أنتم عيب الزمان وما لزماننا عيب سواكم..

للأسف قبعت العديد من الهيئات الحقوقية والأحزاب والمنابر الإعلامية في ركن معتم من قصور الإدراك والتحليل الفني العميق الناضج لمسار تطورات أشكال الإهانات للسيدة المغاربية "بملمح عام" قد يضن البعض أن كتاباتي هذه مجرد محاولات لتعميق الإشكال وتوسيع الهوة..لكني لطالما أطّرتُ محور كتاباتي،أؤمن أن المعاداة لا تعمل سوى على تذكية الصورة النمطية والتشهير العلني للاقيم وألوان الميوعة والتحرر الجنسي التي تروجه تلك الأعمال الدرامية لكن هذا لا يعني حقيقة الإتهام فالمنتوج المصري والكويتي هو صيغة لا فنية لإحتقار الذات المغربية،ولا أرى أي مبرر يشفع لي قصوري عن الدفاع عن شرف المرأة العربية بشكل عام والسيدة المغربية بشكل خاص..
يقول أحد الشعراء المشارقة منتقداً:" إن غياب المقاييس والضوابط في هذا الزمن قد سهل على الكثيرين إقتراف جريمة الشعر " وأنا أقول على ضوء ما قاله :" إن غياب غياب المقاييس والضوابط في هذا الزمن قد سهل على الكثيرين إقتراف جريمة الفن " فمثل هاته الأعمال الدرامية تغافلتْ بل تعامتْ وتغابتْ عن دور الفن الملتزم الراقي وهو الإرتقاء بالحس المشترك بين الشعوب فحين صوروا لنا المرأة العربية "بشكل عام" كمرادف للإنحلال الخلقي والتحرر الجنسي فهم يدشنون للمد العاتي من الإنحطاط الفكري والموقفي والمفاهيمي..مثلاً المسلسل الكرتوني "أبو قتادة وأبـو نبيل" لا يخفى على أي متأمل سذاجة تصور الرجال الكويتين المفترض أنهم رجال أموال وأثرياء العالم العربي ولا يخفى كذلك تلك الإساءة "الغير المباشرة" للنساء الكويتيات اللواتي صورهن العمل الكرتوني إلى مجرد نساء يخشين إفتقاد الرجل وليس إلى نساء يساهمن في بناء الوطن !! أليست هذه إهانة أيما إهانة في حق المرأة العربية ؟؟
أؤكد أن المسلسل صادم للكل،سحقاً لهم لقد وقّعوا على موتهم الفكري والموقفي بالعشرة صوروا الحياة كلها مرتبطة حول فحولتهم..ألم يئن الأوان ليكفوا عن عنتريتهم القائمة على ثقافة القبيلة ؟ ألا يتذكر هؤلاء الأشقاء ذاك الجندي المغربي المدافع عن أرض الكويت ضد العراق ببسالة وشجاعة منقطعة النظير دون أن يتهاون أو يتفاخر "فهذا واجبه المقدس" ؟ لكن تلك القراءة الإسقاطية لأصحاب تلك الأعمال اللافنية لا ترتفع عن نوع من القراء ات القائمة على فكرة طهارة العرق المشرقي عن غيره؛سأقولها دون تحفظ ولن تأخذني في الحق لومة لائم هذا إمتداد للفكر النازي المشرقي المعاصر،تقديس العرق المشرقي وإستعباد العرق المغاربي..نظرة مرضية وعقلية عشائرية قبلية بالله عليكم كفوا عن هذا الديماغوجيا..وإياكم أن تلوموا موقفنا منكم فإنتفاضة بعض نسائنا ضد الصورة النمطية وهذا الفكر النازي المشرقي التعسفي أمر مفهوم من وجهة نظرهن وخاصة أن قبول مثل تلك الصور النمطية قد يجني علينا أحكاماً مسبقة قيمية منحازة بين الثقافات..