات، المنافي، الغربة... كلها أوجاع مرت علينا، وحفرت في قلوبنا وعقولنا أنفاقًا لها، ولكن كل هذا لا يعتبر شيئًا يذكر امام هذه الغربة الحقيقية؛ حينما تلمس كل شيء فتجده مجرد فقاعة هواء، وأنك تستند إلى حائط من الهواء، وتقف على أرض من الهواء، تنام، تفيق، تأكل، تشرب، تحيا داخل دوامة من الهواء... وعليك أن تستمر، تناضل، تقاوم، تصمد داخل هذه الفقاعة الكبيرة قبل أن تتبعثر شظايا في هذا الهواء!
#حين_نكبر_منتدى_عصفورة_الشجن
كيف يمكن لعدة عقود من الزمان أن تخرجنا من كوكبنا وتدخلنا في عوالم أخرى غريبة علينا بكل شيء؟! بل وترغمنا على تقبلها، والعيش في ظلالها، وطبعا وبكل تأكيد عدم العودة إلى ذلك الكوكب الذي نعرفه جيدًا، ونألفه جيدًا، لأنه لم يعد موجودًا الآن!
كنا نسمع عن النزوح، اللجوء، الشتات، المنافي، الغربة... كلها أوجاع مرت علينا، وحفرت في قلوبنا وعقولنا أنفاقًا لها، ولكن كل هذا لا يعتبر شيئًا يذكر امام هذه الغربة الحقيقية؛ حينما تلمس كل شيء فتجده مجرد فقاعة هواء، وأنك تستند إلى حائط من الهواء، وتقف على أرض من الهواء، تنام، تفيق، تأكل، تشرب، تحيا داخل دوامة من الهواء... وعليك أن تستمر، تناضل، تقاوم، تصمد داخل هذه الفقاعة الكبيرة قبل أن تتبعثر شظايا في هذا الهواء!
#حين_نكبر_منتدى_عصفورة_الشجن
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
صفحة 2 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي