بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
طريق الخوف
صفحة 1 من اصل 1
طريق الخوف
طريق الخوف
يسكنني خوف آخر.
أفرُّ من عاصفة عابرة بطائرة من الورق، أرسو على هرم من الكلمات، أغرس القلم في المحبرة، أثبته في رأس الصفحة، أحاول أن أرسم حلمًا يبدد العاصفة، أستغيث بالشمس؛ فتحتل غيمة كبيرة لوحة الأحرف...غيمة سوداء الهالة والقلب.
أُمنِّي قلبي كذبًا ببعض المطر؛ بساتين القلب جافة، الياسمين آن أوانه ولم يتفتح، الدحنون غائب منذ آخر ربيع، وعناقيد العنب متيبسة على الغصن.
يخيب ظنِّي بالمطر، تسقط زخات من الريح والرعد، يجفل الياسمين في حضن أمه، تتبعثر أوراق الزيتون والزعتر، يُقتل الدحنون في مهد الطفولة وتتفحم من حزنها عناقيد العنب... وأواصل خوفي ورسم حلمي على ورق.
تغيب الشمس عن حلمي، رسمي، صباحي، عن فضاءات كانت لها، عن أسطح الجوار حيث كان أطفال الحيِّ يلتقطون خيوطها اللامعة ويعبئونها في علبهم الصغيرة؛ لتضيء إليهم ممرات عتمة... الشمس أصبحت مثلي يسكنها الخوف!
غيمة جديدة ظهرت على الورق، نوازع الانتقام التي ورثتها عن أجدادي تتقاذفني كأمواج البحر، تملي عليَّ ببعض الخطط : قلم الرصاص وسيلتي، قلب الغيمة غايتي، وما بينهما سهام تتراشق من كتب الجاهلية العظمى... لم أصحُ من كابوس الثأر إلا على صراخ الغيمة، بكاء، عويل، دموع كزخات المطر تتوسل!
فهمت أخيرًا أن الغيم الاسود لا يهبط إلى الأرض ولا يستلقي على ورق!
غَلًتِ النيران في عقلي واستعرت وتمخض عن هذا الغليان ألف علامة تلغي نواميس الفهم: إن كانت الغيمات في السماء حبلى بالمطر، والغيمات على الورق حبلى بالدموع، فمن أين جاءت كل هذه الغيمات الحبلى بالغضب؟!
كيف جاء كل هذا الخراب من هذه الوجوه الطافحة بالبِشر والمتسمة بالوداعة والطيبة؟ من ألقاك يا يوسف في البئر، ومن أرسل ببقع الدم إلى أبيك، ومن عاد في آخر الحكاية يطلب الصفح والمغفرة؟
داخل أردان الأخوة غيومٌ سوداءَ تختبئ... إن لاحت بيارقها ستحرق رأس التاريخ، ستنهار مدينتي الفاضلة وبوابة عشتار، ستتبدد أحلام الفقراء بسعة صدر السماء وستلتف خيوط العنكبوت على عنق عذراء الحرير تمزقه قبل أوان القطف، وسيهبط الظلام إلى الأرض فيحيلها إلى حجارة صدئة، شواهد لقبورٍ حيَّة، دماء طيبة مسفوحة على أرصفة الجهل... تسأل ببراءة ذلك الذئب، وتطلب الثأر من بقع الدم، وترسم على الجدران بأحرف من لهب طريقاً آخر للخوف.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي