بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
هذه قصائدهـم..وهذا يكـفي..
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هذه قصائدهـم..وهذا يكـفي..
لا يتعلق الأمر هنا بمفهوم البطولة كما نرصدها في المتخيل الروائي والسينمائي،ولكن البطولة كفعل راقٍ يتأبط نيازك الأمل ويتلفع بمشاريع مجبولة بتدشين الآفاق النوعية التي تحتمي بها خصوبة فاتنة تطبع التاريخ بالمعطى الجمالي " شعرا،نثرا " وتنفث في الإنسان زخم وعنفوان الإقبال على تحصين الذاكرة من السقوط ضحية لقوى الأراجيف والإشاعات والتسويفات المتربصة بالحلم الوطني،وحق البرتقال في أن يجهش بالإنتماء الفلسطيني،والبيارات في أن تذاع وتشع في أرجائها أهازيج تتغنى بعبقرية الشعراء الذين فتحوا فجوات للقلق وبؤرا للإرتباك داخل الجسم السياسي الصهيوني الغاشم..
هكذا كان المفهوم البطولي لشعراء الأرض يتأجج بأشعارهم،شاعرنا لهذا الأسبوع إكتنف طاقة الرجولة والشجاعة بكل عفوية ورهافة ووعي حرص على الفعل الجمالي دائما..هو دوما ضارب في تيه الجغرافيا ولم ولن يضيع بوصلته الوطنية والشعرية،بل كان إخضرار القضية حاضرا شامخا متوهجا بكيانه..إحتفظ بقلبه الفلسطيني أيقونة للهوى القومي دائما..شاعرنا ونسمتنا اليوم :
مريـد البرغوثـي
شاعر التيه والمنافي
شاعرنا في سـطـور :
* ولد في قرية دير غسانة قرب رام الله 1944
* سافر إلى القاهرة ليلتحق بجامعتها العام
* تخرج من الجامعة المصرية فكانت اسرائيل قد إحتلت الضفة الغربية ومنعت الفلسطينين الموجودين في الخارج من العودة إلى وطنهم
* لعل ما يميز حياة البرغوثي هذا الحدث الأخير "منعه من دخول أرض الوطن" فبقي عالقا في رحلة التيه الإضطرارية لثلاثين حولا
* قبل أن يتسنى له أن يعود إلى رام لله سجل في رحلته في كتابه الشهير ' رأيتُ رام الله ' وكتب عبارته الشهيرة المكتنفة لأوج مراتب الألم مسترجعا ما حدث له آنذاك : ' نجحتُ في الحصول على شهادة تخرجي وفشلتُ في العثور على حائط أعلق عليه شهادتي '
* سُجن إثر معارضته لقرار الرئيس المصري أنور السادات لزيارة اسرائيل وتوقيع معاهدة صلح معها
* ثم نفيه ومُنع من دخول مصر والعيش مع أسرته لمدة 17 سنة
* عُرف مريد البرغوثي دائما بتشديده على الدور الحيوي والبارز للمثقف في تكوين رأي عام حر تجاه كل القضايا الوطنية المصيرية
* كان مستقلا عن أي تيار أو حزب أو سلطة سياسية بعض النظر عن شكل وطبيعة وهوية هذه السلطة
* رغم انحياز مريد البرغوثي الفطري لقضيته الفلسطينية كقضية وطن وشعب فإن ذلك لم يغلق موهبته الجميلة على ذاك المعنى،بل كان شديد الحرص بالمشترك الإنساني
* إبتعدت أعماله الأدبية عن التهويمات الغامضة واهتمت بتكريس جماليتها الخاصة وإبتكار أشكال وقوالب متجددة لها من دون أن يتخلى عن ولعه المؤثر في الإنغماس بتفاصيل العيش الفلسطيني اليومي ومادياته،مما ساهم في إنتشارها عالميا بمختلف اللغات...
(1) لا مشكلة لديّ !
أتَلَمَّسُ أحوالي…لا مشكلة لديّ
شكلي مقبولٌ. ولبعض الفتيات
أبدو بالشعر الأبيض جذاباً
نظّاراتي متقنةٌ
وحرارةُ جسمي سبعٌ وثلاثونَ تماماً
وقميصي مكويٌ وحذائي لا يؤلمني
لا مشكلة لدي
.
كَفّاَي بلا قَيْدٍ.
ولِساني لم يُسكَتْ بعد
لم يصدر ضدي حٌكْمٌ حتى الآن
ولم أُطرَدْ مِن عملي
مسموحٌ لي بزيارة مَن سَجَنوهمْ مِن أهلي
وزيارةِ بعضِ مقابرهمْ في بعض البلدان
لا مشكلة لدي
.
لا يدهشني أن صديقي أَنْبَتَ قَرْناً في رأسه
وأُحِبُّ بَراعَتَهُ في إخفاء الذيل الواضحِ تحت ملابِسِهِ
وهدوءُ مخالِبِهِ يُعجبني.
قد يفتك بي، لكني سوف أسامحهُ
فهو صديقي
وله أن يؤذيني أحياناً
لا مشكلة لدي
.
ما عادت بسمات مذيع التلفزيون تُسَبِّبُ لي أمراضاً.
وتعوَّدت على توقيف الكاكيَّين لألواني
ليلاً ونهاراً. ولهذا
أَحْمِلُ أوراقي الشخصيةَ حتى في المَسْبَح
لا مشكلة لدي
.
أحلامي رَكِبَتْ، أمسِ، قِطارَ الليلِ
ولم أعرف كيف أودعها
وأَتَتْني أنباءُ تَدَهْوُرِهِ في وادٍ ليس بذي زرعٍ
(ونجا سائقُه من بين الركّاب جميعاً)
فحمدت الله، ولم أبكِ كثيراً
فلديَّ كوابيسٌ صغرى
سأطوِّرها، إن شاء الله، إلى أحلامٍ كبرى
لا مشكلة لدي
.
أتلمَّس أحوالي منذ وُلدتُ إلى اليوم
وفي يأسي أتذكر
أن هناك حياةً بعد الموتِ
هناك حياة بعد الموت
ولا مشكلة لدي
.
لكني أسألُ:
يا ألله!
أهناك حياةٌ قَبْلَ الموت؟
(2) لا بأس
لا بأسَ أن نموتَ في فِراشِنا
على مِخَدَّةٍ نظيفةٍ
وبين أصدقائِنا
.
لا بأسَ أن نموتَ مَرَّةً
ونَعْقدَ اليديْنِ فَوْقَ الصَّدْرِ
ليس فيهما سوى الشُّحوبِ
لا خُدوشَ فيهما ولا قُيودْ
لا رايةً
ولا عَريضَةَ احتِجاج.
.
لا بأسَ أن نموت مِيتةً بلا غُبارْ
وليس في قُمْصانِنا
ثُقوبْ
وليس في ضُلوعِنا
أَدِلَّة
.
لا بأسَ أن نموت والمخدَّةُ البيضاءُ،
لا الرصيفُ
تحتَ خَدِّنا
وكَفُّنا في كَفِّ مَن نُحِبّ،
يُحيطُنا يأسُ الطبيبِ والممرِّضات
وما لنا سوى رَشاقَةِ الوداعِ
غَيرَ عابِئين بالأيامِ
تاركين هذا الكونَ في أَحوالِهِ
لعلَّ "غَيْرَنا"...
يُغَيِّرونَها.
(3) تفسير
شاعر يكتب في المقهى
العجوز، ظنَّتْه يكتب رسالة لوالدته
المُراهِقَة، ظَنَّتْهُ يكتب لحبيبته
الطفل، ظَنَّهُ يرسم
التاجر، ظَنَّهُ يَتَدَبَّرُ صَفْقَة
السائح، ظَنَّهُ يكتُبُ بِطاقَةً بريدية
الموظَّف، ظَنَّهُ يُحْصي دُيونَه
رَجُلُ البوليس السِّرِّيّ،
مَشى
نحوَهُ
بِبُطء..
هكذا كان المفهوم البطولي لشعراء الأرض يتأجج بأشعارهم،شاعرنا لهذا الأسبوع إكتنف طاقة الرجولة والشجاعة بكل عفوية ورهافة ووعي حرص على الفعل الجمالي دائما..هو دوما ضارب في تيه الجغرافيا ولم ولن يضيع بوصلته الوطنية والشعرية،بل كان إخضرار القضية حاضرا شامخا متوهجا بكيانه..إحتفظ بقلبه الفلسطيني أيقونة للهوى القومي دائما..شاعرنا ونسمتنا اليوم :
مريـد البرغوثـي
شاعر التيه والمنافي
شاعرنا في سـطـور :
* ولد في قرية دير غسانة قرب رام الله 1944
* سافر إلى القاهرة ليلتحق بجامعتها العام
* تخرج من الجامعة المصرية فكانت اسرائيل قد إحتلت الضفة الغربية ومنعت الفلسطينين الموجودين في الخارج من العودة إلى وطنهم
* لعل ما يميز حياة البرغوثي هذا الحدث الأخير "منعه من دخول أرض الوطن" فبقي عالقا في رحلة التيه الإضطرارية لثلاثين حولا
* قبل أن يتسنى له أن يعود إلى رام لله سجل في رحلته في كتابه الشهير ' رأيتُ رام الله ' وكتب عبارته الشهيرة المكتنفة لأوج مراتب الألم مسترجعا ما حدث له آنذاك : ' نجحتُ في الحصول على شهادة تخرجي وفشلتُ في العثور على حائط أعلق عليه شهادتي '
* سُجن إثر معارضته لقرار الرئيس المصري أنور السادات لزيارة اسرائيل وتوقيع معاهدة صلح معها
* ثم نفيه ومُنع من دخول مصر والعيش مع أسرته لمدة 17 سنة
* عُرف مريد البرغوثي دائما بتشديده على الدور الحيوي والبارز للمثقف في تكوين رأي عام حر تجاه كل القضايا الوطنية المصيرية
* كان مستقلا عن أي تيار أو حزب أو سلطة سياسية بعض النظر عن شكل وطبيعة وهوية هذه السلطة
* رغم انحياز مريد البرغوثي الفطري لقضيته الفلسطينية كقضية وطن وشعب فإن ذلك لم يغلق موهبته الجميلة على ذاك المعنى،بل كان شديد الحرص بالمشترك الإنساني
* إبتعدت أعماله الأدبية عن التهويمات الغامضة واهتمت بتكريس جماليتها الخاصة وإبتكار أشكال وقوالب متجددة لها من دون أن يتخلى عن ولعه المؤثر في الإنغماس بتفاصيل العيش الفلسطيني اليومي ومادياته،مما ساهم في إنتشارها عالميا بمختلف اللغات...
(1) لا مشكلة لديّ !
أتَلَمَّسُ أحوالي…لا مشكلة لديّ
شكلي مقبولٌ. ولبعض الفتيات
أبدو بالشعر الأبيض جذاباً
نظّاراتي متقنةٌ
وحرارةُ جسمي سبعٌ وثلاثونَ تماماً
وقميصي مكويٌ وحذائي لا يؤلمني
لا مشكلة لدي
.
كَفّاَي بلا قَيْدٍ.
ولِساني لم يُسكَتْ بعد
لم يصدر ضدي حٌكْمٌ حتى الآن
ولم أُطرَدْ مِن عملي
مسموحٌ لي بزيارة مَن سَجَنوهمْ مِن أهلي
وزيارةِ بعضِ مقابرهمْ في بعض البلدان
لا مشكلة لدي
.
لا يدهشني أن صديقي أَنْبَتَ قَرْناً في رأسه
وأُحِبُّ بَراعَتَهُ في إخفاء الذيل الواضحِ تحت ملابِسِهِ
وهدوءُ مخالِبِهِ يُعجبني.
قد يفتك بي، لكني سوف أسامحهُ
فهو صديقي
وله أن يؤذيني أحياناً
لا مشكلة لدي
.
ما عادت بسمات مذيع التلفزيون تُسَبِّبُ لي أمراضاً.
وتعوَّدت على توقيف الكاكيَّين لألواني
ليلاً ونهاراً. ولهذا
أَحْمِلُ أوراقي الشخصيةَ حتى في المَسْبَح
لا مشكلة لدي
.
أحلامي رَكِبَتْ، أمسِ، قِطارَ الليلِ
ولم أعرف كيف أودعها
وأَتَتْني أنباءُ تَدَهْوُرِهِ في وادٍ ليس بذي زرعٍ
(ونجا سائقُه من بين الركّاب جميعاً)
فحمدت الله، ولم أبكِ كثيراً
فلديَّ كوابيسٌ صغرى
سأطوِّرها، إن شاء الله، إلى أحلامٍ كبرى
لا مشكلة لدي
.
أتلمَّس أحوالي منذ وُلدتُ إلى اليوم
وفي يأسي أتذكر
أن هناك حياةً بعد الموتِ
هناك حياة بعد الموت
ولا مشكلة لدي
.
لكني أسألُ:
يا ألله!
أهناك حياةٌ قَبْلَ الموت؟
(2) لا بأس
لا بأسَ أن نموتَ في فِراشِنا
على مِخَدَّةٍ نظيفةٍ
وبين أصدقائِنا
.
لا بأسَ أن نموتَ مَرَّةً
ونَعْقدَ اليديْنِ فَوْقَ الصَّدْرِ
ليس فيهما سوى الشُّحوبِ
لا خُدوشَ فيهما ولا قُيودْ
لا رايةً
ولا عَريضَةَ احتِجاج.
.
لا بأسَ أن نموت مِيتةً بلا غُبارْ
وليس في قُمْصانِنا
ثُقوبْ
وليس في ضُلوعِنا
أَدِلَّة
.
لا بأسَ أن نموت والمخدَّةُ البيضاءُ،
لا الرصيفُ
تحتَ خَدِّنا
وكَفُّنا في كَفِّ مَن نُحِبّ،
يُحيطُنا يأسُ الطبيبِ والممرِّضات
وما لنا سوى رَشاقَةِ الوداعِ
غَيرَ عابِئين بالأيامِ
تاركين هذا الكونَ في أَحوالِهِ
لعلَّ "غَيْرَنا"...
يُغَيِّرونَها.
(3) تفسير
شاعر يكتب في المقهى
العجوز، ظنَّتْه يكتب رسالة لوالدته
المُراهِقَة، ظَنَّتْهُ يكتب لحبيبته
الطفل، ظَنَّهُ يرسم
التاجر، ظَنَّهُ يَتَدَبَّرُ صَفْقَة
السائح، ظَنَّهُ يكتُبُ بِطاقَةً بريدية
الموظَّف، ظَنَّهُ يُحْصي دُيونَه
رَجُلُ البوليس السِّرِّيّ،
مَشى
نحوَهُ
بِبُطء..
محمد إيدسان- عضو متميز
-
الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 622
تاريخ الميلاد : 13/02/1991
تاريخ التسجيل : 10/01/2010
العمر : 33الموقع : حيث السماء محشوة بشذى الغضب
رد: هذه قصائدهـم..وهذا يكـفي..
عزيزي أسير الأمل
الله سيعد أوقاتك يا طيب
كيف الحال والأحوال يا أسير الأمل ..عساك بألف خير
نعود لإدراجك الكريم وأقتبس ما يلي
""لا بأسَ أن نموتَ مَرَّةً
ونَعْقدَ اليديْنِ فَوْقَ الصَّدْرِ
ليس فيهما سوى الشُّحوبِ
لا خُدوشَ فيهما ولا قُيودْ
لا رايةً
ولا عَريضَةَ احتِجاج. ""
لا أستطيع التعليق .. هناك كلمات لا نعلق عليها بل ننحني لها
الف شكر يا أسير الأمل على هذه الباقات الرائعة التي تهدينا إياها
أتمنى لك السعادة والهناء وراحة البال
الله سيعد أوقاتك يا طيب
كيف الحال والأحوال يا أسير الأمل ..عساك بألف خير
نعود لإدراجك الكريم وأقتبس ما يلي
""لا بأسَ أن نموتَ مَرَّةً
ونَعْقدَ اليديْنِ فَوْقَ الصَّدْرِ
ليس فيهما سوى الشُّحوبِ
لا خُدوشَ فيهما ولا قُيودْ
لا رايةً
ولا عَريضَةَ احتِجاج. ""
لا أستطيع التعليق .. هناك كلمات لا نعلق عليها بل ننحني لها
الف شكر يا أسير الأمل على هذه الباقات الرائعة التي تهدينا إياها
أتمنى لك السعادة والهناء وراحة البال
![0021](/users/3113/10/90/94/smiles/0788.gif)
--------------------------------
![هذه قصائدهـم..وهذا يكـفي.. Aooo_o11](https://i.servimg.com/u/f66/14/42/89/14/aooo_o11.jpg)
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي