بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
قراءة في ظلال المعنى/الومض .. اقصوصة " مراودة"
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قراءة في ظلال المعنى/الومض .. اقصوصة " مراودة"
مُراودة
- أنت جميلة حقاً لتكوني حقيقية.
أجابت: أنا هنا.. تعال إليّ.
فجأة، قطع علينا حبل خلوتنا صوتٌ ما عند الباب.
شاهدتها بغصونها الوارفة و حبات زيتونها المتلألأة تتحرك مسرعة عائدة مرة أخرى في اللوحة.
في جبل الكرمل.
القراءة
- أنت جميلة حقاً لتكوني حقيقية.
أجابت: أنا هنا.. تعال إليّ.
فجأة، قطع علينا حبل خلوتنا صوتٌ ما عند الباب.
شاهدتها بغصونها الوارفة و حبات زيتونها المتلألأة تتحرك مسرعة عائدة مرة أخرى في اللوحة.
في جبل الكرمل.
القراءة
من شرفة اللوحة يقيم القاص علاقة حميمة مع شجرة الزيتون و جبل الكرمل رمزي الوطن .. فلسطين ..
هذه الحميمية تبين من خلال التغزل :"انت جميلة".. ومن خلال المراودة ، و هو عنوان موح و حامل لدلالة القبول و النداء الانثويين للحب ..
الوطن يحب القاص .. شجرة الزيتون تناديه و تراوده :" تعال الي"..
الوطن يريد ان يهب نفسه للقاص و لابنائه و يمكنهم من حبه ..
لكن "صوتا ما" هو طبعا العدو .. يفسد و يخترق حميمية العلاقة مع الوطن .. يخرج القاص و وطنه من لحظة حب لا تصفو الا بالخلوة .. رمزا للاستقلال و السيادة ..
يقدم القاص العدو بايحاء لا يقرر هويته لحفظ سحر الغموض فنيا .. و دلاليا تنكرا له .. لا يريد ان يعترف به .. انه نكرة ..
كثافة الاقصوصة من كثافة الحلم و الرؤيا .. القصة الومضة هذه يدور حدثها في لحظة ومض و رؤيا .. في لحظة مناجاة لوحة .. امتلات بالحب و الوصل .. وانتهت بصوت ..
تمنى القاص ان تكون اللحظة حقيقية :" انت جميلة حقا لتكوني حقيقية".. لكن الصوت اخرجه من خلوة الحب .. فتتبدد الرؤيا و يفتر الومض .. ليعود القاص و يعود الوطن الى عالميهما البعيدين .. الاحتلال (صوت العدو يحضر بقوته و يبعد و يستحوذ على رموزالوطن) و المنفى و الشتات بعد ان طرد العدو القاص من خلوة الحب و الوصال مع الوطن..
و قد اشغل القاص بذكاء الايحاء على جوانب غير نصية موازية تكمل دلالة النص و تقوي رمزيته..
واختيار اللون يبرز هذا ، فقد اختار القاص لاقصوصته اللون الزيتوني .. و للعنوان اللون الاحمر..
انه يدلل بهما على علاقة الحب التي يعقدها مع الوطن .. فالاحمر هو لون الحب .. و الزيتوني يحيل على شجرة الزيتون التي ارتبطت في مسار القضية الفلسطينية و الادب الفلسطيني بدلالة الرمز للوطن .. فلسطين ..
و يسند هذا التاويل ورود شجرة الزيتون في النص بالدلالة ذاتها ..
و لان النقد قد يضيء ما لم يوله المبدع اعتبارا مقصودا .. فيظهر ان تصميم النص و هندسته قد يعطياننا انطباعا ان النص اتخذ شكلا اقرب و اشبه بشجرة ..
خالد المغربي- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 113
تاريخ الميلاد : 18/12/1989
تاريخ التسجيل : 17/06/2010
العمر : 34
الموقع : الرباط_ المغرب
رد: قراءة في ظلال المعنى/الومض .. اقصوصة " مراودة"
عزيزي خالد
صباح الورد
قراءة راقية ومهمة جدا
أنا استمتعت جدا بهذه القراءة وهذا التحليل الرائع والمنطقي ولكن يبقى أن ننتظر رأي العزيز ابن البلد لنرى كم وقفنا على حقيقة النص ..
شكرا يا خالد على هذه المحاولة الجادة وننتظر منك المزيد وبارك الله فيك يا غالي .
صباح الورد
قراءة راقية ومهمة جدا
أنا استمتعت جدا بهذه القراءة وهذا التحليل الرائع والمنطقي ولكن يبقى أن ننتظر رأي العزيز ابن البلد لنرى كم وقفنا على حقيقة النص ..
شكرا يا خالد على هذه المحاولة الجادة وننتظر منك المزيد وبارك الله فيك يا غالي .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: قراءة في ظلال المعنى/الومض .. اقصوصة " مراودة"
"كثافة الاقصوصة من كثافة الحلم و الرؤيا"
تحليل ممتع وجميل ..خالد..
حين ادركت نصاً لابن البلد
ادركت بوابة الإبداع..وولجت في مناكبها ..مخضبا روحك بأزاهير الكلمات
وعمق المعاني...
بارك الله فيك وفيه
تحليل ممتع وجميل ..خالد..
حين ادركت نصاً لابن البلد
ادركت بوابة الإبداع..وولجت في مناكبها ..مخضبا روحك بأزاهير الكلمات
وعمق المعاني...
بارك الله فيك وفيه
غادة البشاري- عضو متميز
- عدد المساهمات : 210
تاريخ التسجيل : 05/02/2010
رد: قراءة في ظلال المعنى/الومض .. اقصوصة " مراودة"
الأستاذ الحبيب و الأخ الغالي خالد المغربي..
بباقات من الأحترام و التقدير و كل المحبة أتقدم منك بالشكر الجزيل على قراءتك المتمعنة و العميقة في ومضتي المتواضعة.
سرني جداً سبرك البارع لأغوار النص و غوصك البديع في أعماق الكلمات لتخرج أهدافه و مراميه من بين السطور
بكل صدق.. أخي خالد و بدون أية مجاملة.. لقد تفوقت على النص بقراءتك العبقرية، و العميفة التي أعطته أبعاداً أخرى.. حتى أنه لم يفتك تسليط الضوء على تصميم النص و هندسته الشكلية التي فعلاً آتت بمحض الصدفة و هذا إن دل فأنما يدل على رقي ثقافتك و على رفعة ذائقتك الأدبية.
سعادتي لا توصف أخي الحبيب بأن وجدت حروفي صدى لدى من يُقدرّها و يزنها بميزان أدبي عالي التقنية..
دمت بكل الأحترام و التقدير.
:0019:
بباقات من الأحترام و التقدير و كل المحبة أتقدم منك بالشكر الجزيل على قراءتك المتمعنة و العميقة في ومضتي المتواضعة.
سرني جداً سبرك البارع لأغوار النص و غوصك البديع في أعماق الكلمات لتخرج أهدافه و مراميه من بين السطور
بكل صدق.. أخي خالد و بدون أية مجاملة.. لقد تفوقت على النص بقراءتك العبقرية، و العميفة التي أعطته أبعاداً أخرى.. حتى أنه لم يفتك تسليط الضوء على تصميم النص و هندسته الشكلية التي فعلاً آتت بمحض الصدفة و هذا إن دل فأنما يدل على رقي ثقافتك و على رفعة ذائقتك الأدبية.
سعادتي لا توصف أخي الحبيب بأن وجدت حروفي صدى لدى من يُقدرّها و يزنها بميزان أدبي عالي التقنية..
دمت بكل الأحترام و التقدير.
:0019:
إبن البلد- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 212
تاريخ الميلاد : 18/09/1978
تاريخ التسجيل : 12/01/2010
العمر : 46
رد: قراءة في ظلال المعنى/الومض .. اقصوصة " مراودة"
مساء الخير و الابداع ..
لاصدقكم القول لا اجمل من ان يشعر المرء بان انتاجه يروق القراء ..
ما اجمله من احساس بالرضى و الارتياح ..
و المعنى الذي تحمله القولة " كثافة الاقصوصة من كثافة الحلم و الرؤيا " قد استلهمتها من الناقد المغربي الاستاذ "محمد رمصيص" الذي ناقش تجربة القاص "اسماعيل البويحياوي" الذي ينثر قلمه ومضات مشرقة ..
لا ادعي ابوتها، و قد خانتني الامانة لانسب المعنى لصاحبه ..
النقد ،اخي العزيز ابن البلد، مدين للابداع بالحياة و الوجود .. اذ لا نقد بدون ادب و ابداع..
و مدين له بما يبلغه من صواب و جمالية .. فجمالية النقد فرع عن جمالية النص .. فهو الاصل الذي يلهم الناقد ..
المبدع له دوما قصب السبق في الابداع .. و الناقد يواكب و يصاحب و يعمق الفهم ..
كانت قراءة متواضعة ،فلم اتعمق كثيرا في الفهم و التحليل ، و لهذا فالنص قد تعوزه بعض التدقيقات ، فقد كتبته بتلقائية نسبية صاحبها بعض التصحيح امام الشاشة مباشرة دون اعداد..
النص لجماليته و كثافة دلالاته و ايحاءاته و رمزيته يحتاج وقفة و تفكيرا اعمق ، و هو اهل لكل اعجاب و تقدير و تاثر و تحليل ينصف جماليته..
انت موهوب اخي ابن البلد ، فلا يمكن لقلم غير موهوب ان ينثر هذا الومض في سماء الابداع ..
لاصدقكم القول لا اجمل من ان يشعر المرء بان انتاجه يروق القراء ..
ما اجمله من احساس بالرضى و الارتياح ..
و المعنى الذي تحمله القولة " كثافة الاقصوصة من كثافة الحلم و الرؤيا " قد استلهمتها من الناقد المغربي الاستاذ "محمد رمصيص" الذي ناقش تجربة القاص "اسماعيل البويحياوي" الذي ينثر قلمه ومضات مشرقة ..
لا ادعي ابوتها، و قد خانتني الامانة لانسب المعنى لصاحبه ..
النقد ،اخي العزيز ابن البلد، مدين للابداع بالحياة و الوجود .. اذ لا نقد بدون ادب و ابداع..
و مدين له بما يبلغه من صواب و جمالية .. فجمالية النقد فرع عن جمالية النص .. فهو الاصل الذي يلهم الناقد ..
المبدع له دوما قصب السبق في الابداع .. و الناقد يواكب و يصاحب و يعمق الفهم ..
كانت قراءة متواضعة ،فلم اتعمق كثيرا في الفهم و التحليل ، و لهذا فالنص قد تعوزه بعض التدقيقات ، فقد كتبته بتلقائية نسبية صاحبها بعض التصحيح امام الشاشة مباشرة دون اعداد..
النص لجماليته و كثافة دلالاته و ايحاءاته و رمزيته يحتاج وقفة و تفكيرا اعمق ، و هو اهل لكل اعجاب و تقدير و تاثر و تحليل ينصف جماليته..
انت موهوب اخي ابن البلد ، فلا يمكن لقلم غير موهوب ان ينثر هذا الومض في سماء الابداع ..
خالد المغربي- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 113
تاريخ الميلاد : 18/12/1989
تاريخ التسجيل : 17/06/2010
العمر : 34
الموقع : الرباط_ المغرب
رد: قراءة في ظلال المعنى/الومض .. اقصوصة " مراودة"
تحية حب ووفاء تليق بمقامكم الكريم ،،
إخوتي آسف على هذا التأخير _كعادتي القبيحة_
لكن مشاغل الدنيا وقلاقلها تحول دون التواصل اليومي
لكن لا بأس أن أصل متأخرا خير من ألا أصل أبدا
كما تقول المبدعة ميساء ،،
بداية أحييك خالد المغربي على هذا الحضور
الشامخ المتوهج ،
فلطالما ترسخ لدي هاجس طوال فترة غيابي
هاجس خشية غياب المغاربة بهذا المنبر التواصلي ،
على أساس أني الممثل الوحيد للمغاربة هنا
بعد غياب الدكتورة كوثر ،
لكني إطمئننت حين وقع بصري على حروف إسمك ،
شكرا لحضورك الراقي والمتميز ،
شرفت المغاربة أيما تشريف
وأنثر على هذا الحضور الياسمين والورد الدمشقي..
لن تسول لي نفسي أن أناقش أو أنتقد تحليلك خالد
لأن ما أعجبني فيك أكثر:
لم يستبد بك أي حرج في تشريحك للذات الكتابية للمبدع إبن البلد
لكن جميل أن نضيف بعض التفاصيل الفلاشية التي
تغني الرصيد المعرفي للقراء وتقر للنص
بحقه وتكيل له بعض التحايا الفنية لمستواه الشامخ بزمن الإنتكاس..
لست أجد بادئ ذي بدء أية دهشة في تجنب الكتاب
الأقصوصة أو القصة القصيرة بقدر انحيازهم
نحو الرواية على نحو أقرب إلى الإمتداح الصوفي..
فالقصة القصيرة جدا هذه "الكبسولة" الأدبية المكثفة ،
هذه "الكذبة" المتفق عليها بين القاص والمتلقي
-حد تعبير أنطون تشيكوف-
صارت إحدى أهم العلامات الثقافية وأحد أكثر
"الرادارات" الأدبية قدرة على إلتقاط إيقاعات النفس
وومضاتها الموسمية ،
وتسقط أدق خوالج الروح،
وصارت نقطة تماس حساسة مع كل الفعاليات الإبداعية :
الشعر،الموسيقى،التشكيل...
لتقدم لعصر "الساندويتش" أكلة أدبية خفيفة وحريفة...
والمبدع إبن البلد أتيحت لي فرصة رصد مشروعه الكتابي
عن كثب ولاحظت تطورا ملحوظا على مستوى
تقنيات السرد "الرؤيوي"،
فقد أدهشتني قدرتك الفذة سيدي
في التنقل بالعناصر الوصفية من السطح الساكن للمشهد
إلى العمل في الزمان المتحرك-ضمنيا-
للأقصوصة ،
وقد سجلت بعض الملاحظات فيما يخص أهم التحولات
المنهجية في هذه الأقصوصة وأسجلها كالآتي دون غوض غمار
الشرح لأن المقام لا يسمح :
1_التحول من الحدث إلى اللاحدث أو من الحدث الديناميكي
إلى الحدث الستاتيكي
2_التحول من الفضاء الهندسي الموضب إلى الفضاء اللاهندسي
المبعثر وأحيانا إلى اللافضاء
3_التحول من التسلسل الزمني (الدياكرونية) إلى المراوحة الزمنية
وتداخل الأزمنة بشكل رؤيوي (الساكرونية)..
وهذه النقاط المنهجية تجسدت بشكل مرحلي عبر
مشوارك الكتابي بهذا الفن المكثف..
وكما سبق وأن أشرت :
فالتكثيف عائق منهجي أمام إستيعاب المعنى والمعطى الدلالي
لكن تكمن عبقرية المبدع في مدى تلاعبه بالتكثيف
ليس لكونه عائقا وقيدا منهجيا بل يكثف كيف وأنى شاء
كأنه يمارس أسمى تجليات الحرية..
سيدي إبن البلد هنا تسجل أوضح إنعطافاتك الأسلوبية نحو مايسمى
ب"السرد الرؤيوي" وذلك بالإنتقالات الفجائية
عبر الزمان والمكان بشكل يستفز أفق إنتظار القارئ..
لن أناقش المضمون لأن خالد أخد قصب السبق
في تحليل المتن لكن أشير إلى المقام اللغوي
على أساس أن اللغة هي المعطى المادي الوحيد
الذي يتعامل معه القارئ وهو المسؤول "معطى اللغة"
عن أدبية خطاب النص ولذلك أقول
أن لغتك لغة شعرية ترنو إلى بسط وتكثيف المشهد ،،
وتبدو مشهدية وحسية تماما،،
كما يبدو نسيجها السردي محبوكا بشفافية وذكاء ،،
وتنفيد بارع لصيغة الأقصوصة داخل جسم القصة القصيرة..
ولأن زمن الومضة كان وطنيا في الأساس فقد كان
"البطل" الأقصوصة أو"ضيفها الشرفي"
وطنيا بالضرورة ،،
لتمتد بتجربتك القصصية من صراع النحن مع النحن
إلى صراع النحن مع الآخر "الكيان الغاشم"،،
هذه كانت مجرد خطوط فلاشية حول هذه الأيقونة
التي تحوي أسئلة مقلقة وملغومة ومباغثة...
فما الذي تخفيه لنا أيضا أيها
السارد،المبدع الرؤيوي،العبقري..بإمتياز ؟؟
الكثير..المثير..الفاتن..المدهش...أغلب الظن...
إخوتي آسف على هذا التأخير _كعادتي القبيحة_
لكن مشاغل الدنيا وقلاقلها تحول دون التواصل اليومي
لكن لا بأس أن أصل متأخرا خير من ألا أصل أبدا
كما تقول المبدعة ميساء ،،
بداية أحييك خالد المغربي على هذا الحضور
الشامخ المتوهج ،
فلطالما ترسخ لدي هاجس طوال فترة غيابي
هاجس خشية غياب المغاربة بهذا المنبر التواصلي ،
على أساس أني الممثل الوحيد للمغاربة هنا
بعد غياب الدكتورة كوثر ،
لكني إطمئننت حين وقع بصري على حروف إسمك ،
شكرا لحضورك الراقي والمتميز ،
شرفت المغاربة أيما تشريف
وأنثر على هذا الحضور الياسمين والورد الدمشقي..
لن تسول لي نفسي أن أناقش أو أنتقد تحليلك خالد
لأن ما أعجبني فيك أكثر:
لم يستبد بك أي حرج في تشريحك للذات الكتابية للمبدع إبن البلد
لكن جميل أن نضيف بعض التفاصيل الفلاشية التي
تغني الرصيد المعرفي للقراء وتقر للنص
بحقه وتكيل له بعض التحايا الفنية لمستواه الشامخ بزمن الإنتكاس..
لست أجد بادئ ذي بدء أية دهشة في تجنب الكتاب
الأقصوصة أو القصة القصيرة بقدر انحيازهم
نحو الرواية على نحو أقرب إلى الإمتداح الصوفي..
فالقصة القصيرة جدا هذه "الكبسولة" الأدبية المكثفة ،
هذه "الكذبة" المتفق عليها بين القاص والمتلقي
-حد تعبير أنطون تشيكوف-
صارت إحدى أهم العلامات الثقافية وأحد أكثر
"الرادارات" الأدبية قدرة على إلتقاط إيقاعات النفس
وومضاتها الموسمية ،
وتسقط أدق خوالج الروح،
وصارت نقطة تماس حساسة مع كل الفعاليات الإبداعية :
الشعر،الموسيقى،التشكيل...
لتقدم لعصر "الساندويتش" أكلة أدبية خفيفة وحريفة...
والمبدع إبن البلد أتيحت لي فرصة رصد مشروعه الكتابي
عن كثب ولاحظت تطورا ملحوظا على مستوى
تقنيات السرد "الرؤيوي"،
فقد أدهشتني قدرتك الفذة سيدي
في التنقل بالعناصر الوصفية من السطح الساكن للمشهد
إلى العمل في الزمان المتحرك-ضمنيا-
للأقصوصة ،
وقد سجلت بعض الملاحظات فيما يخص أهم التحولات
المنهجية في هذه الأقصوصة وأسجلها كالآتي دون غوض غمار
الشرح لأن المقام لا يسمح :
1_التحول من الحدث إلى اللاحدث أو من الحدث الديناميكي
إلى الحدث الستاتيكي
2_التحول من الفضاء الهندسي الموضب إلى الفضاء اللاهندسي
المبعثر وأحيانا إلى اللافضاء
3_التحول من التسلسل الزمني (الدياكرونية) إلى المراوحة الزمنية
وتداخل الأزمنة بشكل رؤيوي (الساكرونية)..
وهذه النقاط المنهجية تجسدت بشكل مرحلي عبر
مشوارك الكتابي بهذا الفن المكثف..
وكما سبق وأن أشرت :
فالتكثيف عائق منهجي أمام إستيعاب المعنى والمعطى الدلالي
لكن تكمن عبقرية المبدع في مدى تلاعبه بالتكثيف
ليس لكونه عائقا وقيدا منهجيا بل يكثف كيف وأنى شاء
كأنه يمارس أسمى تجليات الحرية..
سيدي إبن البلد هنا تسجل أوضح إنعطافاتك الأسلوبية نحو مايسمى
ب"السرد الرؤيوي" وذلك بالإنتقالات الفجائية
عبر الزمان والمكان بشكل يستفز أفق إنتظار القارئ..
لن أناقش المضمون لأن خالد أخد قصب السبق
في تحليل المتن لكن أشير إلى المقام اللغوي
على أساس أن اللغة هي المعطى المادي الوحيد
الذي يتعامل معه القارئ وهو المسؤول "معطى اللغة"
عن أدبية خطاب النص ولذلك أقول
أن لغتك لغة شعرية ترنو إلى بسط وتكثيف المشهد ،،
وتبدو مشهدية وحسية تماما،،
كما يبدو نسيجها السردي محبوكا بشفافية وذكاء ،،
وتنفيد بارع لصيغة الأقصوصة داخل جسم القصة القصيرة..
ولأن زمن الومضة كان وطنيا في الأساس فقد كان
"البطل" الأقصوصة أو"ضيفها الشرفي"
وطنيا بالضرورة ،،
لتمتد بتجربتك القصصية من صراع النحن مع النحن
إلى صراع النحن مع الآخر "الكيان الغاشم"،،
هذه كانت مجرد خطوط فلاشية حول هذه الأيقونة
التي تحوي أسئلة مقلقة وملغومة ومباغثة...
فما الذي تخفيه لنا أيضا أيها
السارد،المبدع الرؤيوي،العبقري..بإمتياز ؟؟
الكثير..المثير..الفاتن..المدهش...أغلب الظن...
محمد إيدسان- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 622
تاريخ الميلاد : 13/02/1991
تاريخ التسجيل : 10/01/2010
العمر : 33
الموقع : حيث السماء محشوة بشذى الغضب
مواضيع مماثلة
» ظلال الحروف .. صبحي ياسين .
» قراءة أولية في رواية جيرترود
» قراءة أدبية في " ظل سور المسجد الكبير " للأديبة سعاد الأمين .
» قراءة أولية في رواية جيرترود
» قراءة أدبية في " ظل سور المسجد الكبير " للأديبة سعاد الأمين .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي