كلمة عتاب

كلمة عتاب
مضَيت بخيرك، شرك، لياليك الثقيلة، نهاراتك المتعبة، أعيادك المعلقة، آلامك، جراحك، قسوتك، مضيت وتركت آثار رحيلك معلقة على باب البيت.
لكن قبل أن تطويك الأيام وتدثرك في سجل الذكريات العتيقة المعتقة كنبيذ فاخر يتبختر على موائد ليلة الميلاد، قبل أن تسدل ستائر النسيان على آخر صفحة من صفحاتك دعني أذيلها لك بكلمة عتاب كما ذيلت لي عامًا من المرار!
أيها العام القديم الجديد الممتد على كل هذه الجراح هل ستنجو بظلمك وظلامك بعد أن أخذت من الغوالي الكثير، ابتلعتهم كما يبتلع الحوت أسماك البحر الصغيرة التي تقترب منه بحب وحنان، تضع أصابعها الطريه بين فكيه، تتحسس ببراءة نعومة جلده وبريق عينيه قبل أن يتقد الموت في جوفه فيحصد دون استئذان أفئدة أحبة لي.

أفئدة كانت ملجئي وملاذي، صومعة أفرُّ إليها عند كل استراحة محارب؛ لأمارس فيها طقوس بوحي، قبرًا أئد فيه أحزاني وآلامي وأسراري... لتمرُّ الأعياد تتوالى على عمري سوداءَ، خالية من أي بريق أمل، شعاع نور هارب، خيط ضوء تائه فقد بوصلته بعد أن لفظته أنسجة الشمس حين اعترتها آخر حالة تمرد!
تتطاير في الأفق أسئلة حائرة، تحاول التقاط بعض الأجوبة قبل أن تسقط أرضًا في السجدة الأخيرة أثناء الصلاة، تصفعني للمرة الألف عبارة (تلغى جميع مظاهرالاحتفالات بالعيد)
أليس العيد للفرح؟ فلماذا تلغى جميع مظاهر الاحتفالات؟
تتقاذفني الإجابات من اليمين إلى اليسار أو بالعكس، إجابات أمرُّ من علقم الصفعات: أوضاع قاسية في الأراضي المحتلة، لبنان، العراق، غزة هاشم،....... فلماذا أيها العام؟ لماذا يأتي العيد في هذه الأوقات القاسية من كل عام؟ ولماذا يقتلون العيد ألف مرة قبل أن يصل إلينا؟