بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
( أرض البرتقال الحزين )
+2
محمد إيدسان
ميساء البشيتي
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 2
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
( أرض البرتقال الحزين )
( أرض البرتقال الحزين ) .
هذه رسالة مني إليك ..
إليك أيها الشهيد الرمز غسان كنفاني .. إليك أيها المناضل .. الميت الحيُّ في قلوبنا وإلى الأبد ..
أعلم أن هذه الرسالة جاءت متأخرة جداً .. لكنها الحقائق وحدها لا تموت بل أكثر من ذلك فهي دائماً تظهر على السطح من جديد ..لامعة .. براقة .. متوهجة .. يسطع نورها وتنبعث منها رائحة زكية .. رائحة دم الشهداء .. رائحة دم العظماء ..
لعلني أكون صريحة جداً حين أقول أنني لم أعرفك يا غسان من قبل .. أقصد لم أعرفك من خلال الغوص في بحر حروفك .. كنت أسمع عنك دائماً وأقرؤك .. لكنها كانت قراءة عابرة .. غير مستفيضة وربما على عجل .. إلى أن كان يوم وقعت فيه حروفك بين يدي ..
(رجال في الشمس ) كانت هي أول قراءة لي .. أول قراءة جديدة وجدية لأعمالك غسان كنفاني ..
غرقت في الحزن والدموع وأنا أقرأ رواية ( رجال في الشمس ) .. شعرت بشعور غريب بعد أن إاتهيت من قرائتها .. شعرت بأنني أحترق وأذوب في الشمس .. وأن ما بقي مني هو من يكتب إليك الآن ..
اليوم بين يدي ( أرض البرتقال الحزين ) .. أردت أن أتعرف إلى أرض البرتقال الحزين التي سكنت قلب غسان وسكن قلبها .. أردت أن أتذوق طعم هذا البرتقال الحزين من بيارات حروفك .. أردت أن أقطفه من كرومك أنت ..
لم أتخيل في حياتي كلها كاتباً يمكنه أن يبكيني إلى حد الإجهاش ما أن قرأت له صفحة أو صفحتين كما فعلت أنت !
ماذا تفعل بنا حروفك يا غسان كنفاني؟
كيف كانت تعيش بيننا هذه الأسطورة دون أن ندري أو ننتبه ؟
أشعر بحقد كبير بداخلي على هذا الشيء الغريب الذي يتربص بنا .. يندس بيننا .. ثم يخطف أرواحنا قبل أن نتذوق طعم البرتقال الحزين وقبل أن نشتم ياسمين فلسطين ..
إنه الموت ..
كم حرمنا الموت منك ومن شلالات إبداعك.. إبداعاتك التي لاتشبهها إبداعات .. كنت مدرسة مختلفة في الأدب .. كنت مدرسة فريدة بيننا بينما كنا نحن نرتع في مستنقعات الأمية والجهل .. الأمية بعروبة الحروف.. بقدسيتها .. بوطنيتها .. بعزها ودلالها .. والجهل بجميع الحقائق ..
كنت مدرسة تنبض شرايينها من قلب الأم فلسطين .. كأن حبل الصرة بينك وبينها لم ينقطع .. أكاد أقسم أن حروفك كانت تخرج من رحمها .. من رئتيها .. من فؤادها الممزق المكلوم ..
أنت يا غسان .. يا أستاذي ومعلمي .. كنت قلب فلسطين .. من خلالك .. من خلال الزحف على نبضات قلبك .. عشت أنا في غزة مع أنني لم أعرفها في يوم ..
تنقلت وتجولت معك في حيفا وعكا والكرمل مع أنني لم أزرهم في حياتي قط ..
أنا المقدسية المولد والنشأة عرفت القدس مسقط رأسي من خارطة قلبك .. سمعت لهجتها المحكية تخترق الحروف وتخرج آهات مطرزة على شال الاغتراب الذي نلتحفه هنا في بلاد ربما وصلتها عيناك ذات يوم وتركت لنا فيها رئتيك العامرة بعشق الأرض .. أرض البرتقال الحزين .. نستنشق منها رحيق برتقالها وهواء بياراتها ..
من رئتيك أنت أيها الميت .. أيها الميت الشهيد ..
فكيف سمح للموت أن يخطفك ويخنق الرئة التي نتنفس منها نسائم الوطن حين تعصف بنا رياح الذكرى الخانقة وتكتم على أنفاسنا في أولى ساعات الليل الثقيل ؟
كيف سمح للموت بهذا ؟
هواء فلسطين الذي كان معتمراً في رئتيك .. كان يغلي مع دوي كل انفجار ثم ينفجر أمامنا مخلفاً لنا تلك القصص التي كان أبطالها من لحمنا ومن دمنا ومن أوراق الليمون والزعتر التي نثرت على بلاط الشهداء .. ودم الشهداء .. الدم الذي سفك هناك بلا رحمة فجرت منه الأنهار ونبتت على ضفافها أزهار الدحنون التي كنت تعشقها وتودع عشقها في تلك المساحة الصغيرة من الفؤاد المخصصة لعشق الدحنون ..
هناك في أرض البرتقال الحزين حملتك التلال فوق جبينها علماً شامخاً وقف في وجه الرياح العاتية .. الرياح المعادية .. وأعلنك لتلك الرياح ..
هنا ولد غسان .. ابن فلسطين الطاهرة .. هنا ولدت حروفه الطاهرة ..هنا خرجت من رحم الأم فلسطين لكن حبل الصرة لم ينقطع ..
هنا حمل غسان روحه وحروفه على كفه وانطلق يمسح دمعك يا فلسطين الإبنة وفلسطين الأم وفلسطين العذراء التي ما زالت تنتظر حروف غسان كي تزف إليها .
وبقي يحملك أرض البرتقال الحزين .. وبقيت الروح تحرس الحروف وتضيء إليها القناديل كي تبقى مشتعلة في قلوبنا وفكرنا .. بقيت تحرس الآهات التي تخرج من رحم فلسطين .. بقيت تتصالح مع القدر وتوصيه خيراً بتلك العذراء التي لم تزل مخضبة بالحناء والدماء تنتظر أن تزف في يوم إلى تاج الحروف .
لكنه القدر .. لا يهادن .. لا يتصالح .. لا يقبل بالوصايا ..
ذهب القلم .. ترجل الفارس الذي كتب فلسطين بسطور من نور بعد أن كانت متشحة في الأسود ..
مات هذا القلم ..
قتل هذا القلم ..
ونحن في كل يوم نشرب من بعده فجيعة الموت وحسرة البعد وألم الفراق وخسارة قلم كان معداً لرسم معالم الانتصار .. معداً للزفاف على أرض البرتقال الحزين .
هذه رسالة مني إليك ..
إليك أيها الشهيد الرمز غسان كنفاني .. إليك أيها المناضل .. الميت الحيُّ في قلوبنا وإلى الأبد ..
أعلم أن هذه الرسالة جاءت متأخرة جداً .. لكنها الحقائق وحدها لا تموت بل أكثر من ذلك فهي دائماً تظهر على السطح من جديد ..لامعة .. براقة .. متوهجة .. يسطع نورها وتنبعث منها رائحة زكية .. رائحة دم الشهداء .. رائحة دم العظماء ..
لعلني أكون صريحة جداً حين أقول أنني لم أعرفك يا غسان من قبل .. أقصد لم أعرفك من خلال الغوص في بحر حروفك .. كنت أسمع عنك دائماً وأقرؤك .. لكنها كانت قراءة عابرة .. غير مستفيضة وربما على عجل .. إلى أن كان يوم وقعت فيه حروفك بين يدي ..
(رجال في الشمس ) كانت هي أول قراءة لي .. أول قراءة جديدة وجدية لأعمالك غسان كنفاني ..
غرقت في الحزن والدموع وأنا أقرأ رواية ( رجال في الشمس ) .. شعرت بشعور غريب بعد أن إاتهيت من قرائتها .. شعرت بأنني أحترق وأذوب في الشمس .. وأن ما بقي مني هو من يكتب إليك الآن ..
اليوم بين يدي ( أرض البرتقال الحزين ) .. أردت أن أتعرف إلى أرض البرتقال الحزين التي سكنت قلب غسان وسكن قلبها .. أردت أن أتذوق طعم هذا البرتقال الحزين من بيارات حروفك .. أردت أن أقطفه من كرومك أنت ..
لم أتخيل في حياتي كلها كاتباً يمكنه أن يبكيني إلى حد الإجهاش ما أن قرأت له صفحة أو صفحتين كما فعلت أنت !
ماذا تفعل بنا حروفك يا غسان كنفاني؟
كيف كانت تعيش بيننا هذه الأسطورة دون أن ندري أو ننتبه ؟
أشعر بحقد كبير بداخلي على هذا الشيء الغريب الذي يتربص بنا .. يندس بيننا .. ثم يخطف أرواحنا قبل أن نتذوق طعم البرتقال الحزين وقبل أن نشتم ياسمين فلسطين ..
إنه الموت ..
كم حرمنا الموت منك ومن شلالات إبداعك.. إبداعاتك التي لاتشبهها إبداعات .. كنت مدرسة مختلفة في الأدب .. كنت مدرسة فريدة بيننا بينما كنا نحن نرتع في مستنقعات الأمية والجهل .. الأمية بعروبة الحروف.. بقدسيتها .. بوطنيتها .. بعزها ودلالها .. والجهل بجميع الحقائق ..
كنت مدرسة تنبض شرايينها من قلب الأم فلسطين .. كأن حبل الصرة بينك وبينها لم ينقطع .. أكاد أقسم أن حروفك كانت تخرج من رحمها .. من رئتيها .. من فؤادها الممزق المكلوم ..
أنت يا غسان .. يا أستاذي ومعلمي .. كنت قلب فلسطين .. من خلالك .. من خلال الزحف على نبضات قلبك .. عشت أنا في غزة مع أنني لم أعرفها في يوم ..
تنقلت وتجولت معك في حيفا وعكا والكرمل مع أنني لم أزرهم في حياتي قط ..
أنا المقدسية المولد والنشأة عرفت القدس مسقط رأسي من خارطة قلبك .. سمعت لهجتها المحكية تخترق الحروف وتخرج آهات مطرزة على شال الاغتراب الذي نلتحفه هنا في بلاد ربما وصلتها عيناك ذات يوم وتركت لنا فيها رئتيك العامرة بعشق الأرض .. أرض البرتقال الحزين .. نستنشق منها رحيق برتقالها وهواء بياراتها ..
من رئتيك أنت أيها الميت .. أيها الميت الشهيد ..
فكيف سمح للموت أن يخطفك ويخنق الرئة التي نتنفس منها نسائم الوطن حين تعصف بنا رياح الذكرى الخانقة وتكتم على أنفاسنا في أولى ساعات الليل الثقيل ؟
كيف سمح للموت بهذا ؟
هواء فلسطين الذي كان معتمراً في رئتيك .. كان يغلي مع دوي كل انفجار ثم ينفجر أمامنا مخلفاً لنا تلك القصص التي كان أبطالها من لحمنا ومن دمنا ومن أوراق الليمون والزعتر التي نثرت على بلاط الشهداء .. ودم الشهداء .. الدم الذي سفك هناك بلا رحمة فجرت منه الأنهار ونبتت على ضفافها أزهار الدحنون التي كنت تعشقها وتودع عشقها في تلك المساحة الصغيرة من الفؤاد المخصصة لعشق الدحنون ..
هناك في أرض البرتقال الحزين حملتك التلال فوق جبينها علماً شامخاً وقف في وجه الرياح العاتية .. الرياح المعادية .. وأعلنك لتلك الرياح ..
هنا ولد غسان .. ابن فلسطين الطاهرة .. هنا ولدت حروفه الطاهرة ..هنا خرجت من رحم الأم فلسطين لكن حبل الصرة لم ينقطع ..
هنا حمل غسان روحه وحروفه على كفه وانطلق يمسح دمعك يا فلسطين الإبنة وفلسطين الأم وفلسطين العذراء التي ما زالت تنتظر حروف غسان كي تزف إليها .
وبقي يحملك أرض البرتقال الحزين .. وبقيت الروح تحرس الحروف وتضيء إليها القناديل كي تبقى مشتعلة في قلوبنا وفكرنا .. بقيت تحرس الآهات التي تخرج من رحم فلسطين .. بقيت تتصالح مع القدر وتوصيه خيراً بتلك العذراء التي لم تزل مخضبة بالحناء والدماء تنتظر أن تزف في يوم إلى تاج الحروف .
لكنه القدر .. لا يهادن .. لا يتصالح .. لا يقبل بالوصايا ..
ذهب القلم .. ترجل الفارس الذي كتب فلسطين بسطور من نور بعد أن كانت متشحة في الأسود ..
مات هذا القلم ..
قتل هذا القلم ..
ونحن في كل يوم نشرب من بعده فجيعة الموت وحسرة البعد وألم الفراق وخسارة قلم كان معداً لرسم معالم الانتصار .. معداً للزفاف على أرض البرتقال الحزين .
عدل سابقا من قبل ميساء البشيتي في السبت 9 أبريل 2016 - 19:26 عدل 4 مرات
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
تحية إبـاء وإجلال وشموخ ونضال
لكل من حمل قلمه سيفا مهندا مشهورا
بوجه الصمت المخزي وبوجه ثقافة
الهزيمة وبهذا الذل العربي والهوان...
يا غـسان قلائل أمثالك بزمن أشباه الرجال
يآ سوآرَ الذَهَبْ
تَسكُنُ [آلقَلبَ] ولآ تُصآدرُ النَبض
فعُدْ لِــ يعُودَ الحرفُ زُخرفَ القُولْ
فجميل أن تكون حاملا لهم وطن متوغل في الذاكرة العربية
التجرد من الانانية هو قمة النبل وذاك ما نحتاجه جميعا
لنرتقي بأنفسنا الى مستوى الانسانية والطهر
لـكن سيدتي ميـساء
أتُراهُ غادر حقا..؟!!
له في القلب منبتَ مودة..وباقات مَعَززةٍ
لئن رحل..
فقد فعل بأعماقنا عملَ السكين..المُجتثِ من أعماقنا..
*ميساء..*
أراكِ عنوان للوفاء..
دام قلمُكِ جسرَ وصلٍ بين الأحبة..
يا أمْي ... إنّي أراىآ دموعاً تُدْرَفُ هُنآ
وقلُوباً لا تحتَملُ الفُراقْ ...
....
تمهّلْي يا صديقْة ..
محمد إيدسان- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 622
تاريخ الميلاد : 13/02/1991
تاريخ التسجيل : 10/01/2010
العمر : 33
الموقع : حيث السماء محشوة بشذى الغضب
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
عزيزي أسير الأمل
اهلا بك ومرحبا يا امير
إضافة رائعة ومداخلة أروع هذه التي تفضلت بها عزيزي
غسان كنفاني نحتاج جدا أن نتكلم عنه في الأيام المقبلة
هذه الشخصيات الوطنية والأقلام الأدبية تصبح شحيحة في كل يوم
نحتاج غسان كنفاني أن يبقى حيا بيننا لأنه مدرسة متميزة في الأدب
شكرا لك عزيزي ودمت دائما السباق في جميع المجالات
اهلا بك ومرحبا يا امير
إضافة رائعة ومداخلة أروع هذه التي تفضلت بها عزيزي
غسان كنفاني نحتاج جدا أن نتكلم عنه في الأيام المقبلة
هذه الشخصيات الوطنية والأقلام الأدبية تصبح شحيحة في كل يوم
نحتاج غسان كنفاني أن يبقى حيا بيننا لأنه مدرسة متميزة في الأدب
شكرا لك عزيزي ودمت دائما السباق في جميع المجالات
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
مقدمة يوسف إدريس في المجموعة الكاملة لقصص غسان كنفاني .
مقدمة يوسف إدريس في المجموعة الكاملة لقصص غسان كنفاني .
يقول الدكتور يوسف إدريس في المقدمة التي كتبها لمجموعة قصص غسان كنفاني بأن التجربة الروحية التي مرّ بها وهو يقرأ كل هذه القصص القصيرة التي كتبها غسان أحدثت في نفسه آثاراً لم يكن يتصورها، فقد جعلت قضية الشعب الفلسطيني تتحول في نفسه من عريضة دعوى وأعمال بطولية أخبارية، وشعارات تحولت إلى مادة حية خالدة الحياة، إلى قلوب وصدور ونبض، إلى أطفال حقيقيين ونساء ورجال مثلما يتحول كتاب الجغرافيا أمام قارئه فجأة ليس فقط إلى فعليم حي، ولكن إلى أحياء يحملون على أكتافهم كل تاريخ ذلك الشعب وخصائصه، كل ملامحه ودروب خوالجه، كل ما يجعلهم أخلد حتى من الشعب ذاته، فليس أخلد من الشعب إلا الشعب حين يصبح غناءً وموسيقى ولوحات.
وفوق أنها جعلته، وأيضاً لأول مرة، يقرأ الإنتاج الكامل لغسان كنفاني، فقد جعلته يفطن أيضاً إلى أن قراءة قصص غسان القصيرة على انفراد شيء آخر غير قراءتها مجتمعة. ففوق أنها خلية حية ممكن أن تقوم بذاتها، فهي حين تنضم إلى باقي إنتاجه يكون الإنتاج جميعه كائناً حياً عملاقاً، أو بالأصح عملاً فنياً واحداً أكبر بكثير من كل مكوناته مجتمعة، تكون في النهاية "قصة" غسان كنفاني، ناهيك عن روعتها والأثر المهول الذي تتركه فهي هكذا وبالنهاية المروعة التي انتهتها أعظم قصة في تاريخ الأدب العربي.
بل ربما في تاريخ غيره من الآداب. ويضيف الدكتور إدريس قائلاً بأنه لم ير مثل هذا التكامل. فالبطل في مجموعة غسان الأولى مراهق يتكلم القضية لا يزال، ويتعلم عيش "النازحين" ويتعلم ضرب النار. وبالتدرج ينقل غسان القارئ مع البطل والقصبة للوصول بهذا المراهق إلى الحد الذي أصبح القتال عمله من أجل حل قضيته، وللوصول بالقضية إلى المدى الذي أصبحت فيه (أيديولوجية) كاملة وفلسفة بل وكل الحياة. وهناك النهاية تلك التي لم يكتبها غسان في قصصه القصيرة أو الطويلة فنهايات مثل تلك لا تكتب. لقد ظل يكتب حتى بلغ الحد الأعلى للكتابة، حتى لم يعد هناك ما يكتب.
وهكذا كان لا بد للنهاية أن تكون عملاً فوق الكتابة، وفوق آماد التصور، وفوق الخيال. كان لا بد أن تكون (العمل، الشعر) أو الاستشهاد، أرقى وأعظم وأنبل مراحل أي عمل فني أو إنساني على الإطلاق. لقد كانت فلسطين موضوع حياة غسان، وموضوع كتابات غسان، وموضوع رواياته، ومقالاته وقصصه القصيرة، كانت أيضاً موضوع حياته وموضوع موته. وهنا تكمن عبقرية غسان، هذا الإخلاص الكامل للقضية مع الصدق الكاسل لهذا الإخلاص جعله يستطيع أن يكتب كل هذه الأعمال، ومعظمها فنية، دون أن يكرر نفسه مرة أو يتحدث عن الشيء الواحد مرتين. وموضوعه الواحد لم يكن فلسطين كلها دائماً، كان شريحة واحدة من القضية، هي موقف الفلسطيني من قضية فلسطين.
ومن قصص غسان الأولى كان تأثره واضحاً بجوركي وتشيكوف وبالسابقين عليه قليلاً من جيله من الكتاب العرب وهذا شيء طبيعي ولكن غسان ما لبث أن وجد طريقه، فالقضية، ذلك الجبل المغناطيسي الهائل كان جذبها أقوى من أي قرعة أخرى، أو مسالك آخر. ونفسها القضية شكلت أسلوب غسان الخاص، وهكذا حدد غسان للعمل الفني القصصي الذي يتناول قضية شعبية شكلاً فنياً بارع الإتقان، وأهم ما فيه أنه غساني كنفاني مائة بالمائة.
منقول
يقول الدكتور يوسف إدريس في المقدمة التي كتبها لمجموعة قصص غسان كنفاني بأن التجربة الروحية التي مرّ بها وهو يقرأ كل هذه القصص القصيرة التي كتبها غسان أحدثت في نفسه آثاراً لم يكن يتصورها، فقد جعلت قضية الشعب الفلسطيني تتحول في نفسه من عريضة دعوى وأعمال بطولية أخبارية، وشعارات تحولت إلى مادة حية خالدة الحياة، إلى قلوب وصدور ونبض، إلى أطفال حقيقيين ونساء ورجال مثلما يتحول كتاب الجغرافيا أمام قارئه فجأة ليس فقط إلى فعليم حي، ولكن إلى أحياء يحملون على أكتافهم كل تاريخ ذلك الشعب وخصائصه، كل ملامحه ودروب خوالجه، كل ما يجعلهم أخلد حتى من الشعب ذاته، فليس أخلد من الشعب إلا الشعب حين يصبح غناءً وموسيقى ولوحات.
وفوق أنها جعلته، وأيضاً لأول مرة، يقرأ الإنتاج الكامل لغسان كنفاني، فقد جعلته يفطن أيضاً إلى أن قراءة قصص غسان القصيرة على انفراد شيء آخر غير قراءتها مجتمعة. ففوق أنها خلية حية ممكن أن تقوم بذاتها، فهي حين تنضم إلى باقي إنتاجه يكون الإنتاج جميعه كائناً حياً عملاقاً، أو بالأصح عملاً فنياً واحداً أكبر بكثير من كل مكوناته مجتمعة، تكون في النهاية "قصة" غسان كنفاني، ناهيك عن روعتها والأثر المهول الذي تتركه فهي هكذا وبالنهاية المروعة التي انتهتها أعظم قصة في تاريخ الأدب العربي.
بل ربما في تاريخ غيره من الآداب. ويضيف الدكتور إدريس قائلاً بأنه لم ير مثل هذا التكامل. فالبطل في مجموعة غسان الأولى مراهق يتكلم القضية لا يزال، ويتعلم عيش "النازحين" ويتعلم ضرب النار. وبالتدرج ينقل غسان القارئ مع البطل والقصبة للوصول بهذا المراهق إلى الحد الذي أصبح القتال عمله من أجل حل قضيته، وللوصول بالقضية إلى المدى الذي أصبحت فيه (أيديولوجية) كاملة وفلسفة بل وكل الحياة. وهناك النهاية تلك التي لم يكتبها غسان في قصصه القصيرة أو الطويلة فنهايات مثل تلك لا تكتب. لقد ظل يكتب حتى بلغ الحد الأعلى للكتابة، حتى لم يعد هناك ما يكتب.
وهكذا كان لا بد للنهاية أن تكون عملاً فوق الكتابة، وفوق آماد التصور، وفوق الخيال. كان لا بد أن تكون (العمل، الشعر) أو الاستشهاد، أرقى وأعظم وأنبل مراحل أي عمل فني أو إنساني على الإطلاق. لقد كانت فلسطين موضوع حياة غسان، وموضوع كتابات غسان، وموضوع رواياته، ومقالاته وقصصه القصيرة، كانت أيضاً موضوع حياته وموضوع موته. وهنا تكمن عبقرية غسان، هذا الإخلاص الكامل للقضية مع الصدق الكاسل لهذا الإخلاص جعله يستطيع أن يكتب كل هذه الأعمال، ومعظمها فنية، دون أن يكرر نفسه مرة أو يتحدث عن الشيء الواحد مرتين. وموضوعه الواحد لم يكن فلسطين كلها دائماً، كان شريحة واحدة من القضية، هي موقف الفلسطيني من قضية فلسطين.
ومن قصص غسان الأولى كان تأثره واضحاً بجوركي وتشيكوف وبالسابقين عليه قليلاً من جيله من الكتاب العرب وهذا شيء طبيعي ولكن غسان ما لبث أن وجد طريقه، فالقضية، ذلك الجبل المغناطيسي الهائل كان جذبها أقوى من أي قرعة أخرى، أو مسالك آخر. ونفسها القضية شكلت أسلوب غسان الخاص، وهكذا حدد غسان للعمل الفني القصصي الذي يتناول قضية شعبية شكلاً فنياً بارع الإتقان، وأهم ما فيه أنه غساني كنفاني مائة بالمائة.
منقول
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
العزيزة ميساء
وهو ليس كأي قلم ..دائما أستذكر قول شاعرنا محمود درويش في هذا العملاق حينما قال ( ومن أنا حتي أصف كاتبا غسل عن الأدب العربي عاره) أعتقد أنه لا قول بعد ذلك
سلمت ميساء
سلمت ميساء
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 51
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
نعم سميرة هكذا قال عنه محمود درويش وكذلك قيل عنه الكثير أما هو فقد قال الكثير أيضاً ومن أقواله الشهيرة
*إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية.
*إن الانتصار هو أن تتوقع كل شيء وألا تجعل عدوك يتوقع.
*إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، إنها قضية الباقين.
*إن الخيانة في حد ذاتها ميتة حقيرة.
رحم الله الشهيد الأديب الرمز غسان كنفاني وفي ذكرى استشهاده التي تصادف اليوم ندرك كم كان حجم خسارتنا به كبير وفقدنا له أكبر.
*إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية.
*إن الانتصار هو أن تتوقع كل شيء وألا تجعل عدوك يتوقع.
*إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، إنها قضية الباقين.
*إن الخيانة في حد ذاتها ميتة حقيرة.
رحم الله الشهيد الأديب الرمز غسان كنفاني وفي ذكرى استشهاده التي تصادف اليوم ندرك كم كان حجم خسارتنا به كبير وفقدنا له أكبر.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
أختي الغالية ميساء
هو غسان ميساء من علمنا ويعلمنا ... من غسل عن الادب العربي عاره كما قال عنه الراحل محمود درويش
لن يمر يوم استشهاده قبل أن يقال بحقه كلمات وكلمات .. قبل أن يقف الأحرار علي هذا اليوم
دمت ميساء ورحم الله شهيد القلم المناضل غسان كنفاني
تحياتي لك
لن يمر يوم استشهاده قبل أن يقال بحقه كلمات وكلمات .. قبل أن يقف الأحرار علي هذا اليوم
دمت ميساء ورحم الله شهيد القلم المناضل غسان كنفاني
تحياتي لك
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 51
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
كنت دائما ما أرى اسم "غسان كنفاني" على رفوف مكتبة أبي و أنا أتجول بينها... و دائما ما يشدني إليها أمر غريب لم أعرفه إلا بعد أن لمست يداي أولى قصصه و هي - كما كانت أولى لقاءاتك عزيزتي ميساء- "رجال في الشمس".... صراحة حزنت كثيرا و تحسرت على تلك السنين التي كنت أقف فيها أمام تلك الرفوف ألمح بريق هذا الإسم الرنان للشخص الأكثر من مبدع دون أن أمد يدي إليه... تحسرت و تألمت بشدة و ما كان لي إلا أن قرأت "رجال في الشمس" المرة تتلوها المرة حتى أنني لا أذكر عددها.... ما أتذكره هو أنني أجهشت بالبكاء بمجرد أن قرأت سيرته و نبذة عن حياته ، لأقف مصدومة أمام باقي السطور فرغم أن صفحات القصة معدودة إلا أنها تمكنت من سلب تفكيري و وجداني و سافرت بي في زيارة لفلسطين و مدنها الحبيبة، وطيلة "الرحلة" لم أتمالك دموعي و لم أتحكم في نفسي فقد فقدت السيطرة كلية فلا تجدني إلا و خداي لا تسعهما العبرات.... صرخت مع الشخصية في الأخير: "لماذا لم يدقوا جدار الخزان" حتى سمع صوتي كل من في البيت....... كان تواصلا أبكاني و آلمني تأخري عنه، و مع ذلك فخورة جدا "بالتعرف" عليه و سعيدة بالإستفادة منه و أخذ الشحنة من ذبذباته اللامتناهية... أنا الآن مدمنة "كنفاني" و كم أتمنى ألا يأتي يوم لا أجد فيه ما يروي ظمئي من إبداعاته الأخاذة... لكن أظن أنه يوم آت لا محالة و مع ذلك فلن أكف عن الإعادة حتى و إن حفظت ما جادت به "روحه" قبل قلمه ظهرا عن قلب..... لا يمر يوم إلا و قد قرأت من "عشقه" و "حروفه" أتزود منها و أستنشق منها عبق الإبداع و الحنين إلى الوطن، و أشكر من دفعني إلى الخطوة الأولى..... حقا "غسان كنفاني" يستحق منا أكثر مما نتوقع فما خلف وراءه هو كنز من أغلى و أثمن الكنوز و أعاتب نفسي كل يوم أن تخلفت عن الإرتشاف منه كل هذه المدة التي مضت.....
لك مني غاليتي ميساء كل الحب و انحناءات التقدير.. سلمت و بوركت عزيزتي....
لك مني غاليتي ميساء كل الحب و انحناءات التقدير.. سلمت و بوركت عزيزتي....
كوثر محبوب- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 144
تاريخ الميلاد : 25/10/1993
تاريخ التسجيل : 11/02/2010
العمر : 31
الموقع : المغرب
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
غاليتي سميرة
طبعا لن يمر يوماً دون أن نتذكره وأصلاً نحن نعيش ونقتات في غذائنا الروحي على ما تركه لنا وإلا لأصابتنا مجاعة أدبية كبيرة جداً
شكرا لحضورك المشرق دوما غاليتي سميرة ودمت .
طبعا لن يمر يوماً دون أن نتذكره وأصلاً نحن نعيش ونقتات في غذائنا الروحي على ما تركه لنا وإلا لأصابتنا مجاعة أدبية كبيرة جداً
شكرا لحضورك المشرق دوما غاليتي سميرة ودمت .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: ( أرض البرتقال الحزين )
غاليتي الدكتورة كوثر
سعدت أنك أخيراً التقطت ذلك الكتاب عن الرف وبذلك تكونين فتحت صفحة مهمة في حياتك .. غسان كنفاني ليس مجرد كاتب بل هو أديب وحكيم وفيلسوف .. انظري إلى كلماته كم هي عميقة وهادفة وكم تفسر لنا الكثير مما لم ننتبه له أصلاً .
رجال في الشمس إنها كالزلزال تزلزلنا من الأعماق وأنا أعترف أن كتابات غسان جميعها تأخذني إلى عالم آخر .. عالم أحبه جداً ولا أريد مغادرته .. إنها تتكلم عن فترة ذهبية في عمر القضية .. بعدها شاخت القضية وهرمت وأنى لها كغسان يعيد إليها البهاء ..
غاليتي كم سعدت أنك قرأت رجال في الشمس فهذا يجعلك أقوى جداً مما أنت عليه الآن لأنه يمدك بطاقة رهيبة ..
شكرا لحضورك المشرق يا كوثر وربي يحميك ويحفظك ويرعاك .
سعدت أنك أخيراً التقطت ذلك الكتاب عن الرف وبذلك تكونين فتحت صفحة مهمة في حياتك .. غسان كنفاني ليس مجرد كاتب بل هو أديب وحكيم وفيلسوف .. انظري إلى كلماته كم هي عميقة وهادفة وكم تفسر لنا الكثير مما لم ننتبه له أصلاً .
رجال في الشمس إنها كالزلزال تزلزلنا من الأعماق وأنا أعترف أن كتابات غسان جميعها تأخذني إلى عالم آخر .. عالم أحبه جداً ولا أريد مغادرته .. إنها تتكلم عن فترة ذهبية في عمر القضية .. بعدها شاخت القضية وهرمت وأنى لها كغسان يعيد إليها البهاء ..
غاليتي كم سعدت أنك قرأت رجال في الشمس فهذا يجعلك أقوى جداً مما أنت عليه الآن لأنه يمدك بطاقة رهيبة ..
شكرا لحضورك المشرق يا كوثر وربي يحميك ويحفظك ويرعاك .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
صفحة 1 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 4 ديسمبر 2024 - 11:30 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة